تسجيل الدخول

View Full Version : أيـران حـامـيـة حـمـى ألاســلام !!!!


جواب
08-06-2001, 07:43 PM
بين يدي الآن عدة تقارير سياسية ودولية ، سأعمل على أن اقتطف منها بعض الثمار الحنظلية والتي باتت إيران تؤتي أكلها وتلقمه بأفواه الدول الإسلامية ، ولا سبب يدعوها لذلك سوى لأسباب مذهبية طائفية مقيته ، بينما يروج من يواليها من المشبوهين أن أسباب ذلك من أجل حقول النفط !! زعموا قاتلهم الله !
الكل قد قرأ وشاهد عن تطور العلاقات الروسية الإيرانية في الآونة الأخيرة ، بل وبلوغ مرحلة الحميمية والدفيء بينهما .. ولسنا الآن بصدد الحديث عن شرعية هذه العلاقة ومدى توافقها مع الشرع الإلهي لا سيما وأن إيران ترفع شعار الإسلام ، حيث أن الحديث في هذا طويل ومتشعب ،، ولكننا في أقل الأحوال نستفيد منه في التحقق من مدى مصداقية الشعار الإيراني المرفوع والذي اعتادت الجمهورية أن تتزين به على الملأ !
يقول أحد التقارير والذي أوردته مجلة الحوادث اللبنانية في عددها الأخير وجعلت له عنواناً بارزاً على غلاف المجلة وهو ( تعاون أمني واستخباراتي روسي ـ إيراني ضد الطالبان ومجاهدين الشيشان ) بأن اتفاقات فائقة الأهمية قد تمت بين الدولة الروسية والجمهورية الإيرانية أثمرت على تزويد إيران بأنظمة اكترونية للإستشعار الجوي تغطي أراضي أفغانستان ، فضلاً عن تعميق العلاقة بينهما والاتفاق على إيجاد شراكة من نوع استراتيجي بين موسكو وطهران في التعامل مع أعداء روسيا وحددوا أهم عدوين وهما حركة طالبان الإسلامية وجماعات الجهاد الشيشانية !
أكثر ما كان يقلق الاتحاد السوفييتي عندما أنهار جداره هو خروج الجمهوريات الإسلامية من تحت عباءة إمبراطويته الحمراء البائدة ،، ولقد سعت روسيا جاهدة بأن لا يكون في عمقها أو على حدودها دولة إسلامية أو حتى شبه إسلامية ، والعجيب أن روسيا وجدت ضالتها في من يتبرع لمحق أي بذرة إسلامية فيها وضربها من الداخل عن طريق إثارة الفتن فيها وتخلل صفوفها وكانت إيران هي السباقة لذلك التبرع وبتنسيق متكامل مع الدولة الروسية ! وأدل شيء على هذا هو أن إيران وبمجرد اندحار القوات السوفيتية آنذاك من أفغانستان سعت وبكل ثقلها على زرع حزب الوحدة والذي يسميه مقاتلين حركة طالبان بحزب الوحدة المجوسي ! داخل أراضي وفصائل الأفغان ودعم هذه الحزب المشبوه بكل أنواع العتاد والعدة وكان هذا الحزب يتنقل بين فينة وأخرى بين الفصائل الأفغانية المتناحرة فتارة تراه مع قوات أحمد شاه مسعود ، وتارة من أنصار حكمتيار ! وكلما رأى هذا الحزب عدم توازن في القوى بين فصيلين متناحرين للمجاهدين آنذاك ألقى بثقله عند الفصيل الضعيف لكي يبقى التوازن قائماً والحروب مشتعلة والفتن قائمة حتى يتشوه العمل الإسلامي هناك كله ولا يبقى للدولة الإسلامية المرتقبة أي أمل في قيامها البتة !! بل وصل الأمر بهذا الحزب المشبوه أن أنظم وبأوامر مباشرة من إيران إلى قوات الشيوعي عبدالرشيد دوستم الأوزبكية الشيوعية وتحالفوا معه على أن ينخرطوا جميعاً مع الفصائل الأفغانية لإذكاء التشرذم وروح التناحر مجدداً وأن يقوضوا ويقضوا على أي محاولة لتهدئة الأوضاع وتسوية القتال بين المقاتلين الأفغان ، وأكبر شاهد على هذا هو عندما انسحبت القوات الشيوعية من كابل في أواخر عام 1992وكان على حدود كابل الغربية قوات برهان الدين بقيادة أحمد شاه مسعود وعلى الحدود الشرقية قوات حكمتيار وكان التفاوض بينهما جارياً على التسوية فيما بينهما وكاد أن ينتهي الخلاف ، فعمد حزب الوحدة الخبيث وبتحالف مع قوات الشيوعي دوستم بقصف قوات حكمتيار من خلف قوات مسعود ليتفجر القتال ويحمى وطيسه وتدمر العاصمة كابل بمدافع الطرفين ! حتى غدت العاصمة كابل ( شلو أوصال ممزع ) فتأملوا !
وليت الأمر انتهى إلى هذا ! بل أن الأوامر الإيرانية تجددت لحزب الوحدة المشبوه داخل الأراضي الأفغانية بأن يبدل جلده ويلتحق بقوات أحمد شاه مسعود وهو الذي كان عدوه بالأمس بمجرد أن استولت حركة طالبان على جل الأراضي الأفغانية وبدأت تستقر الأمور ..وفقط لكي لا يتوقف القتال ولا تستتب الأمور في بلاد أفغانستان لأحد !
وكما أسلفنا فإن العداء الإيراني الشديد لقيام أي دولة إسلامية يقابله تقارب غير محدود مع الدولة الروسية ولقد أرجع بعض المفسرين والمحللين السياسيين العداء الإيراني الشديد لحركة طالبان لأسباب مذهبية ولكن ذات المحللين احتاروا في عدائها الذي لا يقل شدة مع المجاهدين الشيشانيين !! فها هي إيران تصرح بعد المحادثات الأخيرة وقبل أسبوع من الآن في صحفها والذي نقلته قنوات الأخبار العالمية بأن ابرز ما تم في لقاء الرئيس خاتمي بالرئيس الروسي بوتين هو اتفاق الدولتين على توسيع نطاق التعاون الأمني ضد حركة طالبان والمقاتلين الشيشان !! وأنه يجب توسيع التحالف المناهض لحركة طالبان ودعم قوات المعارضة بكل ما تحتاجه من أسلحة متطورة !! فتأملوا !
ولنا أن نسأل إيران ما الذي يدعوها للوقوف ضد المجاهدين الشيشانيين وهم الذين لم يتعرضوا لها بسوء وهم الذين أرتكبت في حقهم ابشع الجرائم الإنسانية وبكى عليها حتى الشجر والحجر !؟ ثم هل فعلهم هذا يتوافق مع شعار الشريعة التي ترفعه وأنها حامية الإسلام !؟
نحن نعطي العذر لروسيا أن تعادي حركة طالبان حيث أنها في النهاية عمق استراتيجي إسلامي بحت ، وهو امتداد قديم بين صراع نور الإسلام وظلام الكفر وتبقى أفغانستان بمثابة قاعدة خلفية لكل الحركات الإسلامية في المنطقة هناك .. وهو مدعاة للقلق الروسي حقاً من قيام دولة قوية للمسلمين .. ولكن أي عذر يجده المراقب المسلم في دور إيران المريب في محاربة الإسلام هناك !؟ بل ودخولها في حلف مخيف مع الهند وروسيا لتجعل من نفسها الضلع المكمل للمثلث المناهض للأقليات المسلمة هناك وللحركات الجهادية وقبل هذا الدولة الأفغانية !؟