اقوى1
04-04-2001, 06:00 PM
.
<font color=#FF0000>شهادة الكهل المصري على الأزمة ..!!!</font>
هاهم اولاء يفدون من كل فج عميق .. تفوح من اردانهم رائحة التكبير والتسبيح .. وجبل عرفة يقف بشئ من الدهشة وكثير من الفرح لاحتفاء الرب ومباهاته بهذا الحشد الباذخ في ملكوت السماء ..
في هذه اللحظة .. وحينما كان الزمن مبهورا بنفسه .. كنت اتأمل شيخا مصريا يصعد بصعوبة الى الجبل .. وكأنه يغافل السنين والتجاعيد التي حفرتها في تقاسيم وجهه .. ولما لم يستطع ، تلفت حوله وضبطني احدق فيه :
ــ ( انت مش هاتساعدني ؟؟!!)
بشئ من الغضب قالتها عيناه العميقتان ، ويداه اللتان ترتعشان ، وقلبه الذي يخفق بالألفة ، ولم يمض وقت طويل الا وكنا في الأعلى نتجاذب اطراف الحديث في مواضيع شتى ..
حدثني عن كفاحه في السعودية حتى اصبح رجلا ثريا، عشرون عاما بين جنبات هذا البلد ، كان يشخص ببصره في السماء وهو يقول :
( البلد دي كلها خير في خير في خير ، بس عايزه شاب عنده دماغ يفكر فيه )
ابتسمت ابتسامة واسعة قائلا :
( هذيك ايام الطفرة يا عم بركات ) ..!!!
عقد الحاج بركات حاجبيه في غضب وهو يهز رأسه نفيا قائلا :
( بص بأه.. اهي دي المشكلة، الشاب السعودي ما يعرفش ازاي يشتغل ، عاوز وظيفة مدير عام حته واحدة ، والا اقولك مستشار احسن !! انا يا بني جيت السعودية ما كنتش اعرف احلق دقن لنفسي ، ومع ذلك فتحت محل حلاق وربنا كرمني وصاروا اربع محلات مداخيلهم 30 الف ريال في الشهر ، وفتحت برضه محلات خضرة .، كل ده من دون أي منافسة الا من الاجانب ... وفين السعوديين ؟ الله اعلم ....!!!)
بين حدي الرفض والقبول ، كنت انا .!!
كانت كلماته تنهمر فوق راسي كمدفع رشاش، بينما كان يواصل بحماس قصصه عن الكثير من المغتربين العرب والأجانب الذين حصدوا اموالا طائلة وذهبوا الى بلدانهم ...!بينما يعجز بعض السعوديين عن الالتحاق بعمل يقيهم من زمهرير الفقر القاسي ..
يا قوم :
هل اصبحنا مثل بعير يموت عطشا في الصحراء وعلى ظهره أكواز الماء ؟؟؟؟!!!!!
<font color=#FF0000> بوح الأرقام التي لاتكذب ..!!!!</font>
وأنا اتأمل الرياض من نافذة الطائرة وصوت محمد عبده يتدفق في ارجائها بأغنية وطنية انتابني شعور غريب ان الأمور تسير على ما يرام ، افرك عيني وأهز راسي بقوة كمن يستيقظ من حلم وأحدق مرة اخرى من النافذة فتبدو صورة المدينة متأججة بالسواد ..!!
بحثت كثيرا عن ارقام محددة لمرض البطالة ،ولكنني لم استطع الحصول على رقم يمكن الركون عليه تماما ، وان كان يمكن الاستئناس به واعتباره مؤشرا لشئ ما ، فالبنك السعودي الامريكي وفي تقرير له عن الوضع الاقتصادي في المملكة تم نشره في جريدة الاتحاد الاماراتية بتاريخ 2/11/1420هـ ذكر وبشكل مقتضب ان نسبة البطالة في المملكة 20% بين الشباب السعودي الواقع اعمارهم بين 20ـ 29 سنة ،
بينما يؤكد دليل التنمية البشرية والذي اصدرته دار نشر فرنسية ان النسبة ارتفعت من 13% عام 1993 الى 27% من مجموع القوى العاملة والبالغ 9.2 مليون ،وفي المقابل تتحدث المعارضة عن 33% بطالة في السعودية ...
