ملاك الثلج
24-01-2004, 11:01 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
_________________________
والـفـجـر ولـيـال عـشـر (( فـضـل عـشـر ذي الحـجـة ))
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين , نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد:
فإن من فضل الله ومنته أن جعل لعباده الصالحين مواسم يستكثرون فيها من العمل الصالح , وأمد في آجالهم فهم بين غاد للخير ورائح .. ومن أعظم هذه المواسم وأجلها .. أيام عشر ذي الحجة .
وقد ورد في فضلها أدلة من الكتاب والسنة منها:
قال تعالى : (وَالْفَجْرِ {1} وَلَيَالٍ عَشْرٍ {2} ) [ الفجر ] قال ابن كثير رحمة الله : المراد بها عشر ذي الحجة .وقوله تعالى : (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ ) [ الحج ] قال ابن عباس : أيام العشر .
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما العمل في أيام أفضل من هذه العشر ) قالوا : ولا الجهاد ؟ قال : ( ولا الجهاد , إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء ) [ رواه البخاري ] .
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر . فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ) [ رواه الطبراني في المعجم الكبير ] .
وكان سعيد بن جبير – رحمه الله – ( وهو الذي روى حديث ابن عباس السابق ) إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يقدر عليه [ رواه الدارمي بإسناد حسن ] .
قال المحققون من أهل العلم : أيام عشر ذي الحجة أفضل الأيام , وليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل الليالي .
قال ابن حجر في الفتح : والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه , وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج , ولا يأتي ذلك في غيره .
((( أعـمـال يـسـتـحـب الإكـثـار مـنـهـا فـي هـذه الـعـشـر )))
1- اداء الحج والعمرة :
وهي أفضل ما يعمل في هذه الأيام المباركة قال صلى الله عليه وسلم ( من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) [ متفق عليه ] وقال صلى الله عليه وسلم : ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما , والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) [ رواه مسلم ] .
2- الـصـلاة :
يستحب التبكير إلى الفرائض , والإكثار من النوافل , فإنها من أفضل القربات . عن ثوبان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد سجدة إلا رفعك إليه بها درجة , وحط عنك بها خطيئة ) [ رواه مسلم ] وهذا عام في كل وقت .
3- الـصـيـام :
لدخوله في الأعمال الصالحة , فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم , قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة , ويوم عاشوراء , وثلاثة أيام من كل شهر ) [ رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي ] . قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر : إنه مستحب استحباباً شديداً .
4- التكبير والتهليل والتحميد :
لما ورد في حديث ابن عمر السابق : ( فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ) . وقال الإمام البخاري – رحمه الله - : ( كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنه يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران فيكبر الناس لتكبيرهما ) وقال – أيضاً : ( وكان عمر ويكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً ) . وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام , وخلف الصلوات وعلى فراشه , وفي فسطاطه , ومجلسه , وممشاه تلك الأيام جميعاً , والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة – رضي الله عنه -
. * التكبير نـوعـان : مطلق ومقيد : فالتكبير المطلق : في جميع الأوقات من أول دخول شهر ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق , وأما التكبير المقيد : فيكون في أدبار الصلوات المفروضة من صلاة الصبح إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق .
فحري بنا أن نحيي هذه السنة التي هجرت في هذه الأيام , وتكاد تنسى حتى من أهل الخير والصلاح بخلاف ما كان عليه السلف الصالح .
5- صيام يوم عرفة :
يتأكد صوم يوم عرفة لغير الحاج لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال عن صوم عرفة : ( أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده ) [ رواه مسلم ]
6- فضل يوم النحر :
يغفل عن ذلك اليوم العظيم كثير من المسلمين مع أن بعض العلماء يرى أنه أفضل أيام السنة على الإطلاق حتى من يوم عرفة . قال ابن القيم – رحمه الله - : ( خير الأيام عند الله يوم النحر , وهو يوم الحج الأكبر ) كما في سنن أبي داود عنه صلى الله عليه وسلم : ( إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر , ثم يوم القر ) – ( يوم القر هو يوم الاستقرار في منى , وهو اليوم الحادي عشر ) وقيل يوم عرفة أفضل منه , لأن صيامه يكفر سنتين , وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أكثر من يوم عرفة , ولأنه – سبحانه وتعالى – يدنو فيه من عباده , ثم يباهي ملائكته بأهل الموقف , والصواب : القول الأول , لأن الحديث الدال على ذلك لا يعارضه شيء .. سواء كان هو أفضل أم يوم عرفة فليحرص المسلم حاجاً كان أم مقيماً على إدراك فضله , وانتهاز فرصته .
