CRX
22-10-2003, 02:39 AM
هلا و غلا
اكثر فأكثر ينظر مقتني السيارة العربي الى سوق السيارات المستعملة. والحقيقة ان اغلبية المشترين كانت ومازالت ترى نفسها عاجزة عن اقتناء الجديد نظرا لارتفاع ثمنه في معظم الدول العربية، في حين كانت اسواق منطقة الخليج ميالة الى الجديد لسببين اساسيين: الاول هو ارتفاع القدرة الشرائية، والثاني الاستهلاك السريع للسيارات بفعل العوامل المناخية القاسية وبخاصة الرطوبة العالية والحرارة الشديدة والاستخدام الدائم لمسافات طويلة، او بفعل نقص الخبرات الكافية على صعيد الصيانة والخدمة.
الا ان العقدين الفائتين شهدا تحولا كبيرا في الانماط المعيشية للمشتري او المقتني العربي، وخاصة في منطقة الخليج. فمن ناحية انخفضت القدرة الشرائية للمواطن عن الحدود التي كانت مألوفة في فترة "الفورة" بين منتصف السبعينات ومنتصف الثمانينات، وفي المقابل توفرت كفاءات ومرافق كافية للصيانة والخدمة والتبديل وقطع الغيار، واعتمدت حكومات دول المنطقة انظمة ولوائح مواصفات لتجارة السيارات المستعملة. ولذا يلحظ الآن ازدهار لا بأس به لسوق السيارات المستعملة، حتى في دول مجلس التعاون الخليجي.
وفيما يلي مجموعة من الملاحظات والنصائح المفيدة لكل من يميل الى شراء سيارة مستعملة:
أولا- ما هي السيارة المنشودة؟
تتوفر حاليا ربما اكثر من أي وقت مضى قطاعات وفئات وشرائح مختلفة من المركبات لكل منها استخداماته وجاذبيته وبالتالي محبوه وزبائنه. فأمام المشتري الآن فرص المفاضلة بين سيارات الركوب العادية (الصالون او السيدان) والسيارات الرياضية الشبابية المكشوفة او المشطوبة (الكوبيه) والمركبات الرياضية والوعرية المتعددة الاستخدامات SUV والناقلات العائلية (المينيفان) والشاحنات الصغيرة والمتوسطة الحجم (الوانيت والبيك آب)...الخ.
ومما يستحق الذكر أن سيارات الصالون التي ما زالت الفئة الاكثر رواجا في منطقة الشرق الاوسط، تفقد تدريجيا هيمنتها في مناطق عدة من العالم. وهي فقدتها فعلا في الولايات المتحدة حيث يباع الآن من شاحنات البيك آب والمركبات الرياضية الوعرية المتعددة الاستخدامات والناقلات العائلية ما يزيد عن اعداد سيارات الصالون.
وفي اوروبا هناك ميل متزايد في عدد من الاسواق لسيارات الستايشن واغن (الايستايت) التي تفيد العائلات وربات البيوت بالذات في شراء حاجيات الاسرة من مراكز التسوق (السوبر ماركت) وفي توصيل الاطفال الى المدارس وايضا في رحلاتها مع حيواناتها الاليفة.
ولا تقتصر الخيارات على فئات السيارات، فهناك ايضا نوعية الوقود الذي تسير عليه محركاتها. وفي حين هناك اهتمام متزايد في كل مكان وخاصة في اليابان بالمحركات الرفيقة بالبيئة ما زالت المحركات التي تعمل بوقود البنزين مرغوبة في معظم السيارات والمركبات في السوق الاميركية. وتحتل محركات الديزل (المازوت) مكانة مرموقة وتتمتع بثقل كبير في اسواق الدول الاوروبية، وعلى رأسها فرنسا وايطاليا.
عامل آخر مهم عندما تفكر بشراء سيارة هو "هل سيسهل عليك بيعها بعدما تنتهي حاجتك اليها او بكل بساطة تمل منها؟ وكيف تتفادى خسائر كبيرة عند بيع القديم وتحقق افضل صفقة عند الشراء؟"
وفيما يلي سلسلة من النصائح العملية في هذا القسم:
بعض المركبات يعيبها ضيق حجم صندوق الامتعة ولا سيما السيارات الصغيرة جدا او الرياضية جدا.