لو القينا نظرة سريعة على هذه الأرقام لوجدنا انها ــ وعلى تفاوتها ــ تتفق على حقيقه واحدة وهي ان ما يجري الان : فاجعة ، فدراسة جادة مثل دليل التنمية البشرية يقول ان لدينا 27% من اصل 9.2 مليون عامل عاطل عن العمل ، أي 2.484 مليون عاطل تقريبا ..
وانت عندما يبدأ فمك بالتفوه بكلمة ( بطالة ) ، سوف تجده يردد تلقائيا كلمات غريبة ومخيفة مثل:
فقر / جريمة / اغتصاب / طلاق / مخدرات / انتحار / انهيار أخلاقي ..
لأنها ترتبط بشكل او اخر بالبطالة التي يعتبرها ادم سميث القاسم المشترك في الاضطرابات السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية !!
<font color=#FF0000> اين الخلل ..!!!!</font>
اما هذه الصورة الحالكة لم يعد ثم مناص من اختراع الضوء ..
قطعا لسنا بحاجة لاكتشاف من اين تنبع الشمس ، او حتى مصباح علاء الدين السحري بقدر حاجتنا الى زخم هائل من الحوار والمصارحة والمكاشفة قبل ان تبدأ ملايين السواعد لبناء وطن فتي متوهج ..
أعتقد ان الخلل في اطراف ثلاثة ، تشكل المشاكل الذاتية في احشاء كل واحدة منها حجر عثرة في سبيل التقدم :
<font color=#0000FF>1) غياب الرؤية الاستراتيجية لدى القيادة السياسية ..</font>
وهي نقطة جوهرية في فهم ابعاد المشكلة ، فالمجتمع السعودي يفتقر للهوية الاقتصادية بمعناها الحرفي ، بدليل اننا لسنا مجتمعا صناعيا مثلا ، ولا زراعيا ، او سياحيا ، او أي شئ اخر ، نحن نريد كل شئ ويبدو اننا لن نحصل على أي شئ ..
لماذا يدخل الطالب الى كلية تعرف الحكومة مسبقا انه لن يجد وظيفة بعد ان يتخرج منها ، لماذا لا يوجد هناك معاهد مهنية وحرفية حقيقية ، خريج الثانوية امام خياران : الجامعة او العسكرية ، الا يوجد خيار ثالث ؟، من هنا تبرز أهمية الاستراتيجة المدروسة بين التعليم والتخطيط وهما يلتحفان بارادة سياسية ناضجة ..!!
صدقوني .. في المجتمعات المتقدمة يشكل العمال شريحة اجتماعية هامة و منفردة ، لها ثقلها السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، هل نملك نحن شريحة عمال ؟
دعوني اكرر السؤال بصوت اعلى هذه المرة :
هل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
<font color=#0000FF>2) تخاذل القطاع الخاص في اداء دوره ...</font>
ودور هذا القطاع هام جدا في عملية التنمية ، بل ان دوره في المستقبل القريب وفي كنف العولمة سيكون أكثر فتكا ، ووعي رجل الأعمال السعودي بمصلحة بلده لا تتعارض ابدا مع مصالحه الشخصية ،لاسيما والاستثمارات السعودية المهاجره تبلغ قيمتها مئات المليارات ، ولو عاد 5% منها فقط لتحولت البلاد الى ورشة عمل حقيقية ..!!
