PDA

View Full Version : الحوار ..... منهجية وآداب ...


فتى الإيمان
17-08-2002, 08:43 PM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه وبعد :

فهذه كلمات مختصرة عن منهجية الحوار وآدابه أسأل الله أن ينفع بها

معنى الحوار:

أصل كلمة الحوار آتيى من تصحيف للجوار و المجاورة ( المصباح المنير)

لذلك أخي الحبيب تذكر قول المصطفى عليه الصلاة والسلام :" والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه " !!!

والحوار والجدل والمناظرة كلها كلمات مترادفة أو متقاربة

أهداف الحوار :
مع غير المسلمين : الوصول للحق وتبليغ رسالة الله
مع غير المسلمين : أداة للتصحيح والبناء والتقويم الذاتي

منهجية الحوار : ونقصد بها الأصول العلمية التي يعتمد عليها الحوار، وهي:


1- العلم بالمسألة التي سيتم التحاور فيها وجوانبها ، وهنا لطيفة وهي أن السلف نهو عن مناظرة المبتدعة خصوصا لذوي العلم القليل حتى لا تنطلي شبهاتهم على الحاضرين وعلى المحاور فتحدث فتنة كبيرة.

2-التأصيل العلمي لدرء النزاع باتخاذا أصول مرجعية متفق عليها بين الطرفين - وهي بين المسلمين أنفسهم - الكتاب والسنة وبطريقة فهم السلف رحمهم الله

2- حسن الفهم من الخصم والتأكيد على ذلك .

3- تحديد أهداف الحوار، حتى لا يتشعب الحوار حول مواضيع متعددة مما يجعل الحوار عائما ، مما يضيع الاوقات ويتيح للخصم فرصة الهروب نحو نقطة غير التي يتم حصره فيها .

4- ترتيب مسائل الخلاف في سلم المحاورة حسب الأولويات - الأهم فالمهم فالأقل اهمية - و البدء بالأصول ثم الفروع ( بلغة أخرى الاتفاق على الأصل ثم الفرع) وهكذا.
ومن الأمثلة على ذلك محاورة ابن عباس ( رضي الله عنه ) مع الخوارج فليراجع .

5- التفريق بين القطعيات والظنيات : فلا يجوز القطع بالظنيات التي هي محل الاجتهاد والأخذ والرد وعدم اتاحة الحوار حولها والعكس بالعكس.


آداب الحوار

وهي الاخلاق التي على المحاور اتباعها في المحاورة حتى يصل الى الحق بإذن الله ويقنع خصمه وغيره من الحاضرين ومنها ما يلي :

1- ( وهو أصعبها على النفس) التجرد والبعد عن الهوى وأن يكون الهدف هو البحث عن الحق وليس الانتصار للنفس والاستعداد للتنازل عن الرأي إذا تبين الخطأ من أي شخص كائنا من كان .

2- وهو تابع لسابقه ولكن للتبيه عليه ، ألا وهو ان لا يكون الهم من الحوار الانتصار للنفس أو الطائفة أو التعاظم .... الخ

3- الحذر من الجدل والخصومة خاصة اذا طال الحوار فانه سينقلب - اي الحوار - الى تعنت ومراء وتعصب للباطل مما يؤدي الى انتهاء الحوار الى خصومة وفرقة وعندها الحل الوحيد لهذه الحالة هو انهاء الحوار.

4- الهدوء ( وهو من أهمها) ، وضبط الطبائع الكامنة وضبط النفس وعدم التهكم ، ومن لوازم الهدوء احترام العلماء والدعاة وعدم ازدرائهم.

5- حسن الاستماع والاصغاء للآخرين و اعطاؤهم فرصة للتعبير عن أنفسهم حتى تستخلص ما عندهم من الباطل، وأن تستعرض أدلتك و أدلتهم ثم تعرضها و تأخذ ما يليق منها بالدليل الذي دلت عليه.

6- عدم اتهام النيات و الطعن في المقاصد عند ثبوت خطأ من تحاوره.


بعض الضوابط في الحوار

* ومن واجبات اهل السنة و الجماعة في الحوار تحسين الحوار بينهم أنفسهم ثم الحوار مع المبتدعة ثم الكفار وهكذا الأقرب فالأقرب.

* أن رد أمرا أجمعت الأمة عليه وهو معلوم من الدين بالضرورة هو فعل كفر ولا يحكم بتكفير قائله بعينه لاحتمال وجود موانع كالجهل مثلا.

* من الأفضل أن يكون الحوار في أماكن مغلقة وعدم اجرائه في الأماكن العامة حتى لا يغتر بعض العامة والجهلاء بحجج المخالف وكذلك حتى
يكون أصح لنية المحاور اذا ثبتت حجته فلا يصيبه العجب ويدخله الرياء.

