PDA

View Full Version : رحلة إلى المجهول


وفوووية
06-01-2004, 04:13 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

ملحوظة: هذه محاولة قصصية متواضعة، ولا تضاهي كتابات ال‘ضاء من حيث الأسلوب والفكرة.

رحلة إلى المجهول

الفصل الأول

مدينة السحر، بومباي

رست الباخرة القادمة من الخليج العربي في ميناء بومباي، في يوم خريفي دافئ، حيث كانت الشمس تودع الشاطئ ذي الأمواج المتلاطمة، لترسم الطبيعة أروع لوحة بألوانها الذهبية المتلألئة.

حملت الباخرة أحلام وآمال راكبيها طوال الرحلة التي دامت أسابيع إلى المدينة الساحرة هذه، بومباي عاصمة الهند التجارية، التي كانت في أوج ازدهارها ذاك الوقت، في العشرينات من القرن العشرين حيث دارت أحداث حكايتنا هذه.

كان خالد أحد هؤلاء الركاب الذين حملتهم الأحلام إلى هذه المدينة، في هذه المدينة كان خالد سيقابل ولأول مرة عمه، أخ أبيه، الذي لم يعلم بوجوده إلا منذ بضعة شهور.

خالد شاب في مقتبل عمره ضخم الجثة وتعتلي خديه حمرة الشباب ونضارته، شاب روحه مفعمة بالحياة والمغامرات، أسند خالد ظهره إلى جدار السفينة وعادت به الذكريات إلى الجزيرة العربية، إلى اليوم الذي علم فيه بأمر هذا العم.

أخبره أبيه بأمره وهو على فراش الموت، أبيه راعي الغنم المتواضع، الذي لم يملك أكثر من قوت يومه، أخبره بأمر عمه، التاجر محمد صالح الذي يعيش في الهند، في مدينة السحر، هكذا سماها أبيه، ولكن لماذا لم يخبره بأمره قبل هذا الوقت؟ لم يستطع أبيه أن يجيبه، فقد كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة.

أعاد صياح البحار - طالباً من الركاب حمل متاعهم والنزول إلى الميناء- خالد إلى أرض الواقع، غمرت خالد الفرحة، فها هو الآن سيقابل ولأول مرة، عمه، القريب الوحيد الذي تبقى له في هذه الدنيا بعد موت أبيه.

حمل خالد متاعه الذي اقتصر على رداء واحد ورزمة صغيرة من النقود التي قام بتوفيرها خصيصاً لهذه الرحلة، حمل متاعه ونزل من على متن السفينة لتطأ قدمه أرض هذه المدينة التي لطالما سمع عنها حكايات كثيرة.

كانت الحركة تعج بالميناء، فذاك العامل ينقل المتاع من هنا وهناك، وشرطي الجمارك يفحصها، وهناك شخص ينتظر قريب له، استنشق خالد النسيم العليل، ثم هرع باحثا عن من يقله إلى نزل متواضع، كان من حسن حظه أنه يجيد اللغة الهندية، فقد كان قد تعلمها من أحد التجار الهنود الذين كانوا يأتون للجزيرة العربية بشكل متواصل.

"هل تعلم مكان أقيم فيه الليلة، مكانا رخيصا؟"سأل خالد سائق العربة.

"لهذا أنا موجود، سيدي"أجابه السائق.

"إذن خذني إليه، ماذا تنتظر؟"قال خالد.

انطلقت العربة بسرعة فائقة، وتأمل خالد المدينة في الليل وقد غادرتها شمس النهار حيث الشموع تنير تلك المدينة، المدينة الساحرة بومباي، أرخى خالد جسده، وذهب في سبات عميق.

إرث أحزان
08-01-2004, 05:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

:confused: :confused: :confused:

استغرب عدم تفاعل الاعضاء مع هذا الموضوع المتميز ...

وفووووية ... فصل رائع من قصة مشوقة ... اسلوب ممتع .. خيال واسع ..

على احر من الجمر في انتظار التكملة ... فلا تحرمينا ..

همسة :

"هل تعلم مكان أقيم فيه الليلة، مكانا رخيصا؟"سأل خالد سائق العربة.

"لهذا أنا موجود، سيدي"أجابه السائق.

"إذن خذني إليه، ماذا تنتظر؟"قال خالد.

هذا الترتيب ترتيب اعجمي وليس عربي ... والاولى .
سأل خالد سائق العربة "هل تعلم مكان أقيم فيه الليلة، مكانا رخيصا؟"
وانت اخبر مني ..

تحياتي

وفوووية
09-01-2004, 03:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

أولا: شكرا على التثبيت...بصراحة فاجأني..لأني ما توقعت أن الموضوع بتلك الجودة، خصوصا أن أحدا لم يرد عليه.

ثانياً: شكرا لردك الطيب..

ثالثا:

هذا الترتيب ترتيب اعجمي وليس عربي ... والاولى .
سأل خالد سائق العربة "هل تعلم مكان أقيم فيه الليلة، مكانا رخيصا؟"
وانت اخبر مني ...

شكرا للتوضيح، وأتمنى في الفصول القادمة أن تتحفنـــي بأرائك..

وأنا أعترف بأن كتاباتي مبتدئة ولم تصل إلى مستويات كثير من مبدعي المنتدى.

وبكل اختصار...شكرا لردك..فقد شجعني على الاستمرار..

وفوووية
09-01-2004, 09:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

ملاحظة: بالنسبة للتوضيح وتعديله.

فأنت لم تبين التعديل..حيث أن لا فرق بين الأصل والمعدل...:confused:

إرث أحزان
09-01-2004, 02:12 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي وفووية أنا لا اجامل .. الاسلوب ممتاز ... ولو كان مبتدئا ..