(( بـمـاذا تـسـتـقـبـل مــواســم الــخــيــر ))
حري بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير عامة بالتوبة الصادقة النصوح , وبالإقلاع عن الذنوب والمعاصي , فإن الذنوب هي التي تحرم الإنسان فضل ربه , وتحجب قلبه عن مولاه , كما يستقبل مواسم الخير عامة بالعزم الصادق الجاد على اغتنامها بما يرضي الله – فمن صدق الله صدقه :
قال تعالى : (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) [ العنكبوت ] وقال تعالى : (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ {133} ) [ ال عمران ] فاحرص – أخي المسلم – على اغتنام هذه الفرصة السانحة , قبل أن تفوت عليك فتندم ولات ساعة مندم , فإن الدنيا أيام قلائل ونحن في دار العمل وغداً دار الجزاء والحساب والجنة والنار , وكن من الذين عناهم الله عز وجل بقوله ( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ {90} ) [ الأنبياء ]
وكل هذا يدل على أن العمل في هذه الأيام العشر أحب إلى الله من العمل في أيام الدنيا من غير استثناء .
وأن نكثر من الأعمال الصالحة من نوافل الصلاة والصدقة والجهاد وقراءة القرآن الكريم والأمر بالمعروف والنهي الأمر عن المنكر .
نسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
جزاء الله خيراً من أعان على نشرها ,,,
من بريدي
تحياتي لكم
أختكم
ملاك
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
_________________________
والـفـجـر ولـيـال عـشـر (( فـضـل عـشـر ذي الحـجـة ))
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين , نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد:
فإن من فضل الله ومنته أن جعل لعباده الصالحين مواسم يستكثرون فيها من العمل الصالح , وأمد في آجالهم فهم بين غاد للخير ورائح .. ومن أعظم هذه المواسم وأجلها .. أيام عشر ذي الحجة .
وقد ورد في فضلها أدلة من الكتاب والسنة منها:
قال تعالى : (وَالْفَجْرِ {1} وَلَيَالٍ عَشْرٍ {2} ) [ الفجر ] قال ابن كثير رحمة الله : المراد بها عشر ذي الحجة .وقوله تعالى : (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ ) [ الحج ] قال ابن عباس : أيام العشر .
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما العمل في أيام أفضل من هذه العشر ) قالوا : ولا الجهاد ؟ قال : ( ولا الجهاد , إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء ) [ رواه البخاري ] .
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر . فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ) [ رواه الطبراني في المعجم الكبير ] .
وكان سعيد بن جبير – رحمه الله – ( وهو الذي روى حديث ابن عباس السابق ) إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يقدر عليه [ رواه الدارمي بإسناد حسن ] .
قال المحققون من أهل العلم : أيام عشر ذي الحجة أفضل الأيام , وليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل الليالي .
قال ابن حجر في الفتح : والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه , وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج , ولا يأتي ذلك في غيره .
((( أعـمـال يـسـتـحـب الإكـثـار مـنـهـا فـي هـذه الـعـشـر )))
1- اداء الحج والعمرة :
وهي أفضل ما يعمل في هذه الأيام المباركة قال صلى الله عليه وسلم ( من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ) [ متفق عليه ] وقال صلى الله عليه وسلم : ( العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما , والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة ) [ رواه مسلم ] .