* وهنا نقطة مهمة وهي ان الحوار مع الوالدين يختلف عن الحوار مع غيرهم و أهم سمة من سمات الحوار مع الوالدين هي المداراة والرفق واللين.

-و قد امتاز علماؤنا رحهمهم الله بمهارة فائقة في مناظرة الخصم ومن أقواهم في هذا المجال الإمام الشافعي رحمه الله فله مواقف عجيبة في المناظرة و لم أذكر شيئا منها خشية الاطالة ويمكن الرجوع الى كتاب مناقب الشافعي للبيهقي .

- وفي هذا العصر الامام العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الالباني - رحمه الله و اسكنه الفردوس الاعلى - فقد كان رحمه الله آية في حسن الحوار مع الخصم وقد استمعت الى العديد من مناظراته مع بعض المبتدعة والمخالفين اذكر منها مثالين

الأول : وقد كان هذا في حوار مع أحد فروخ المعتزلة في بلادنا حيث جاء ليناظر الشيخ ، فكان أول شيء سأله الشيخ عنه هو : هل ترضى بأن يكون القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة مرجعنا في الحوار؟

فما كان من ذلك المبتدع الا ان اخرج ورقة من جيبه قال انه يريد من الشيخ قراءتها قبل كل شيء فأصر الشيخ على ان يجيب هذا الضال عن سؤاله وهو الرجوع للقرآن والسنة الصحيحة عند الاختلاف فرفض ذلك الضال وانتهى الحوار بعد أن أخزى الله ذلك المعتزلي على رؤوس الاشهاد !!!

الموقف الثاني : وهو أن الشيخ سمع عن أحد الاغمار يزعم أنه يحضر الارواح و ان كثير من الناس افتتنوا به فقد كان يستعين بالجن يخاطبون الناس بأنهم آباؤهم و اقاربهم الاموات

و عندها ذهب الشيخ الى هذا الرجل مع بعض الاخوة يطلب منه أن يحضر له روح الامام البخاري !!!

قال له هذا الساحر : البخاري؟؟؟ ما عندك غير البخاري هات احد غيره !!
فأصر الشيخ الالباني رحمه الله على أنه يريد الامام البخاري و قال له لقد جهزت بعض الاشئلة في المصطلح له !!!

عندها قال ذلك المخادع تعال غدا وسيكون البخاري بين يديك فوافق الشيخ - رحمه الله - !!

وفي اليوم التالي جاء الشيخ الى دكان ذلك الشخص فوجده مغلقا وعندما سأل عنه تبين انه ترك دكانه وهرب من كل البلدة التي كان يعيش فيها ولم يعد له أثر أبدا !!!

رحم الله شيخنا الالباني وجمعنا به في مستقر رحمته انه جواد كريم

هذا ما تيسر ذكره في هذا الباب أسأل الله أن ينفع به و أن يجعله خالصا لوجهه الكريم انه نعم المولى ونعم النصير

بياع القلوب
17-08-2002, 09:31 PM
اخوي فتى الايمان
هلا بك
ويعطيك الف عافيه :)
تحياتي

فتى الإيمان
18-08-2002, 10:06 AM
http://www.mamarocks.com/trluv4.gif

جزاك الله خيراً
يا أخي في الله ( بياع القلوب)
وبارك الله فيك




http://www.mamarocks.com/trluv4.gif

أسير الليل
18-08-2002, 10:31 AM
هلا أخوي فتى الايمان

السلام عليكم..

موضوع جدا جدا رائع..أعتبره موجه لسلوك الحوار..

أخوي لو تأملت لاهم نقطتين وهي أهداف الحوار..

الوصول للحق وتبليغ رساله..وهو الذي يفترض كما بينت أن يتجنبه

من لا يملك العلم الوافر والدلائل التي تدعم من حواره..لان النقاش

حول موضوع تبليغ رساله ليس بالامر الهين..

النقطه الثانيه..أداة للتصحيح والبناء والتقويم الذاتي..

وهنا يمكن تندرج تحتها الامور التوعويه في المجتمع المسلم..

كالتربيه الصحيحه..والسلوكيات الخاطئه..والامور المتعلقه بحياة الفرد..

تسلم على الموضوع الجميل..

تحيااااااتي لك

فتى الإيمان
18-08-2002, 10:43 AM
http://www.mamarocks.com/trluv4.gif

جزاك الله خيراً
يا أخي في الله ( أسير الليل)
وبارك الله فيك
وشكراً على هذه الفوائد




http://www.mamarocks.com/trluv4.gif