PDA

View Full Version : بندر بن سلطان , ,( الحقائق الغائبة !! )


شاهد عيان
08-01-2001, 01:14 PM
بندر بن سلطان,,

أكثر الكتاب والصحفيون في وصف آل سعود، فثمة من جعل منهم الأسود والأبطال، وثمة من اعتبرهم يهوداً أنجاس، وثمة من وصف البعض منهم بأنه فاسد في نفسه مفسد لأمته، ومن هو فاسد بنفسه فقط. أما بندر بن سلطان فإن المرء لا يجد له وصفاً يلائمه لما قام به - ومازال - من أدوار قذرة في إيذاء شعب الجزيرة وسائر أمتنا العربية والإسلامية.
يجمع الذين عرفوا بندر بن سلطان وخبروه على أنه إنسان معقد حقود، عاش أكثر عمره منبوذاً، محروماً من أي حنان، فأمه جارية من عسير تعود أصولها إلى السودان، وأبوه يرى فيه استمراراً لها، لذلك لم يكن يعطه اهتماماً ولا حباً ولا رعاية. وإثر طلب لزيارة والده، وفي موجة حنان مفاجئة انتابت سلطان حصل تقارب بين الأب سلطان والطفل بندر(1) الذي كان يكثر من البكاء مظهراً لأبيه الذي كان هاجراً له ولعه به وافتقاده لحنانه. شعر سلطان بأن لولده شبه المجهول هذا مستقبل جيد، لما لمس فيه من ذكاء - ربما اكتسبه بالمصاهرة مع السودانيين - حرمه باقي إخوته مثل خالــــد وفهـــــد وسواهمـــــا، فأمر الأتباع بإن يعيروه اهتماماً وأوصاهم به خيراً.
ولد بندر عام 1950 ونشأ في مراحـــــل طفولته الأولى بين أخواله، وكان يحضر بين الحين والآخر اجتماعات الأهل عند جدته حصة السديري.
وقد توثقت صلاته مع أبناء جيله من أولاد السديريين السبعة مثل أخيه فهد بن سلطان (مواليد 1953) وأخيه فيصل (مواليد 1952)، وأخيه خالد (مواليد 1949)، وابن عمه محمد بن فهد (مواليد 1948)، وسلطان بن فهد (مواليد 1951)، وسعود بن نايف (موالد 1955). أرسل بندر في وقت مبكر من حياته إلى الولايات المتحدة مع غيره من الأمراء يدرس في مدارسها.
التحق بندر بكلية السلاح الجوي البريطاني في كورنويل عام 1967 وأجرى بعد تخرجه تدريبات في القاعدة الجوية الأمريكية في تكساس. وكذلك في قاعدة ميريل بيتش الأمريكية للطيران في جنوب ولاية كارولينا. وبعد تخرجه من الدورات الجوية التحق بجامعة جون هوبكينــز(2) وتخرج منها بليسانس في العلاقات الدولية والسياسية.
بدأ الأمير بندر بن سلطان علاقاته مع الولايات المتحدة الأمريكية فــــي عهـــــد الرئيس كارتر، إذ أنشــــــأ علاقــــــة صداقـــة وطيــــدة مع مساعد الرئيس هاملتــــــون جــــوردان Hamilton Jordan الذي كان مع شخص آخر هو روبرت ستراوس Robert Strouss والرئيس كارتر وراء معظم قرارات الرئاسة الأمريكية.(3) وكان بندر يسعى بواسطة هاملتون إلى إسماع الإدارة الأمريكية ما تريد المملكة إبلاغها إياه.(4)
وفي عام 1979 كان بندر في زيارة للولايات المتحدة وزار الرئيس كارتر الذي أعلن عن مساندته للمملكة علناً، وأخذت العلاقة تزداد وثوقاً إثر انتصارات إيران المبدئية في حربها مع العراق واحتلالها البصرة عام 1981 وقد جعلت تلك الأحداث السعودية على أهبة الاستعداد لكل طارئ وأخذت قيادات الجيش تستعد للخطر القادم. وتزامن ذلك مع اندلاع الحرب في أفغانستان مما زاد الأمور تعقيداً.
