درب العرب
20-03-2001, 02:53 AM
عاش الأمير نايف فترة من الهم والغم بعد الحملة التي شنتها الصحافة البريطانية على وزارة الداخلية والحكومة السعودية وخاصة بعد أن فتحت ملف تجارة الخمور والبارات والنوادي التي يشارك فيها عدد كبير من أفراد الأسرة الحاكمة واستخدامهم لصلاحياتهم في توريد الخمور والممنوعات الأخرى بطائراتهم الخاصة وإضافة باراتهم إلى قائمة الأماكن المحرمة على الشرطة والهيئات. ويقول المقربون من الأمير نايف إنه انزعج كثيرا من هذه التقارير وقرر بعدها أن يشن حملة على هذه البارات والنوادي وتجارة الخمر حتى يسكت أصوات الصحافة البريطانية التي تردد هذه المعلومات. ومن أجل ذلك تفيد المعلومات الواردة من مكتب الأمير أنه شكل قبل مدة لجنة من عدة ضباط تمكنت الحركة من الحصول على أسمائهم وهم الرائد سعيد الشهري والرائد خالد الغنام والرائد منصور الضفيان ومعهم عدد آخر من الضباط أقل رتبة، ووضع تحت تصرفهم ثلاثين فردا وأعطيت اللجنة صلاحيات بالاتصال بالجهات الحكومية الأخرى والهيئات والشرطة ومباحث السفارات من أجل شن الحملة المذكورة. ولا تزال اللجنة في مرحلة البحث والتحري قبل أن تشن المداهمات على النوادي المذكورة. المضحك جدا هنا ذو شقين: الشق الأول أن الأمير نايف يعرف جيدا حسب المعلومات المتوفرة لديه من الشرطة والمباحث والهيئات عن هذه النوادي والبارات والتجارة بشكل روتيني، كما يعرفه جيدا من خلال الاعتقالات التي بدأت منذ اكثر من عام حول هذه المواضيع فلماذا يتحرك فقط بعد أن انتبه المشتركون في تلك النوادي والبارات وخافوا من عواقب القضية بعد أن أصحبت حديث القاصي والداني وأغلقوا نواديهم وباراتهم إلا ما كان تحت حماية آل سعود أو تحت القوات الأمريكية مما لا يشمله تكليف اللجنة. الشق الثاني إن الأمير نايف لم يتحرك -وهو المسؤول- حين كان يعلم عن هذه البارات والأندية بل تحرك فقط حين أصبحت القضية فضائح متتالية في الصحافة البريطانية هو وجهازه الأمني بطلها. وحتى لا نفهم خطأ نحن لسنا ضد هذه الحملة حتى لو جاءت متأخرة فكل تطهير للبلد من المسكرات فنحن معه لكن نعلم جيدا أن هذه اللجنة ستكون عديمة الفائدة بعد أن استعد أهل البارات باحتياطاتهم ولاذوا بحماتهم من الأسرة والقوات الأمريكية. ونعلم كذلك أن إيراد أسماء الضباط ليس فيه فائدة إعلامية ولم نوردها إلا لإحراج الأمير نايف أمام الملأ وتكرار الإثبات له أننا على اطلاع على ما يجري في مكتبه لأنه أعرف من غيره أن هذه الأسماء صحيحة والمعلومة دقيقة.