( جـرعــة مجـربـــة مضمونــــة ... )

[بو عبدالرحمن]

كل دمع لا ينسكب من أجل الله فهو عناء ، وقبض ريح ، بل هو إلى الشقاء أقرب ..!!!
وبالمقابل ..
كل دمعة تنسابُ على خدٍ من أجل الله سبحانه ، فهي كنز مذخور ...
بل هي فتيلة مضيئة في مصباح القلب تجعله مضيئا متوهجاً ...

في لحظة البكاء بين يدي الله سبحانه ، تصغر الدنيا وتصغر .. وتتضاءل بما فيها ومن فيها ..
لأنها ساعة سماوية صرفة .... وما أطيب وأحلى وأروع العيش في مثل تلك الساعة ..

ومن أراد أن يحرك دمعاته ، ويهيج قلبه ليفيض بها ينبوعه :
فعليه بجرعات مكثفة من الدعاء والمناجاة لا سيما في جوف ليل .....

تقف في خشوع ، منكسر النفس ، مطأطئ الرأس ، مجموع القلب ،
تفترش الحياء تحتك ، والرحمة من فوقك ، ولطف الله محيط بك ...
عندها _ إذا كررت هذه الجرعة _ سترى الثمرة ، وتجد البركة ..
والذين ساروا في الطريق قبلك ، يؤكدون لك روعة هذه الجرعة ، وقوة مفعولها ، وامتداد بركتها ..

أما غيرك فنقول له :
أتهزأ بالدعـاءِ وتزدريه ِ *** وما تدري بما صنع الدعاءُ
سهامُ الليلِ صائبةٌ ولكن *** لها أمدٌ ، وللأمدِ انقضـاءُ

[جيون]

جزاك الله خير أخي بوعبد الرحمن

نسأل الله تعالى ان يرزقنا قلبا خاشعا وعينا دامعة ودعوة يستجاب لها ..

[صدى الحق]

بارك الله فيك وجزاك الله عنا خيراً أخي ووفقك الله إلى ما فيه خيرٌ لإخوتك وأخواتك .

وقد قالوا في البكاء وسكب الدموع :-

* قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: من استطاع أن يبكي فليبك ومن لم يستطع فليتباك .

* كان محمد بن المنكدر رحمه الله إذا بكى مسح وجهه ولحيته بدموعه ويقول: بلغني أن النار لا تأكل موضعا مسته الدموع .

* قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا ، فوالذي نفسي بـيده لو يعلم العلم أحدكم لصرخ حتى ينقطع صوته ، وصلى حتى ينكسر صلبه .

* قال أبو سليمان الداراني رحمه الله: ما تغرغرت عين بمائها إلا لم يرهق وجه صاحبها قتر ولا ذلة يوم القيامة ، فإن سالت دموعه أطفأ الله بأول قطرة منها بحارا من النيران ، ولو أن رجلا بكى في أمة ما عذبت تلك الأمة .

* قال كعب الأحبار رضي الله عنه: والذي نفسي بـيده ، لأن أبكي من خشية الله حتى تسيل دموعي على وجنتي أحب إلي من أن أتصدق بجبل من ذهب .

* قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: لأن أدمع دمعة من خشية الله أحب إلي من أن أتصدق بألف دينار .

* وروي عن حنظلة قال: كنا عند رسول الله فوعظنا موعظة رقت لها القلوب وذرفت منها العيون وعرفنا أنفسنا فرجعت إلى أهلي فدنت مني المرأة وجرى بـيننا من حديث الدنيا فنسيت ما كنا عليه عند رسول الله وأخذنا في الدنيا، ثم تذكرت ما كنا فيه فقلت في نفسي: قد نافقت حيث تحول عني ما كنت فيه من الخوف والرقة ، فخرجت وجعلت أنادي: نافق حنظلة ، فاستقبلني أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقال: كلا لم ينافق حنظلة ، فدخلت على رسول الله وأنا أقول: نافق حنظلة ، فقال رسول الله : «كلا لم ينافق حنظلة» فقلت: يا رسول الله كنا عندك فوعظتنا موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون وعرفنا أنفسنا، فرجعت إلى أهلي فأخذنا في حديث الدنيا ونسيت ما كنا عندك عليه .
فقال صلى الله عليه وسلم : « يا حنظلة لو أنكم كنتم أبدا على تلك الحالة لصافحتكم الملائكة في الطريق وعلى فراشكم ، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة » .

[بو عبدالرحمن]

-
الأخت الفاضلة / جيون ....
............. رعاك الله وحماك وحرسك خطاكِ

جزاك الله خيرا على هذه المتابعة ....
وأسأل الله أن ينفعنا وإياك بما نقرأ وما نكتب ..
وأن يعيننا على العمل بذلك ، على الوجه الذي يرضى ..

[بو عبدالرحمن]

-
أخي الحبيب / صدى الحق ..
........... رفع الله قدرك بين خلقه في الدارين

جزاك الله خير الجزاء على هذه المداخلة الرائعة ..
فهذا والله ما يثلج صدري أن تأتي المداخلة لتعزز الفكرة ، وتقويها ، وتؤكد عليها .
ولقد أجدت وأفدت ..
بل لقد أصبح تعقيبك هو الأصل ، وموضوعي فرعا لذلك الأصل ..
لقد بادرت أحتفظ بهذه الشواهد في مفكرتي الخاصة بمنقولاتي ..
فجزاك الله خيرا مضاعفا ..
ومن يتأمل في سير الصحابة والصالحين يجد حشدا كبيرا من الشواهد ، حتى إنه ليعجب ، كيف كانت قلوب القوم رقيقة ، وكيف صارت قلوبنا قاسية لا تكاد تنبض بدمعة إلا بشق الأنفس ، وفي حالات قليلة .
نسأل الله سبحانه أن يمن علينا بقلوب خاشعة ، وأعين دامعة ..ودعوات مستجابة ..