بالنسبة للتعديل هو في ترتيب الجملة ..انت في الاولى اسبقتي القول على القائل ...وهذه طريقة الانجليز يكتبون ...." من أنت " قال جون :D

اما نحن فنقول .. قال محمد " من أنت "

تحياتي

وفوووية
10-01-2004, 06:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

صحيح!! ربما بسبب تأثري بقراءة الكتب الاجنبية، اختلط الامر علي، على العموم شكرا!!

وفوووية
10-01-2004, 06:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الثاني

صحبة في النزل

استيقظ خالد على يد قوية تهزه، فتح عينيه ليجد السائق يصيح ويقول" سيدي، استيقظ يا سيدي.....ها..أخيراً استيقظت لقد تطلب ذلك مني جهد كبير"

سأل خالد: "هل وصلنا؟"

أجاب السائق: "بالطبع يا سيدي!"

نظر خالد إلى المكان، كان الحي الذي فيه حيا فقيرا، ومعظم الدور كانت قد غطت في النوم ولم يكن النزل الذي أخذه إليه السائق سوى دارا صغيرة، لم يكترث خالد للأمر ونزل من العربة، أعطى السائق بضع روبيات هندية، ثم دخل ذلك النزل المتواضع.

دخل خالد إلى قاعة صغيرة بها بعض المقاعد القديمة وطاولة طعام حولها بعض الكراسي المتهالكة.

اتجه خالد نحو طاولة جلس عندها شخص منكباً عدد من الملفات والأوراق.

سأل خالد الرجل :" هل أنت صاحب النزل؟"

رفع الرجل رأسه الذي ملأه الشيب وكانت قسمات وجهة تعبة وكأنه لم ينم من أسابيع.

أجاب الرجل: "نعم"

"إذن أريد غرفة وعشاءً لليلة"

"بعشر روبيات"

"هذا كثير"

" إذا ابحث عن نزل آخر"

"حسنا حسنا" وافق خالد على مضض، فقد كان متعباً ولم يكن ليتحمل مشقة البحث عن نزل آخر، اخرج رزمة النقود ودفع لصاحب النزل ما طلب، ثمنا للعشاء والغرفة التي لم تكن سوى داراً صغيرة متهالكة.

"هنا ستتناول عشائك"قال صاحب النزل وأشار إلى الطاولة التي حولها بعض الكراسي المتهالكة، وعلى أحدها جلس رجل في أواسط الثلاثينات، تبدو عليه البشاشة، وقد كان يرتدي اللباس العربي،" على الأقل سأحظى بمن أكلمه" فكر خالد، وهو يقترب من طاولة العشاء.

قال خالد للرجل: "السلام عليكم" قال خالد للرجل.

تنبه الرجل إلى خالد ومد يده مصافحاً إياه، قال الرجل على عجل، أثار استغراب خالد: " وعليكم السلام والرحمة، هل أنت أيضا تنتظر العشاء، يبدو لي أنه لن يجهز أبدا، سالم من البحرين، وأنت؟"قال الرجل على عجل، أثار استغراب خالد.

أجابه خالد وهو يجلس على أحد الكراسي: "خالد من الجزيرة العربية"

" وماذا أتى بك على الهند؟ حيث المغامرة والتجارة والطبيعة الساحرة"

"جئت لزيارة قريب"

" حقاً!" تعجب سالم.

"نعم، وأنت ماذا جئت تفعل هنا؟"

" ماذا غير التجارة؟ ولكن لماذا تنزل في هذا النزل وعندك قريب في الهند؟"تساءل الرجل.

"لأنني لا أعرف أين يقطن."

بدا لخالد وكأن سالم قد اكتفى بهذا القدر من الأسئلة ولم يرد أن يعرف أكثر عن خالد، حيث سرح سالم بفكره، إلى عالم غير هذا العالم.

وصل العشاء بعد طول انتظار الذي لم يكن سوى قطعة خبز وبعض المرق، وكوب ماء، وبعد أن أتم خالد عشائه ذهب إلى صاحب النزل ليسأله عن عمه تاركاً سالم غارقاً في أحلامه.

سأل صاحب النزل: "ماذا تريد الآن"

"أردت أن أسال إن كنت قد سمعت بشخص يدعى محمد صالح"

رفع الرجل حاجبيه وقال" التاجر محمد صالح، ومن لم يسمع به؟"

قال خالد:" إذاً هل لك أن توفر لي غداً صباحاً سائقا يأخذني إليه"

قال الرجل: " بالطبع"

ودع خالد سالم وعاد إلى غرفته حيث صلى فرضه ومن ثم ألقى نفسه على الفراش وغط في النوم بعد يوم متعب.





(قد أتاخر في عرض الفصل الثالث بسبب ظروف الامتحانات)

إرث أحزان
15-01-2004, 04:33 PM
امممم


في انتظار البقية :help: :help:

:D

وفوووية
16-01-2004, 05:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


الفصل الثالث

ما لم يكن في الحسبان

أشرقت الشمس من وراء التلال الخضراء، وكسا لونها الذهبي بيوت الحي الفقير، كان خالد قد جهز متاعه، وخرج إلى خارج النزل ليركب العربة التي ستأخذه إلى عمه.

سأل خالد سائق العربة :"أتدل المكان الذي سنقصده"

أجاب السائق: " ومن لا يدله"

وما هي إلا لحظات حتى انطلقت العربة، تشق طريقها وسط السوق المزدحم، تأمل خالد الناس، أطفال، نساء، عجائز، الكل يتحرك، الكل يعمل، والكل يشتري.

