جيون
06-12-2000, 01:06 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فأنت في حضرة الله سبحانه وتعالى الذي غمرك بالنعم حين تقرأ " الحمد لله رب العالمين " .. وجعلك تطمئن إلى قضائه لأنه الرحمن الرحيم أي أن ربوبيته جل جلاله ليست ربوبية جبروت بل هي ربوبية رحمان ورحيم لذا وجب عليك أن تحمده وتؤمن به وبفضل نعمه التي تحسها وتعيش فيها .. فاحذر من مخالفة منهجه لأنه " مالك يوم الدين "
حين يستحضر الحق سبحانه وتعالى ذاته بكل هذه الصفات .. التي فيها فضائل الألوهية , ونعم الربوبية .. والرحمة التي تمحو الذنوب والرهبة من لقائه يوم القيامة تكون قد انتقلت من صفات الغيب إلى محضر الشهود .. استحضرت جلال الألوهية لله وفيوضات رحمته .. ونعمه التي لا تحد وقيوميته يوم القيامة ..
فحين تقرأ قوله تعالى : ( إياك نعبد ) فقد طلبت منه سبحانه المقابلة الخاصة .. والمقابلة تكون اما شخص مع شخص او شخص مع مجموعة ناس .. فحين تقول إياك سأقابل .. أي بمعنى ذلك ان المقابلة ستكون خاصة بينك وبين من تقابل ..
العبادة له سبحانه قصرت لذاته الكريمة .. لأنه لو قال نعبدك وحدك فهي لا تؤدي المعنى نفسه .. لأنك قد تقول نعبدك وحدك ومعك كذا وكذا .. ولكن اذا قلت " إياك نعبد " وقدمت إياك .. تكون قد حسمت الأمر بأن العبادة لله وحده . .. فلا يجوز العطف عليها .. فالعبادة خضوع لله سبحانه وتعالى بمنهجه افعل ولا تفعل .. فقوله تعالى : ( إياك نعبد ) تنفي العبودية لغير الله .. أي لا نعبد غير الله ولا يعطف عليها أبدا .. اذن " إياك نعبد" أعطت تخصيص العبادة لله وحده لا إله غيره ولا معبود سواه .. وعلينا أن نلتفت إلى قوله تبارك وتعالى : ( لو كان فيهما ءالهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون )
العلة والمعلول في اللغة العربية -- إذا أراد ابنك ان ينجح في الامتحان فإنه لا بد أن يذاكر .. وعلة المذاكرة هي النجاح .. فكأن النجاح ولد في ذهني أولا .. بكل ما يحققه لي من ميزات ومستقبل .. إذن فالدافع قبل الواقع .. أي أنك استحضرت النجاح في ذهنك .. ثم بعد ذلك ذاكرت لتجعل النجاح حقيقة واقعة .. لهذا قال سبحانه وتعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) .. أي أن علة الخلق هي العبادة .. وعلينا أن نستحضرها ونستوعبها في أذهاننا قبل التطبيق .. ولهذا قال سبحانه وتعالى : ( إياك نعبد ) أي نستحضر جيدا العبادة له ونخصها قبل كل شيء في أذهاننا وقلبنا له سبحانه .. ولهذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم 13 سنة في مكة يدعوا بلا اله الا الله محمدا رسول الله ويربي عليها الجيل الأول الحامل لراية هذا الدين القيم قبل التطبيق والتشريع .. وعلينا أن ندرك أن لا فائدة تقع على الله وصفاته من علة العبادة فهو سبحانه والغني عن العالمين .. ولكن العلة تعود على الخلق بالخير .. والله سبحانه وتعالى غني عن عبادتنا وأن عبادتنا لن تزيد في ملكة شيئا .. وإنما هي للخلق خير منهج لهم في الدنيا والآخرة ..
ولكن هل العبادة هي الجلوس في المساجد والتسبيح أو أنها منهج يشمل الحياة كلها ...؟ في بيتك وفي عملك وفي السعي في الأرض ؟ .. ولو أراد الله سبحانه وتعالى من عباده الصلاة والتسبيح فقط لما خلقهم مختارين بل خلقهم مقهورين لعبادته ككل ما خلق ما عدا الانس والجن .. والله تبارك وتعالى له صفه القهر .. من هنا فانه يستطيع أن يجعل من يشاء مقهورا على عبادته .. مصداقا لقوله جل جلاله : ( لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين * إن نشأ ننزل عليهم من السماء ءاية فظلت أعناقهم لها خاضعين ) فلو أراد الله ان يخضعنا لمنهجه قهرا لا يستطيع أحد أن يشذ عن طاعته .. وقد أعطانا الله الدليل على ذلك بأن في أجسادنا وفي أحداث الدنيا ما نحن مقهوروين عليه .. فالجسد مقهور لله في أشياء كثيرة ..
