BMW745Li
09-02-2004, 09:42 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت هذا الموضوع وأحببت أن أنقلة لكم للفائدة علما بأن الموضوع طويل
لكني أكتسبت فائدة
في إحدى الأمسيات الصيفية، وقد قفلت راجعاً إلى بيتك تقود سيارتك الجديدة، بعد أن تأخرت في عملك، إلى درجة لا تود القيام بأي حركة، سوى الاستلقاء في سريرك بعد حمام ساخن، وعندما تلقي نظرة على لوحة العدادات، تكتشف أنه ليس لديك الوقود الكافي للوصول إلى المنزل، عندها تضغط على لوحة مفاتيح جهاز الملاح الآلي في سيارتك، والذي يحدد لك بدقة موقع أقرب محطة وقود إليك، بواسطة نظام تحديد المواقع GPS المرتبط بالأقمار الصناعية، بل ويرشدك إلى الطرقات الأقل ازدحاماً والمؤدية إلى وجهتك. ليس هذا فحسب، بل ستدير لوحة التحكم المثبتة في عجلة القيادة، لكي تجعل سيارتك تتصل عبر إنترنت، ببريدك الإلكتروني، لتقرأ لك وبصوت بشري واضح، رد الزبون على عرض الأسعار الذي أرسلته له قبيل مغادرتك المكتب. وعندما تشعر بلفح حرارة الجو، تدير جهاز تكييف الهواء في السيارة، والذي يعرض عليك بدوره، أن يقوم بتشغيل جهاز التكييف في المنزل آلياً، كونك أصبحت على مسافة غير بعيدة من البيت، فتوافق بسرور، مع الإيعاز للنظام بأن يشغل كذلك جهاز تسخين المياه في المنزل، لتنعم بالحمام الساخن فور وصولك، كما يمكنك الاستماع إلى الرسائل الصوتية التي سجلت على جهاز الرد على المكالمات في البيت.
هذا السيناريو، ليس مقطعاً من فيلم للخيال العلمي، إنما هو حقيقة سنراها في العديد من السيارات التي ستجوب الطرقات خلال السنوات الخمس المقبلة، وإن كانت بعض الشركات المنتجة للسيارات قد طرحت بعض هذه الوظائف فعلياً في سياراتها الحديثة. لذلك دعونا نقم بجولة نتعرف خلالها على آخر التطورات في عالم تقنيات الحوسبة المستخدمة في السيارات.
لا يكاد يختلف اثنان على أن التقنيات بكافة أصنافها التي تصدر إلى منطقتنا مهما تنوعت تصنيفاتها، إنما هي تقنيات حديثة علينا، قديمة على غيرنا، وإن ادعى المنتجون غير ذلك، فالحقيقة السائدة دوماً، هي أن للأسواق عندهم أولويات، وأسواقنا ليست في مقدمة اهتماماتهم.
هذه الحقيقة بانت لنا بشكل واضح عندما فتحنا ملف تقنيات الحوسبة المتطورة في عالم السيارات، فما من جهة تواصلنا معها مستفسرين عما يمتلكونه من تقنيات ذكية في السيارات، إلا وكان الجواب المعتاد: إنها متوفرة في شمال أمريكا وأوروبا، وتحتاج وقتاً لطرحها في أسواق المنطقة، ولكلٍ منهم أسبابه التي يبديها، فتقنعنا مرة وتذهلنا مرات. وقد اخترنا ثلاث مدارس (إن جاز التعبير) في عالم صناعة السيارات، المدرسة اليابانية وتمثلها نيسان، والمدرسة الأمريكية وتمثلها جنرال موتورز وبالتحديد سيارات كاديلاك، والمدرسة الألمانية وتمثلها BMW. وهذا التقرير ليس سياقاً للمقارنة بين المدارس الثلاث، بقدر ما هو تسليط للضوء على أبجديات التقنية لكل صناعة.
نيسان: التنين الياباني
http://arabic.pcmag-arabia.com/assets/images/01-06-2003-Nissan%20GM.jpg
تاكيشي ناكاجيما مدير عام نيسان الشرق الأوسط
في مكتبه بمقر شركة نيسان الشرق الأوسط، استقبلنا السيد تاكيشي ناكاجيما المدير العام الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط، وكان لطيفاً في التعامل كعادة اليابانيين، حيث بادرناه بالسؤال عن آخر ما تقدمه نيسان من تقنيات حوسبة في سياراتها التي تطرح للمنطقة، فاستهل تاكيشي الحديث عن نظام الملاحة الذي وفرته نيسان مؤخراً في سياراتها المنتجة خصيصاً لمنطقة الخليج، واعتبره آخر صيحات نيسان في عالم تقنيات التعرف على الطرقات، والذي تقول بأنه يغطي منطقة الخليج العربي، حيث تم اعتماد برامج تشغيل نظام الملاحة والخرائط الذي اشترته نيسان من شركة استرالية وفرت لها خرائط عن الطرقات في منطقة الخليج. وحول إمكانية تغير الطرقات مستقبلاً، وكيفية تعامل نظام الملاحة معها لاحقاً، أكد تاكيشي أن في مخططات نيسان والشركة المنفذة لنظام الملاحة، ترقية الخرائط كل ستة أشهر إلى سنة، حسبما تتوفر الخرائط عن المدن والشوارع الحديثة فيها. ويقوم نظام الملاحة الخاص بسيارات نيسان بعرض خريطة الطريق والإرشاد نحو الجهة التي يعينها السائق سلفاً من خلال خرائط تعرض على الشاشة الواقعة في مقدمة السيارة أسفل جهاز الراديو. ويدعم الخرائط المصورة إرشادات صوتية، بصوت رجل أو امرأة حسب الرغبة. وحول تعريب نظام الملاحة، أكد المدير العام الإقليمي لنيسان، بأن تعريب نظام الملاحة المستخدم في سيارات نيسان يتم على مرحلتين، الأولى تم الانتهاء منها وهي عبارة عن تعريب الإرشادات الصوتية، حيث يمكن اختيار اللغة العربية كصوت للمرشد الإلكتروني في السيارة. والمرحلة الثانية عبارة عن تعريب للخرائط وقوائم الأوامر والذي سيأتي في المرحلة اللاحقة، ولم يتمكن من تحديد موعد ذلك، كون الموضوع مرتبط بطرف ثالث يتمثل في الشركة المنتجة للنظام.
http://arabic.pcmag-arabia.com/assets/images/01-06-2003-Nissan%20Screen.jpg
الملاح الآلي في سيارة نيسان
ولم يخالفنا تاكيشي الرأي، عندما قلنا أن سعر نظام الملاحة مرتفع جداً، إذ يصل إلى 4000 دولار، مما يعادل في بعض الأحيان أكثر من ربع قيمة السيارة، وعزا تاكيشي ارتفاع ثمن النظام إلى أن الخرائط والرسوميات في المنطقة مكلفة جداً، وأن عدد السيارات المزودة بنظام الملاحة والتي يتم بيعها في المنطقة محدود نسبياً حتى الآن، كون النظام جديد واختياري يخضع لرغبة الزبون. وعن استفسارنا كيف يغطي النظام كافة دول منطقة الخليج؟ وصف تاكيشي طريقة عمله، بأن خرائط كل دولة متوفرة على قرص رقمي مدمج DVD يتم تثبيته في قارىء أقراص النظام، حيث يتعرف نظام الملاحة على الخرائط المبيتة فيه. ويتم استبدال القرص المدمج من بلد لآخر، حيث يجب على سائق السيارة أن يبدل قرص الخرائط عندما يرغب في استخدام نظام الملاحة في بلد آخر. واستغربنا عندما أجاب تاكيشي بالنفي، عن سؤالنا حول توافقية نظام الملاحة المعتمد في منطقة الخليج مع أنظمة الملاحة الأخرى التي تستخدمها نيسان حول العالم، كدول أوروبا مثلاً. حيث أفاد بأن النظام المستخدم في كلا المنطقتين مختلف، ولا يمكن للشخص الذي يرغب بالسفر براً في جولة سياحية خارج حدود منطقة الخليج، أن يستخدم أقراصاً تحوي خرائط للمنطقة التي يتوجه إليها، وذلك لعدم توافقية النظامين المستخدمين. واعتبر ذلك أمراً مرحلياً، حيث ستتحقق التوافقية بين الأنظمة المعتمدة في المستقبل، والذي نتمنى أن يكون قريباً.