بعض المركبات يعيبها ضيق المقاعد الخلفية، وبالتالي لا تصلح للعائلات الكبيرة.
الناقلات العائلية (المينيفان) ممتازة عموما لنقل افراد العائلة، ولا شك انها توفر رحابة داخلية طيبة للركاب، الا انها لا تؤمن الحيز المناسب للامتعة.
عند التفكير بشراء ناقلة عائلية او مركبة رياضية متعددة الاستخدامات او حتى سيارة صالون كبيرة فارهة، عليك التفكير جديا بالمكان المتوفر لصفها (او ركنها). ففي المدن المكتظة مثل بيروت او القاهرة او عمّان او ابوظبي، من الصعوبة ايجاد المواقف الكافية ما لم يكن للمقتني مرآب خاص بمقاييس ملائمة.
عليك موازنة حجم محرك السيارة التي تريد شراءها بالمنطقة التي تقطنها. فلا بأس مثلا من اقتناء سيارة كبيرة الحجم ولكن بمحرك صغير السعة اذا كنت مقيما في مناطق سهلية، الا ان استخدام السيارة في مناطق جبلية يقتضي الحرص على موازنة دقيقة بين قوة اداء المحرك (بداية من سعته) والاستخدام اليومي للسيارة. مثلا تتوفر سيارات كـ BMW "الفئة الخامسة" ومرسيدس-بنز "الفئة E" بتشكيلة من المحركات تبدأ من سعة 1.8 ليتر او 2 ليتر وتنتهي بسعة 4 او 5 ليتر. ولذا ينصح بصرف النظر عن المحركات الصغيرة السعة اذا كان المقتني يقيم بمنطقة جبلية مثل المنطقة الجنوبية في المملكة العربية السعودية واليمن ولبنان والاردن وغرب سورية وبعض اقاليم شمال افريقيا. وبصفة عامة السعة المناسبة لهذه المناطق هي من 2.3 ليتر الى 3.2 ليتر.
إحرص على شراء سيارة جذابة لكنها ايضا عملية واقتصادية ومتينة وسهلة الصيانة وتحافظ على نسبة معقولة من سعرها عند التفكير بتبديلها. وبصفة عامة السيارات الالمانية الصنع واليابانية الصنع تحافظ بدرجة كبيرة على قيمتها بعد استعمالها بالمقارنة مع السيارات الايطالية والفرنسية مثلا. ايضا سيارات الصالون تحافظ على اسعارها افضل بكثير من السيارات المكشوفة او المشطوبة (الكوبيه). وعند تفكيرك بالشراء فكر ايضا بعمر الموديل فكلما ظهرت موديلات احدث لطراز ما، فقد الموديل الاقدم نسبة اكبر من سعره.
المفاضلة بين محركات البنزين ومحركات الديزل مفاضلة قائمة في كل اسواق العالم اليوم، ولكل منها حسناته وسيئاته. ويعتمد الأمر على ظرف كل سوق وطبيعة كل بلد وانظمته واسلوب قيادة المقتني ومدى حرصه على توفير الوقود وهنا حسنة كبيرة للديزل، او نظافة البيئة، وهناك حسنة بارزة للبنزين. نقطة اخرى تستحق الذكر هنا هي ان محركات التوربو ديزل (بشحن توربيني) تؤمن اداء قويا يضارع محركات البنزين مع استهلاك ادنى للوقود، وايضا من حسنات الديزل انها اقل عرضة للاعطال من محركات البنزين ولكن يستحسن ان تكون مزودة بمحوّل حفاز Catalytic Converter في العادم. واخيرا ينصح بالتنبه الى حقيقة اخرى متصلة بمحركات الديزل هي انها في بعض الاسواق تسبب هبوطا اسرع في سعر السيارات المستعملة، سواء من حيث الشراء او البيع.
