ناصح ومنصوح
18-03-2001, 01:57 AM
بيان من محكمة التمييز العليا في الشيشان بشأن اختطاف الطائرة الروسية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد....
فقد شنت القوات الروسية حرب إبادة ضد الشعب الشيشاني ، ولم تفرق فيها بين الشيخ المسن و الطفل الصغير أو الرجل والمرأة ، وهذه هي شريعة الكفار في الشيشان وفي فلسطين وفي البوسنة وفي كوسوفا وغيرها ، في حين تحرم شريعة الإسلام قتل غير المقاتلين من الشيوخ والنساء والأطفال ، فلم تُوجه صواريخ القوات الروسية ومدفعياتها إلى جبهات القتال فحسب ، بل وجهت إلى الطفل الذي يلعب في ساحة داره ، وإلى الرضيع في حجر أمه ، وإلى المريض على سريرة ، وإلى المرأة الضعيفة في خدرها ، وادّعوا أنهم قد جاءوا لإرساء النظام ، فكان نظامهم أن دمروا القرى وسرقوا البيوت وتاجروا في الأسرى ، وملئوا السجون والمعتقلات وغرف التعذيب بالآلاف من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولياً واجعل لنا من لدنك نصيراً .
وفي هذه الأيام تكتشف مقابر جماعية في العاصمة قروزني لشيوخ ورجال ونساء ، وقد ظهر على بعضهم التعذيب والقيود وآثار الذبح ، وأمام هذه الإجرام الشنيع تقف كثير من دول العالم الإسلامي وإعلامها موقف المتفرج الذي لا يغار على الحرمات ولا يستجيب للصيحات .
لايلام الذئب في عدوانه إن يكن راعٍ عدو الغنم
رب وامعتصماه انطلقت ملء أفواه الصبايا اليتـم
لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم
وهذا التخاذل والخور لم يثن عزائم المجاهدين عن مواصلة طريقهم والتمسك بجهادهم ، مستعينين بربهم تبارك وتعالى القائل في كتابه ( إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده..) فقد كبدوا بحمد الله القوات الروسية خسائر فادحة في العتاد والرجال ، وفي كل يوم تدور رحى المعارك وتتكشف عن آليات مدمرة و جنود صرعى من القوات الروسية ، وخطة المعركة تسير بتنظيم دقيق وضوابط شرعية لا تتعداها القيادة العسكرية إلى غيرها، كخطف طائرات يشتمل على محاذير شرعية كتعريض بعض المسلمين المسافرين للخطر والأذى ، أو لوجود أمان أو شبهة أمان للمحاربين ، لحصولهم على مايسمى بتأشيرة دخول .
والاختطاف الذي وقع للطائرة الروسية وإن كان تم باجتهاد خاص قد ألجأت الخاطفين إليه جرائم القوات الروسية المتواصلة في الشيشان وآلاف الأسرى والمفقودين ، فالواجب أن نتعامل مع هذه القضية بالعدل الذي أمر الله به في كتابه ، بأن نحكم على جميع الأطراف ، ولا نقتصر على المظلوم ونغض الطرف عن الظالم ، قال تعالى ( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) لقد نزلت هذه الآية في سرية عبد الله بن جحش عندما قتلت عمرو بن الحضرمي المشرك في الأشهر الحرم ، فعير المشركون المسلمين بالقتل في الأشهر الحرم ، فبين الله تعالى أن القتل في الأشهر الحرم أمر كبير ومستنكر ، ولم يبرئ المسلمين من الخطأ ، ثم بين أن ما اشتمل عليه المشركون من القبائح ، وهو صدُ من أراد الإيمان عنه وفتنةُ وتعذيبُ من آمن بربه عن إيمانهم ، وكفرٌ به أي كفرهم بالله تعالى ، والمسجد الحرام أي صدهم عن المسجد الحرام وكفرهم به ، وإخراج أهله أي أهل المسجد الحرام، وهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ، فكل هذه الأفعال المنكرة التي يرتكبها المشركون أكبر عند الله من القتل الذي وقع للمشرك في الأشهر الحرم ، والفتنة أكبر من القتل وهي الشرك ، وفتنة الناس عن دينهم أعظم من قتل المشرك في الأشهر الحرم ، ثم بين الله تعالى حرص الكافرين على فتنة المسلمين ، واستمرارهم في قتالهم حتى يردوهم عن دينهم إن استطاعوا.