بعد بضعة دقائق، ابتعدت العربة عن السوق بكل ما يعمه من ضجة وحيوية، نظر خالد حوله، فرأى الطبيعة الخضراء، أنصت لزقزقة البلابل الشجية، وأحس بنسيم الهواء العليل يداعبه، "سبحان الله"، هكذا قال خالد، وهو يناظر روعة خلق الخالق.

قال السائق: "مكان جميل، أليس كذلك؟"

أجابه خالد: " هو بالفعل جميل، ورائع"

ابتسم السائق وقال: "ولكنك لم تر شئ بعد، فالهند مزيج من كل ما هو رائع وجميل"

مرت لحظة صمت ثم سأل خالد:

"متى نصل؟"

"بعد قليل"
وساد الصمت مرة أخرى، ثم أخذ خالد، يفكر، ماذا سيقول لعمه الذي لم يره قط؟ وكيف سيستقبله هو؟ هل سيرحب به؟ أم لا؟ ما كان يجب أن يتسرع بقرار سفره!

وبينما هو سارح بفكره، توقفت العربة، وقال السائق: "سيدي، لقد وصلنا" ثم أشار إلى منزل، لا لم يكن منزلاً فحسب، بل قصرا، لم ير له خالداً أي مثيل!

سأل خالد: " هل أنت متأكد من العنوان؟"

أجاب السائق: " بالطبع، ألن تنزل يا سيدي، يجب أن أذهب!"

حمل خالد متاعه، وقد غلبته الدهشة، لقد توقع أن يكون عمه غنياً، لكن ليس لهذه الدرجة!

سار إلى البوابة، طرقها، لكن أحداً لم يرد عليه، فتح البوابة التي لم تكن مقفلة، ووقف يتأمل صرحة هذا القصر، بستان أخضر، ونافورة ماؤها صافٍ، وبركة تسبح بها أسماك يراها خالد للمرة الأولى! وهناك في وسط ذاك البستان،تأمل خالد قصر مدهش بكل معنى الكلمة! تجول خالد في هذه الروعة! وأخذ يسير فيها كالطفل الذي للتو بدأ يرى العالم! فقد دخل خالد عالما لم يدخله قط، عالم ساحر سلبه عقله بلحظات!

صاح أحدهم: " هيه أنت ماذا تفعل؟"

التفت خالد وقد استعاد عقله المسلوب، ليجد شابا هنديا صغيرا، يصيح به، اقترب منه خالد وقال:

"عفواً، لكنني أردت أن أرى التاجر محمد؟"

" ماذا؟"

" أليس هذا بيته؟"

" بلى، لكن ألم تسمع بالخبر؟"

" أي خبر؟"

" التاجر محمد...لقد...مات"

حروف سوالف
19-01-2004, 10:38 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وما عساي ان أقول سوى .....رائع ..ابداع ..واصلي فنحن ننتضر

حروف سوالف

إرث أحزان
19-01-2004, 11:46 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


يا فرحة ما كملتش ...:D


" التاجر محمد...لقد...مات"
:cry: :cry:

قصة رائعة اختي وفوووية ....

سلمت يداك
تحياتي

shahnaz
19-01-2004, 01:55 PM
http://www.almusafer.net/upload/uploading/bar11.gif

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسلوب قصصي مشوق

و اكثر من رائع


http://www.almusafer.net/upload/uploading/bar11.gif

أختي الغالية

.. وفوووية ..

قصة رائعة بانتظار التكملة بكل شوق

:

كل الود

:

أرق تحية


http://www.almusafer.net/upload/uploading/bar11.gif

وفوووية
20-01-2004, 06:40 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

حروف الحب

شكرا لردك..



ارث أحزان..

الله يسلمك، وشكرا لمتابعتك..


شهناز..

كلامك شهادة اعتز بها..

وفوووية
20-01-2004, 07:56 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الرابع

تحت الأمطار

"ماذا تقول؟"

"كما سمعت يا سيدي"

"متى حدث هذا؟"

"اليوم...فجراً"

كانت المفاجأة أقوى من أن يستوعبها عقل خالد، أقطع كل هذه المسافات، والبحار، من أجل لا شئ؟ آخر قريب له في هذه الدنيا، رحل دون مقدمات، أي حظ عاثر!

اكفهرت السماء بالغيوم، أبرقت السماء، وأرعدت، وبدأت الأمطار بالهطول...

صاح الشاب: "سيدي..ادخل...المطر غزير"

هرع خالد إلى داخل القصر، الذي لم يقل جمالا عن البستان، لكن خالد، لم يغرق بجماله كما غرق بجمال البستان، فهول المفاجأة، جعلته أعمى أمام كل هذه الروعة.

ادخله الشاب إلى غرفة صغيرة، بها مكتب، وبضعة أرفف عليها مجموعة من الكتب.

قال الشاب: " يفضل أن تبقى حتى تتوقف الأمطار"

تسائل خالد: "لمن هذا المكتب"

"أظنه مكتب التاجر"

" تظنه؟"

"نعم يا سيدي، فأنا خادمه الجديد، وجئت لاستلام عملي اليوم صباحا"

" اذن كيف علمت بموته؟"
" لقد كان صاحبه عنده عندما مات"

"صاحبه؟ من صاحبه؟"

" لا أعلم يا سيدي، فلقد غادر فور دفنه"

" ودُفن أيضاً!"

"نعم، لقد أصر صاحبه على دفنه دون أي تأخير، ودون أي مراسم دفن،ودون مودعين!"

" كيف هذا؟"

"قال بأنها وصية الميت"

فكر خالد بغضب، في هذا الصاحب الذي دفن عمه دون حفاوة، من هو يا ترى، ثم بأي حق يدفنه دون حضور أهله!