تذكر دائما ان دعايات السيارات ليست دائما صادقة او دقيقة -ولا سيما السيارات المستعملة-. ولذا تجنب الدعايات وتابع ما يكتب في الصحافة المتخصصة عن التقييمات الدورية التي تجريها مؤسسات متخصصة.
السيارات المستعملة ليست من مستوى واحد، فهناك الجيد وهناك المتوسط وهناك السيء. وعليك ان تتذكر دائما ان شراء الارخص قد لا يكون بالضرورة الارخص حقا. فالسيارات السيئة جدا مكلفة ويصعب التخلص منها بعد اكتشاف عيوبها. بينما السيارات الجيدة حتى ولو بدت لأول وهلة غالية الثمن فهي على المدى البعيد ستكون ارخص كلفة ويكون صاحبها اهدأ بالا.
مستوى التجهيزات سواء في السيارات الجديدة او المستعملة عنصر اساسي بالنسبة للمشتري. والمعروف ان السيارات اليابانية هي الاغنى بالتجهيزات الاضافية التي تندرج ضمن سعر البيع الاصلي. ولكن عند شراء المستعمل لن يكون لهذه التجهيزات او الزوائد الاخرى (مثل الأكسسوارات الكمالية) قيمتها الحقيقية الفارقة في السعر النهائي.
ثانيا- من أين تشتري؟
هناك عدة مصادر لشراء السيارات المستعملة ابرزها: كبار موزعي السيارات الجديدة (واعداد هؤلاء في تزايد في معظم الدول العربية) والمتاجر المتخصصة ببيع المستعمل والافراد العاديون الذين يبيعون سياراتهم ايضا لأفراد. من حيث المبدأ الشراء من وكلاء او موزعين معتمدين يريح البال اكثر من الشراء من مصادر اخرى لا سيما انه يؤمّن بجانب التشكيلة الواسعة من السيارات بمختلف المواصفات سهولة تأمين الصيانة وخدمة ما بعد البيع وقطع الغيار الاصلية بضمانات مطمئنة وان كانت مكلفة احيانا للجيب.
وفي غياب القوانين الصارمة التي تضبط عمليات البيع والشراء -كحال اوروبا واميركا واليابان- في عديد من الدول العربية يظل الوكلاء/ الموزعون المصدر الأضمن. لكن لا مانع ابدا من الشراء من الافراد، او التجار الصغار، اذا كان لدى المشتري دراية كافية بالجوانب التقنية للسيارات، او اذا كان على صلة بخبير يمكنه الاستعانة به للكشف على السيارة وفحصها بدقة. وكما هومعروف اليوم تنتعش هذه التجارة على الانترنت في العديد من دول العالم المتقدمة. وتنبهت حتى الشركات الصانعة فباتت هي الاخرى تتاجر على الانترنت.
ثالثا- كيف تشتري؟
هناك عدة خطوات اساسية لا بد من الالتزام بها عند الشراء، هي الاطلاع على كل الوثائق العائدة للسيارة (من تسجيل وايصالات رسوم الصيانة الدورية/ الميكانيك عبر تاريخ استعمالها)، وعدد المالكين او المقتنين السابقين ومدة ملكيتها واسباب بيعها وفواتير مرائب التصليح وشركات التأمين. ثم يأتي دور المعاينة الدقيقة لجسم السيارة من الخارج للتأكد من عدم اخفاء عيوب هيكلية او آثار اصطدامات او تشققات او ثغرات او اهتراء.
ومن الملاحظات البديهية التي يجب لفت النظر لها الا يوجد طلاء على الزجاج او قضبان الكروم وان تكون حروف الاتصال بين لوحات جسم السيارة متسقة مضبوطة، حيث الفجوات بينها من عرض واحد كدليل على ان السيارة لم تتعرض لحادث كبير اجريت عليها بعده تصليحات سيئة على يد ميكانيكي قليل الخبرة والدراية.