تاكيشي يعتقد بأن أهم ما يمكن الحديث عنه في سيارات نيسان الموجهة للمنطقة حالياً، والمتعلقة بالحوسبة هو نظام الملاحة. أما بقية التقنيات فتتدخل في ميكانيكية السيارة وليست حوسبية بالمعنى الصرف كما في نظام الملاحة، لذلك اكتفى بالإشارة إلى نظام الملاحة فحسب.
جنرال موتورز: التاريخ الحافل
http://arabic.pcmag-arabia.com/assets/images/01-02-2003-Fadi%20Ghosn.jpg
فادي غصن مدير تسويق كاديلاك
للوقوف على تقنيات الحوسبة التي تستخدمها مصانع السيارات الأمريكية، حاورنا فادي غصن مدير تسويق سيارات كاديلاك، في شركة جنرال موتورز الشرق الأوسط، والذي أشار إلى أن أنظمة الحوسبة المستخدمة في سيارات كاديلاك، بدأت منذ فترة طويلة، وعلى سبيل المثال، استشهد فادي بسيارة كاديلاك دوفيل، التي تحتوي على نظام التوازن الآلي الذي يتضمن مجسات حساسة على إطارات السيارة، بحيث إذا انحرفت عجلة القيادة في وضعية غير متوافقة مع حركة الإطارت، فإن المجسات تلتقط هذه الحركة وترسلها إلى المعالج في وحدة تحكم السيارة، فيعمل نظام التوازن الآلي ويعدل وضعية كل من الإطارات وعجلة القيادة بحسب حالة الطريق، وذلك بدون تدخل سائق السيارة، وفي كثير من الحالات من دون أن يشعر. هذه واحدة من تقنيات الحوسبة المستخدمة لضمان سلامة المركبة. واعتبر فادي أن كاديلاك من أوائل مصنعي السيارات الذين قدموا هذه التقنيات، وفي أواخر العام الحالي ستطرح الشركة مجموعة من السيارات في المنطقة يمكنها الاتصال بإنترنت، حيث يمكن للسائق الوصول إلى بريده الإلكتروني، ويقوم النظام في السيارة بتحويل نصوص البريد الإلكتروني إلى رسائل صوتية يسمعها السائق أثناء قيادة السيارة.
وتقوم السيارة بالاتصال بإنترنت لاسلكياً بعدة طرق، ومنها استخدام تقنية بلوتوث عبر الهاتف المتحرك. ويؤكد فادي أن مثل هذه التقنيات متوفرة حالياً في الولايات المتحدة.
وفيما يخص نظام الملاحة الخاص بالطرقات، أشار فادي أن هذه التقنية متوفرة لدى كاديلاك منذ فترة طويلة، ونظام الملاحة متوفر في معظم سيارات كاديلاك التي تباع في أمريكا الشمالية وأوروبا، وأن العقبة الوحيدة أمام توفره في المنطقة العربية، هي عدم وجود خرائط رقمية دقيقة للمدن، ومخططات للطرق يمكن اعتمادها.
وأجاب فادي حول إمكانية استعانة جنرال موتورز ببعض الجهات التي توفر هذا النوع من الخرائط عن المنطقة، كما فعلت نيسان على سبيل المثال، بأن الموضوع قيد التباحث الآن مع بعض المزودين، ولا يمكنه الإفصاح عن أية معلومات لم تتأكد بعد. وأشار إلى أن هناك خدمات إضافية تقدمها كاديلاك على نظام الملاحة، بالتعاون مع "أون ستار" في الولايات المتحدة، بحيث يمكن للسائق أن يتخاطب مع مركز اتصال (Call Center) بضغطة زر واحدة، ويطلب إرشادات صوتية عن الطريق، والجهة التي ينشدها مباشرة، بدون الحاجة إلى البحث عن الخريطة في نظام الملاحة، ويمكنه مثلاً أن يسأل مركز الاتصال عن أقرب مطعم صيني إليه، ويوجهه الشخص على الطرف الآخر إلى الموقع المطلوب. وهناك أنظمة مساعدة السائق للعديد من حالات الطوارىء، فعلى سبيل المثال في حال إقفال السيارة والمفاتيح بداخلها، يمكن للسائق الاتصال بمركز الخدمة هاتفياً، والذي يقوم بفتح الأبواب آلياً عن بعد، وذلك بعد أن يتم التعرف إلى مالك السيارة من خلال رمز تعريف وكلمة سر خاصين به. ويتم ذلك بسهولة على حد قول فادي، كون السيارة مزودة بجهاز التقاط إشارات القمر الصناعي، والذي يتم توجيه أوامره من خلال مركز الخدمة، حيث يمكنه على سبيل المثال إرشاد سائق تاه عن سيارته في أحد المواقف الكبرى، بأن يجعل مصابيح السيارة تضيء آلياً أو يعمل جهاز التنبيه (البوق) فيها للإرشاد عن مكانها.
إضافة إلى ذلك هناك عوامل سلامة أخرى تعمل وفق أنظمة الحوسبة في سيارات كاديلاك، ومنها على سبيل المثال، أن الوسائد الهوائية مرتبطة آلياً بأرقام هواتف الطوارئ والشرطة، حيث تتصل بهما بمجرد حدوث اصطدام وانفتاح الوسائد الهوائية، لتبلغ مراكز الطوارئ عن الحادث، وعن موقع السيارة آلياً بدون تدخل السائق.
ولم يخفِ فادي شعوره، بأن البنية التحتية لدول المنطقة تقنياً ما تزال عاجزة عن التلاؤم مع هذا المستوى من التقنيات المتوفرة، وتحتاج حسب رأيه إلى عدة سنوات، كي تتوفر البنى التحتية الكفوءة، والتي تغري منتجي السيارات لتوريدها إلى المنطقة.
وكتقنية حديثة، أشار فادي إلى الإنارة الليلية التي توفرها كاديلاك في سياراتها حيث يتحسس مجس ليزري طبيعة الطريق ليلاً، ويرسل إشارات إلى وحدة التحكم التي تسلط أضواء مركزة إلى خفايا الطريق ولمسافات بعيدة، يمكن للسائق أن يكتشف الطرقات التي أمامه ليلاً حتى في حالة المنعطفات.