سأل الشاب: "سيدي، أتريد شيئاً تشربه؟"

"لا فقط قل لي، أين دفن؟"

"في الحديقة الخلفية للقصر"

"خذني إليها"

وقف خالد عند القبر، إذن هذا هو قبر عمه،لم يشعر بالحزن، بل بالحنق، أقدر عليه، أن تسد كل الأبواب بوجهه، أقدر عليه، أنه كلما رأى بصيص أمل يستهدي بهباغتته ظلمة الدروب ، "استغفر الله"، قال خالد في نفسه، وهو يعود لصوابه، وفجأة سمع خالد صوت أحدهم.

"يا إلهي...هذا أنت خالد!"

التفت خالد لمصدر الصوت، وقال بدهشة:

"سالم...ماذا تفعل هنا؟"

حروف سوالف
20-01-2004, 08:46 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رائع اختي وفوويه ..ما زلنا ننتظر :)

تحياتي ..

اخوك حروف سوالف

shahnaz
20-01-2004, 09:49 AM
http://www.almusafer.net/upload/uploading/bar11.gif

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رائع جدا ..

أختي الغالية

.. وفوووية ..


شوقتينا ... بالانتظار !!

:

كل الود

:

أرق تحية


http://www.almusafer.net/upload/uploading/bar11.gif

وفوووية
20-01-2004, 02:49 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

أخي حروف الحب - اختي شهناز

شكرا لمتابعتكم..

وأعدكم بالتكملة..

إن شاء الله...

في أقرب فرصة..

إرث أحزان
20-01-2004, 03:45 PM
:help:

وفوووية
21-01-2004, 03:11 AM
بسم الله

خير... عسى ما شر؟

وفوووية
22-01-2004, 03:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل الخامس

زيارة لأحدهم

توقفت الأمطار عن الهطول، للحظات ساد صمت ما بين خالد وسالم، ثم بادر سالم بالحديث.

" لقد جمعتنا الأقدار مرة أخرى"

قال خالد بتردد: "نعم، ولكن ماذا تفعل هنا؟"

" بل أنت ماذا تفعل في منزل صاحبي؟"

" صاحبك؟"

" نعم، لم تقل لي، لم أنت هنا؟"

" جئت لأزور عمي، محمد"

علت الدهشة محيا سالم، وقال: " محمد...عمك أنت؟"

" ألم أخبرك أني هنا لزيارة قريب؟"

" من أين أنت من الجزيرة العربية؟"

" نجد"

" وما اسم أبيك؟"

" سعد صالح"

ساد الصمت مرة أخرى، وبدا سالم وكأنه يفكر ويقلب الأمور في عقله، ثم نظر إلى الشمس التي انتصفت السماء، وابتسم، ثم قال:

" قد حان موعد صلاة الظهر..فلنصلي..ثم سآخذك معي"

" إلى أين؟"

" لا تستعجل الأمور"

ساورت خالد الشكوك، إلى أين سيأخذه هذا الغريب؟ هل يذهب معه؟ صليا معاً، ثم خرجا إلى خارج القصر، حيث وقفت عند البوابة عربة ركبها سالم، لكن خالد لم يتحرك من مكانه.

قال سالم: " ألن تركب؟"

" ألن تقول لي، إلى أين تأخذني؟"

" ليس هنا"

تردد خالد، ثم دفعه فضوله إلى أن يركب العربة، وسرعان ما انطلقت يجرها سائقها، وكان سالم بين الفينة والأخرى يرمي بنظره على خالد ويبتسم، وعندما لاحظ انزعاج خالد قال: " إذن أنت ابن سعد؟"

"نعم، أتعرفه؟"

"لا، لكنني سآخذك لأحد يعرفه"

"من؟"

"ستعلم في الحال!"

مر ساعة قبل أن تتوقف العربة، خرج خالد من العربة، ونظر إلى المكان الذي وصلوا إليه، داراً صغيرة، في مكان منعزل تماماً، بعيداً عن الضجيج، والزحام، التفت إلى سالم وسأله:

" أين نحن؟"

" تعال معي"

دخل سالم إلى باحة الدار، فتبعه خالد، فتح أحدهم باب الدار، وخرج منه رجل كبير السن، مهيب الطلعة، يرتكز على عصا، ابتسم ثم قال:

" أرى أنك لم تطل في غيابك كما قلت"

"ذلك لأن معي شخص، خالد"

التفت الشيخ إلى خالد، وقد تغيرت ملامحه، إلى ملامح دهشة.

" إنه يشبه...سعد"هكذا قال وهو يناظر خالد.

قال سالم:" كيف لا وهو ابنه، وقد جاء ليراك"، تأمل الشيخ في خالد وقد اغرورقت الدموع في عينه، ثم قال سالم:

"خالد..هذا عمك محمد صالح"

shahnaz
22-01-2004, 07:51 AM
http://www.almusafer.net/upload/uploading/bar11.gif

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أكثر من رائع ..

لحظات اللقاء تقشعر لها الأبدان ..

أبدعتي !!


غاليتي .. وفوووية ..


ونتابع ... بكل لهفة وشوق!!

:

كل الود

:

أرق تحية


http://www.almusafer.net/upload/uploading/bar11.gif

وفوووية
22-01-2004, 08:03 AM
بسم الله

اختي شهناز..

ردك يعطيني..

حافز للاستمرار..

شكرا

إرث أحزان
24-01-2004, 07:01 AM
ومازلنا .... نستزيد ونستزيد ...

فهل من مزيد ؟؟؟;)

ولئن أطلق الموضوع من التثبيت ... فقد ثبته فنك ... وإبداعك ... ( واللبيب ..)

وانتظارنا للبقية ..

وفوووية
24-01-2004, 07:36 AM
بسم الله

إن شاء الله سيكون هناك المزيد..

وبانتظار ردودكم على الفصول القادمة..