في تلك الأثناء قامت الولايات المتحدة بإرسال رئيس هيئة الأركــــان المشتركة الجنرال دافيد جونس David Jones في 1981/9/28 ليبلغ المملكة ودول الخليج أن الحرب باتت تشكل خطراً مباشراً عليهم، وليؤكد أن الخطر الأكبر يتمثل في إمكانية سقوط آل سعود نتيجة تلك الأحداث.
حطّت طائرة جونس في مطار الظهران ونزل سلم الطائرة ليجد في استقباله الأمير فهد بن عبدالله مدير إدارة العمليات الجوية السعودية يرافقه الأمير بندر بن سلطان الذي كان قائد سرب قتالي في الطيران، فبادراه الإثنان بالقول »نريد الأواكس فوراً لتعمل على مدار الأربع والعشرين ساعة لحماية الخليج، إننا بأمس الحاجة إليها، ولا تستطيع المملكة أن تحمي نفسها والخليج بدونها، فهل تستطيع أن تؤمنها لنا؟« (5)
والأواكس طائرة بوينغ من طراز 707 مصممة للقيام بمهمة الإنذار المبكر ومزودة لهذا الغرض بصحن رادار لمسح الأجواء لمسافات بعيدة.
كان السعوديون يريدون استئجار بعض تلك الطائرات مع ملاحيها لمواجهة خطر الخميني. وكانت الولايات المتحدة تحاول منذ سنوات إقناع المملكة بشراء الطائرات بهدف التمكن من استخدام قواعد في المملكة للتعامل مع ما قد يطرأ من تطورات في منطقة الشرق الأوسط.(6)
سارع جونس إلى إعلام قادته بحاجة المملكة للأواكس فأعلنت إدارة كارتر عن تسلمها الطلب السعودي إلا أن اللوبي الصهيوني كان قد استنفر مؤيديه داخل الكونغرس لمعارضة مثل تلك الخطوة التي اعتبر أنها تنطوي على تهديد لأمن إسرائيل.
وبعد أن مني كارتر بهزيمته الانتخابية واستلم رونالد ريغان عام 1980 أوصى كارتر الإدارة الجديدة ببيع طائرات الإواكس للسعودية، إلا أن التبديل في أشخاص ومسؤولي البيت الأبيض أفقد هاملتون جوردان (صديق بندر) منصبه، وتبعثرت الإدارات داخل البيت الأبيض، وتوجب البحث عن قنوات أخرى للاتصال. أخذت الأمور تتطور بعكس المصالح الأمريكية، فإثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان فجرت السفار ة الأمريكية في بيروت وتفجرت أزمة الرهائن في لبنان، وفي نفس الوقت أحاطت المخاطر بالمملكة بسبب تنامي نشاط الإيرانيين مما حمس الشيعة في المنطقة الشرقية من المملكة على الثورة. تفاقمت الخلافات داخل الأسرة المالكة، وخاصة بين فهد (الذي كان لا يزال ولياً للعهد) ووزير خارجيته سعود الفيصل الذي بدا أكثر ارتباطاً بجناح الأمير عبدالله.
وفي ضوء الحاجة إلى تجديد الطلب على صفقة الأواكس ومواجهة اللوبي الصهيوني المعارض لها، بحث فهد عن شخص يثق به ليمارس النشاط المطلوب في واشنطن، فوجد ضالته في بندر الذي بدا مؤهلاً لتلبية كافة الاحتياجات. وتزامن ذلك مع تظاهرة النساء العربيات أمام البيت الأبيض في واشنطن ضد السياسة الأمريكية في بيروت، وكانت أبرز المشاركات فيها، بل ومتزعمتها، السيدة نهى زوجة السفير السعودي في واشنطن فيصل الحجيلان، مما أوجد سبباً مباشراً ومناسباً لاستبدال فيصل الحجيلان ببندر بن سلطان.