لامراء ان دور رجل الأعمال المخلص لا يتوقف عند استقطاب الكفاءات السعودية وحسب ، بل تأهيل الكثير من الشباب والفتيات في تخصصات معينة قبل الزج بهم في سوق العمل ، والكثير ايضا منهم يتبرعون سنويا بملايين لأعمال الخير ، الا ان الخير في اذهانهم تنحصر في بناء مسجد او افطار صائم وهي لاشك انها أعمال جليلة ، لكنها ليست الوحيدة ، فهناك الكثير من الأفكار الخلاقة التي تنفع الأمة والشباب المسلم الذين هم زادها ومحرقتها معا ..!!
<font color=#0000FF>3) الشاب السعودي ...</font>
وهو يفتقر الى التأهيل الذاتي ، فكثيرا ما نجد خريج جامعة لايجيد الكمبيوتر ولايتحدث الانجليزية .. فكيف سيجد وظيفة ؟
أهمية الوعي الذاتي بالتقلبات الكثيرة التي تكتنف سوق العمل نقطة مفصلية ، بل هو سلاح مهم في حلبة المعركة اللامتكافئة ، فماذا لديك اصلا لتقنع هذه الشركة بتوظيفك ، يجب ان يكون الشاب أكثر جدية في النظر للأمور ، يجب ان يتخلى عن قناعاته وأنفته تجاه بعض المهن واعتبارها لاتليق بجلالة قدره ..
<font color=#FF0000>السعودة الساذجة : كل عام وسوق الخضار بخير ..!!!!</font>
هناك دول كثيرة تعاني من مشكلة البطالة ... هذه حقيقة ..
ولكن معظمها بطالة ( كمية ) بمعنى انها ترتبط بأعداد هائلة من العاطلين ، لكن لدينا مشكلة ذات مركب ثنائي ، وهي ان بطالتنا من النوع الفاخر ، وهي بطالة ( كمية ) وفي نفس الوقت
( نوعية ) ..
والمعنى : ان هناك حشود ضخمة من العاطلين ، وفي المقابل هناك أعداد هائلة من فرص العمل في تخصصات ذات نوعية معينة مثل ( سوق الأجهزة الاكترونية ، في المصانع ، الميكانيكا ، والنجارة والحدادة ، وفي الحلاقة والمطاعم وحتى السباكة ) .. وهي مفارقة مضحكة ومبكية ، خصوصا انها تأتي مترادفة على ايقاعات السعودة ..
و عملية السعودة التي قامت بها الحكومة خطوة هامة في سبيل القضاء على البطاله ، وليس من طبعي ان انتقد تصرف في الاتحاه الصحيح مهما كان تافها ، بيد انني احب ان اسجل ملاحظة احسبها هامه في سياق رسم ملامح حل جذري للمشكلة وهي :
ان تكون السعوده ( سعوده نوعيه ) وان تطال تخصصات ( حرفية ) ، فسعودة مكاتب العقار وسوق الخضار ليست ذات طابع مهني ، لعدم الحاجة الى خبرة معينة او مهارة مكتسبه في هذه الحرفة ، ومع مرور وقت قصير يصبح الشاب مدركا لخلفيات المهنة ، ونحن نريد سعودة ذكية ، تطال تخصصات حرفية تدر مبالغ محترمة شهريا ، وهذا لايكون الا بدراسة رصينة بفتح معاهد ودورات قبل البدء في المرحلة الأهم من السعودة ، ويقيني ان خطوة مثل هذه سوف تعيد نسبة البطالة الى حجمها الطبيعي بدلا من هذا الوضع المتفاقم ..
<font color=#FF0000>هل هو صيد في الظلام الكاسح ..!!!!</font>
يبدو وكأني انبش لكم جرحا صغيرا ...!!
يبدو ويكأنه نهر من الزخم يتدفق بشئ من الحزن ..!!
ولكن ما افعل .. وهي رسومات على ذاكرة الأمة ، وجسد الوطن ؟؟؟؟
متى نعرف ان الانسان لا يستطيع ان يخلع ذاكرته كما يفعل مع ضرس عتيق ..؟؟!!!!!