كهرمانة العين
24-01-2004, 07:43 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أختي الحبيبة وفووية قصة مشوقة ورااااائعة:) ...وانا كنت مأخرة ردي للختام بس صرت لازم أرد :) نحن في انتظار البقية...فلاتتأخري علينا..;)


مع تحياتي:)

وفوووية
24-01-2004, 10:33 AM
بسم الله

شكرا لردك..وإن شاء الله ما أتأخر

وفوووية
24-01-2004, 11:12 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل السادس

العـــــم

جالت في فكر خالد، أفكار عديدة، ومشاعر مختلطة، ماذا يقصد سالم بهذا المزاح؟ لقد مات عمه!

قال خالد: "لكنه مات"

" مات بالنسبة لأعدائه"

"أي أعداء؟"

لكن قبل أن يجيبه سالم، اقترب العم من خالد، تأمل وجهه، ومد يده ليتأكد من أن خالداً ليس بشبح، ثم أمسكه بشدة من كتفيه، ليمنع هذا الشبيه من الهروب.

قال العم: " ابن أخي..أخي سعد!"

أجاب خالد: "نعم"

وبدون مقدمات، ودون حاجة لدليل يثبت أنه ابن أخ التاجر، فقد كان الشبه خير دليل له، عانق التاجر خالد عناقاً قوياً، ثم عاد ليتأمل وجهه، وقال:

" وسعد..ما أحواله؟"

صمت خالد للحظة، ثم قال: " لقد مات"

اختفت كل التعابير عن وجه التاجر محمد، وقف في مكانه، لم يتحرك، كأنه تحول في ظرف ثوانٍ إلى تمثال، ثم قال وهو بالكاد يحرك شفتيه:

"مات! كيف؟"

أجابه خالد: " كان مريضاً"

لم يتكلم أحد لبضع دقائق، ثم قال سالم

"رحمه الله"
عندها قال العم بصوت حزين يائس:

"لطالما اعتقدت أن الأقدار ستجمعنا مرة أخرى، ولكن ها أنا اليوم اجتمع بابن أخي...دعونا ندخل للداخل، فالجو رطب هنا"

دخل الجميع إلى الدار الصغيرة، لكن، كل جانب من جوانبها، يحمل الطابع العربي الأصيل، وعمت الدار، رائحة البخور العبقة، أخذهم العم إلى غرفة دافئة، بسيطة لكن جميلة، وعندما قعد الجميع، بادر خالد بالسؤال:

" لست أفهم، اعذرني أيها التاجر، ولكني لست أفهم لماذا يبتدع أحدهم موته؟"

"أنا عمك يا خالد"

"ماذا؟"

"لقد دعوتني بالتاجر...ادعني بعمي"

تردد خالد في ذلك، فهو إلى الآن ما بين التصديق والتكذيب.

قال العم: "أنت لا تصدقني، صحيح؟"

"اعذرني"

"لا داعي لذلك، فأنا أيضاً لو كنت مكانك، ما كنت لأصدق"

ثم قام إلى خزنة صغيرة، وبدأ يفتش عن شئ ما.

" ها هي، تعال يا خالد"

اقترب خالد منه فوجده يمسك بصورة قديمة، قال العم:

"هذه الصورة التقطت لنا قبل أن أسافر، حينها جاء مصور للقبيلة، وعرض أن يصور أفراد القبيلة"

دقق خالد في الصورة، وعقدت المفاجأة لسانه، كانت الصورة لأبيه وهذا الرجل الواقف أمامه!! إذن هذا عمه!!

" عماه"

"نعم يا بني، أنا عمك، وما أسعدني اليوم بك"

لحظات صمت مرت...ثم عاد الاثنان للجلوس، فقال سالم:

"علمت أن إحضاره لك سيسعدك!"

أجاب العم: "وأي سعادة"

ثم قال خالد: "لكنني إلا الآن لست أفهم، لماذا ابتدعت موتك....يا عمي!"

ابتسم العم ابتسامة كئيبة ثم قال:

" أحقاً تريد أن تعلم؟"

"نعم"

عندها بدأ العـــم بالحديث.

shahnaz
24-01-2004, 01:16 PM
http://www.almusafer.net/upload/uploading/bar11.gif

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رائع .. غاليتي .. وفوووية ..


وننتظر بكل شغف !!

:

كل الود

:

أرق تحية


http://www.almusafer.net/upload/uploading/bar11.gif

وفوووية
25-01-2004, 09:03 AM
بسم الله

اختي الغالية شهناز

شكرا لردك..

وإن شاء الله ما راح أتأخر..

حروف سوالف
27-01-2004, 09:32 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



تابعي بارك الله فيك ..فما زلنا تنابع :)

أبداع رائع اخيه :)

تحياتي حروف سوالف

وفوووية
27-01-2004, 01:45 PM
بسم الله

إن شاء الله أخي حرووف..

بس يمكن أتاخر لظروف العيد..

على العموم..

مشكوور لردك..

shahnaz
03-07-2004, 12:18 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


غاليتي وفوووية .. :)

ما زلنا في انتظار البقية ..

شوقتينا ... :Sad2:

وفوووية
03-07-2004, 03:23 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

شهناز

انشغلت بالإمتحانات والدراسة..

واللحين مع العطلة ان شاء الله أكتب بقية الفصول..

شكرا لكلماتك..:)

abdoul
08-07-2004, 04:12 PM
السلام عليكم ورحمة الله
أختي فورية أنا في انتظار الفصل بشوق , لآتتأخري أرجوك و أتحفينا كالمعتاد.

وفوووية
09-07-2004, 09:45 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

abdoul

شكرا لردك الطيب..

و أنا بديت بالفصل السابع وإن شاء الله خير...