المارد الألماني BMW
http://arabic.pcmag-arabia.com/assets/images/01-06-2003-Robert%20BMW.jpg
روبرت بايلي ماك إيوان مديرعام مجموعة BMW الشرق الأوسط
يمكن لأحد أن ينكر مكانة شركة BMW كواحدة من أكبر مصنعي السيارات في العالم، خاصة عندما يتعلق الأمر بالرفاهية والتقنيات الحديثة، وتسعى BMW إلى توفير تقنيات الحوسبة المتطورة في سياراتها بشكل يحافظ على ريادة هذا المارد الألماني في عالم السيارات. وبالرغم من المنافسة التي تحتدم من وقت لآخر بين عمالقة السيارات الألمانية، BMW، ومرسيدس، وأودي، إلا أن BMW تحسم المنافسة في معظم الحالات، وذلك بتطويرها للتقنيات بنفسها، وطرحها في الأسواق قبل الآخرين، وعلى سبيل المثال، أنظمة الملاحة في المنطقة العربية، والتي قامت BMW بتطويرها لصالحها، لتكون أول منتج سيارات يطرح نظام الملاحة في المنطقة العربية، ثم باعت هذا الحل للعديد من المنتجين، ومنهم مرسيدس على سبيل المثال. هذا ما أشار إليه، روبرت بايلي ماك إيوان، المدير العام لمجموعة BMW الشرق الأوسط، خلال لقائنا به في مكاتب BMW الشرق الأوسط، والذي بدأ حديثه حول سيارة BMW الفئة السابعة 760، التي تم طرحها مؤخراً، وهي مزودة بـ 72 وحدة معالجة تتخاطب فيما بينها بواسطة ثلاثة أنظمة تشغيل متطورة، حيث يتم التحكم في ميكانيكية السيارة، بواسطة هذه الأنظمة، ويضرب روبرت مثالاً لذلك بقوله: إذا أردنا تحسين ثبات السيارة للتوافق مع الحالات المختلفة لطبيعة الطرقات، فإننا لا نغير في ميكانيكيتها، بل نعيد كتابة البرنامج الخاص بالتحكم في التوازن، ومن ثم نقوم بنسخه إلى الذاكرة الخاصة بها في السيارة. بعض الزبائن يجدون الأمر غريباً، عندما يحضرون سياراتهم لإصلاح بعض الأعطال فيها، ويقول لهم المهندس ببساطة، إنه أعاد برمجة السيارة لا أكثر. وقيمة التصليحات الميكانيكية في السيارة لم تعد تتجاوز 30% من قيمة الفاتورة.
ولم يعتبر روبرت أن اعتماد المنتجين حالياً على الأنظمة الحوسبية في السيارات الحديثة، يزيد من صعوبات تصليح الأعطال فيها، بل أكد العكس تماماً! وخاصة في مسألة اختصار الوقت المبذول في عمليات التصليح نفسها، واستشهد على ذلك بقوله: "في الماضي كنا نلجأ إلى الكشف الميكانيكي لمعرفة أسباب الأعطال، وفي العديد من الحالات كنا نضطر إلى إرسال القطع المعطلة إلى الورش الرئيسية في مصانع BMW ليتم ضبطها وفقاً لمواصفات المصنع، وتستغرق وقتاً لإعادتها وتركيبها في السيارة من جديد، أما الآن، فإن الذي يحدث، هو أننا نرسل رسالة إلكترونية عن حالة السيارة، والعطل الذي فيها، ويقوم المهندسون المختصون، بتشخيص العطل، وصياغة البرنامج الخاص بإصلاحه، ثم إرساله بالبريد الإلكتروني خلال فترة وجيزة، قد لا تتجاوز الساعات في بعض الحالات، ونحن بدورنا نقوم بنسخه إلى الذاكرة المخصصة له في السيارة، لتنتهي المشكلة في زمن لم نكن نحلم بالوصول إليه لولا اعتمادنا على التقنيات الحوسبية في السيارات".
http://arabic.pcmag-arabia.com/assets/images/01-06-2003-BMW2.jpg
سيارة BMW 760 بمخطط الأجهزة الإلكترونية
وهناك ميزة رئيسية أضافها روبرت، وهي إمكانية تطوير السيارات، وتزويدها بمواصفات إضافية، عندما تكون مجهزة بأنظمة حاسوبية، حيث لا يتعدى الموضوع ترقية أنظمة التشغيل، لإضافة العديد من المزايا، وضرب على ذلك مثلاً بقوله: "عندما تم شحن سيارات الفئة السابعة الجديدة، من ألمانيا إلى دبي مؤخراً، استغرق وصول الشحنة عبر البحر حوالي أسبوعين، خلال هذه الفترة، صدرت أربع ترقيات جديدة لنظام تشغيلها، تتضمن مزايا أكثر تطوراً، وتم إرسال النسخة المطورة لنا عبر البريد الإلكتروني، حيث قمنا بترقية أنظمة هذه السيارات بمجرد وصولها إلى دبي، وأصبحت بالتالي مطابقة لأحدث المواصفات الجديدة، كيف يمكننا القيام بذلك في السابق؟". حالياً، مفتاح السيارة له وظائف عديدة تتعدى فتح أبواب السيارة وتدوير المحرك، ففي كل مفتاح هناك شريحة إلكترونية صغيرة، يتم كتابة تاريخ السيارة عليها مع كل عملية تدوير وإطفاء للمحرك، كمعدل الزيت في المحرك، وتاريخ آخر استبدال له، وحالة الفرامل، ووضع البطارية، وما المشاكل التي تعاني منها السيارة إن وجدت، وعندما يحضر الشخص سيارته إلى مركز الخدمة، لإجراء الصيانة الدورية لها، لا داعي لأن يشرح للموظف المسؤول، المشاكل التي يعاني منها في سيارته، حيث يسلمه مفتاح السيارة، والذي يضعه بدوره في قارئ إلكتروني خاص، يقوم بنقل كافة البيانات من شريحة الذاكرة في المفتاح، إلى جهاز الحاسب أمام موظف الخدمة، حيث يظهر تاريخ آخر خدمة، وحالة الزيت، والإطارات، والمحرك، والتاريخ العام للسيارة، والعديد من التقارير الفنية، والتي سجلتها وحدات التحكم في السيارة على شريحة المفتاح، كل ذلك يظهر بثوانٍ على شاشة جهاز موظف الاستقبال، وتنتقل المعلومات عبر الشبكة إلى مهندسي الخدمة الذين يتعرفون على حالة السيارة فنياً قبل فتح غطاء المحرك. كم يوفر ذلك من وقت وجهد؟!
وحول مدى استعانة BMW بشركاء تجاريين في عملية تصنيع وتطوير الأنظمة الحوسبية في السيارات، أشار روبرت أن البرمجيات المستخدمة كلها من إعداد وتطوير BMW نفسها، وذلك لإمكانية التحكم في ترقيتها وتطويرها في أي وقت، أما العتاد والمكونات المستخدمة في التصنيع، فمنها ما هو من صنع BMW أو بواسطة أطراف أخرى، وقد تكون مصنعة خصيصاً لصالح BMW، أو تجد طريقها لأكثر من جهة تصنيع أخرى، فمثلاً علبة التروس الإلكترونية، المستخدمة في السيارة ZF من BMW، موجودة أيضاً في بعض سيارات مرسيدس ولكزس.
وحول أنظمة الملاحة في المنطقة، والتي طرحتها BMW في سياراتها منذ سنتين تقريباً، أكد روبرت أنهم قاموا بتطوير نظام الخرائط الإلكترونية الخاصة بهذا النظام، واستثمروا في ذلك مبالغ كبيرة، وكانت BMW أول شركة سيارات تطرح نظام ملاحة في المنطقة، وقد تم بيعه إلى العديد من منتجي السيارات الآخرين، مثل مرسيدس، ونيسان وغيرهم. وعندما أشرنا لروبرت، بأن نيسان تفيد أنها تعاونت مع شركة استرالية، لتطوير نظام الملاحة لديها، قال: "غير صحيح، النظام مأخوذ عن BMW، والآن ينتشر كالنار في الهشيم، لدى مصنعي السيارات الآخرين!" ويستطرد روبرت بقوله: "في أنظمة الملاحة تكمن المشكلة عادة، في توفير الخرائط الرقمية للمدن، والشوارع، ونحن في BMW تعاقدنا مع شركة NAFTEC الأمريكية، لإعداد الخرائط الرقمية للمنطقة، ودفعنا لهم مبالغ كبيرة مقابل ذلك".