<font color=#FF0000>شهادة الكهل المصري على الأزمة ..!!!</font>
هاهم اولاء يفدون من كل فج عميق .. تفوح من اردانهم رائحة التكبير والتسبيح .. وجبل عرفة يقف بشئ من الدهشة وكثير من الفرح لاحتفاء الرب ومباهاته بهذا الحشد الباذخ في ملكوت السماء ..
في هذه اللحظة .. وحينما كان الزمن مبهورا بنفسه .. كنت اتأمل شيخا مصريا يصعد بصعوبة الى الجبل .. وكأنه يغافل السنين والتجاعيد التي حفرتها في تقاسيم وجهه .. ولما لم يستطع ، تلفت حوله وضبطني احدق فيه :
ــ ( انت مش هاتساعدني ؟؟!!)
بشئ من الغضب قالتها عيناه العميقتان ، ويداه اللتان ترتعشان ، وقلبه الذي يخفق بالألفة ، ولم يمض وقت طويل الا وكنا في الأعلى نتجاذب اطراف الحديث في مواضيع شتى ..
حدثني عن كفاحه في السعودية حتى اصبح رجلا ثريا، عشرون عاما بين جنبات هذا البلد ، كان يشخص ببصره في السماء وهو يقول :
( البلد دي كلها خير في خير في خير ، بس عايزه شاب عنده دماغ يفكر فيه )
ابتسمت ابتسامة واسعة قائلا :
( هذيك ايام الطفرة يا عم بركات ) ..!!!
عقد الحاج بركات حاجبيه في غضب وهو يهز رأسه نفيا قائلا :
( بص بأه.. اهي دي المشكلة، الشاب السعودي ما يعرفش ازاي يشتغل ، عاوز وظيفة مدير عام حته واحدة ، والا اقولك مستشار احسن !! انا يا بني جيت السعودية ما كنتش اعرف احلق دقن لنفسي ، ومع ذلك فتحت محل حلاق وربنا كرمني وصاروا اربع محلات مداخيلهم 30 الف ريال في الشهر ، وفتحت برضه محلات خضرة .، كل ده من دون أي منافسة الا من الاجانب ... وفين السعوديين ؟ الله اعلم ....!!!)
بين حدي الرفض والقبول ، كنت انا .!!
كانت كلماته تنهمر فوق راسي كمدفع رشاش، بينما كان يواصل بحماس قصصه عن الكثير من المغتربين العرب والأجانب الذين حصدوا اموالا طائلة وذهبوا الى بلدانهم ...!بينما يعجز بعض السعوديين عن الالتحاق بعمل يقيهم من زمهرير الفقر القاسي ..
يا قوم :
هل اصبحنا مثل بعير يموت عطشا في الصحراء وعلى ظهره أكواز الماء ؟؟؟؟!!!!!
<font color=#FF0000> بوح الأرقام التي لاتكذب ..!!!!</font>
وأنا اتأمل الرياض من نافذة الطائرة وصوت محمد عبده يتدفق في ارجائها بأغنية وطنية انتابني شعور غريب ان الأمور تسير على ما يرام ، افرك عيني وأهز راسي بقوة كمن يستيقظ من حلم وأحدق مرة اخرى من النافذة فتبدو صورة المدينة متأججة بالسواد ..!!
بحثت كثيرا عن ارقام محددة لمرض البطالة ،ولكنني لم استطع الحصول على رقم يمكن الركون عليه تماما ، وان كان يمكن الاستئناس به واعتباره مؤشرا لشئ ما ، فالبنك السعودي الامريكي وفي تقرير له عن الوضع الاقتصادي في المملكة تم نشره في جريدة الاتحاد الاماراتية بتاريخ 2/11/1420هـ ذكر وبشكل مقتضب ان نسبة البطالة في المملكة 20% بين الشباب السعودي الواقع اعمارهم بين 20ـ 29 سنة ،
بينما يؤكد دليل التنمية البشرية والذي اصدرته دار نشر فرنسية ان النسبة ارتفعت من 13% عام 1993 الى 27% من مجموع القوى العاملة والبالغ 9.2 مليون ،وفي المقابل تتحدث المعارضة عن 33% بطالة في السعودية ...