وكذلك نقول في قضية الاختطاف ، فإذا كان الاختطاف خطأ كبيراً ، فإن ما ترتكبه القوات الروسية من صد عن سبيل الله وفتنة الناس عن دينهم ، وتتبعها للمصاحف والكتب الإسلامية في البيوت لتمزيقها وامتهانها ، وقضائها على شعائر الإسلام ، وكفرها بالله ومحاربتها لدينه وعباده ، وتدميرها للمساجد وكفرها بها ، وإخراجها أهل البلد من بلادهم وتشريدهم وسفك دمائهم ونهب أموالهم وانتهاك أعراضهم أكبر وأعظم من اختطاف طائرة وقع بسبب اجتهاد خاطئ ألجأت إليه جرائم القوات الروسية .
والذي يظهر من لجوء المختطفين إلى المدينة النبوية أنهم قد اختاروا هذا المكان الطاهر ولجأوا إلى أهله طلباً للنصرة والعدل ، والذي ينبغي أن تعالج القضية بعدل القرآن الذي ذكر آنفاً ، وأن ينكر المنكر الأكبر من الخطف والمتسبب به، وهو العدوان السافر من القوات الروسية على الشعب الشيشاني .
والذي ندعو إليه عرض هذه القضية على شرع الله ، وأن يقضي في شأن القتلى والمعتقلين علماء الأمة المعروفون بنصحهم لدين الله تعالى ، وأن لا يسلم المعتقلون إلى روسيا ، أو أي دولة أخرى قد تسلمهم إليها ، حتى لا نشارك القوات الروسية ونعينها في ظلم هذا الشعب ، فقد غصت سجونها بآلاف الأسرى من الرجال والنساء المستضعفين .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
محكمة التمييز العليا في الشيشان في 21/12/1421هـ
المصدر موقع القوقازhttp://www.qoqaz.com/news20.htm
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد....
فقد شنت القوات الروسية حرب إبادة ضد الشعب الشيشاني ، ولم تفرق فيها بين الشيخ المسن و الطفل الصغير أو الرجل والمرأة ، وهذه هي شريعة الكفار في الشيشان وفي فلسطين وفي البوسنة وفي كوسوفا وغيرها ، في حين تحرم شريعة الإسلام قتل غير المقاتلين من الشيوخ والنساء والأطفال ، فلم تُوجه صواريخ القوات الروسية ومدفعياتها إلى جبهات القتال فحسب ، بل وجهت إلى الطفل الذي يلعب في ساحة داره ، وإلى الرضيع في حجر أمه ، وإلى المريض على سريرة ، وإلى المرأة الضعيفة في خدرها ، وادّعوا أنهم قد جاءوا لإرساء النظام ، فكان نظامهم أن دمروا القرى وسرقوا البيوت وتاجروا في الأسرى ، وملئوا السجون والمعتقلات وغرف التعذيب بالآلاف من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك ولياً واجعل لنا من لدنك نصيراً .
وفي هذه الأيام تكتشف مقابر جماعية في العاصمة قروزني لشيوخ ورجال ونساء ، وقد ظهر على بعضهم التعذيب والقيود وآثار الذبح ، وأمام هذه الإجرام الشنيع تقف كثير من دول العالم الإسلامي وإعلامها موقف المتفرج الذي لا يغار على الحرمات ولا يستجيب للصيحات .