وأكد روبرت بأن نظام الملاحة المستخدم في سيارات BMW في المنطقة العربية، متوافق تماماً مع أنظمة الملاحة في المناطق الأخرى، لأن العتاد في السيارة لا يتغير، فقط كل ما يحتاجه السائق هو استبدال القرص الرقمي المدمج الذي يحتوي الخرائط، ليتمكن من استخدام نظام الملاحة بسيارته، في إسبانيا، أو ألمانيا، أو الإمارات. وأشار روبرت، إلى أن عملية تحديث الخرائط تتم مرتين في السنة، وفقاً لتغير الطرقات في المنطقة. وحول توفر نظام الملاحة الخاص بالمنطقة باللغة العربية، أجاب بأنه متوفر باللغة الإنجليزية حالياً، واستهجن فكرة تعريب الإرشادات الصوتية، كمرحلة أولى، ريثما يتم إعداد خرائط بالعربية، واعتبر أن ذلك سيسبب تشتتاً للسائق أثناء القيادة، أن يسمع الإرشادات بالعربية، ويرى الخريطة وأسماء المواقع على الشاشة بالإنجليزية. ولأسباب تتعلق بسلامة المركبة والركاب، أصر روبرت على أن يكون التعريب كاملاً وإلا فلا داعي له.
وحول ما تردد عن إطلاق BMW لسيارات جديدة، مجهزة بتقنيات بلوتوث للاتصال اللاسلكي، أجاب روبرت، بأن جميع سيارات BMW الجديدة، ستكون مجهزة بتقنية بلوتوث، حيث تتعرف السيارة على هاتف السائق الذي يدعم وظائف بلوتوث، وبالتالي يمكنه إجراء المكالمات والرد عليها بدون استخدام يديه، كما يمكن للسيارة أن تستخدم هاتف السائق للاتصال الآلي بمراكز الخدمة، وإرسال التقارير عن حالتها الفنية بشكل دوري، وفي بعض الحالات يتم إرسال الترقيات الضرورية لأنظمة التشغيل في السيارة بشكل لاسلكي، حيث تتعرف عليها آلياً، بشرط نوفر البنية التحتية الكفوءة للاتصالات اللاسلكية في هذه الحالة، بالإضافة إلى إمكانية الاتصال بإنترنت والوصول إلى البريد الإلكتروني. وركز روبرت على ضرورت توفر البنى التحتية المتطورة في مجال الاتصالات، ليتمكن المستخدمون من الاستفادة القصوى من المزايا المتطورة في سيارات BMW الحديثة. وأشار أنهم يركزون حالياً على التقنيات الصوتية بشكل كبير، لأنه من دواعي السلامة، ألاّ ينشغل السائق كثيراً في النظر إلى لوحات العدادات التي أصبحت كثيرة جداً في كافة السيارات الحديثة.
وحول المزايا الحوسبية المتقدمة في سيارات BMW الحديثة، أشار روبرت إلى أن هناك كماً كبيراً من المزايا التي تعمل عليها BMW حالياً، منها ما تم طرحه فعلياً ومنها ما يزال قيد الاختبارات، وعلى سبيل المثال، بعض المزايا التي وفرتها الشركة في سياراتها الحديثة، كما يشرحها روبرت، إمكانية التواصل عبر الأقمار الصناعية لتحديد موقع السيارة، من خلال نظام GPS، كما أن النظام يخبرك إذا كانت الطريق أمامك مزدحمة أم لا ولمسافة 20 كيلومتراً، ويقترح عليك أن تسلك طرقات بديلة (هذا النظام مطبق حالياً في ألمانيا). والجيل الجديد من الإطارات في سيارات BMW مزود بمجسات إلكترونية، تتحسس نوعية الطريق التي تسير عليها السيارة، سواء أكانت مبللة، أو رملية أو خشنة، وتشغل وسائل السلامة المخصصة لهذه الأنواع من الطرقات، كما يقوم النظام بإرسال إشارة إلى القمر الصناعي، عن حالة الطريق، والذي بدوره يرسلها إلى السيارات التي تسير وراء المركبة على نفس الطريق، ولمسافات بعيدة، كأن يتلقى أحد السائقين رسالة إلكترونية على لوحة التحكم في سيارته تفيد بأن الطريق مبللة بعد 5 كيلومترات.
وحول سؤالنا عن مدى تحمس الناس في المنطقة العربية، لهذا النوع من السيارات، وهل لديهم تخوفاً من الزيادة في تعقيدات الخواص الإلكترونية في السيارات، أجاب روبرت، بأن المنطقة تتطلب بشكل دائم التقنيات الجديدة، وقد طرحت BMW مؤخراً الفئة السابعة الجديدة والتي تعد من أكثر السيارات تطوراً في مجال نظام السلامة على الطريق، ولقيت إقبالاً جيداً في المنطقة، ويضيف روبرت: "دعني أسألك بصراحة، هل كل الذين يشترون هواتف نقالة متطورة مثل نوكيا Communicator على سبيل المثال يستخدمون كافة خواصه؟ حتماً لا، ولكنهم يشترونه رغم غلاء ثمنه ويتباهون به، الأمر نفسه ينطبق على المساعدات الشخصية الرقمية PDA وأجهزة الحواسيب النقالة المتطورة، وغيرها الكثير، ومنها السيارات. نحن نقوم بدور التوعية، وشرح المزايا التقنية للخواص الجديدة في سيارات BMW ونتمنى أن يستفيد منها الناس إلى أقصى حدود ممكنة".
اللاعب التقني IBM
http://arabic.pcmag-arabia.com/assets/images/01-06-2003-Eric%20nickel%20IBM.jpg
إريك نيكل مدير المبيعات الدولية لحلول تليماتيك في IBM
لم تدخر شركة IBM جهداً للتشعب في مختلف نواحي صناعة تقنية المعلومات، بدءاً من أنظمة التشغيل الخاصة بالأجهزة الشخصية والمزودات، إلى البرمجيات وحلول التجارة الإلكترونية، وحتى تقنيات الحوسبة في السيارات والتي تسمى Telematics، حيث تعاونت IBM مع شركة بورشه في إطلاق أول سيارة إلكترونية من طراز "بوكستر" تم عرضها في معرض جيتكس 2001 تحت اسم e-Car كانت تعمل بالأوامر الصوتية، ويمكنها الاتصال بإنترنت، إلى غيرها من الميزات الإلكترونية الأخرى. ثم نقلت IBM تعاونها إلى شركتي أودي الألمانية وهوندا اليابانية، حيث طورت مؤخراً نظاماً للأوامر الصوتية في سيارات هوندا أكورد التي تباع في أمريكا الشمالية. وللوقوف على جهود IBM في هذا المجال حاورنا إريك نيكل، مدير المبيعات الدولية لحلول تليماتيك في IBM، والذي أشار إلى أن أحدث حلول IBM على صعيد السيارات التجارية، يتمثل في التعاون مع هوندا في تزويد سيارات أكورد بالأوامر الصوتية ونظام الملاحة. وقد تم طرح السيارة العام الماضي في أمريكا الشمالية، وهي على الطرقات حالياً. وأكد إريك بأن الاختبارات كانت إيجابية للغاية. وحول دور IBM في سيارة هوندا أكورد، أشار إريك، بأن مساهمتهم تنحصر في تقديم تقنيات جديدة في نظام الملاحة، ونظام التعرف على الصوت بالنسبة لهذا النظام.