ثم يأتي دور المعاينة من الداخل، وهنا ايضا ثمة مؤشرات عديدة للعين المجربة الخبيرة تفيد بمدة استهلاك السيارة وشدته، ويستحسن الاستعانة بخبير موثوق للتأكد من انه لم يحصل تلاعب في عداد المسافات او الأخطر من ذلك تلحيم القاعدة الهيكلية (الشاسيه) للتمويه على حادث خطير. وهنا يجب فحص كل الاجزاء المتحركة في محرك السيارة وفحص الزيت (اذا كان لونه اسود يجوز الشك بقلة الاعتناء اما اذا كان معدله منخفضا فيمكن الشك بأنها تحرق زيتا اكثر مما ينبغي مما يستدعي فحص حشية رأس الاسطوانات Head Gasket او الكشف على ما هو اخطر من ذلك).
رابعا- باختصار.. على ماذا عليك أن تفتش؟.. وأين تختفي المطبات؟
فيما يلي ملخص مفيد للمهاوي والمطبات التي ينبغي الحذر منها:
تأكد من صدق عداد المسافات، وقارنه بعمر السيارة وحالتها العامة.
تأكد من كل الوثائق العائدة للسيارة، اطلبها من البائع بلا أي تردد.
تأكد من عدد المالكين السابقين، واذا امكن سبب اقدامهم على بيع السيارة.
خذ وقتك في تفحص المظهر الخارجي، وحالة الطلاء واتساق الشكل العام.
قارن السعر، هل هو منخفض اكثر من المألوف ام انه معقول لسيارة في مثل وضعها. وهنا بامكان الخبير افادتك من خلال خبرته بالأسعار المعتمدة في السوق المحلية.
تأكد من حالة المحرك، ويستحسن ان يحصل ذلك بوجود خبير موثوق يجري كشفا مدققا على كل ما من شأنه اثارة الشك.
اخيرا.. النصيحة الأهم جرّب السيارة. لا تشتر من دون تجربة قيادة، وذلك للتأكد من حالة علبة التروس (ناقل السرعات) والقابض الواصل (الكلتش/ الدبرياج) وخلو السيارة من عيوب تكشفها اصوات قرقعة او سلوكيات غير منضبطة اثناء القيادة.
اكثر فأكثر ينظر مقتني السيارة العربي الى سوق السيارات المستعملة. والحقيقة ان اغلبية المشترين كانت ومازالت ترى نفسها عاجزة عن اقتناء الجديد نظرا لارتفاع ثمنه في معظم الدول العربية، في حين كانت اسواق منطقة الخليج ميالة الى الجديد لسببين اساسيين: الاول هو ارتفاع القدرة الشرائية، والثاني الاستهلاك السريع للسيارات بفعل العوامل المناخية القاسية وبخاصة الرطوبة العالية والحرارة الشديدة والاستخدام الدائم لمسافات طويلة، او بفعل نقص الخبرات الكافية على صعيد الصيانة والخدمة.
الا ان العقدين الفائتين شهدا تحولا كبيرا في الانماط المعيشية للمشتري او المقتني العربي، وخاصة في منطقة الخليج. فمن ناحية انخفضت القدرة الشرائية للمواطن عن الحدود التي كانت مألوفة في فترة "الفورة" بين منتصف السبعينات ومنتصف الثمانينات، وفي المقابل توفرت كفاءات ومرافق كافية للصيانة والخدمة والتبديل وقطع الغيار، واعتمدت حكومات دول المنطقة انظمة ولوائح مواصفات لتجارة السيارات المستعملة. ولذا يلحظ الآن ازدهار لا بأس به لسوق السيارات المستعملة، حتى في دول مجلس التعاون الخليجي.
وفيما يلي مجموعة من الملاحظات والنصائح المفيدة لكل من يميل الى شراء سيارة مستعملة:
أولا- ما هي السيارة المنشودة؟
تتوفر حاليا ربما اكثر من أي وقت مضى قطاعات وفئات وشرائح مختلفة من المركبات لكل منها استخداماته وجاذبيته وبالتالي محبوه وزبائنه. فأمام المشتري الآن فرص المفاضلة بين سيارات الركوب العادية (الصالون او السيدان) والسيارات الرياضية الشبابية المكشوفة او المشطوبة (الكوبيه) والمركبات الرياضية والوعرية المتعددة الاستخدامات SUV والناقلات العائلية (المينيفان) والشاحنات الصغيرة والمتوسطة الحجم (الوانيت والبيك آب)...الخ.
