PDA

View Full Version : ( مصـحف أسـامـة ... ) _ قصة مؤثرة _


بو عبدالرحمن
12-11-2003, 10:26 PM
هذه قصة رائعة ومؤثرة وصلتني عبر البريد ..
لم أتدخل إلا بشيء يسير لا يُذكر ، كرتوش خفيفة ، وبهارات هنا وهناك ، تزيد الجمال جمالا ..
ولا يسعني إلا أن اشكر مرسلها ، وأؤكد له أن الله منحه موهبة رائعة وعليه أن ينميها ..
والآن .. اقرأ وتأمل .. وهيئ قلبك ليهتز ..!..

= =

أفقتُ من قيلولتي ذاتَ يومٍ قبلَ أذان العصرِ ، فلم أجدْ أسامة ..
سألتُ عنه فأجابتني أمهُ وعلى وجهها ابتسامةٌ مشرقةٌ :
ـ لقد ذهبَ إلى المسجدِ ..
ـ ولكنّ الوقتَ ما زالَ مبكراً .
_ لقد اصبحَ ينافسكَ ، بل إنه يسبقكَ ..!
_ هذا يسعدني والله ..

وأضافتْ وعلى شفتيها ابتسامةٌ عذبةٌ :
ـ لقدْ لاحظتُ إنه حريصٌ على اصطحابِ مصحفه الصغيرِ ، والقراءة فيه كثيراً ، وأحسبهُ يحتضنهُ في حنو الآن وهو في رحاب المسجد. .
ابتسمتُ وأنا أشعرُ أن الدنيا لا تسع فرحتي بولدي المؤمن الصغير .
ووثبتُ إلى الوضوءِ ، فلا أقل من أنْ ألحق به ..

**
بعدَ أسبوعين تقريباً ..
اقتربتْ أمُ أسامةَ مني وقالتْ بهمسٍ :
ـ أبا أسامة .. ألم تلاحظْ ما اعترى تصرفات أسامة هذه الأيام ؟
ـ ماذا تعنين ؟
ـ لستُ أدري يقيناً ، لكني أتساءلُ : ما سر تشبثه بمصحفه كل هذا التشبث ، لقد طلبته البارحةَ منه فجاءني بمصحفِ أخته .. ولم يناولني مصحفه ..
بل لاحظتُ أنه يحرصُ على أن يخفيه ، وهذا اليوم لاحظتُ أنه لم يحمله معه ، وأخذ مصحفاً آخر ..
إنه لم يعتدْ هذه التصرفات من قبل ، لست أدري ما حدث له ؟؟

كنتُ أصغي إلى أم أسامة ملياً ، فهي أكثر ملاحظة مني ...
وأحسستُ بالقلق ، وغرقتُ في تفكيرٍ عميقٍ ، قطعهُ صوتُ أسامة وهو يدخل مسلماً .
رددت السلامَ وأنا أظهرُ له البشرَ ، وتفرستُ في وجهه ، وأنا أتذكر كلمات أمه ، فأثار انتباهي شيءٌ من الاحمرار في عينيه ..
لعله اشتبك مع أحد أولاد الجيران الأشقياء ..
ولكن ليس من عادته أن يتشاجرَ مع أحد .. ولا يدع مجالا لأحد أن يعتدي عليه ..بل هو سمح سهل يتجاوز ويعفو حتى عمن ظلمه ..

كثيرا ما سمعته يقول عن من ظلمه:
الله يسامحه .. أنا أريد أجري من الله ..أنا أغفر له حتى الله يغفر لي .
ولهذا ازداد قلقي وسألت اللهَ ألا يخيب أملي في ولدي ..
دعوته ليجلسَ بقربي ، وقبلته وأخذت أداعبهُ ..

**
صرتُ أراقبه في المسجد .. في البيت .. في الطريق ..
بل وأخذتُ أسأل عنه في المدرسة .. كل شيء على ما يُرام .. لا شيء أنكره عليه ..
عدت من المسجد ذات يوم فسألتني أمه بلهفة :
ـ هيييه .. ماذا وراءك ، طمئني ؟!
ـ لا شيء .. لقد قرأ القرآنَ كعادته بعد الصلاة مع أترابه ، وأثنى إمام
المسجد على قراءته المجودة المرتلة .. ولمحتُ شفتيه عن بعد تتمتمان
.. وأدركت أنه يستغفر الله .. كدأبه كلما سمع ثناءً عليه أو مدحاً له ..