وحول خطط IBM لتوفير الحلول الإلكترونية e-solutions مثل إنترنت في السيارات، والتقنيات الأخرى التي لها علاقة بإنترنت في سيارات أكورد، أفاد إريك بأنهم يناقشون هذه الأمور في IBM حالياً، ولكن لم تتخذ القرارات بعد، ويقول: "لدينا الحلول الإلكترونية في سيارة أودي A8، ولدينا ميزة دعم بيئة عمل جافا في هذه السيارة. وقد تم تقديم هذه التقنيات منذ سنة في معرض السيارات في فرانكفورت". وتعمل IBM حالياً مع شركة هيونداي في كوريا، على تطوير نظام متكامل.
وحول سؤالنا عن وجود اهتمامات لدى IBM تتعدى أنظمة الملاحة والقيادة في السيارات، أجاب إريك بأنهم يعملون حالياً لبناء الحلول التشخيصية التي تقوم ببعض أعمال الصيانة في السيارات عن بعد، كتحديث البرمجيات وأنظمة التحكم فيها، وهذا هو التركيز العام لمعظم السيارات حالياً. ويقول إريك: "إن وجود الإنترنت وخدمات البريد الإلكتروني في السيارات، ليست أولوية من وجهة نظر مصنعي السيارات، لأنها لا تنتج الكثير من الفائدة والمال في هذا المجال. الناس يحبون هذه الحلول ولكنهم لا يريدون أن يدفعوا أموالاً إضافية عليها، لذلك بدأ مصنعو السيارات وشركاؤهم التجاريون من موردي الحلول المختلفة بتغيير تركيزهم على نوعية الحلول"، ويضيف إريك: "نحن في IBM نعمل بشكل مركز على التشخيص عن بعد، وتحديث البرمجيات عن بعد، والصيانة عن بعد، والتي تخفض تكلفة العمل، لأنه يصبح بالإمكان الكشف عن العطل مبكراً وإصلاحه في بعض الحالات عن بعد".
http://arabic.pcmag-arabia.com/assets/images/01-06-2003-Audi%20A8%20Project.jpg
مخطط لسيارة أودي واتصالها بإنترنت
وحول سؤالنا فيما إذا كان نظام الملاحة يؤثر على السلامة في السيارات، أجاب إريك، أنه بشكل غير مباشر تؤثر بعض أنظمة الملاحة التقليدية، حيث تقوم بضغط الزر وإدخال المعلومات، أما في نظام الملاحة المزود بأوامر صوتية فالأمر مختلف، لأنه أكثر راحة من الضغط على الأزرار مما يؤثر إيجاباً على السلامة.
وأشار إريك إلى أن نظام الملاحة الذي وفرته IBM لهوندا، قابل للترقية، ويمكن تحديث الخرائط فيه واستخدامها في مناطق أخرى، بمجرد تغيير القرص الرقمي الخاص به. ولم يجزم أنه بإمكان سائق سيارة هوندا أكورد التي طورت IBM نظام الملاحة فيها، أن يستخدم خرائط رقمية لمقدمي خدمة غير الذين تتعامل معهم هوندا، إلا أنه قال: "يمكنك الحصول على الخرائط من جنوب أمريكا واستخدامها".
وأشار إريك إلى أن هوندا طرحت هذا النظام في أمريكا الشمالية كمرحلة أولى، وستقوم بطرحه فيما بعد في أوروبا، وباقي دول العالم، إلا أنه لم يتحدد بعد تاريخ ذلك.
قلنا لإريك أن بعض مقدمي الحلول يتعاملون مع قطاعات معينة من السوق كالبحرية، والدفاع، وخدمات الشحن البعيد، وهم يبتكرون سيارة تتخاطب مع أنظمة الأقمار الصناعية من أجل نظام الملاحة العالمي، فهل لدى IBM أي نظام من هذا النوع؟ فأجاب: "نحن في IBM نعمل بشكل غير مباشر على توفير التقنيات لمختلف قطاعات الصناعة، ونحن لسنا المقدم الوحيد الذي يقدم حلولاً من هذا النوع في السيارات، ولكن هناك تطورات تجري حالياً، واليوم يستخدم نظام GPS لجميع حلول الملاحة في العالم، بالاشتراك مع نظام القيادة في السيارة، وبإمكانه أن يكون دقيقاً من حيث تحديد المكان وغيره. هناك بعض الشركات في أوروبا تعمل حالياً على الجيل الجديد، عندما يطرح القمر الصناعي الجديد جاليليو، وهو نظام أوروبي لتحديد الموقع، بينما GPS نظام أمريكي تستخدمه الولايات المتحدة في المجالات العسكرية. وعندما يكون لديهم نشاط عسكري معين، يخفضون قوة الإشارة، وبالتالي لن يكون عندك موقع صحيح بعد ذلك. نظام جاليليو الأوروبي مخصص للتطبيقات المدنية، وتعني التجارية وملاحة السيارات، وسيكون ذلك بعد خمس سنوات من الآن، ولكن الشركات تعمل على تطوير شرائح خاصة من الآن استعداداً لنظام جاليليو".
وحول التعاون مع بورشه في النظام الصوتي الذي وفرته IBM لها، هل ما زال هذا التعاون قائماً أم لا؟ وهل السيارة متوفرة على الصعيد التجاري أم توقفت؟ أجاب إريك، بأن بوكستر كانت مجرد نموذج للمعرض تم تطويره مع بورشه، وليس موجهاً لسيارات بورشه بالتحديد.
وحول التعاون مع أودي في الحلول المخصصة لسيارة Audi A8 الجديدة، أشار إريك إلى أن IBM وفرت واجهة عمل جافا مدمجة مع أنظمة السيارة، وهي مزودة بمتصفح إنترنت. وعملت IBM وبعض مقدمي الحلول الآخرين على تطوير هذا النظام، الذي يسمح بالاتصال بإنترنت عبر بوابة (gateway) خاصة بشركة أودي، حيث تتصل السيارة بهذه البوابة، التي تتلقى تقريراً فنياً عن حالة السيارة، ومن ثم يتم الاتصال بإنترنت.
وحول طرح شركة BMW لسيارات مزودة بتقنيات بلوتوث مؤخراً، أشار إريك إلى أن كثيراً من المنتجين يتجهون إلى تزويد سياراتهم بتقنيات بلوتوث، وكذلك فإن Audi A8 مزودة بتقنية بلوتوث اللاسلكية، وقد وفرتها شركة ODOLA.
وعن مدى توفر الأوامر الصوتية في سيارات هوندا وأودي التي عملت عليها IBM، وهل اقتصرت على إرشادات صوتية لنظام الملاحة أم تعدتها كتلك التي أعلن عنها في نموذج بورشه، قال إريك: "إن حلول أودي تقترب من بورشه، ولكنها ليست تماماً مثلها. إن الحلول الصوتية تم أخذها من شركة كيميك، المقدم الرئيسي لحلول الصوت في ألمانيا. وهذا ليس معقداً بالنسبة لهوندا أكورد على سبيل المثال، وما وفرناه في بورشه، تقوم به أودي، إنها تنفذ أوامر صوتية من السائق، مثل الاتصال بالهاتف، وتشغيل الراديو ونظام الصوت، وهي ليست أوامر صوتية خاصة بنظام الملاحة.