لو القينا نظرة سريعة على هذه الأرقام لوجدنا انها ــ وعلى تفاوتها ــ تتفق على حقيقه واحدة وهي ان ما يجري الان : فاجعة ، فدراسة جادة مثل دليل التنمية البشرية يقول ان لدينا 27% من اصل 9.2 مليون عامل عاطل عن العمل ، أي 2.484 مليون عاطل تقريبا ..
وانت عندما يبدأ فمك بالتفوه بكلمة ( بطالة ) ، سوف تجده يردد تلقائيا كلمات غريبة ومخيفة مثل:
فقر / جريمة / اغتصاب / طلاق / مخدرات / انتحار / انهيار أخلاقي ..
لأنها ترتبط بشكل او اخر بالبطالة التي يعتبرها ادم سميث القاسم المشترك في الاضطرابات السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية !!
<font color=#FF0000> اين الخلل ..!!!!</font>
اما هذه الصورة الحالكة لم يعد ثم مناص من اختراع الضوء ..
قطعا لسنا بحاجة لاكتشاف من اين تنبع الشمس ، او حتى مصباح علاء الدين السحري بقدر حاجتنا الى زخم هائل من الحوار والمصارحة والمكاشفة قبل ان تبدأ ملايين السواعد لبناء وطن فتي متوهج ..
أعتقد ان الخلل في اطراف ثلاثة ، تشكل المشاكل الذاتية في احشاء كل واحدة منها حجر عثرة في سبيل التقدم :
<font color=#0000FF>1) غياب الرؤية الاستراتيجية لدى القيادة السياسية ..</font>
وهي نقطة جوهرية في فهم ابعاد المشكلة ، فالمجتمع السعودي يفتقر للهوية الاقتصادية بمعناها الحرفي ، بدليل اننا لسنا مجتمعا صناعيا مثلا ، ولا زراعيا ، او سياحيا ، او أي شئ اخر ، نحن نريد كل شئ ويبدو اننا لن نحصل على أي شئ ..
لماذا يدخل الطالب الى كلية تعرف الحكومة مسبقا انه لن يجد وظيفة بعد ان يتخرج منها ، لماذا لا يوجد هناك معاهد مهنية وحرفية حقيقية ، خريج الثانوية امام خياران : الجامعة او العسكرية ، الا يوجد خيار ثالث ؟، من هنا تبرز أهمية الاستراتيجة المدروسة بين التعليم والتخطيط وهما يلتحفان بارادة سياسية ناضجة ..!!
صدقوني .. في المجتمعات المتقدمة يشكل العمال شريحة اجتماعية هامة و منفردة ، لها ثقلها السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، هل نملك نحن شريحة عمال ؟
دعوني اكرر السؤال بصوت اعلى هذه المرة :
هل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
<font color=#0000FF>2) تخاذل القطاع الخاص في اداء دوره ...</font>
ودور هذا القطاع هام جدا في عملية التنمية ، بل ان دوره في المستقبل القريب وفي كنف العولمة سيكون أكثر فتكا ، ووعي رجل الأعمال السعودي بمصلحة بلده لا تتعارض ابدا مع مصالحه الشخصية ،لاسيما والاستثمارات السعودية المهاجره تبلغ قيمتها مئات المليارات ، ولو عاد 5% منها فقط لتحولت البلاد الى ورشة عمل حقيقية ..!!