وسألتُ عنه في المدرسة فوجدتُ الكل يثني عليه ، بل أكثر مدرسيه يقولون : ليت طلاب المدرسة في أخلاق أسامة ..إذن لكنا بخير ..
تنهدت أمه بحرقة وهي تقول :
ـ والهفى عليك يا ولدي .. ترى ماذا تخفي ؟
_ هل لا زلتِ تلاحظين عليه تلك الملاحظات ؟
_ نعم .. له مع مصحفهِ قصة ولابد .. اصبحَ يحذر مني أن أمدَ يدي إلى جيبه لأخذ المصحف .. وما كانت هذه عادته ..
_ سبحان الله ...
وعزمتُ على كشف هذا السر ..

**
في أثناء ذهابِ أسامة إلى المدرسةِ ، قررتُ أن أفتشَ حجرته .. لأني كنتُ أعلمُ أنه لا يحملُ مصحفَه الصغيرَ إلى المدرسة ..
بسهولةٍ وصلتُ إلى المصحفِ ، فقد كان يضعه في درجِ مكتبه قربَ سرير نومه .. كان من عادته أن ينظرَ في المصحف قبل أن ينامَ ..
سألته عن ذلك يوماً فقال : حتى يكون آخر ما رأيت بعيني كلام الله ..
ثم يقول وعيناه تلمعان : ويمكن أشوف رؤيا مفرحة ..

أخذتُ أقلبُ أوراق المصحفَ بين يدي .. فهالني ما رأيتُ ..!!
ـ يا إلهي .. ما هذا ؟؟!
لقد وجدتُ بعضَ صفحاته قد ثُقِبَ أو كادَ ، وصار الورق في حال يُرثى له ..!!
وأحسستُ بنيران الغضب تشتعلُ بين جنبيّ ..وفار دمي بشكل غير عادي ..

أسامة يفعل هذا ؟؟! أسامة النقي الذي أصحو في جوف الليل
البهيم على صوت بكائه فأذهب لأجده صاكاً بيديه وجهه وهو ينتحب فاسأله عما به ، فيجيب :
ـ لا شيء ، لا شيء يا أبي .. تذكرتُ النار فخشيتُ أن تمسني !
فأقبّل رأسه الصغير ، وأضمه إلى صدري ، وأدعو له ، ثم أطمئنه ،
و أعود إلى فراشي ، وأنا اسأل الله أن يذيق قلبي حلاوة التقوى والخشية التي ذاقها ولدي ..

أيعقل أن أسامة لا يحفظ حرمةَ كتاب الله ، وهو خير تالٍ له ؟!
سبحانك يا مقلب القلوب ..اللهم رحمتك نرجو ..
اللهم لا تخيب ظني بولدي .. اللهم لطفك ..

**
حملتُ المصحفَ معي ، ووضعته في جيبي ..
وعندما عاد أسامة من مدرسته واجهته بمصحفه الصغير ..وكنت أحاول أن أتماسك فلا يظهر غضبي ..
تراجع إلى الوراء خطوة ، وقد أحمر وجهه ، ومباشرة دمعت عيناه ، وتلعثم.. ومما زاد في غليان غضبي أنه لم يجب.. فصحتُ مهدداً :
ـ أسامة .. هل لي أن أعرف ما هذا الذي أراه في مصحفك ؟!
ومن بين شهقاته وعبراته جاء صوته المتهدج :
ـ إنها دموعي يا أبي ..دموعي يا أبي ..!
وأجهش بالبكاء .. فوثبت إليه أحتضنه بقوة ودموعي تسبقني ..
................................................

تعليق :
ليت لنا قلوب كقلب اسامة ..إذن لقامت الأفراح في قلوبنا على مدار الساعة .. لأنها ستكون موصولة بالله ومع الله ..
اللهم أمنن علينا يارب العالمين

بشاير
13-11-2003, 01:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير أخي أبو عبدالرحمن على هذا النقل المفيد

وأسأل الله أن يظلك في ظله يوم لا ظل إلا ظله كما حركت شئ بداخلنا نخشى أن يتحجر مع مرور الأيام

أسأل الله لنا ولكم الثبات وأن يجعل من ذرارينا من هو مثل أسامه خشية لله ومحافظة على كتابه