واعتبر إريك أن تقنيات Telematics في السيارات، بدأت تزدهر مؤخراً، فمنذ 3 سنوات كان الجميع يتحدثون عن نظام الملاحة وتقنيات Telematics في السيارات، ولكننا لم نجد وقتها الحلول النهائية على المستوى التجاري، أما الآن فهناك العديد من الحلول المتطورة والواعدة، إلا ان إريك تأسف لكون عمليات التطبيق بطيئة جداً. والسبب الرئيسي برأيه، هو أن التقنية مازالت مكلفة جداً وموجودة في السيارات الفارهة وليس في السيارات المتوسطة. و IBM تعمل حالياً على توفير حلول للسيارات المتوسطة.
واعتبر إريك أن وصول كلفة نظام ملاحة في بعض السيارات إلى 4000 دولار، يعتبر مرتفعاً جداً، وإن هذا السعر على حد رأيه، سبب رئيسي لعدم انتشار الحلول وتطورها في سوق السيارات، واعتبر أن السعر المجدي لانتشار هذا النوع من التقنيات يجب ألا يتجاوز بعض المئات من الدولارات، لذا فإن IBM تعمل بجد لتطوير حلول غير مكلفة، حتى تساعد في تخفيض السعر مع زيادة الإنتاج. وهناك الكثير من الجهود التي يجب على شركات السيارات القيام بها، خصوصاً من ناحية توفير الخدمة، فهم بحاجة إلى البنية التحتية للبيانات، لتوفير الخدمات للسيارات، وهذا استثمار كبير للزبون. وأكد إريك أنه من خلال أحاديثه مع المدراء وأعضاء مجلس الإدارة في شركات صناعة السيارات، كان يؤكد أن عليهم التركيز على الخدمات التي تحيط بالسيارة وتفيد المالك أيضاً، مثل الصيانة عن بعد، والتشخيص عن بعد، وأنظمة التحذير المبكر. حيث يمكنهم توفير المال الذي ينفق على الضمانة المقدمة على السيارات، وتقديم خدمات أفضل للزبائن.
أنظمة الملاحة في السيارات، ضحية العدوان الأمريكي على العراق
خلال إعداد هذا الموضوع، استعر العدوان الأمريكي البريطاني على العراق، وكما أشرنا سابقاً، فإن نظام تحديد المواقع GPS الأمريكي، تستخدمه الحكومة الأمريكية للأغراض العسكرية، إلى جانب بعض الاستخدامات المدنية، كإرشاد الطائرات، وتحديد سمت السفن في البحار، بالإضافة إلى نظام الملاحة في السيارات، وقد تم تغيير سعات الإشارة الخاصة بنظام GPS في الاستخدامات المدنية، بُعَيْد العدوان على العراق، حيث أصبحت دقة التعرف على الموقع ضمن مسافة 100 متر، بدلاً من المسافة المعهودة بالنظام والبالغة خمسة أمتار فقط!
هذا التخفيض بدقة المسافة قد لا يؤثر كثيراً على الملاحة البحرية، حيث أن الأجواء مفتوحة، ومسافة 100 متر ليست بالكبيرة بحيث تتسبب في فقدان السفينة للاتجاه، أما في السيارات فيختلف الأمر، فقد عانى على سبيل المثال سائقو السيارات الألمان، إذ بدأ نظام الملاحة بالتعثر في تحديد الاتجاه، خاصة في السيارات المزودة بأنظمة ملاحة قديمة، حيث تتمكن الأنظمة في السيارات الحديثة من النجاح في تحديد الموقع بدقة مقبولة نسبياً حتى في حال انخفاض الإشارة بعض الشيء. والجدير بالذكر أنه يوجد في ألمانيا وحدها ما يقارب 2 مليون سيارة، مزودة بنظام الملاحة GPS.
في أحضان BMW 760
قدمت لنا مجموعة BMW الشرق الأوسط عرضاً خاصاً عن مزايا الملاح الآلي في سيارة الفئة السابعة 760 الجديدة، بالإضافة إلى بعض الخواص الأخرى كنظام الهاتف اللاسلكي بالسيارة، وغيره من وسائل السلامة التي زودت فيها. وقدمت لنا السيارة لاستخدامها لمدة 24 ساعة، لاختبار نظام الملاحة الآلي في شوارع دبي والمناطق المحيطة بها.
لم يخفِ زميلنا الذي تسلم السيارة دهشته من فخامة المقصورة، وكثرة الوظائف في لوحة العدادات، بالرغم من كونه متآلفاً مع سيارات الفئة السابعة. في بداية الاختبار احتاج الأمر فترة تعارف وتآلف مع السيارة، امتدت لأكثر من ساعة، بعدها بدأ اختبار نظام الملاحة على الطرقات، حيث تركزت لوحة التحكم الرئيسية، والتي تدير كافة الوظائف الإلكترونية في السيارة، من نظام ملاحة، وأنظمة السلامة والاتصالات والموسيقى والتلفاز، وغيرها، في ذراع تحكم آلية تشبه إلى حد كبير عصا التحكم في الألعاب الإلكترونية، والتي استقرت على يمين السائق، مكان ذراع ناقل الحركة، التي تم نقلها إلى جانب عجلة القيادة وبصورة مصغرة لا تتجاوز نصف الإصبع.
ولفت نظرنا موقع الشاشة الخاصة بعرض الخرائط والتعليمات، حيث ثبتت في موقع مرتفع بقدر كافٍ، لا يضطر السائق معه من خفض مستوى نظره لمراقبة الشاشة، وبشكل غائر لا تتأثر الرؤية معه بأشعة الشمس، حيث استقر داخل هيكل لوحة العدادات العلوية (بعض السيارات الأخرى، كان نظام الملاحة فيها مكان جهاز الراديو، منخفضاً عن مستوى نظر السائق!).
http://arabic.pcmag-arabia.com/assets/images/01-06-2003-BMW%20Control%20Display.jpg
الملاح الآلي في سيارة BMW
قمنا بتحديد مطار دبي الدولي كوجهة لنا في جهاز الملاحة الذي بدأ يعمل آلياً، وظهرت على الشاشة خارطة الطريق المؤدية إلى المطار، وبدت السيارة كمربع صغير متحرك عليها. وبمجرد تفعيل الإرشادات الصوتية الآلية، بدأ صوت بشري أنثوي، ناطق بالإنجليزية، بإصدار التعليمات حول الطريق الذي يجب أن نسلكه، وبدقة أذهلتنا في كثير من الحالات، حيث تطابقت في أكثر من مرة مع اللوحات الإرشادية على الطريق العام، حيث أشار نظام الملاحة على سبيل المثال إلى وجود دوار على بعد 100 متر، في نفس اللحظة التي جاورت فيها السيارة لوحة إرشادية على الطريق تشير إلى وجود دوار على مسافة 100 متر، ولم يتعثر نظام الملاحة الآلي في التعرف على الطريق من جديد، عندما خالفنا أوامره ولأكثر من مرة (على سبيل الشغب لا أكثر)، وكان تجاوبه فورياً حيث نصحنا بالعودة إلى الطريق الصحيح، وسرعان ما تأقلم مع مسلكنا الجديد عندما تجاهلنا نصيحته، وبدأت الخريطة المؤدية إلى المطار تتأقلم ألياً وفق مسرى المركبة الجديد.
وبمجرد دخولنا حرم المطار، تلا المرشد الصوتي رسالة تخيرنا بين بوابة القادمين أو المغادرين (في مطار دبي كل بوابة لها شارع مؤدٍ إليها)، وفي طريق العودة، اخترنا موقع مجلة بي سي ماجازين كوجهة لنا (ساعدنا في ذلك وجود فندق 5 نجوم في نفس المجمع الذي تقع فيه مكاتب المجلة)، وكانت دقة الملاح الآلي متناهية، حيث أفاد برسالة الوصول بمجرد محاذاتنا للمبنى.