ما أن حل بندر بواشنطن حتى أصبح من أعز أصدقاء تشاك كوغان رئيس قسم العمليات في وكالة المخابرات الأمريكية (C.I.A) المكلف بالاتصال بالبعثات الخارجية.(7)
ونظراً لارتباطه بالـ (C.I.A) بعلم الملك فهد فقد انغمس بندر في نشاطات الوكالة الدولية، كما انغمس بندر في المجتمع المحلي لواشنطن وبهر الأمركيين والأجانب ببذخه وحفلاته المكلفة التي تنظمها زوجته الأميرة هيفـــــاء بنـــــت فيصل بن عبدالعزيز، ضاربة بعرض الحائط تقاليد المملكة وأحكام الشريعة، مختلطة دون حجاب مع الدبلوماسيين وكبار المسؤولين في واشنطن.(8)
وراجت في واشنطن أخبار الشاب الوسيم بندر (35 سنة) حتى أضحى حديث المجالس بسبب حبه للمظاهر الباهرة والحياة الاجتماعية الباذخة، وأعطياته السخية لزائريه واقتنائه للطائرات والسيارات واليخوت ولعدد من القصور في واشنطن وما حولها، وصارت ضحكاته المميزة ومداعباته الجريئة مصدر تندر في الأوساط الدبلوماسية حتى أطلق عليه لقب البدوي الغربي.(9)
لم يكن بندر أول المتعاملين من الأمراء السعوديين مع الـ (C.I.A). وكان أشهر من سبقه إلى مثل هذا الدور كمال أدهم رئيس المخابرات السعودية. وكمال هو أخو عفت زوجة الملك فيصل، أي أنه خال زوجة بندر، وكانت علاقته بالمخابرات الأمريكية مباركة من قبل الملك فيصل بالذات، ولعل من إنجازات تلك العلاقة تخصيص راتب كبير تدفعه السعودية لأنور السادات، حين كان نائباً للرئيس المصري جمال عبدالناصر.(10)
أصبح بندر في واشنطن سفيراً غير عادي، وكانت تناط به مهمة الاتصالات ذات المستوى العالي جداً بين رئيس الولايات المحدة شخصياً والملك السعودي. وكان أهم ما خطط لبندر القيام به هو إنهاء المشكلة الفلسطينية وصولاً إلى الاعتراف بإسرائيل وإنجاز التطبيع ورفع المقاطعة العربية لإسرائيل.
تورط بندر في عمليات (C.I.A) إلى أن نسي دوره كسفير لآل سعود في واشنطن فقط لعب بندر دوراً في الصراع على الصحراء الإسبانية سابقاً لصالح المغرب، وذلك بعد قرار الولايات المتحدة تقديم المساعدة للملك الحسن الثاني بناء على طلبه إثر هجوم شنته على موقع مغربي في 1981/10/13 مجموعة من مقاتلي الصحراء المغربية تساندها ليبيا. واشتملت المساعدة الأمريكية على إيفاد 23 مسؤولاً من وزارة الدفاع الأمريكية ومن الخارجية ومن الـ (C.I.A) كان بندر من ضمنهم، بل واحداً من أركان الوفد الاستشاري حتى أنه اتخذ لنفسه مقراً بالمغرب لهذا الغرض، وهو ما يفسر كثرة رحلاته للمغرب في ذلك الوقت بحجج واهية مثل الاستجمام والصيد وغير ذلك.
ولعب بندر أيضاً دوراً في الملف اللبناني، فكان وسيطاً لنقل المساعدات السعودية للكتائب، وهو الذي أشرف على نقل الأسلحة عبر بور سعيد اشتملت على دبابات وعربات مدرعة ومتفجرات عثرت عليها السلطات المالطية أثناء تزويد السفينة التي كانت تقلها بالماء والمؤن، وطالب حينها سليم الحص رئيس الوزراء اللبناني بحجز السفينة.(11)
وتدخل في قضية الرهائن المحتجزين في لبنان وبذل في سبيل حلها جهوداً كبيرة، وقد صرح بذلك علناً إلى جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 251985/3/ إذ قال »تجري اتصالات وتبذل الجهود، وهناك أمل أن تؤدي إلى نتائج إيجابية«.(12)
وتدخل بندر أيضاً في السودان وحاول دعم الانفصاليين الجنوبيين ومدهم بالأسلحة والمساعدات المالية والطبية.