ومما يستحق الذكر أن سيارات الصالون التي ما زالت الفئة الاكثر رواجا في منطقة الشرق الاوسط، تفقد تدريجيا هيمنتها في مناطق عدة من العالم. وهي فقدتها فعلا في الولايات المتحدة حيث يباع الآن من شاحنات البيك آب والمركبات الرياضية الوعرية المتعددة الاستخدامات والناقلات العائلية ما يزيد عن اعداد سيارات الصالون.
وفي اوروبا هناك ميل متزايد في عدد من الاسواق لسيارات الستايشن واغن (الايستايت) التي تفيد العائلات وربات البيوت بالذات في شراء حاجيات الاسرة من مراكز التسوق (السوبر ماركت) وفي توصيل الاطفال الى المدارس وايضا في رحلاتها مع حيواناتها الاليفة.
ولا تقتصر الخيارات على فئات السيارات، فهناك ايضا نوعية الوقود الذي تسير عليه محركاتها. وفي حين هناك اهتمام متزايد في كل مكان وخاصة في اليابان بالمحركات الرفيقة بالبيئة ما زالت المحركات التي تعمل بوقود البنزين مرغوبة في معظم السيارات والمركبات في السوق الاميركية. وتحتل محركات الديزل (المازوت) مكانة مرموقة وتتمتع بثقل كبير في اسواق الدول الاوروبية، وعلى رأسها فرنسا وايطاليا.
عامل آخر مهم عندما تفكر بشراء سيارة هو "هل سيسهل عليك بيعها بعدما تنتهي حاجتك اليها او بكل بساطة تمل منها؟ وكيف تتفادى خسائر كبيرة عند بيع القديم وتحقق افضل صفقة عند الشراء؟"
وفيما يلي سلسلة من النصائح العملية في هذا القسم:
بعض المركبات يعيبها ضيق حجم صندوق الامتعة ولا سيما السيارات الصغيرة جدا او الرياضية جدا.
بعض المركبات يعيبها ضيق المقاعد الخلفية، وبالتالي لا تصلح للعائلات الكبيرة.
الناقلات العائلية (المينيفان) ممتازة عموما لنقل افراد العائلة، ولا شك انها توفر رحابة داخلية طيبة للركاب، الا انها لا تؤمن الحيز المناسب للامتعة.
عند التفكير بشراء ناقلة عائلية او مركبة رياضية متعددة الاستخدامات او حتى سيارة صالون كبيرة فارهة، عليك التفكير جديا بالمكان المتوفر لصفها (او ركنها). ففي المدن المكتظة مثل بيروت او القاهرة او عمّان او ابوظبي، من الصعوبة ايجاد المواقف الكافية ما لم يكن للمقتني مرآب خاص بمقاييس ملائمة.
عليك موازنة حجم محرك السيارة التي تريد شراءها بالمنطقة التي تقطنها. فلا بأس مثلا من اقتناء سيارة كبيرة الحجم ولكن بمحرك صغير السعة اذا كنت مقيما في مناطق سهلية، الا ان استخدام السيارة في مناطق جبلية يقتضي الحرص على موازنة دقيقة بين قوة اداء المحرك (بداية من سعته) والاستخدام اليومي للسيارة. مثلا تتوفر سيارات كـ BMW "الفئة الخامسة" ومرسيدس-بنز "الفئة E" بتشكيلة من المحركات تبدأ من سعة 1.8 ليتر او 2 ليتر وتنتهي بسعة 4 او 5 ليتر. ولذا ينصح بصرف النظر عن المحركات الصغيرة السعة اذا كان المقتني يقيم بمنطقة جبلية مثل المنطقة الجنوبية في المملكة العربية السعودية واليمن ولبنان والاردن وغرب سورية وبعض اقاليم شمال افريقيا. وبصفة عامة السعة المناسبة لهذه المناطق هي من 2.3 ليتر الى 3.2 ليتر.