لا تنسانا من دعوة في ظهر الغيب أخي الفاضل فنحن في امس الحاجة لها

مرايا مبعثرة
13-11-2003, 12:09 PM
جزاك الله كللل الخير

قرات القصة بشغف وعندما انتهيت منها احسست بقشعريرة تسري في جسدي

طفل صغير حمل لكل هذا الحب لله وكتابه

ونحن نقرا ونرى ولا تزال قلوبنا غافلة

جزاك الله خيرا

تحياتي :)

بو عبدالرحمن
15-11-2003, 06:37 AM
الأخت الفاضلة / بشاير
..... بشرنا الله وإياك بالجنة ورضوان منه أكبر

=السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

= جزاك الله خير أخي أبو عبدالرحمن على هذا النقل المفيد
- وإياكِ جزى الله خيرا على هذه المتابعة الكريمة .. وإني اسأل الله أن تجدي صداها في حياتك واضحاً

= وأسأل الله أن يظلك في ظله يوم لا ظل إلا ظله كما حركت شئ بداخلنا نخشى أن يتحجر مع مرور الأيام
- ما أروع هذه الدعوة ,,, وما أطيب هذه الكلمة .,.,
بارك الله فيك ..

= أسأل الله لنا ولكم الثبات وأن يجعل من ذرارينا من هو مثل أسامه خشية لله ومحافظة على كتابه
- اللهم آمين .. اللهم آمين

=لا تنسانا من دعوة في ظهر الغيب أخي الفاضل فنحن في امس الحاجة لها
- أسأل الله أن يحفظك ويرعاك ويبارك فيك ، ويسر لك جميع أمورك ، وبهون عليك كل شدة ، ويفتح لك كل باب ، واسأله أن يرضى عنك في الدنيا والآخرة .. فرضاه هو الجنة المعجلة ..
اللهم آمين

هايدي
15-11-2003, 04:21 PM
أخي وأستاذي الفاضل .. بو عبد الرحمن


لم أقرأ القصة بعيني ولا بشفتي ..

ولكن قرأتها كل ذرة من كياني ..


ما شاء الله .. لاقوة إلا بالله !!

ثبت الله أسامة ..
ورزقنا بملايين أمثال أسامة ...



والله لا أدري بماذا أعلق وأنا أقارن رجال اليوم بهذا الطفل ..!!!

ولكني أكتفيتُ بالدعاء ...

قصة مؤثرة جداً منعتني من أي تعليق او طرح ..



جزاك الله خيرا ... وثبتك على هديه وهداه


لاتنسنا من صالح الدعاء ...


أختك وتلميذتك ..
هايدي

زمردة
15-11-2003, 04:26 PM
جزاك الله خيراً .. شيخنا الفاضل أبو عبدالرحمن ..

على قصة الغلام التقي البكاء قاريء القرآن ..

نسأل الله أن يكثر من أمثاله من حملة القرآن ..

بو عبدالرحمن
29-11-2003, 10:10 PM
الأخت الفاضلة / مرايا مبعثرة
....... رحم الله والديك وغفر الله لك


** جزاك الله كللل الخير
= وجزاك أيضا خير الجزاء ...

** قرات القصة بشغف وعندما انتهيت منها احسست بقشعريرة تسري في جسدي
= وهذا هو المطلوب ... والحمد لله أن الرسالة وصلت ..
وأسأل الله أن يبارك لك في هذا التفاعل ..

** طفل صغير حمل لكل هذا الحب لله وكتابه
ونحن نقرا ونرى ولا تزال قلوبنا غافلة ..
= نسأل الله الذي من عليه وأكرمه أن يمن علينا ويكرمنا

** جزاك الله خيرا
= وإياك جزى الله خيرا مضاعفاً

** تحياتي
= مع تحياتك نريد دعواتك الطيبة :)

الخير
01-12-2003, 02:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله عز وجل خيراأيها الفاضل على ما سطرت

قصة مؤثرة جدااا00

مشاكس أفندي
01-12-2003, 05:34 PM
جزاك الله كل الخير

فعلا إنها قصة مؤثرة...

اللهم إجعلنا مثل هذا العبد...

يا الله فعلا بوركت فلقد تأثرت!
يعمي من كثر بكائة لقد تمزق القرآن...يا سبحان الله

بو عبدالرحمن
02-12-2003, 05:26 AM
الأخت الفاضلة / هايدي
..... رحم الله والديك ورفع الله قدرك

شكر الله لك هذه المتابعة الطيبة
واسأل الله أن تجدي صدى ذلك في قلبك وواقع حياتك
سلوكا ودعوة ..