وفوووية
09-07-2004, 12:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل السابع

أجتمع الثلاثة، وبدأ العم بالحديث:

"كنت في العشرينات من عمري، تجري حماسة الشباب في عروق دمي،تدفعني لتجربة كل ما هو جديد، كنت حينها قد سمعت الكثير عن الهند، بلد الأمنيات، وتحقيق المستحيلات،عقدت العزم على أن أقدم لها، لم أكن أملك غير ميراث أبي، جدك، وهذا لم يكن بالكثير أيضاً، وعلى الرغم من ذلك، وصلت للهند، هذا البلد الساحر"

نهض سالم وقال:

" سأحضر الشاي"

ثم خرج، فواصل العم:

"وجدت في الهند كل ما سمعت عنه، سحر، وجمال، وثراء، لكنني أيضاً وجدت ما لم أضعه في الحسبان"

قال خالد: "وما ذلك؟"

"الاستعمار البريطاني، ينهش ثروات الهند، ويستنزف أرضها الخصبة، الاستعمار الذي تدخل في كل قطاع من القطاعات، بما فيها قطاع التجارة، الذي كنت قد بدأت العمل فيه، وهنا بدأت المشاكل"

" أي مشاكل؟"

"الضرائب، فرض المستعمرون علينا، نحن التجار، المحليين والأجانب،الضرائب،وهذا الأمر جعل أرباح التجارة تكاد تكون معدومة"

"فماذا فعلت؟"

"اجتمعت مع التجار العرب، وبعد عدة لقاءات اتفقنا على أن نبعث أحدنا لمناقشة الوضع مع المستعمرين، فذهبت أنا، لكنهم رفضوا حتى لقائي"

"حقاً؟"

"نعم، وليس هذا فحسب، بل فرضوا علينا ضرائب أكبر، كردٍ على هذا التدخل في شؤونهم، وهنا ازداد الوضع سوءاً، حتى قررنا أن شكل اتحاد، اتحاد للتجار ، لم يكن اتحاداً عادياً، كان الهدف منه أن يضم أكبر عدد ممكن من التجار، من مختلف الأعراق"

"وما الغاية من ذلك؟"

"تحدي سلطة المستعمر"

"وهل هذا ممكن؟"

"نعم، لكنه كان سيأخذ وقتاً طويلاً"

"ماذا فعلتم؟"

"في بداية الأمر، كنا نرفض دفع الضرائب حتى تخفض نسبتها، فاعتقل الكثير منا، ولكن كلما اعتقل أحدنا أخرجه الآخر بكفالة، وهكذا، لما بدأت علاقات التجار تتوطد، فقد كانت مصالحنا واحدة، قام البريطانيون بإحراق بعض متاجرنا، وذلك عندما بدأ المستعمر يعي لحقيقة أمرنا، وهذا هو المطلوب!"

"وكيف هذا؟"

"كان الغرض من هذا الاتحاد أن ينتبه المستعمر لنا؟ أن يعلم بأننا نعمل معاً، ونتحد معاً، ونتحدى المستعمر معاً، كان الغرض من هذا الاتحاد، أن يعلم هؤلاء أننا كثر"

"فماذا حدث بعد ذلك؟"

"كانوا كلما أحرقوا متجراً، وأغرقوا سفينة، نواجههم بالمثل، نتصدى لهم، أحرقنا بعض مراكزهم، لكمهم لم يتمكنوا من القبض علينا، فلا دليل عندهم، كانت عملياتنا تتم بمنتهى السرية، وكنا نزداد قوة يوماً بعد يوم، فلقد التحق بنا جمع كبير، ومرت السنين،وبدأ المستعمر يلين شيئاً فشئ، بدأت الضرائب تنخفض، والربح يزداد، لكن المستعمر لم يكن ليرضى بالخسارة له والربح لنا،فازداد الخطر،أصبحنا كلنا في خطر، وبما أنني كنت بمثابة القائد لهم، كان الخطر أكبر بالنسبة لي، كان من الضروري حينها أن أختفي، أن لا يسمع أحد عني، فزارني سالم بالأمس- شاب ذكي يعمل معنا- واقترح فكرة موتي، لكن الخطة هذه كان ينقصها أمر ما"

قال خالد" ما هو؟"

أجابه سالم وهو يحمل الشاي:"لم تكن عندنا جثة بالطبع"

وفوووية
10-07-2004, 11:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

يكمن أتأخر في الفصل الثامن...

shahnaz
11-07-2004, 07:43 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جدا رائع أسلوب مميز ومشوق للغاية ..


غاليتي وفوووية .. :)

جدا استمتعت بقراءة الفصل السابع ..


وبانتظار الفصول المقبلة بشوق ولهفة ..

أتمنى كل تأخيرة فيها خيرة ..

أرق تحية ..

abdoul
27-07-2004, 12:26 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أختي فورية لقد اتحفتنا و تميزت تخوننى العبارات لكن في كلمة واحدة باركك الله
استمتعت بقراءة الفصل السابع وانتظر الفصل المقبل بكل راحة ليقيني في جودته التي عودتنا عليها دون مغالات ...
إلى لقاء ....

abdoul
30-07-2004, 12:00 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

فكرت كثيرا بعبارات تبدأ فلا تنتهيى من الثناء

جعلت لي في المنتدى قصداً , و اتحفتنا فى إنتظار الفصل القادم

و بشوق

وفوووية
11-08-2004, 03:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


الفصل الثامن

تفاجأ خالد بهذا الرد، كان سالم قد جلس وبدأ بصب الشاي في الأكواب، قدم أحدها للعم والآخر لخالد، عندها بادر خالد بالسؤال:

"فمن أين أتيتم بالجثة؟"