القلب ينبض ويتوقف بأمر الله دون ارادة منا .. والمعدة تهضم الطعام ونحن لا ندري عنها شيئا .. والدورة الدموية في اجسادنا لا ارادة لنا فيها .. وأشياء كثيرة كلها مقهورة لله سبحانه وتعالى .. وما يقع عليّ في الحياة الدنيا من أحداث أنا مقهور فيه ..لا أسطيع أن أمنعه من الحدوث .. فلا استطيع أن أمنع سيارة أن تصدمني .. ولا طائرة أن تحترق بي .. ولا كل ما يقع علىّ من أقدار الله في الدنيا
منطقة الاختيار من حياتي محددة .. فالمنطقة الاختيار في الحياة هي المنهج أن أفعل أو لا أفعل .. الله سبحانه وتعالى له من كل خلقه عبادة القهر .. إلا ما يريد سبحانه من الانس والجن عبادة المحبوبية .. ولذلك خلقنا ولنا اختيار في أن نأتيه أو لا نأتيه .. وفي أن نطيعه أو نعصيه في أن نؤمن به أو لا نؤمن ... فإذا كنت تحب الله فأنت تأتيه عن اختيار .. تتنازل عما يغضبه حبا فيه , وتفعل ما يطلبه حبا فيه وليس قهرا .. فإذا تخليت عن اختيارك إلى مرادات الله في منهجه .. تكون قد حققت عبادة المحبوبية لله تبارك وتعالى .. وتكون قد اصبحت من عباد الله ولي من عبيد الله فكلنا عبيد لله وسبحانه وتعالى , والعبيد متساوون فيما يقهرون عليه ولكن العباد الذين يتنازلون عن منطقة الاختيار لمراد الله في التكليف .. ولذلك فإن الحق جل جلاله ... يفرق في القرآن الكريم بين العباد والعبيد ... .. والحمد لله رب العالمين
فأنت في حضرة الله سبحانه وتعالى الذي غمرك بالنعم حين تقرأ " الحمد لله رب العالمين " .. وجعلك تطمئن إلى قضائه لأنه الرحمن الرحيم أي أن ربوبيته جل جلاله ليست ربوبية جبروت بل هي ربوبية رحمان ورحيم لذا وجب عليك أن تحمده وتؤمن به وبفضل نعمه التي تحسها وتعيش فيها .. فاحذر من مخالفة منهجه لأنه " مالك يوم الدين "
حين يستحضر الحق سبحانه وتعالى ذاته بكل هذه الصفات .. التي فيها فضائل الألوهية , ونعم الربوبية .. والرحمة التي تمحو الذنوب والرهبة من لقائه يوم القيامة تكون قد انتقلت من صفات الغيب إلى محضر الشهود .. استحضرت جلال الألوهية لله وفيوضات رحمته .. ونعمه التي لا تحد وقيوميته يوم القيامة ..
فحين تقرأ قوله تعالى : ( إياك نعبد ) فقد طلبت منه سبحانه المقابلة الخاصة .. والمقابلة تكون اما شخص مع شخص او شخص مع مجموعة ناس .. فحين تقول إياك سأقابل .. أي بمعنى ذلك ان المقابلة ستكون خاصة بينك وبين من تقابل ..