الحمد لله أن القصة نالت إعجابك إلى هذا الحد
ونتمنى لأنفسنا قبل غيرنا أن يجعلنا كاسامة
وأن يكثر في هذه الأمة من أمثاله
فبمثل هذه الروح تنتعش الأمة ، وتنهض من كبوتها

جزاك الله خير الجزاء . وبارك الله فيك حيثما كنتِ

بو عبدالرحمن
02-12-2003, 02:11 PM
الأخت الفاضلة / زمردة
......... رحم الله والديك ورفع الله قدرك

شكر الله لك هذه المتابعة الواعية
والتي أسأل الله سبحانه أن تجدي صداها في قلبك نورا على نور

أما اسامة .. فإنا نسأل الله أن يكثر في أبناء المسلمين من أمثاله
بل نسأله سبحانه أن يرزقنا كما رزقه
قلبا صافيا خاشعا متفاعلا مع كلام الله جل جلاله

اللهم آمين

جزاك الله خير ،، وبارك فيك حيثما كنتِ

مدردش متقاعد
02-12-2003, 04:17 PM
جزاك الله خيرا أستاذنا الفاضل أبو عبدالرحمن على نقلك لهذه القصة المؤثرة..
عحبي من طفل صغير قلبه عامر بالإيمان بينما شواب في أواخر حياتهم مازالوا يجهلون معنى الإيمان..

تحياتي لك و كل عام و أنت بخير..




ملاحظة : قمت بالاتصال بك خلال أيام العيد لأ قوم بواجب التهنئة و لكن للأسف لم يكتب الله لي أن أحادثك.. فمعذرة على التقصير..

بو عبدالرحمن
05-12-2003, 10:07 PM
...... الخير
........... رعاك الله وحفظك

شكر الله لك هذه المتابعة واسأل الله أن ينفعك وينفع بك

تقبل تحياتي وخالص دعواتي

بو عبدالرحمن
05-12-2003, 10:09 PM
الأخ العزيز / مشاكس أفندي
....... رعاك الله وحفظك

حياك الله وبياك وجعل الجنة مأوانا ومأواك
من غير سابقة عذاب ولا مناقشى حساب
اللهم آمين

شكر الله لك حضورك
واسأل الله أن تجد صدى ما تقرأ نورا في قلبك
ثم يفيض هذا النور على كل جوراحك
اللهم آمين

بو عبدالرحمن
06-12-2003, 02:08 PM
أخي الحبيب / مدردش
.......... رحم الله والديك الكريمين ورفع الله قدرك في الدارين

حياك وبياك وجعل الفردوس مأوانا ومأواك
وفي الجنات ستجد عزاءك وسلواك ... ومنتهى مناك ..
مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين ..
نسأل الله أن يجمعنا هناك .. برحمته ومنه وكرمه ..
اللهم آمين

أما عن قضة اتصالك ..
فإذا عُرف السبب بطل العجب ..
والقصة باختصار ومن غير تطويل ولا جر ذيول لها :D
أن هاتفي المحمول تااااااه ... ولقوه !!
فأنت اتصلت في فترة التيه التي كان فيها :D
فلما يسر الله العثور عليه ... وعاد إلى قواعده سالما معافى :D
راينا رقمكم الكريم ..
وكنت في طريقي إلى المسجد ..

فقلت خير البر عاجله .. لأنني من النوع الذي ينسى ماذا تعشى اليوم :D
وبادرت للاتصال عليك لأرد التحية بأحسن منها ..:D
أو على الأقل لأعتذر لك ..

وكنت في حالة فرح بل فرحين :D
فرح بعودة الهاتف كما هو من غير أية رضوض :D
وفرح أني بادرت بالاتصال ولم أؤجل عمل الساعة إلى بعد ساعة :D
وليس هذا من عاداتي :D

ولكن ... يا فرحة ما تمت ..:(
لقد طلع لي صوت نشاز يقول لي : ليس لديك رصيد ...!!!:D
والأمر لله من قبل ومن بعد ..

وحتى اشتري البطاقة الجديدة ... جاءت أحداث أنسى جديدها قديمها
وكان موضوع اتصالك قد أصبح من قديمها ...:D

وهذا مختصر القصة وموجزها ... والأنباء تصل بالتفصيل في وقت لاحق :D
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته