الغرضون
10-12-2000, 06:40 PM
بسم الـلـه الرحمن الرحيم
الحــــمد للـه معز الإسلام بـنصره ومذل الشرك بـقهره ومصرف الأمور بأمره ومستدرج الكافرين بـمكره ؛الذي قدر الأيــام دولا بـعدله وجعل العاقبة للمتقين بـفضله .. القاهر فوق عباده فلا يمانع والظاهر على خليقـته فلا ينازع والآمر بما شاء فلا يراجع والحاكم بما يريد فلا يدافع ؛والصلاة والسلام على النبـي الكريم سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين؛وبعد:
السادة والسيدات:
تختلج مشاعر المرء وأحاسيسه .. ويرتجف فؤاده قبل قلمه عندما يكتب عن فلسطين؛ كيف لا وقد فتحها المسلمون في عهد الخلافة الراشدة؟ .. كيف لا وقـد وطأت أقدام صحابة المصطفى صلى الـلـه عليه وسـلـم ثراها؟ .. كيف لا وقـــد احتضنت بين ذراعيها آلاف الآثار الإسلامية ما بين مسجد ومشهد؟ .. كيف لا وقد صنعت العلماء ونسجت من حريرها الأبطالَ؟ .. كيف لا وقد رزحت تحت نير احتلال بغيض يقوده اليوم أبناء القردة والخنازير بعد أن قـــــــــاده من قبلُ عبّاد الصليب؟ .. كيف لا وقد شهدت أرضها –ولا تزال تشهد- جرائمَ يندى لها جبين الإنسانية؟
أيها الإخوة:
لا يزال اليهود في فلسطين .. يقتلون الرجال وينتهكون الأعراض والحرمات .. ويعبثون بالممتلكات .. ويدنسون المقدسات ؛ حتى لقد حولوا المساجد إلى بارات.
أيها الإخوة:
ألا إن العقل ليذهل و ما ذاك إلا لمرأى خضرة أمست –بين ليلة وضحاها-خليطاً من الدمار والأشلاء والدماء.. ألا إن العين لـتدمع و ما ذاك إلا لمرأى طفل يموت في حضن أبيه؛ بـالـله عليكم لئن لم يجد الأمن في حضن أبيه ففي حضن من يجده؟! .. وألا إن القلب –قبل العقل والعين- لـيتفطّـر و ما ذلك إلا لمرأى طفل يبكي وَ رجل يقـتل أو يؤسر وشيخ وقور يتذلل.
أيها الإخوة:
لقد اختفى المسجد الأقصى في الآونة الأخيرة .. وحقيقةً فـلست أدري هل وارته عمداً وسائل الإعلام لـتستبدل به مسجد قبة الصخرة؛كما هو حال السواد الأعظم منها؟ أم أن المسجد الأقصى هو الذي توارى خجلاً من أن يسئل: ماذا فعل المسلمون من أجل إنقاذك؟ لـئن كان الأمر كذلك فـحق له أن يخجل!
أيها الإخوة:
يحضرني قول الشاعر يعقوب بن المجاور يرثي المسجد الأقصى عقِب سقوطه في أيدي الصليبيين:
عـــــــيـــــــن لا تــرقَــيْ مـــــن الــعـــبــــــــرات صِـــلِــي فـي الـــبـــــكا الآصـــال بــالـبُـــكَـرات
لــعــل ســيـول الــدمــع يـطــفـئ فـيــضــــــــــــها تـوقــد مــا فـي الــــــقـــلــب مـــن جــــمــرات
علـى المـــسـجـد الأقـصـى الـذي جــــــــل قـــــــدْرُه عــلــى مــوطـــــــن الإخــــبـــات والــصــلــوات
عــلـى الـــــــــــــــــقِــبْـلَـة الـتِـي اتَّـجـهَــت لـهـا صـلاة الــــبـــــرايا فـي اخــتــلاف جــــــــهات
وختاما:
لـنبتهل إلـى الـلـه العليّ القدير رافعين أكف الضراعة إليه بـأن ينصر المجاهدين في أرض فلسطين .. في القدس الشريف .. أرض المسجد الأقصى .. ثاني القبلتين ومسرى سيد المرسلين.
ملاحظة:الكلام من "الحمد للـه معز الإسلام بنصره" وحتى "الحاكم بما يريد فلا يدافع" من أول خطبة ألقيت بعد فتح السلطان صلاح الأيوبي للقدس واستلامها من الصليبيين .. نسأل الـلـه أن لا يميتنا حتى نحضر أول خطبة بعد تحرير القدس وفلسطين من رجس اليهود .. قولوا آمين.