العبادة له سبحانه قصرت لذاته الكريمة .. لأنه لو قال نعبدك وحدك فهي لا تؤدي المعنى نفسه .. لأنك قد تقول نعبدك وحدك ومعك كذا وكذا .. ولكن اذا قلت " إياك نعبد " وقدمت إياك .. تكون قد حسمت الأمر بأن العبادة لله وحده . .. فلا يجوز العطف عليها .. فالعبادة خضوع لله سبحانه وتعالى بمنهجه افعل ولا تفعل .. فقوله تعالى : ( إياك نعبد ) تنفي العبودية لغير الله .. أي لا نعبد غير الله ولا يعطف عليها أبدا .. اذن " إياك نعبد" أعطت تخصيص العبادة لله وحده لا إله غيره ولا معبود سواه .. وعلينا أن نلتفت إلى قوله تبارك وتعالى : ( لو كان فيهما ءالهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون )
العلة والمعلول في اللغة العربية -- إذا أراد ابنك ان ينجح في الامتحان فإنه لا بد أن يذاكر .. وعلة المذاكرة هي النجاح .. فكأن النجاح ولد في ذهني أولا .. بكل ما يحققه لي من ميزات ومستقبل .. إذن فالدافع قبل الواقع .. أي أنك استحضرت النجاح في ذهنك .. ثم بعد ذلك ذاكرت لتجعل النجاح حقيقة واقعة .. لهذا قال سبحانه وتعالى : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) .. أي أن علة الخلق هي العبادة .. وعلينا أن نستحضرها ونستوعبها في أذهاننا قبل التطبيق .. ولهذا قال سبحانه وتعالى : ( إياك نعبد ) أي نستحضر جيدا العبادة له ونخصها قبل كل شيء في أذهاننا وقلبنا له سبحانه .. ولهذا قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم 13 سنة في مكة يدعوا بلا اله الا الله محمدا رسول الله ويربي عليها الجيل الأول الحامل لراية هذا الدين القيم قبل التطبيق والتشريع .. وعلينا أن ندرك أن لا فائدة تقع على الله وصفاته من علة العبادة فهو سبحانه والغني عن العالمين .. ولكن العلة تعود على الخلق بالخير .. والله سبحانه وتعالى غني عن عبادتنا وأن عبادتنا لن تزيد في ملكة شيئا .. وإنما هي للخلق خير منهج لهم في الدنيا والآخرة ..
ولكن هل العبادة هي الجلوس في المساجد والتسبيح أو أنها منهج يشمل الحياة كلها ...؟ في بيتك وفي عملك وفي السعي في الأرض ؟ .. ولو أراد الله سبحانه وتعالى من عباده الصلاة والتسبيح فقط لما خلقهم مختارين بل خلقهم مقهورين لعبادته ككل ما خلق ما عدا الانس والجن .. والله تبارك وتعالى له صفه القهر .. من هنا فانه يستطيع أن يجعل من يشاء مقهورا على عبادته .. مصداقا لقوله جل جلاله : ( لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين * إن نشأ ننزل عليهم من السماء ءاية فظلت أعناقهم لها خاضعين ) فلو أراد الله ان يخضعنا لمنهجه قهرا لا يستطيع أحد أن يشذ عن طاعته .. وقد أعطانا الله الدليل على ذلك بأن في أجسادنا وفي أحداث الدنيا ما نحن مقهوروين عليه .. فالجسد مقهور لله في أشياء كثيرة ..
القلب ينبض ويتوقف بأمر الله دون ارادة منا .. والمعدة تهضم الطعام ونحن لا ندري عنها شيئا .. والدورة الدموية في اجسادنا لا ارادة لنا فيها .. وأشياء كثيرة كلها مقهورة لله سبحانه وتعالى .. وما يقع عليّ في الحياة الدنيا من أحداث أنا مقهور فيه ..لا أسطيع أن أمنعه من الحدوث .. فلا استطيع أن أمنع سيارة أن تصدمني .. ولا طائرة أن تحترق بي .. ولا كل ما يقع علىّ من أقدار الله في الدنيا
منطقة الاختيار من حياتي محددة .. فالمنطقة الاختيار في الحياة هي المنهج أن أفعل أو لا أفعل .. الله سبحانه وتعالى له من كل خلقه عبادة القهر .. إلا ما يريد سبحانه من الانس والجن عبادة المحبوبية .. ولذلك خلقنا ولنا اختيار في أن نأتيه أو لا نأتيه .. وفي أن نطيعه أو نعصيه في أن نؤمن به أو لا نؤمن ... فإذا كنت تحب الله فأنت تأتيه عن اختيار .. تتنازل عما يغضبه حبا فيه , وتفعل ما يطلبه حبا فيه وليس قهرا .. فإذا تخليت عن اختيارك إلى مرادات الله في منهجه .. تكون قد حققت عبادة المحبوبية لله تبارك وتعالى .. وتكون قد اصبحت من عباد الله ولي من عبيد الله فكلنا عبيد لله وسبحانه وتعالى , والعبيد متساوون فيما يقهرون عليه ولكن العباد الذين يتنازلون عن منطقة الاختيار لمراد الله في التكليف .. ولذلك فإن الحق جل جلاله ... يفرق في القرآن الكريم بين العباد والعبيد ... .. والحمد لله رب العالمين