ولبندر ضلع في محاولة المخابرات المركزية الأمريكية (C.I.A) اغتيال أحد قادات حزب الله حسين فضل الله. فقد كان وراء زرع عبوة متفجرة كلف إعدادها الملايين، ولكن المتفجرة أخطأت هدفها، وانكشف أمر بندر. فالتف حول الموضوع بأن دفع للشيخ حسين فضــــل الله رشوة قدرها مليوني دولار على شكــــل مساعدات وأغطية وألبسة، وقد اشترط عليه فضل الله أن يطبع عليها عبارة »مقدمة من الشيخ حسين فضل الله« لاكسابه مزيداً من الشعبية في لبنان، عندها صرح بندر بأنه لا يصدق أن رشوة حسين فضل الله أرخص من محاولة اغتياله. وكان ثمن تلك الرشوة أن كف حسين فضل الله وحزب الله عن التحرش بالأمريكان في لبنان.(13)
ومن خلال المخابرات المركزية الأمريكية تورط بندر بن سلطان في عمليات الكونترا. ومن المعلوم أن الإدارة الأمريكية إثر تفاهم بينها وبين المملكة كانت تلجأ أحياناً لطلب المساعدة السعودية للالتفاف على أي معارضة أو نقد من الكونغرس لسياسة معينة. وفي هذه القضية بالذات كان السعوديون يسعون لاصطياد عصفورين بحجر واحد، فهم يحققون كسباً معنوياً لدى الولايات المتحدة ستحسب لهم عند حاجتهم إليها، ويكسبون رصيداً وتأثيراً لدى الدولة التي تلقت المساعدة. ويدخل في ذلك النطاق المساعدة السعودية للحركة المناهضة لحكومة الحبشة الماركسية بجة أن آل سعود يكرهون الشيوعية.(14)
وكلفت هذه العملية بندر أكثر من ثلاثين مليون دولار، وذلك بعد أن أقنع الملك فهد بضرورة مساعدة الكونترا دعماً لأمريكا وخدمة للرئيس ريغان وحفاظاً على العرش السعودي عند الحاجة. وكانت العملية معقدة إذ حول بندر النقود من حسابه في جنيف (انترناشيوناك بانك رقم الحساب 480 - 441) أثناء زيارته لها. وقامت إسرائيل بتزويد إيران بالأسلحة التي كانت بحاجة ماسة إليها لصد الهجوم العراقي. وتم النقل بواسطة شركة طيران يملكها يهود، وكانت المبالغ المحصلة ربحاً تحول للكونترا عبر شبكة عملاء وتجار سلاح هم الإسرائيلي اليهودي أدولف ويليام شويمر، والإسرائيلي هانك غرينزني، والخاشقجي وشركاه (فهد، سلطان، بندر بن سلطان، خالد بن سلطان، عبدالعزيز بن فهد، ومحمد بن فهد) والإيراني غوربانيغار (تاجر الأسلحة الذي اغتيل فيما بعد).(15)
وكانت فوائد إسرائيل منها حصولها على 2.5 مليار دولار، والحصول على كافة الصور التي تلتقطها الأقمار الصناعية التجسسية الأمريكية لمدة غيرمحدودة.(16)
لم يقتصرعمل بندر في واشنطن على القضايا الخارجية بل تدخل في كثير من القضايا المحلية على أمل تشكيل لوبي سعودي داخل الكونغرس الأمريكي وفي غير ذلك من المراكز العليا. فقد تدخل لدعم بعض مرشحي الكونغرس بعد أن اتخذ واجهة لعملياته هذه مارك منصور مدير الدائرة السياسية في اللجنة العربية الأمريكية لمكافحة التمييز ومسؤولي الجمعيــــة الوطنيــــة للعــــرب الأمريكييـــــن. ومن الشخصيات التي حاول بندر مساعدتها تشارلز بيرسي وتشارلز ماثاياس وميرفن دايملي.(17)