الحــــمد للـه معز الإسلام بـنصره ومذل الشرك بـقهره ومصرف الأمور بأمره ومستدرج الكافرين بـمكره ؛الذي قدر الأيــام دولا بـعدله وجعل العاقبة للمتقين بـفضله .. القاهر فوق عباده فلا يمانع والظاهر على خليقـته فلا ينازع والآمر بما شاء فلا يراجع والحاكم بما يريد فلا يدافع ؛والصلاة والسلام على النبـي الكريم سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين؛وبعد:
السادة والسيدات:
تختلج مشاعر المرء وأحاسيسه .. ويرتجف فؤاده قبل قلمه عندما يكتب عن فلسطين؛ كيف لا وقد فتحها المسلمون في عهد الخلافة الراشدة؟ .. كيف لا وقـد وطأت أقدام صحابة المصطفى صلى الـلـه عليه وسـلـم ثراها؟ .. كيف لا وقـــد احتضنت بين ذراعيها آلاف الآثار الإسلامية ما بين مسجد ومشهد؟ .. كيف لا وقد صنعت العلماء ونسجت من حريرها الأبطالَ؟ .. كيف لا وقد رزحت تحت نير احتلال بغيض يقوده اليوم أبناء القردة والخنازير بعد أن قـــــــــاده من قبلُ عبّاد الصليب؟ .. كيف لا وقد شهدت أرضها –ولا تزال تشهد- جرائمَ يندى لها جبين الإنسانية؟
أيها الإخوة:
لا يزال اليهود في فلسطين .. يقتلون الرجال وينتهكون الأعراض والحرمات .. ويعبثون بالممتلكات .. ويدنسون المقدسات ؛ حتى لقد حولوا المساجد إلى بارات.
أيها الإخوة:
ألا إن العقل ليذهل و ما ذاك إلا لمرأى خضرة أمست –بين ليلة وضحاها-خليطاً من الدمار والأشلاء والدماء.. ألا إن العين لـتدمع و ما ذاك إلا لمرأى طفل يموت في حضن أبيه؛ بـالـله عليكم لئن لم يجد الأمن في حضن أبيه ففي حضن من يجده؟! .. وألا إن القلب –قبل العقل والعين- لـيتفطّـر و ما ذلك إلا لمرأى طفل يبكي وَ رجل يقـتل أو يؤسر وشيخ وقور يتذلل.
أيها الإخوة:
لقد اختفى المسجد الأقصى في الآونة الأخيرة .. وحقيقةً فـلست أدري هل وارته عمداً وسائل الإعلام لـتستبدل به مسجد قبة الصخرة؛كما هو حال السواد الأعظم منها؟ أم أن المسجد الأقصى هو الذي توارى خجلاً من أن يسئل: ماذا فعل المسلمون من أجل إنقاذك؟ لـئن كان الأمر كذلك فـحق له أن يخجل!
أيها الإخوة:
يحضرني قول الشاعر يعقوب بن المجاور يرثي المسجد الأقصى عقِب سقوطه في أيدي الصليبيين:
عـــــــيـــــــن لا تــرقَــيْ مـــــن الــعـــبــــــــرات صِـــلِــي فـي الـــبـــــكا الآصـــال بــالـبُـــكَـرات
لــعــل ســيـول الــدمــع يـطــفـئ فـيــضــــــــــــها تـوقــد مــا فـي الــــــقـــلــب مـــن جــــمــرات
علـى المـــسـجـد الأقـصـى الـذي جــــــــل قـــــــدْرُه عــلــى مــوطـــــــن الإخــــبـــات والــصــلــوات
عــلـى الـــــــــــــــــقِــبْـلَـة الـتِـي اتَّـجـهَــت لـهـا صـلاة الــــبـــــرايا فـي اخــتــلاف جــــــــهات
وختاما:
لـنبتهل إلـى الـلـه العليّ القدير رافعين أكف الضراعة إليه بـأن ينصر المجاهدين في أرض فلسطين .. في القدس الشريف .. أرض المسجد الأقصى .. ثاني القبلتين ومسرى سيد المرسلين.
ملاحظة:الكلام من "الحمد للـه معز الإسلام بنصره" وحتى "الحاكم بما يريد فلا يدافع" من أول خطبة ألقيت بعد فتح السلطان صلاح الأيوبي للقدس واستلامها من الصليبيين .. نسأل الـلـه أن لا يميتنا حتى نحضر أول خطبة بعد تحرير القدس وفلسطين من رجس اليهود .. قولوا آمين.