تعثر الملاح الآلي في الشوارع الفرعية الضيقة بين المباني، حيث ظن نفسه في الشوارع الفرعية الأكبر والأقرب إلى الموقع الفعلي. إلا أنه سرعان ما استهدى إلى الطريق بمجرد وصولنا أول شارع فرعي بين الشوارع الرئيسية.
باختصار نقول: إن نظام الملاحة في السيارة BMW 760 وخلال فترة اختبارنا له، بلغ الدقة الكافية لكي يرشد إلى معظم مواقع المدينة. وهو يغطي شوارع دولة الإمارات، وسلطنة عمان، من خلال قرص رقمي واحد، يضم خرائط الدولتين، حيث يختار السائق الدولة التي يرغب ثم البلد.
الجدير بالذكر، وفرة المواقع الرئيسية المثبتة في النظام كوجهات للاستدلال، وكذلك محرك البحث عنها، حيث رتبت بأكثر من طريقة، أبجدياً أو حسب العديد من التصانيف كالمطاعم، والفنادق، ومراكز الطوارئ والخدمات والمجمعات التجارية وغيرها، حتى أنه احتوى على إمكانية البحث برقم المنزل، إذا كان الرقم معتمداً أثناء إعداد النظام، لكن للأحياء الحيوية فقط من المدينة.
المأخذ الوحيد على نظام الملاحة هو التفرع المضني لسلسلة القوائم التي يجب الدخول بها لاختيار الجهات مما يتعذر معه التأقلم مع النظام وتجربته بشكل فعال خلال مدة قصيرة (كفترة 24 ساعة التي جربناه بها). مديرة العلاقات الإعلامية في BMW قالت لنا بأن مالك السيارة ليس مضطراً لإتقان النظام خلال 24 ساعة كحالتنا (معها حق!)،
أما بخصوص نظام الأوامر الصوتية، فلسوء حظنا كان مهيئاً للعمل لتلقي الأوامر باللغة الألمانية، حيث تعذر علينا تجربة كافة مزاياه، إلا أنه استجاب وبجدارة لبعض الأوامر الصوتية التي تتطابق فيها اللغة الإنجليزية مع الألمانية، حيث أدار جهاز الراديو في السيارة بمجرد طلبنا منه ذلك بلفظنا عبارة "راديو". ولدى استفسارنا عن سبب ذلك عند إعادة السيارة إلى الشركة، أفادونا بأن أحد المدراء الألمان لديهم، كان يقوم بتجربتها قبلنا وغير اللغة إلى الألمانية، ولم نكلف نحن أنفسنا عناء المحاولة لإعادته إلى الإنجليزية لضيق الوقت.
هناك العديد من المزايا في السيارة لم نقم بتجربتها كوننا ركزنا على نظام الملاحة بشكل خاص، إلا أن نظام الاتصالات لفت نظرنا، حيث أنه بمجرد تثبيت بطاقة هاتف نقال GSM في مكانها المخصص بالسيارة، يصبح نظام الاتصالات اللاسلكي فعالاً، وعملت سماعة الهاتف اللاسلكي المرفقة بالسيارة بكفاءة عن بعد تجاوز 10 أمتار عن السيارة.
قرأت هذا الموضوع وأحببت أن أنقلة لكم للفائدة علما بأن الموضوع طويل
لكني أكتسبت فائدة
في إحدى الأمسيات الصيفية، وقد قفلت راجعاً إلى بيتك تقود سيارتك الجديدة، بعد أن تأخرت في عملك، إلى درجة لا تود القيام بأي حركة، سوى الاستلقاء في سريرك بعد حمام ساخن، وعندما تلقي نظرة على لوحة العدادات، تكتشف أنه ليس لديك الوقود الكافي للوصول إلى المنزل، عندها تضغط على لوحة مفاتيح جهاز الملاح الآلي في سيارتك، والذي يحدد لك بدقة موقع أقرب محطة وقود إليك، بواسطة نظام تحديد المواقع GPS المرتبط بالأقمار الصناعية، بل ويرشدك إلى الطرقات الأقل ازدحاماً والمؤدية إلى وجهتك. ليس هذا فحسب، بل ستدير لوحة التحكم المثبتة في عجلة القيادة، لكي تجعل سيارتك تتصل عبر إنترنت، ببريدك الإلكتروني، لتقرأ لك وبصوت بشري واضح، رد الزبون على عرض الأسعار الذي أرسلته له قبيل مغادرتك المكتب. وعندما تشعر بلفح حرارة الجو، تدير جهاز تكييف الهواء في السيارة، والذي يعرض عليك بدوره، أن يقوم بتشغيل جهاز التكييف في المنزل آلياً، كونك أصبحت على مسافة غير بعيدة من البيت، فتوافق بسرور، مع الإيعاز للنظام بأن يشغل كذلك جهاز تسخين المياه في المنزل، لتنعم بالحمام الساخن فور وصولك، كما يمكنك الاستماع إلى الرسائل الصوتية التي سجلت على جهاز الرد على المكالمات في البيت.
هذا السيناريو، ليس مقطعاً من فيلم للخيال العلمي، إنما هو حقيقة سنراها في العديد من السيارات التي ستجوب الطرقات خلال السنوات الخمس المقبلة، وإن كانت بعض الشركات المنتجة للسيارات قد طرحت بعض هذه الوظائف فعلياً في سياراتها الحديثة. لذلك دعونا نقم بجولة نتعرف خلالها على آخر التطورات في عالم تقنيات الحوسبة المستخدمة في السيارات.
لا يكاد يختلف اثنان على أن التقنيات بكافة أصنافها التي تصدر إلى منطقتنا مهما تنوعت تصنيفاتها، إنما هي تقنيات حديثة علينا، قديمة على غيرنا، وإن ادعى المنتجون غير ذلك، فالحقيقة السائدة دوماً، هي أن للأسواق عندهم أولويات، وأسواقنا ليست في مقدمة اهتماماتهم.
هذه الحقيقة بانت لنا بشكل واضح عندما فتحنا ملف تقنيات الحوسبة المتطورة في عالم السيارات، فما من جهة تواصلنا معها مستفسرين عما يمتلكونه من تقنيات ذكية في السيارات، إلا وكان الجواب المعتاد: إنها متوفرة في شمال أمريكا وأوروبا، وتحتاج وقتاً لطرحها في أسواق المنطقة، ولكلٍ منهم أسبابه التي يبديها، فتقنعنا مرة وتذهلنا مرات. وقد اخترنا ثلاث مدارس (إن جاز التعبير) في عالم صناعة السيارات، المدرسة اليابانية وتمثلها نيسان، والمدرسة الأمريكية وتمثلها جنرال موتورز وبالتحديد سيارات كاديلاك، والمدرسة الألمانية وتمثلها BMW. وهذا التقرير ليس سياقاً للمقارنة بين المدارس الثلاث، بقدر ما هو تسليط للضوء على أبجديات التقنية لكل صناعة.
