التفكير
17-01-2001, 12:31 PM
الكثير منا تابع مسلسل الزير سالم (أبوليلى المهلهل) لأن العمل كان بحجم القصة وأهميتها،وقد علمت أن كثيراً من الناس في أرجاء الوطن العربي قد تابع هذا العمل،حتى أن الشوارع كانت تقل ازدحاماً أثناء عرض المسلسل (كما أخبرني أحدهم).
لكن ولأن الله قد وهبنا عقلاً لكي نعقل به ونفهم كان لزاماً علينا -كما كان لزاماً على الذين عاشوا في عصر الزير سالم- أن نفهم العظات والعبر من هذه الأحداث،وأن نعرف النعمة التي أنعم الله بها علينا أن جعلنا مسلمين.
سأحاول هنا تقديم تحليل لبعض المقاصد والمضامين التي وردت في (حرب البسوس) أو في (سيرة الزير سالم).
1) مقاصد ومضامين سياسية:
أ/الظلم والطبقية:قدمت الأحداث صورة واضحة للظلم والاستبداد من خلال شخص (وائل/كليب) الذي عندما أصبح ملكاً على قومه وعلى العرب طغى و تجبر ومنع الأمة من حقوقها وطالبها بأكثر من واجباتها.فقد كان يمنع دواب الناس من الماء والرعي إلا بإذنه بل وبعد أن ترد وترعى دوابه.أيضاً فقد كان مستبداً لا يرى إلا رأيه ولا يسمع إلا قوله.وتظهر الطبقية عنده عندما لا يرضى أن يزوج بناته من غير الملوك أو أبنائهم ولا حتى بشريف من أشراف العرب ولا حتى بأحد أبناء عمومته،كذلك نجد الطبقية عندما يكون هناك محظيون لوائل/كليب فيحصلون على كل ما يريدون أما غيرهم فيموت ولا يحلم بشيء.
وإمعاناً في إذلالهم فقد تكنى بـ/كليب لكي يكون سيد العرب كليب... نعم كليب وليس كلب ليكون كبيراً،وقد كان يتمنى ان يرزق بولد ليسميه (الجرو) ويرث عنه الملك.
ب/الثورة:يخطئ -في اعتقادي- من يقول ان حرب البسوس كانت فقط بسبب ناقة وجمل،فقتل الناقة كان الشماعة التي أراد البكريون أن يعلقوا عليها الثورة ضد كليب،فجاء جساس (عمرو بن مرة) ليغتال كليباً ويثور على الظلم الذي يفعله كليب؛بحجة أن كليباً قتل ناقة خالته (البسوس). لكنه وفي حقيقة الأمر -وقد أشار جساس لذلك- قتل كليباً كان يجب أن يكون منذ زمن بسبب ظلمه وبغيه وتسلطه.
طبعاً لغياب النظام الفكري الراقي الذي يحكم العلاقة بين القاتل وذوي المقتول..كان لابد للتغلبيين من أن يثأروا لقتيلهم.
جـ/الإستقرار السياسي: كما نعرف -وشاهدنا- دامت الحرب 40عاماً راح ضحيتها مئات وألوف،كانت هذه الـ40عاماً صفحة مشوهة من تاريخ الأمة العربية مثلها مثل أي فترة حروب أو عدم استقرار.
جاء الزير سالم لكي يثأر لأخيه فقاتل وقاتل وكان الإنتصار حليفاً له،لكن حتى بعد أن قتل الجرو (هجرس) ابن كليب جساساً لم يتوقف عن الحرب.
الزير لم يكن بأفضل من أخيه كليب فقد كان هو أيضاً متسلطاً وظالماً بل وباغياً حيث لم يوقف الحرب. فانفضت عنه القبائل ومنها من انضم إلى البكريين.
هنا نجد آية من آيات الله الكونية التي أكدها الرسول صلى الله عليه وسلم وهي أنه "حق على الله ألا يرتفع شيء في الدنيا إلا وضعه".رواه البخاري (حديث 2872).
- لا يمكننا أن نتجاوز هذه اللحظة دون أن نذكر حقيقة مهمة وهي أن الأيام تتقلب كما قال الزير "منذ 40 عاماً وأنا أقدم الأيام التي لنا،وما ذنبي إذا كان لابد من أن يأتي يوم علينا".
