شاهد عيان
09-05-2001, 06:19 PM
قرر الأمير نايف إضافة شؤون الشباب والكرة لوزارة الداخلية بعد أن رأى الآخرين عاجزين عن الحد من تعاظم نفوذه في الدولة. تمثل هذا التدخل من قبل الأمير نايف في شأن الرياضة في ضغطه على الأمير عبد الرحمن بن سعود للاستقالة دفعا للإحراج من الحكومة التونسية. وحصل ذلك بعد أن تحدث الأمير عبد الرحمن علنا عن رشاوى من نادي الهلال لنادي صفاقس التونسي لضمان تغلب الهلال على النصر في مجموع الأهداف وكسبه لبطولة الأندية العربية. وكانت الصحافة التونسية قد شنت حملة على الرموز الرياضية في المملكة بسبب ما اعتبرته جرأة في اتهام التونسيين بقبول رشاوي لتأمين فوز الهلال .. ويقال ان الأمير نايف استلم تقارير محولة إليه من الاستخبارات العامة بأن الصحافة التونسية تستعد لنشر سلسلة من الفضائح كرد على تصريحات الأمير عبد الرحمن بن سعود. وحسب ما علمت الحركة فإن الأمير نايف الذي يحتفظ بعلاقة ممتازة مع المسؤولين التونسيين وخاصة الرئيس زين العابدين بن علي، قرر إقناعهم بإيقاف الحملة مقابل أن يضمن لهم إقالة عبد الرحمن بن سعود كنوع من العقاب من السلطات السعودية لمن تطاول على "إخواننا التوانسة" حتى لو كان أميرا. وفعلا طلب الأمير نايف من الأمير عبد الرحمن تقديم استقالته متجاهلا أن نادي النصر بالنسبة لعبد الرحمن بن سعود هو كل شيء وأن هذه المطالبة فيها مخاطرة لأن عبد الرحمن ليس بالذي يتنازل عن نادي النصر بتلك السهولة. وفعلا حصل ما لم يحصل في تاريخ آل سعود الحديث وهو رفض الأمير عبد الرحمن بن سعود أمر عمه بالاستقالة. الأعجب من ذلك أن الأمير نايف لم يعتبر هذا الرفض تمردا بل ساوم الأمير عبد الرحمن على الاستقالة بثمن من أعجب ما يمكن هو ضمان "كأس خادم الحرمين"!!! وقال له حسب الرواية التي وردت للحركة "انت بس استقل ولك كأس الملك". الأمير عبد الرحمن بن سعود من طرفه لم يعط جوابا نهائيا وقال إنه سيقرر بعد مباراة الكأس. والأمير نايف الآن في ورطة فلا هو الذي أرضى التونسيين وأوقف الفضائح المتوقعة ولا هو الذي حفظ ماء وجهه أمام رفض أمير ضعيف مثل عبد الرحمن بن سعود في تنفيذ أمره. ويقول العارفون بنفسية الأمير عبد الرحمن أنه يستحيل أن يستقيل إلا إن تدخلت جهة أخرى غير الأمير نايف وتبين بشكل واضح أنها إقالة وليست استقالة. وأيا كان الأمر فهذه القصة فيها عدة ملاحظات هامة: الملاحظة الأولى أن الأمير نايف تدخل في شأن ليس من شأنه ربما بعد أن أحس بأن الميدان صفى له في الداخل ولم يعد أحد ينافسه في النفوذ بعد مرض الملك فهد. الملاحظة الثانية أن مخاطبة الأمير نايف للأمير عبد الرحمن بن سعود على شكل تكليف دون المرور بقناة الملك ولا حتى من ناحية بروتوكولية هو تطبيق عملي لواقع غير معترف بوجود الملك كشخص فاعل. وكما هو معلوم فإن الملك فهد فضلا عن أنه كان أيام نشاطه شخصا مركزيا فإنه مهتم بتفاصيل أوضاع الكرة شخصيا. ولو كان الملك فهد في حالة وعي ومعرفة لاستحال ان يحصل مثل هذا الشيء دون علمه وأذنه. الملاحظة الثالثة رغم أن الموضوع هزيل ألا أنه بأعراف الأسرة كبير ومع ذلك تجاوز الأمير نايف الأمير عبد الله الذي يفترض أنه عمليا يحل محل الملك وهذا يدل على شعور قوي عند الأمير نايف بالسلطة والنفوذ وأنه ليس بحاجة لاستئذان الأمير عبد الله. الملاحظة الرابعة أن تصرف الأمير نايف هو من الأدلة على إن مجلس العائلة عديم المفعول وإلا لكان هو الوسيلة التي يلجأ لها الأمير نايف بدلا من أن يخاطب عبد الرحمن مباشرة خاصة بعد رفضه الاستقالة. الملاحظة الخامسة أن نفوذ آل سعود يتضمن حتى مهمة تحديد نتيجة مباريات الكرة ولا يتردد الأمير نايف في ضمان الكأس لنادي النصر كثمن لإقناع عبد الرحمن بن سعود بالاستقالة!! الملاحظة السادسة أن العائلة بدأت تنكسر فيها البروتوكولات حيث كان يصعب تقليديا على شخص من العائلة أن يرفض أمر أحد كبار الأسرة مثل الأمير نايف، لكن عبد الرحمن بن سعود عملها رغم نفوذ الأمير نايف الحالي. والآن بعد نشر هذا المقال ما الذي سيحصل؟ ربما يتغير المسار بعد أن كشفت القضية فيجمد كل شيء ويخاطر الأمير نايف بتحمل ما سينشر في الصحافة التونسية. أو ربما يشعر الأمير نايف بحرج شديد من كونه فضح على الملأ بأن أحد الأمراء الصغار يعصي أمره فيصر ويضغط من أجل الحصول على استقالته فورا. أوربما يمضي الاتفاق الهش الحالي ويحصل نادي النصر على كأس الملك حسب وعد الأمير نايف ثم يقرر عبد الرحمن إن كان سيفي بوعده لنايف او لا !!
"نقلا عن نشرة الاصلاح"
اعتقد اننا سنعرف هذه الليله ما اذا كان هذا الكلام صحيحا ام لا
"نقلا عن نشرة الاصلاح"
اعتقد اننا سنعرف هذه الليله ما اذا كان هذا الكلام صحيحا ام لا