إحرص على شراء سيارة جذابة لكنها ايضا عملية واقتصادية ومتينة وسهلة الصيانة وتحافظ على نسبة معقولة من سعرها عند التفكير بتبديلها. وبصفة عامة السيارات الالمانية الصنع واليابانية الصنع تحافظ بدرجة كبيرة على قيمتها بعد استعمالها بالمقارنة مع السيارات الايطالية والفرنسية مثلا. ايضا سيارات الصالون تحافظ على اسعارها افضل بكثير من السيارات المكشوفة او المشطوبة (الكوبيه). وعند تفكيرك بالشراء فكر ايضا بعمر الموديل فكلما ظهرت موديلات احدث لطراز ما، فقد الموديل الاقدم نسبة اكبر من سعره.
المفاضلة بين محركات البنزين ومحركات الديزل مفاضلة قائمة في كل اسواق العالم اليوم، ولكل منها حسناته وسيئاته. ويعتمد الأمر على ظرف كل سوق وطبيعة كل بلد وانظمته واسلوب قيادة المقتني ومدى حرصه على توفير الوقود وهنا حسنة كبيرة للديزل، او نظافة البيئة، وهناك حسنة بارزة للبنزين. نقطة اخرى تستحق الذكر هنا هي ان محركات التوربو ديزل (بشحن توربيني) تؤمن اداء قويا يضارع محركات البنزين مع استهلاك ادنى للوقود، وايضا من حسنات الديزل انها اقل عرضة للاعطال من محركات البنزين ولكن يستحسن ان تكون مزودة بمحوّل حفاز Catalytic Converter في العادم. واخيرا ينصح بالتنبه الى حقيقة اخرى متصلة بمحركات الديزل هي انها في بعض الاسواق تسبب هبوطا اسرع في سعر السيارات المستعملة، سواء من حيث الشراء او البيع.
تذكر دائما ان دعايات السيارات ليست دائما صادقة او دقيقة -ولا سيما السيارات المستعملة-. ولذا تجنب الدعايات وتابع ما يكتب في الصحافة المتخصصة عن التقييمات الدورية التي تجريها مؤسسات متخصصة.
السيارات المستعملة ليست من مستوى واحد، فهناك الجيد وهناك المتوسط وهناك السيء. وعليك ان تتذكر دائما ان شراء الارخص قد لا يكون بالضرورة الارخص حقا. فالسيارات السيئة جدا مكلفة ويصعب التخلص منها بعد اكتشاف عيوبها. بينما السيارات الجيدة حتى ولو بدت لأول وهلة غالية الثمن فهي على المدى البعيد ستكون ارخص كلفة ويكون صاحبها اهدأ بالا.
مستوى التجهيزات سواء في السيارات الجديدة او المستعملة عنصر اساسي بالنسبة للمشتري. والمعروف ان السيارات اليابانية هي الاغنى بالتجهيزات الاضافية التي تندرج ضمن سعر البيع الاصلي. ولكن عند شراء المستعمل لن يكون لهذه التجهيزات او الزوائد الاخرى (مثل الأكسسوارات الكمالية) قيمتها الحقيقية الفارقة في السعر النهائي.
ثانيا- من أين تشتري؟
هناك عدة مصادر لشراء السيارات المستعملة ابرزها: كبار موزعي السيارات الجديدة (واعداد هؤلاء في تزايد في معظم الدول العربية) والمتاجر المتخصصة ببيع المستعمل والافراد العاديون الذين يبيعون سياراتهم ايضا لأفراد. من حيث المبدأ الشراء من وكلاء او موزعين معتمدين يريح البال اكثر من الشراء من مصادر اخرى لا سيما انه يؤمّن بجانب التشكيلة الواسعة من السيارات بمختلف المواصفات سهولة تأمين الصيانة وخدمة ما بعد البيع وقطع الغيار الاصلية بضمانات مطمئنة وان كانت مكلفة احيانا للجيب.