2- الـصـلاة :
يستحب التبكير إلى الفرائض , والإكثار من النوافل , فإنها من أفضل القربات . عن ثوبان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد سجدة إلا رفعك إليه بها درجة , وحط عنك بها خطيئة ) [ رواه مسلم ] وهذا عام في كل وقت .
3- الـصـيـام :
لدخوله في الأعمال الصالحة , فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم , قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة , ويوم عاشوراء , وثلاثة أيام من كل شهر ) [ رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي ] . قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر : إنه مستحب استحباباً شديداً .
4- التكبير والتهليل والتحميد :
لما ورد في حديث ابن عمر السابق : ( فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ) . وقال الإمام البخاري – رحمه الله - : ( كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنه يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران فيكبر الناس لتكبيرهما ) وقال – أيضاً : ( وكان عمر ويكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً ) . وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام , وخلف الصلوات وعلى فراشه , وفي فسطاطه , ومجلسه , وممشاه تلك الأيام جميعاً , والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة – رضي الله عنه -
. * التكبير نـوعـان : مطلق ومقيد : فالتكبير المطلق : في جميع الأوقات من أول دخول شهر ذي الحجة إلى آخر أيام التشريق , وأما التكبير المقيد : فيكون في أدبار الصلوات المفروضة من صلاة الصبح إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق .
فحري بنا أن نحيي هذه السنة التي هجرت في هذه الأيام , وتكاد تنسى حتى من أهل الخير والصلاح بخلاف ما كان عليه السلف الصالح .
5- صيام يوم عرفة :
يتأكد صوم يوم عرفة لغير الحاج لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال عن صوم عرفة : ( أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده ) [ رواه مسلم ]
6- فضل يوم النحر :
يغفل عن ذلك اليوم العظيم كثير من المسلمين مع أن بعض العلماء يرى أنه أفضل أيام السنة على الإطلاق حتى من يوم عرفة . قال ابن القيم – رحمه الله - : ( خير الأيام عند الله يوم النحر , وهو يوم الحج الأكبر ) كما في سنن أبي داود عنه صلى الله عليه وسلم : ( إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر , ثم يوم القر ) – ( يوم القر هو يوم الاستقرار في منى , وهو اليوم الحادي عشر ) وقيل يوم عرفة أفضل منه , لأن صيامه يكفر سنتين , وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أكثر من يوم عرفة , ولأنه – سبحانه وتعالى – يدنو فيه من عباده , ثم يباهي ملائكته بأهل الموقف , والصواب : القول الأول , لأن الحديث الدال على ذلك لا يعارضه شيء .. سواء كان هو أفضل أم يوم عرفة فليحرص المسلم حاجاً كان أم مقيماً على إدراك فضله , وانتهاز فرصته .
(( بـمـاذا تـسـتـقـبـل مــواســم الــخــيــر ))
حري بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير عامة بالتوبة الصادقة النصوح , وبالإقلاع عن الذنوب والمعاصي , فإن الذنوب هي التي تحرم الإنسان فضل ربه , وتحجب قلبه عن مولاه , كما يستقبل مواسم الخير عامة بالعزم الصادق الجاد على اغتنامها بما يرضي الله – فمن صدق الله صدقه :
قال تعالى : (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) [ العنكبوت ] وقال تعالى : (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ {133} ) [ ال عمران ] فاحرص – أخي المسلم – على اغتنام هذه الفرصة السانحة , قبل أن تفوت عليك فتندم ولات ساعة مندم , فإن الدنيا أيام قلائل ونحن في دار العمل وغداً دار الجزاء والحساب والجنة والنار , وكن من الذين عناهم الله عز وجل بقوله ( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ {90} ) [ الأنبياء ]
وكل هذا يدل على أن العمل في هذه الأيام العشر أحب إلى الله من العمل في أيام الدنيا من غير استثناء .
وأن نكثر من الأعمال الصالحة من نوافل الصلاة والصدقة والجهاد وقراءة القرآن الكريم والأمر بالمعروف والنهي الأمر عن المنكر .
نسأل الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
جزاء الله خيراً من أعان على نشرها ,,,
من بريدي
تحياتي لكم
أختكم
ملاك