الغربال
24-01-2001, 09:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم جناب الوالي رسالة من فرد من رعيتكم الكريمة يلحظ ما يجري من تطور في كل مجالات الحياة بفخر واعتزاز إلا أن يا جناب الوالي قد يخفي عليكم بعض تجاوزات أخوان الوالي و أبنا أخوان الوالي و بنات أخوان الوالي و أقاربكم وأصهاركم و عبيدكم و حشمكم و الاخويأ و كل من له علاقة بكم من بعيد و من قريب ، أحدثوا تجاوزات لا يستطيع المواطن أن يدفع عن نفسة أهواء و نزوات المذكورين آنفا ، و لا يخفى عليكم أن الإعلان عن الجريمة ممنوع نظاما في دولة الوالي فلا نسمع إلا يوم الجمعة عن تنفيذ القصاص في أفراد الرعية فقط و كان البقية معصومين عن لقاء الجزاء الرادع ، و مع ذلك تتسرب من المخلصين العاملين في دوائر الدولة جميع القضايا و المظالم ، و نستميحك عذراً أن نعرض على جنابكم بعض و عينات مما حملها الركبان إلى شعبك الغلبان وعدلاً نبداء بكم جناب الوالي : يذكر عنكم يا جناب الوالي أن زواجكم من حرمكم المصوب كان اغتصاباً فقد طلق الزوج بالقوة زوجته بعد سنة من بنائكم بزوجة الرجل ، بل يذكر الركبان إن الزوج لم يطلق إلا بعد أن حقن بمرض الهلوسة و جن الرجل ، و أننا نتهم في هذا المقام الشيخ عنان و فرقته الخاصة من (***) التي يرسلها لأعراس و احتفالات الرعية لتقديم وصف مفصل بجميلات الرعية لتقديم تقريره للوالي للمتابعة و الاطمئنان على الأحوال العامة و الخاصة و هذه من شيمكم الأصيلة ، فلا تغضب جناب الوالي و يهتز لك طرف فقد مضى من الزمن ما يسقط القضية بالتقادم و هذه فتوى من مستشاركم الأرعن جناب الوالي ثلاثون سنة أو أكثر لا تسقط الحقوق فأتق الله في الرعية و هذا ظنن بكم . جناب الوالي و إلا أخوكم الأصفر جلاد الدولة فلم يذهب بعيدا عن تصرفكم بل أتخذكم قدوه فيحدث الركبان أن امرأة ذهبت تشتكي زوجها و كانت ذات جمال فحن قلب الجلاد للمرة الأولى و رجف قلبه و ذاق الحب من النظرة الأولى فأمر القاضي بتطليق المرأة المظلومة من الزوج المتوحش المفترس الذي لم يرى حق لنساء الدولة فرفض القاضي و أوجب حضور الزوج للصلح فما كان من الجلاد إلا وعد المرأة أن تعود مثنى و ثلاث و رباع للمدارسة في علاج الخطب الداهم الذي خيم على قلب الجلاد فشارو مستشارة الصغير فدله على الشيخ المستعار الذي يفتى بفرخه فكان من الجلاد أن اعد طائرة للذهاب بالعروس الجديد إلى أراضى الأسبان حيث الربيع و مصيف العرسان فكان ما كان و ودعى المعازيم و تم القران و لم تعتد المرأة و لم يعلم زوجها إلا عندما أحيت فنانة الشام الحفل الساهر بمناسبة العرس العاهر ، و سقوط و والد العروس مغمى عليه عندما علم بفقدان أبنته من الدار و ذهب إلى وزارة الجلاد يبلغ بفقدان ابنته ألا أنه ابلغ أنه من اليوم سيدهم في الوزارة و هو الامر الناهي من اليوم فقد اقترنت الوزارة بكريمته ، جناب الوالي أرجو أن لا يضيق صدرك بما تسمع فهاذا غيض من فيض فيحدث الركبان أن مدير مدينة الصحراء أتته من تشتكي فقدان زوجها و تعسف صاحب الدار و طلبه بإخلاء الدار بالحال و هي أم عيال وليس لها في هذه الدنيا من معيل فما كان من المدير إلا أن صوب عينية ثلاثية الأبعاد على المرأة و أقتنع بصدق شكوى أم العيال و وجه سكرتير المدير بأن تأتى بعد العشاء في القصر العامر و هناك تقضى الحوائج الخاص فتوجست المرأة من الموعد الليلي وما علمت أن الوالي و إخوانه هذه ميادين مغامراتهم و مبلغ رجولتهم ، فاحتارت أين تبقي العيال ؟ وفكرت و قررت أن تقفل عليهم الباب فموعد أخو الوالي قد يثمر ما يحل معضلة فقدان الزوج و إسكات صاحب الدار ذهبت و كلها خجل و وصلت و عند باب القصر استقبلت بالبخور و أقفل الباب فكان ما كان و خرجت أم العيال في الصباح بعد ببيت ملك على الطريق العام و أمر سامي بالبحث عن المفقود الغالي ، جناب الوالي لمن نشتكي إذا كانت شكوى النساء تعالج بالغزو الليلي و إذا كان شكوى الرجال تعالج بالسجن الفردي فنشتكي إلى الله و الله المستعان .