وفي غياب القوانين الصارمة التي تضبط عمليات البيع والشراء -كحال اوروبا واميركا واليابان- في عديد من الدول العربية يظل الوكلاء/ الموزعون المصدر الأضمن. لكن لا مانع ابدا من الشراء من الافراد، او التجار الصغار، اذا كان لدى المشتري دراية كافية بالجوانب التقنية للسيارات، او اذا كان على صلة بخبير يمكنه الاستعانة به للكشف على السيارة وفحصها بدقة. وكما هومعروف اليوم تنتعش هذه التجارة على الانترنت في العديد من دول العالم المتقدمة. وتنبهت حتى الشركات الصانعة فباتت هي الاخرى تتاجر على الانترنت.
ثالثا- كيف تشتري؟
هناك عدة خطوات اساسية لا بد من الالتزام بها عند الشراء، هي الاطلاع على كل الوثائق العائدة للسيارة (من تسجيل وايصالات رسوم الصيانة الدورية/ الميكانيك عبر تاريخ استعمالها)، وعدد المالكين او المقتنين السابقين ومدة ملكيتها واسباب بيعها وفواتير مرائب التصليح وشركات التأمين. ثم يأتي دور المعاينة الدقيقة لجسم السيارة من الخارج للتأكد من عدم اخفاء عيوب هيكلية او آثار اصطدامات او تشققات او ثغرات او اهتراء.
ومن الملاحظات البديهية التي يجب لفت النظر لها الا يوجد طلاء على الزجاج او قضبان الكروم وان تكون حروف الاتصال بين لوحات جسم السيارة متسقة مضبوطة، حيث الفجوات بينها من عرض واحد كدليل على ان السيارة لم تتعرض لحادث كبير اجريت عليها بعده تصليحات سيئة على يد ميكانيكي قليل الخبرة والدراية.
ثم يأتي دور المعاينة من الداخل، وهنا ايضا ثمة مؤشرات عديدة للعين المجربة الخبيرة تفيد بمدة استهلاك السيارة وشدته، ويستحسن الاستعانة بخبير موثوق للتأكد من انه لم يحصل تلاعب في عداد المسافات او الأخطر من ذلك تلحيم القاعدة الهيكلية (الشاسيه) للتمويه على حادث خطير. وهنا يجب فحص كل الاجزاء المتحركة في محرك السيارة وفحص الزيت (اذا كان لونه اسود يجوز الشك بقلة الاعتناء اما اذا كان معدله منخفضا فيمكن الشك بأنها تحرق زيتا اكثر مما ينبغي مما يستدعي فحص حشية رأس الاسطوانات Head Gasket او الكشف على ما هو اخطر من ذلك).
رابعا- باختصار.. على ماذا عليك أن تفتش؟.. وأين تختفي المطبات؟
فيما يلي ملخص مفيد للمهاوي والمطبات التي ينبغي الحذر منها:
تأكد من صدق عداد المسافات، وقارنه بعمر السيارة وحالتها العامة.
تأكد من كل الوثائق العائدة للسيارة، اطلبها من البائع بلا أي تردد.
تأكد من عدد المالكين السابقين، واذا امكن سبب اقدامهم على بيع السيارة.
خذ وقتك في تفحص المظهر الخارجي، وحالة الطلاء واتساق الشكل العام.
قارن السعر، هل هو منخفض اكثر من المألوف ام انه معقول لسيارة في مثل وضعها. وهنا بامكان الخبير افادتك من خلال خبرته بالأسعار المعتمدة في السوق المحلية.
تأكد من حالة المحرك، ويستحسن ان يحصل ذلك بوجود خبير موثوق يجري كشفا مدققا على كل ما من شأنه اثارة الشك.
اخيرا.. النصيحة الأهم جرّب السيارة. لا تشتر من دون تجربة قيادة، وذلك للتأكد من حالة علبة التروس (ناقل السرعات) والقابض الواصل (الكلتش/ الدبرياج) وخلو السيارة من عيوب تكشفها اصوات قرقعة او سلوكيات غير منضبطة اثناء القيادة.