- يمكننا أن نوظف هذه الواقعة لكي نقول للحكومات الحالية..يجب عليكم أن تتأكدا بأنه إذا كانت لكم الأيام الماضية (10أو20أو30سنة) في الحكم فإنها لن تدوم لكم وسيأتي اليوم الذي عليكم.
- لكن يظهر ان الحكام في عصرنا كانوا مثل الزير الذي لم يفهم ان الأيام متقلبة إلا بعد فوات الأوان.
- مقصد آخر ومضمون جديد في يجب على الحكام الحاليون أن يفهموه وهو أن نظام التحالفات لا يدوم بالضرورة فهو مرهون بالمصالح المشتركة،ونرى هذا جيداً في تخلي القبائل عن دعم الزير بعد أن أخذ الجرو بثأر أبيه من جساس،فمصالح القبائل أخذت بالتضرر من جراء طول الحرب التي لا فائدة منها وانحسار التجارة وضعفها مع خسارة الناس في الحرب.
- يقول تعالى:{وتلك الأيام نداولها بين الناس} آية عظيمة تحمل مضامين عظيمة.... حبذا لو يفهمها حكامنا.
- مقصد آخر ظهر في إصرار الجرو على مسألة ضرورة التوحد في الصف العربي بين القبائل العربية لمواجهة خطر داهم يزحف حثيثاً نحو الجزيرة العربية وهو خطر أبرهة الحبشي الذي يريد احتلال الجزيرة العربية وهدم الكعبة في مكة. وأنه بدلاً من التناحر والتقاتل فيما بينهم يجب توفير هذا الجهد و المال والقوة لمواجهة الأخطار المحيطة بالأمة.
لكن الفراغ الفكري الذي كان يخيم على كثير من عقول الأمة جعلهم لا يفكرون الا في القضايا الصغيرة.
- هذه رسالة أخرى للحكام الحاليين ودعوة لتوحيد الصف الإسلامي والعربي لمواجهة الخطر الإسرائيلي الصهيوني.
=في الحقيقة هذه القصة مليئة جداً بالإسقاطات السياسية على النظام السياسي التي يمكن تطبيقها على واقعنا.
-
لكن ولأن الله قد وهبنا عقلاً لكي نعقل به ونفهم كان لزاماً علينا -كما كان لزاماً على الذين عاشوا في عصر الزير سالم- أن نفهم العظات والعبر من هذه الأحداث،وأن نعرف النعمة التي أنعم الله بها علينا أن جعلنا مسلمين.
سأحاول هنا تقديم تحليل لبعض المقاصد والمضامين التي وردت في (حرب البسوس) أو في (سيرة الزير سالم).
1) مقاصد ومضامين سياسية:
أ/الظلم والطبقية:قدمت الأحداث صورة واضحة للظلم والاستبداد من خلال شخص (وائل/كليب) الذي عندما أصبح ملكاً على قومه وعلى العرب طغى و تجبر ومنع الأمة من حقوقها وطالبها بأكثر من واجباتها.فقد كان يمنع دواب الناس من الماء والرعي إلا بإذنه بل وبعد أن ترد وترعى دوابه.أيضاً فقد كان مستبداً لا يرى إلا رأيه ولا يسمع إلا قوله.وتظهر الطبقية عنده عندما لا يرضى أن يزوج بناته من غير الملوك أو أبنائهم ولا حتى بشريف من أشراف العرب ولا حتى بأحد أبناء عمومته،كذلك نجد الطبقية عندما يكون هناك محظيون لوائل/كليب فيحصلون على كل ما يريدون أما غيرهم فيموت ولا يحلم بشيء.
وإمعاناً في إذلالهم فقد تكنى بـ/كليب لكي يكون سيد العرب كليب... نعم كليب وليس كلب ليكون كبيراً،وقد كان يتمنى ان يرزق بولد ليسميه (الجرو) ويرث عنه الملك.