إلا أن أخطر دور لعبه بندر كان في حرب الكويت وفي المسعى الأمريكي لحل القضية الفلسطينية. فحين عجز وزير الخارجية الأمريكي جيمس بيكر عن إقناع الملك فهد بضرورة إتاحة الفرصة أمام الأمريكيين لاستعمال السعودية قاعدة لقواتهم حتى يتمكنوا من وقف الهجوم العراقي على السعودية إثر اقتحام الكويت، كان بندر هوالذي حض واشنطن والرياض على إصدار قرارالحرب ضد العراق وإحضار قوات التحالف الصليبي إلى الأرض المقدسة. وقد تم له ذلك بأن رتّب مع بوش وبيكر قصة مخترعة مفادها وجود معلومات مؤكدة بأن العراق سيتابع زحفه إلى الرياض.(18) كذلك خطط بندر (الذي أصبح ملكياً أكثر من الملك) لضرب وحدة العراق بعد أن كان يشارك الـ (C.I.A) في الحصول على المعلومات السرية الإيرانية وإعطائها للعراق لدفع الحرب العراقية الإيرانية للاستمرار وبذلك استنزاف المزيد من الدماء الإسلامية. وضع بندر مخططاً يتم بموجبه نقل صواريخ (ستينغر) التي كان المجاهدون الأفغان يستخدموها لتسلم إلى الثوار الأكراد في شمال العراق لإلحاق الهزيمة بالعراقيين وتقسيم العراق، وهو ما لم تكن تريده أمريكا التي حرصت على الحفاظ على كيان العراق الحالي، والتي لم يكن من مصلحتها إغضاب الأتراك بدعم الأكراد.(19)
بندر في المعسكر اليهودي
بعد تعيينه سفيراً للمملكة في واشنطن كانت المهمة الملحة لبندر، وهي التي شكلت تحدياً مهماً بالنسبة له، هي الحصول علي طائرات الإنذار المبكر (أواكس) من الولايات المتحدة، وكان لابد في هذا السبيل من تشكيل لوبي سعودي عربي بزعم مواجهة اللوبي الصهيوني المعارض للصفقة رغم أن كارتر ومن بعده ريغان كانا يرغبان في بيع الطائرات للسعودية بهدف دعم الصناعة الحربية الأمريكية من جهة وللحصول على موطئ قدم أرسخ في القواعد الجوية في الظهران وغيرها من جهة أخرى. وقد أزعج هذا الأمر اللوبي الصهيوني وأزعج إسرائيل مع أن الولايات المتحدة تعهدت من طرفها إذا ما تم بيع طائرات الأواكس للسعودية ألا تقترب من المناطق القريبة من البحر الأحمر والحدود الإسرائيلية في الشمال الغربي، وأن يقوم الأمريكان بقيادتها واستخدامها، مع الالتزام بعدم الإعلان عن التحركات الإسرائيلية وعدم التدخل فيها، والتعهد بتزويد إسرائيل عبر الولايات المتحدة بكافة البيانات التي تجمعها أطقم الطائرات، بالإضافة طبعاً إلى التعهد الخطي المعتاد بعدم استخدام الطائرات ضد إسرائيل. ولذلك رأينا الأواكس تتجاهل الطائرات الإسرائيلية التي عبرت الأجواء السعودية ذهاباً وإياباً في طريقها لتدمير المفاعل النووي العراقي. ورغم كشف الرادارات السعودية والأردنية للطائرات الإسرائيلية المتحركة نحو العراق إلا أن البلدين التزما الصمت.(20)
وقد تبين أن كل تلك الحملة وغيرها من حملات F15 إنما هي ضجة مفتعلة لتمكين إسرائيل من الحصول على أضعاف ما حصلت عليه السعودية من السلاح على حساب الأمريكان بل على حساب السعوديين.
لقد حصل بندر على الأواكس بموجب الشروط الإسرائيلية وبالموافقة والرغبة الأمريكية المسبقة، وبذلك حلت المشكلة، وتبين فيما بعد أن كل المناورات إنما كانت فصول من مسرحية معدة سلفاً قصد منها خداع البسطاء.
وفي بادرة أولى لكشف علاقاته مع اليهود بعد التطبيع تبرع بندر بعدة ملايين من الدولارات للممثل بول نيومان اليهودي لإنشاء مركز طبي في نيو بيرمونت. كذلك كان أكبر المساهمين في دعم مركز أوكسفورد الإسلامـــــي فـــــي بريطانيا الذي يسيطر عليه اليهود كما يسيطرون على كثير مراكز الأبحاث والدراسات في العالم.(21)
وكانت مساهمته في دعم الكونترا أكبر دليل على تعاونه المكشوف مع إسرائيل. فقد كان على علم بكل مراحل العملية وبأن الأسلحة الإسرائيلية ستنقل إلى إيران عبرالخليج بطائرات يهودية، وأن المستفيد من ذلك هي إسرائيل. بل كان لبندر نصيبه من تلك الأموال عبر سماسرة السلاح وعلى رأسهم عدنان خاشقجي.