أجاب العم:

"القدر مهد لنا السبل"

"وكيف هذا؟"

"في نفس تلك الليلة توفي خادمي العجوز، خادم وحيد لا أهل له ولا أبناء،قررت أن أدفنه بنفسي، لكن سالم هنا كان له رأي آخر"

انتقل خالد بنظره إلى سالم، فتبسم ثم قال:

" أليست أفضل طريقة لإثبات موت احدهم، هي بدفنه، وتحديد موضع قبره؟ أخبرت عمك، بأن نؤجل الدفن إلى أن يطلع الفجر، ونبعث بمن يأتي بخادم جديد له، ونلبس الميت ملابس عمك، ونرقده في فراشه، فلما يأتي الخادم الجديدا- الذي لم ير عمك قط – فيظنه هو، وبالتالي يعتقد أنه قد مات، ويظن الجميع ذلك، وهكذا دبرنا الأمر، وعدت للقصر في اليوم التالي، وتوليت أمور الدفن وغيره، وعندها وجدتك"

" والآن؟؟"

قال العم محمد:

" ماذا الآن؟"

"ماذا سيحدث لك؟"

"سأظل أعمل، ولكن بالخفاء، سأكون العقل المدبر، وسينفذ فكرتي آخرون"

"دعني أعمل عندك"

أجاب العم بحزم:

"لا"

"لم؟"
"أنت لا دخل لك بما يحدث، عملنا خطر، وكل من معنا قد يفقد حياته، وأنت شاب يافع،لن أدعك تخاطر بحياتك،لأجل حرب لا ناقة لك فيها ولا جمل"

" ولكن يا عمي..."

"لا..وهذا أمر نهائي"

أطرق خالد رأسه، وبدا حزيناُ، قال العم:

" يا ابن اخي، دعك من مشاكلنا، أنت ستبقى عندي هنا، ستؤنس وحدتي التي أثقلتها الهموم، لا أريد أن أفقدك بعد أن وجدتك"

رفع خالد رأسه، وابتسم ابتسامة حزينة، فقال العم:

"هيا، أمامنا أيام طويلة لنتكلم فيها، ونتحدث، ولتخبرني كل شئ عنك"

جلس الثلاثة يتسامرون حتى المغيب، تحدثوا عن أمور كثيرة، عن الترحال، والشعر، والأدب وغيره، ويخيل للناظر إليهم أنهم يعيشون دون هموم تؤرق معيشتهم، كانوا يتضاحكون حيناً، ويتناقشون حيناً، ولكأن تلك السويعات القليلة فصلتهم عن كل ما يربطهم بالعالم الخارجي، ويبدو أنهم ايضاً لا يكترثون لما قد ينتظرهم، رغم أن القدر، يكترث كثيراً.

وفوووية
11-08-2004, 03:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم


أخي عبدول، كلماتك شهادة أعتز بها..

مشكوور لمرورك الطيب..

shahnaz
11-08-2004, 12:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


رغم أن القدر، يكترث كثيراً.



..


نتابع بكل الشوق ..


سلمت يمناك غاليتي وفوووية ... :)

وفوووية
11-08-2004, 04:34 PM
بسم الله

أهلين أختي شهناز..

أسعدني تواجدك...وسعدت لمرورك...

هجيرالصمت
12-08-2004, 11:54 AM
الاخت وفوووية

انا ماراح اتفلسف عليك فأنا مهتم بالقصص واحكم على القصة من خلال قبولها في نفسي
لديك خيال خصب ماشالله واسلوبك يتطور من فصل الي فصل وتسلسلك في القصة جميل جدا من حيث عدم التكرار لبعض الكلمات ومن ناحيه السرد

الي الامام

تحياتي

هجير الصمت

وفوووية
12-08-2004, 01:24 PM
بسم الله

أخي هجير الصمت...

شكرا لمرورك...

وأهم شئ..أن لاقت القصة إعجابك..
:)

وفوووية
14-08-2004, 09:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


الفصل التاسع

ســــالـــــم

اخترقت أشعة شمس الصباح النافذة، ملأت دار خالد – التي نام بها بالأمس- بالنور، داعبت وجهه الهادئ، ففتح عينيه، تأمل المكان من حوله ثم تبسم.

خرج خالد من الدار إلى الحديقة، حيث وجد عمه جالساً في أحد زواياها الساكنة إلا من زقزقات الطيور المحلقة، اقترب من عمه وقال:

"صباح الخير"

"صباح النور....هل نمت جيداً؟"

"نعم"

"تعال اجلس بجنبي"

جلس خالد بجانب عمه، وساد الصمت، يبدو أن عمه لم يرد أن يتحدث، فقط أراد لخالد أن يبقى معه.

ثم سمع خالد وقع خطوات تقترب، لم يكن الزائر إلا سالماً، اقترب؟ وتنبه خالد لرزمة من الأوراق كانت معه.

قال سالم:

"السلام عليكم"

أجاب خالد وعمه:

"وعليكم السلام"

ثم قال العم:

"ما الذي جاء بك في هذه الساعة المبكرة؟"

"هذا"

وأعطى سالم الأوراق للعم محمد، تصفح العم الأوراق لبضع دقائق، ثم عاد يقول:

"اتركها عندي اليوم، وغداً أعلمك بقراري"

"حسناً، إلى اللقاء"

"إلى اللقاء"

و غادر سالم المكان.