ب/الثورة:يخطئ -في اعتقادي- من يقول ان حرب البسوس كانت فقط بسبب ناقة وجمل،فقتل الناقة كان الشماعة التي أراد البكريون أن يعلقوا عليها الثورة ضد كليب،فجاء جساس (عمرو بن مرة) ليغتال كليباً ويثور على الظلم الذي يفعله كليب؛بحجة أن كليباً قتل ناقة خالته (البسوس). لكنه وفي حقيقة الأمر -وقد أشار جساس لذلك- قتل كليباً كان يجب أن يكون منذ زمن بسبب ظلمه وبغيه وتسلطه.
طبعاً لغياب النظام الفكري الراقي الذي يحكم العلاقة بين القاتل وذوي المقتول..كان لابد للتغلبيين من أن يثأروا لقتيلهم.
جـ/الإستقرار السياسي: كما نعرف -وشاهدنا- دامت الحرب 40عاماً راح ضحيتها مئات وألوف،كانت هذه الـ40عاماً صفحة مشوهة من تاريخ الأمة العربية مثلها مثل أي فترة حروب أو عدم استقرار.
جاء الزير سالم لكي يثأر لأخيه فقاتل وقاتل وكان الإنتصار حليفاً له،لكن حتى بعد أن قتل الجرو (هجرس) ابن كليب جساساً لم يتوقف عن الحرب.
الزير لم يكن بأفضل من أخيه كليب فقد كان هو أيضاً متسلطاً وظالماً بل وباغياً حيث لم يوقف الحرب. فانفضت عنه القبائل ومنها من انضم إلى البكريين.
هنا نجد آية من آيات الله الكونية التي أكدها الرسول صلى الله عليه وسلم وهي أنه "حق على الله ألا يرتفع شيء في الدنيا إلا وضعه".رواه البخاري (حديث 2872).
- لا يمكننا أن نتجاوز هذه اللحظة دون أن نذكر حقيقة مهمة وهي أن الأيام تتقلب كما قال الزير "منذ 40 عاماً وأنا أقدم الأيام التي لنا،وما ذنبي إذا كان لابد من أن يأتي يوم علينا".
- يمكننا أن نوظف هذه الواقعة لكي نقول للحكومات الحالية..يجب عليكم أن تتأكدا بأنه إذا كانت لكم الأيام الماضية (10أو20أو30سنة) في الحكم فإنها لن تدوم لكم وسيأتي اليوم الذي عليكم.
- لكن يظهر ان الحكام في عصرنا كانوا مثل الزير الذي لم يفهم ان الأيام متقلبة إلا بعد فوات الأوان.
- مقصد آخر ومضمون جديد في يجب على الحكام الحاليون أن يفهموه وهو أن نظام التحالفات لا يدوم بالضرورة فهو مرهون بالمصالح المشتركة،ونرى هذا جيداً في تخلي القبائل عن دعم الزير بعد أن أخذ الجرو بثأر أبيه من جساس،فمصالح القبائل أخذت بالتضرر من جراء طول الحرب التي لا فائدة منها وانحسار التجارة وضعفها مع خسارة الناس في الحرب.
- يقول تعالى:{وتلك الأيام نداولها بين الناس} آية عظيمة تحمل مضامين عظيمة.... حبذا لو يفهمها حكامنا.
- مقصد آخر ظهر في إصرار الجرو على مسألة ضرورة التوحد في الصف العربي بين القبائل العربية لمواجهة خطر داهم يزحف حثيثاً نحو الجزيرة العربية وهو خطر أبرهة الحبشي الذي يريد احتلال الجزيرة العربية وهدم الكعبة في مكة. وأنه بدلاً من التناحر والتقاتل فيما بينهم يجب توفير هذا الجهد و المال والقوة لمواجهة الأخطار المحيطة بالأمة.
لكن الفراغ الفكري الذي كان يخيم على كثير من عقول الأمة جعلهم لا يفكرون الا في القضايا الصغيرة.
- هذه رسالة أخرى للحكام الحاليين ودعوة لتوحيد الصف الإسلامي والعربي لمواجهة الخطر الإسرائيلي الصهيوني.
=في الحقيقة هذه القصة مليئة جداً بالإسقاطات السياسية على النظام السياسي التي يمكن تطبيقها على واقعنا.
-