لامراء ان دور رجل الأعمال المخلص لا يتوقف عند استقطاب الكفاءات السعودية وحسب ، بل تأهيل الكثير من الشباب والفتيات في تخصصات معينة قبل الزج بهم في سوق العمل ، والكثير ايضا منهم يتبرعون سنويا بملايين لأعمال الخير ، الا ان الخير في اذهانهم تنحصر في بناء مسجد او افطار صائم وهي لاشك انها أعمال جليلة ، لكنها ليست الوحيدة ، فهناك الكثير من الأفكار الخلاقة التي تنفع الأمة والشباب المسلم الذين هم زادها ومحرقتها معا ..!!
<font color=#0000FF>3) الشاب السعودي ...</font>
وهو يفتقر الى التأهيل الذاتي ، فكثيرا ما نجد خريج جامعة لايجيد الكمبيوتر ولايتحدث الانجليزية .. فكيف سيجد وظيفة ؟
أهمية الوعي الذاتي بالتقلبات الكثيرة التي تكتنف سوق العمل نقطة مفصلية ، بل هو سلاح مهم في حلبة المعركة اللامتكافئة ، فماذا لديك اصلا لتقنع هذه الشركة بتوظيفك ، يجب ان يكون الشاب أكثر جدية في النظر للأمور ، يجب ان يتخلى عن قناعاته وأنفته تجاه بعض المهن واعتبارها لاتليق بجلالة قدره ..
<font color=#FF0000>السعودة الساذجة : كل عام وسوق الخضار بخير ..!!!!</font>
هناك دول كثيرة تعاني من مشكلة البطالة ... هذه حقيقة ..
ولكن معظمها بطالة ( كمية ) بمعنى انها ترتبط بأعداد هائلة من العاطلين ، لكن لدينا مشكلة ذات مركب ثنائي ، وهي ان بطالتنا من النوع الفاخر ، وهي بطالة ( كمية ) وفي نفس الوقت
( نوعية ) ..
والمعنى : ان هناك حشود ضخمة من العاطلين ، وفي المقابل هناك أعداد هائلة من فرص العمل في تخصصات ذات نوعية معينة مثل ( سوق الأجهزة الاكترونية ، في المصانع ، الميكانيكا ، والنجارة والحدادة ، وفي الحلاقة والمطاعم وحتى السباكة ) .. وهي مفارقة مضحكة ومبكية ، خصوصا انها تأتي مترادفة على ايقاعات السعودة ..
و عملية السعودة التي قامت بها الحكومة خطوة هامة في سبيل القضاء على البطاله ، وليس من طبعي ان انتقد تصرف في الاتحاه الصحيح مهما كان تافها ، بيد انني احب ان اسجل ملاحظة احسبها هامه في سياق رسم ملامح حل جذري للمشكلة وهي :
ان تكون السعوده ( سعوده نوعيه ) وان تطال تخصصات ( حرفية ) ، فسعودة مكاتب العقار وسوق الخضار ليست ذات طابع مهني ، لعدم الحاجة الى خبرة معينة او مهارة مكتسبه في هذه الحرفة ، ومع مرور وقت قصير يصبح الشاب مدركا لخلفيات المهنة ، ونحن نريد سعودة ذكية ، تطال تخصصات حرفية تدر مبالغ محترمة شهريا ، وهذا لايكون الا بدراسة رصينة بفتح معاهد ودورات قبل البدء في المرحلة الأهم من السعودة ، ويقيني ان خطوة مثل هذه سوف تعيد نسبة البطالة الى حجمها الطبيعي بدلا من هذا الوضع المتفاقم ..
<font color=#FF0000>هل هو صيد في الظلام الكاسح ..!!!!</font>
يبدو وكأني انبش لكم جرحا صغيرا ...!!
يبدو ويكأنه نهر من الزخم يتدفق بشئ من الحزن ..!!
ولكن ما افعل .. وهي رسومات على ذاكرة الأمة ، وجسد الوطن ؟؟؟؟
متى نعرف ان الانسان لا يستطيع ان يخلع ذاكرته كما يفعل مع ضرس عتيق ..؟؟!!!!!