وكان لبندر دور كبير في ترحيل عرفات وثوار فلسطين من بيروت بعد الحصار لتحطيم المقاومة وإنهائها، ذلك الدور الذي كان ينسقه مع ملك المغرب الحسن الثاني ومع حسني مبارك في سبيل تعميم كامب ديفيد وإنهاء المشكلة الفلسطينية. وكان له دور كبير في إنجاز المصالحة العربية مع النظام المصري وإعادة حسني مبارك إلى "حظيرة " الجامعة العربية. ولا يقل عن ذلك الدور الذي لعبه بالتعاون مع مدير الـ (C.I.A) كيسي لترحيل شعب الفلاشا من الحبشة إلى "إسرائيل" عبر السودان بالتعاون مع جعفرالنميري وبواسطة عدنان خاشقجي أيضاً. وذلك ما يفسر رفض الأسرة السعودية على لسان تركي بن عبدالعزيز معاقبة عدنان خاشقجي وسحب جوازه بسبب ضلوعه السافر في فضيحة الفلاشا بحجة أن سحب الجواز بادرة لا تلجأ إليها المملكة.
وكذلك كان لبندر دور كبير في خرقه مقاطعة إسرائيل مثله مثل كثير من الأمراء من آل سعود لقاء مبالغ مالية كبيرة في سبيل التدرج في تلك العمليات وتعميمها.
ولا ننسى دوره في إقناع الملك فهد في الاشتراك في مؤتمر السلام في مدريد بعد تهديد بيكر وزير الخارجية الأمريكي له، مما جعله يسارع للاتصال بعمه وإقناعه بالاشتراك. ولم يكتف بذلك بل حضر شخصياً حفلة الافتتاح مع الوفد الأمريكي، وحضر الاجتماعات واجتمع مع اليهود وتناقش معهم حتى قال بعض أعضاء الوفود العربية »يبدو أن الأمير سجل مع الوفد الأمريكي«(22) ، لأنه وضع نفسه معه وحضر دون أن يكون مدعواً بالأساس.
وهو الذي بذل الجهود المضنية في حرب الخليج لإقناع إسرائيل بعدم الاشتراك مباشرة في الحرب، وتمكن من ذلك عبر سلسلة من الاجتماعات مع وفود صهيونية سراً ثم علانية، بل وجرى نقل بعض تلك الوفود الصهيونية إلى المملكة لمقابلة الملك فهد وإجراء مباحثات معه.(23)
وقد صرح للصهيوني دينس روس، أحد مساعدي بيكر وأشد أنصار إسرائىل في البيت الأبيض والمخطط لمؤتمرالسلام، أثناء حفلة غداء معه أن المملكة تعاني كثيراً حتى تلزم سوريا بالجلوس على مائدة المفاوضات.(24)
وصدق بندر نفسه حين اعتقد أنه بإمكانه أن يتدخل في السياسة الأمريكية فاندفع بقوة لدعم حملة بوش الانتخابية.
ولكن ما لبث بندر أن تلقى صفعة قوية حين افتضح تورطه في دعم جورج بوش في تلك الحملة، فلما فشل بوش واستلم كلينتون مقاليد الحكم أصبح بندر في عين الرئيس الجديد خصماً، فأهمله تماماً حتى أصبح بندر بالكاد يحضر إلى السفارة. ورغم أن بندر حاول التقرب من الإدارة الجديدة عبر شتى الوسائل ومن خلال توقيع عقود بلغت مليارات الدولارات مع الولايات المتحدة الأمريكية لعل آخرها كان عقد شراء طائرات للخطوط الجوية السعودية، إلا أن علاقته بكلنتون لم تزد على ابتسامة مصطنعة وتربيتة على كتف بندر أمام المصورين وترافقها عبارة "إنه ولد جيد"، ثم تنتهي القضية.
كان من شأن عنجهية بندر أن أورثته خصومة عدد متزايد من أفراد الأسرة، منهم الأمير عبدالله ولي العهد وسعود الفيصل وزير الخارجية، وشقيقه هو خالد بن سلطان، وابنا عمه محمد وعبدالعزيز.
تزيد ثروة بندر المعلنة على ثلاث مليارات دولار موزعة في أراضي داخل المملكة وقصور غالية الثمن في كل من جنيف وواشنطن ولندن وإسبانيا وفرنسا وغيرها من الأماكن.كما يملك الكثير من الشركات والاستثمارات وربما تتجاوز ثروته غير المعلنة العشرة مليارات. وقد حصل بندر على تلك المبالغ من عدة مصادر، مثله مثل غيره من أمراء العائلة السعودية، ويمكن تفصيل شيء من ذلك على النحو التالي:
1 - مخصصه الشهري لأنه أمير ومخصصات زوجته وأولاده.
2 - حصته من النفط السعودي.
3 - الأراضي الموهوبة له في المملكة.
4 - رواتبه غير المحـــــددة، لعملــــه ســــــواء أثنــــــــــاء حياته العسكــــــرية أو في عملـــــه سفيـــــــراً لدى الولايــــات المتحدة.
5 - استثماراته الكبيرة حول العالم وفوائد الأموال المودعة في أمريكا وبريطانيا وخصوصاً في جنيف.
7 - العمولات التي حصل عليها سواء من صفقات الأسلحة أو تهريب الفلاشا عبر سماسرة السلاح مثل خاشقجي وأكرم عجة والحريري ووفيق السعدي.
نشر بندر العديد من المقالات في الصحف الأمريكية مثل (واشنطن بوست). وقدم العديد من المقابلات الإذاعية والتلفزيونية والصحفية، ولعل أخطرها ما أملاه على مراسل النيويورك تايمز (الأكثر صهيونية في العالم) في عددها الصادر بتاريخ 1992/6/6 .
حصل بندر على وسام من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الـ (C.I.A) بعد أن رشحه مؤتمر واشنطن للشؤون الاستراتيجية عام 1984، وفاز معه مدير المخابرات المركزية الأمريكية كايسي وضياء الحق الرئيس الباكستاني وإدوار سيجا رئيس جامايكا، وذلك تقديراً من الـ (C.I.A) لما يقومون به من خدمات.

الهوامش :

(1) نيويورك تايمز 6/6/1992
(2) سوراقيا سبتمبر 1985
(3) The Power Game, Hendrick Smith, p. 75
(4) The Veil, Bob Woodward, p.351 وترجمته العربية ص. 554
(5) The Power Game, Hendrick Smith, p. 300
(6) المصدر السابق
(7) الحجاب ص. 543.
(8) انظر سوراقيا، العدد ،138 7/4/1986
(9) انظر الحجاب، ص. ،545 وسوراقيا نفس المصدر أعلاه
(10) الحجاب، ص. 545
(11) جريدة الوفد بتاريخ 18/2/1990
(12) جريدة الشرق الأوسط بتاريخ 25/3/1985
(13) الحجاب، ص. 620 وما بعدها. قال بندر »كانت رشوته أسهل من عملية قتله«.
(14) الحجاب، ص. 544
(15) علاقات خطرة (العلاقات الأمريكية الإسرائيلية) أندرو وليسلي كوكبرين، ص. ،34 وانظر الحجاب ص. 771 وما بعدها.
(16) الحجاب ص. 550
(17) جريدة الشرق الأوسط عدد 25/3/1985
(18) نيويورك تايمز 6/6/،1992 وسوراقيا 29/6/1992
(19) المصدران السابقان
(20) دقيقتان فوق بغداد، منز - هاندل - بارجوزيف، ص. 219 وما بعدها
(21) الاستشراق وآل سعود: أحمد عبد الحميد غراب، ص. ،144 وصحيفة التايمز اللندنية عدد 21/11/1991
(22) ملوك الجزيرة: النفط والعرش، ترجمة د. علي رحمي، ص. 470
(23) الاستشراق وآل سعود، ص. ،145 وراجع وكالات الأنباء وسائر الصحف العربية والعالمية
(24) نيويورك تايمز عدد 6/6/،1992 وسوراقيا العدد 463 بتاريخ 29/6/1993



,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

المصدر (مجلة الشرعية) , الصادرة من حركة الإصلاح الإسلامي

شاهد عيان
08-01-2001, 07:24 PM
حدث خطأ مطبعي في كتابة اسم المصدر ,

المصدر الصحيح هو

مجلة الشرعية , الصادرة من ( الحركة الاسلامية للإصلاح )
العدد (8).

مع الاعتذار للجميع ,,