سأل خالد بعفوية:

"ما هذه الأوراق؟"،ثم أحس بالذنب فقال متداركاً:" لم أقصد التدخل"

"لا عليك، إنها مجرد أوراق تتعلق بتجارتي"

" ولكن ما شأن سالم بتجارتك؟"

" ما كنت لأدعي موتي دون أن أوصي أحد ليرث مالي وتجارتي، في تلك الليلة كتبت وصيتي، أوصيت بكل ما أملك لسالم، لو لم افعل لآلت كل ثروتي للحكومة المستعمر، فسالم الآن يتولى كل أمور تجارتي بالإضافة لأعماله الخاصة"

" هل تثق بسالم كل هذه الثقة؟"

"نعم"

"هل لي أن أسأل لماذا؟"

" بالطبع، سالم هذا ابن أحد التجار، كانت تربطني به علاقة صداقة وطيدة، عاش سالم وأبوه لوحدهما هنا بالهند، بعد وفاة أم سالم، كان سالم لم يتجاوز السنتين، ولم يمهل القدر أباه كثيراً، إذ سرعان ما مات هو الآخر، تاركا خلفه ابناً يتيماً،وتجارة دون وصي عليهل، فكفلته، وربيته، لقد نشأ وكبر أمام ناظري، إني أثق به، كما يثق الأب بإبنه"

لم يرد خالد، وظل صامتاً، فليس لديه ما يقوله، نهض العم وقال:

" سأدخل الآن، الشمس بدأت بالإرتفاع، وسرعان ما ستترتفع الحرارة أيضاً...ألن تدخل أنت أيضاً؟"

"سأبقى قليلاً هنا"

بقي خالد لوحده، تجول في الحديقة، ثم تأمل السماء، ورأى الطيور تحلق فيها بكل حرية، شعر خالد بأن روحه أيضاً حلقت معهم، فها هو الآن في كنف عمه، وفي أحد أجمل بقاع الأرض، دون مسؤوليات ودون التزامات.

هنيئاً لخالد هذه السعادة المؤقتة.

وفوووية
16-08-2004, 01:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

ما عطيتوني رايكم؟؟؟

:think:

shahnaz
17-08-2004, 05:50 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فصل رائع و ممتع ..

بانتظار الباقي غاليتي وفوووية ... :)

وفوووية
06-06-2005, 05:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

الفصل العاشر

لقاء في السوق

مرت أسابيع، بل أشهر، اعتاد فيها خالد هذا المكان، اعتاد الاستيقاظ على زقزقة العصافير، واعتاد التجول في الحديقة، في السوق، في البساتين الخضراء، كما اعتاد صحبة عمه وسالم.

أمر واحد ظل يؤرقه، أنه لا يعمل، لطالما ألح على عمه أن يجعله يعمل، أي عمل، لكنه كان يرفض قائلاً:

" ما حاجتك للعمل؟"

سؤال كهذا، هو كسؤال الطير لم يحلق، وسؤال الزهر لم يتفتح كل صباح، وسؤال النهر لم يجري، لم يكن خالد يريد أن يغضب عمه، فكان يكتفي بالصمت.

استيقظ خالد ذات يوم، متأخراً، لقد اعتاد النوم إلى ساعات متأخرة من النهار، ما فائدة الاستيقاظ باكرا عن كان لن يعمل؟؟

اغتسل، وارتدى ملابسه، ثم ذهب ليتناول فطوره، نمط يومي بدأ خالد يضيق به ذرعاً.

والأسوأ من ذلك أنه صار لا يرى عمه إلا نادراً، فهو يخرج مع أول خيوط الفجر ولا يعود إلا مساءاً، فينحصر الحوار بينهما على السؤال عن الأحوال.

قرر خالد أن يخرج للسوق، لا لشئ، فقط لقتل الوقت، كما يقال.

لا يبعد السوق كثيراً، فما هي إلا دقائق معدودات، وامتلأت أذن خالد، بأصوات الناس، هناك في زاوية من هذا السوق المقام في الهواء الطلق، بائع ورجل، يفاصلان على سعر قطعة قماش، وفي زاوية أخرى مجموعة من النساء يتبادلن أحاديث الضحى، وفي ناحية أخرى مجموعة أخرى من الرجال يتضاحكون، خيل لخالد إن السوق، عالم صغير يجمع كل أصناف البشر وأنماطهم، وهو في غمرة تخيلاته وأفكاره، وقع ناظره على وجه مألوف.

سالم..

لوح خالد بيده وصاح: " سالم "

التفت وابتسم، ثم اقترب من خالد ومد يده مصافحاً:

"خالد..كيف حالك؟"

أجاب خالد بامتعاض: " لا بأس"

سأله سالم وقد استشف ضيقه: " ما الأمر يا خالد؟"

"لا شئ...فقط أنني أصبحت سريع السأم"

صمت سالم لبرهة ثم قال بحماسته المعهودة:

" ما رأيك بزيارة "

" إلى أين؟"

" إلى حيث أعمل"

"لا بأس"

على الأقل ذلك أفضل من التجول في السوق دون هدف وغاية.

وسرعان ما وجد خالد نفسه في أمام مبنى ضخم، تنبض الحياة في كل جانب من جوانبه.

ولأول مرة منذ أسابيع، شعر خالد ببعض الحماسة.

shahnaz
10-06-2005, 01:26 AM
:

متابعة بشغف .. :)


تابعي سردك الرائع .. :banana:


.. غاليتي وفوووية :) ..

دمتِ بكل الود .. رائعة !


:

وفوووية
10-06-2005, 12:36 PM
بسم الله

أختي شهناز

اشكر لك مرورك

وإن شاء الله أتابع...ما دام الصيف في أوله

super star
15-06-2005, 07:53 PM
:( :( الم تنتهي بعد :( ظننت اني ساقرأ القصة كاملة من البداية حتى النهاية لكن تفاجئة انها لمن تنهتي فانا لا اقوى على الانتظار :D


مشكورة اخت وفوووية على القصة الرائعة وبانتظار الباقي