لايلام الذئب في عدوانه إن يكن راعٍ عدو الغنم
رب وامعتصماه انطلقت ملء أفواه الصبايا اليتـم
لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم
وهذا التخاذل والخور لم يثن عزائم المجاهدين عن مواصلة طريقهم والتمسك بجهادهم ، مستعينين بربهم تبارك وتعالى القائل في كتابه ( إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده..) فقد كبدوا بحمد الله القوات الروسية خسائر فادحة في العتاد والرجال ، وفي كل يوم تدور رحى المعارك وتتكشف عن آليات مدمرة و جنود صرعى من القوات الروسية ، وخطة المعركة تسير بتنظيم دقيق وضوابط شرعية لا تتعداها القيادة العسكرية إلى غيرها، كخطف طائرات يشتمل على محاذير شرعية كتعريض بعض المسلمين المسافرين للخطر والأذى ، أو لوجود أمان أو شبهة أمان للمحاربين ، لحصولهم على مايسمى بتأشيرة دخول .
والاختطاف الذي وقع للطائرة الروسية وإن كان تم باجتهاد خاص قد ألجأت الخاطفين إليه جرائم القوات الروسية المتواصلة في الشيشان وآلاف الأسرى والمفقودين ، فالواجب أن نتعامل مع هذه القضية بالعدل الذي أمر الله به في كتابه ، بأن نحكم على جميع الأطراف ، ولا نقتصر على المظلوم ونغض الطرف عن الظالم ، قال تعالى ( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) لقد نزلت هذه الآية في سرية عبد الله بن جحش عندما قتلت عمرو بن الحضرمي المشرك في الأشهر الحرم ، فعير المشركون المسلمين بالقتل في الأشهر الحرم ، فبين الله تعالى أن القتل في الأشهر الحرم أمر كبير ومستنكر ، ولم يبرئ المسلمين من الخطأ ، ثم بين أن ما اشتمل عليه المشركون من القبائح ، وهو صدُ من أراد الإيمان عنه وفتنةُ وتعذيبُ من آمن بربه عن إيمانهم ، وكفرٌ به أي كفرهم بالله تعالى ، والمسجد الحرام أي صدهم عن المسجد الحرام وكفرهم به ، وإخراج أهله أي أهل المسجد الحرام، وهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ، فكل هذه الأفعال المنكرة التي يرتكبها المشركون أكبر عند الله من القتل الذي وقع للمشرك في الأشهر الحرم ، والفتنة أكبر من القتل وهي الشرك ، وفتنة الناس عن دينهم أعظم من قتل المشرك في الأشهر الحرم ، ثم بين الله تعالى حرص الكافرين على فتنة المسلمين ، واستمرارهم في قتالهم حتى يردوهم عن دينهم إن استطاعوا.
وكذلك نقول في قضية الاختطاف ، فإذا كان الاختطاف خطأ كبيراً ، فإن ما ترتكبه القوات الروسية من صد عن سبيل الله وفتنة الناس عن دينهم ، وتتبعها للمصاحف والكتب الإسلامية في البيوت لتمزيقها وامتهانها ، وقضائها على شعائر الإسلام ، وكفرها بالله ومحاربتها لدينه وعباده ، وتدميرها للمساجد وكفرها بها ، وإخراجها أهل البلد من بلادهم وتشريدهم وسفك دمائهم ونهب أموالهم وانتهاك أعراضهم أكبر وأعظم من اختطاف طائرة وقع بسبب اجتهاد خاطئ ألجأت إليه جرائم القوات الروسية .
والذي يظهر من لجوء المختطفين إلى المدينة النبوية أنهم قد اختاروا هذا المكان الطاهر ولجأوا إلى أهله طلباً للنصرة والعدل ، والذي ينبغي أن تعالج القضية بعدل القرآن الذي ذكر آنفاً ، وأن ينكر المنكر الأكبر من الخطف والمتسبب به، وهو العدوان السافر من القوات الروسية على الشعب الشيشاني .
والذي ندعو إليه عرض هذه القضية على شرع الله ، وأن يقضي في شأن القتلى والمعتقلين علماء الأمة المعروفون بنصحهم لدين الله تعالى ، وأن لا يسلم المعتقلون إلى روسيا ، أو أي دولة أخرى قد تسلمهم إليها ، حتى لا نشارك القوات الروسية ونعينها في ظلم هذا الشعب ، فقد غصت سجونها بآلاف الأسرى من الرجال والنساء المستضعفين .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
محكمة التمييز العليا في الشيشان في 21/12/1421هـ
المصدر موقع القوقازhttp://www.qoqaz.com/news20.htm