نيسان: التنين الياباني
http://arabic.pcmag-arabia.com/assets/images/01-06-2003-Nissan%20GM.jpg
تاكيشي ناكاجيما مدير عام نيسان الشرق الأوسط
في مكتبه بمقر شركة نيسان الشرق الأوسط، استقبلنا السيد تاكيشي ناكاجيما المدير العام الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط، وكان لطيفاً في التعامل كعادة اليابانيين، حيث بادرناه بالسؤال عن آخر ما تقدمه نيسان من تقنيات حوسبة في سياراتها التي تطرح للمنطقة، فاستهل تاكيشي الحديث عن نظام الملاحة الذي وفرته نيسان مؤخراً في سياراتها المنتجة خصيصاً لمنطقة الخليج، واعتبره آخر صيحات نيسان في عالم تقنيات التعرف على الطرقات، والذي تقول بأنه يغطي منطقة الخليج العربي، حيث تم اعتماد برامج تشغيل نظام الملاحة والخرائط الذي اشترته نيسان من شركة استرالية وفرت لها خرائط عن الطرقات في منطقة الخليج. وحول إمكانية تغير الطرقات مستقبلاً، وكيفية تعامل نظام الملاحة معها لاحقاً، أكد تاكيشي أن في مخططات نيسان والشركة المنفذة لنظام الملاحة، ترقية الخرائط كل ستة أشهر إلى سنة، حسبما تتوفر الخرائط عن المدن والشوارع الحديثة فيها. ويقوم نظام الملاحة الخاص بسيارات نيسان بعرض خريطة الطريق والإرشاد نحو الجهة التي يعينها السائق سلفاً من خلال خرائط تعرض على الشاشة الواقعة في مقدمة السيارة أسفل جهاز الراديو. ويدعم الخرائط المصورة إرشادات صوتية، بصوت رجل أو امرأة حسب الرغبة. وحول تعريب نظام الملاحة، أكد المدير العام الإقليمي لنيسان، بأن تعريب نظام الملاحة المستخدم في سيارات نيسان يتم على مرحلتين، الأولى تم الانتهاء منها وهي عبارة عن تعريب الإرشادات الصوتية، حيث يمكن اختيار اللغة العربية كصوت للمرشد الإلكتروني في السيارة. والمرحلة الثانية عبارة عن تعريب للخرائط وقوائم الأوامر والذي سيأتي في المرحلة اللاحقة، ولم يتمكن من تحديد موعد ذلك، كون الموضوع مرتبط بطرف ثالث يتمثل في الشركة المنتجة للنظام.
http://arabic.pcmag-arabia.com/assets/images/01-06-2003-Nissan%20Screen.jpg
الملاح الآلي في سيارة نيسان
ولم يخالفنا تاكيشي الرأي، عندما قلنا أن سعر نظام الملاحة مرتفع جداً، إذ يصل إلى 4000 دولار، مما يعادل في بعض الأحيان أكثر من ربع قيمة السيارة، وعزا تاكيشي ارتفاع ثمن النظام إلى أن الخرائط والرسوميات في المنطقة مكلفة جداً، وأن عدد السيارات المزودة بنظام الملاحة والتي يتم بيعها في المنطقة محدود نسبياً حتى الآن، كون النظام جديد واختياري يخضع لرغبة الزبون. وعن استفسارنا كيف يغطي النظام كافة دول منطقة الخليج؟ وصف تاكيشي طريقة عمله، بأن خرائط كل دولة متوفرة على قرص رقمي مدمج DVD يتم تثبيته في قارىء أقراص النظام، حيث يتعرف نظام الملاحة على الخرائط المبيتة فيه. ويتم استبدال القرص المدمج من بلد لآخر، حيث يجب على سائق السيارة أن يبدل قرص الخرائط عندما يرغب في استخدام نظام الملاحة في بلد آخر. واستغربنا عندما أجاب تاكيشي بالنفي، عن سؤالنا حول توافقية نظام الملاحة المعتمد في منطقة الخليج مع أنظمة الملاحة الأخرى التي تستخدمها نيسان حول العالم، كدول أوروبا مثلاً. حيث أفاد بأن النظام المستخدم في كلا المنطقتين مختلف، ولا يمكن للشخص الذي يرغب بالسفر براً في جولة سياحية خارج حدود منطقة الخليج، أن يستخدم أقراصاً تحوي خرائط للمنطقة التي يتوجه إليها، وذلك لعدم توافقية النظامين المستخدمين. واعتبر ذلك أمراً مرحلياً، حيث ستتحقق التوافقية بين الأنظمة المعتمدة في المستقبل، والذي نتمنى أن يكون قريباً.
تاكيشي يعتقد بأن أهم ما يمكن الحديث عنه في سيارات نيسان الموجهة للمنطقة حالياً، والمتعلقة بالحوسبة هو نظام الملاحة. أما بقية التقنيات فتتدخل في ميكانيكية السيارة وليست حوسبية بالمعنى الصرف كما في نظام الملاحة، لذلك اكتفى بالإشارة إلى نظام الملاحة فحسب.
جنرال موتورز: التاريخ الحافل
http://arabic.pcmag-arabia.com/assets/images/01-02-2003-Fadi%20Ghosn.jpg
فادي غصن مدير تسويق كاديلاك
للوقوف على تقنيات الحوسبة التي تستخدمها مصانع السيارات الأمريكية، حاورنا فادي غصن مدير تسويق سيارات كاديلاك، في شركة جنرال موتورز الشرق الأوسط، والذي أشار إلى أن أنظمة الحوسبة المستخدمة في سيارات كاديلاك، بدأت منذ فترة طويلة، وعلى سبيل المثال، استشهد فادي بسيارة كاديلاك دوفيل، التي تحتوي على نظام التوازن الآلي الذي يتضمن مجسات حساسة على إطارات السيارة، بحيث إذا انحرفت عجلة القيادة في وضعية غير متوافقة مع حركة الإطارت، فإن المجسات تلتقط هذه الحركة وترسلها إلى المعالج في وحدة تحكم السيارة، فيعمل نظام التوازن الآلي ويعدل وضعية كل من الإطارات وعجلة القيادة بحسب حالة الطريق، وذلك بدون تدخل سائق السيارة، وفي كثير من الحالات من دون أن يشعر. هذه واحدة من تقنيات الحوسبة المستخدمة لضمان سلامة المركبة. واعتبر فادي أن كاديلاك من أوائل مصنعي السيارات الذين قدموا هذه التقنيات، وفي أواخر العام الحالي ستطرح الشركة مجموعة من السيارات في المنطقة يمكنها الاتصال بإنترنت، حيث يمكن للسائق الوصول إلى بريده الإلكتروني، ويقوم النظام في السيارة بتحويل نصوص البريد الإلكتروني إلى رسائل صوتية يسمعها السائق أثناء قيادة السيارة.
وتقوم السيارة بالاتصال بإنترنت لاسلكياً بعدة طرق، ومنها استخدام تقنية بلوتوث عبر الهاتف المتحرك. ويؤكد فادي أن مثل هذه التقنيات متوفرة حالياً في الولايات المتحدة.
وفيما يخص نظام الملاحة الخاص بالطرقات، أشار فادي أن هذه التقنية متوفرة لدى كاديلاك منذ فترة طويلة، ونظام الملاحة متوفر في معظم سيارات كاديلاك التي تباع في أمريكا الشمالية وأوروبا، وأن العقبة الوحيدة أمام توفره في المنطقة العربية، هي عدم وجود خرائط رقمية دقيقة للمدن، ومخططات للطرق يمكن اعتمادها.
وأجاب فادي حول إمكانية استعانة جنرال موتورز ببعض الجهات التي توفر هذا النوع من الخرائط عن المنطقة، كما فعلت نيسان على سبيل المثال، بأن الموضوع قيد التباحث الآن مع بعض المزودين، ولا يمكنه الإفصاح عن أية معلومات لم تتأكد بعد. وأشار إلى أن هناك خدمات إضافية تقدمها كاديلاك على نظام الملاحة، بالتعاون مع "أون ستار" في الولايات المتحدة، بحيث يمكن للسائق أن يتخاطب مع مركز اتصال (Call Center) بضغطة زر واحدة، ويطلب إرشادات صوتية عن الطريق، والجهة التي ينشدها مباشرة، بدون الحاجة إلى البحث عن الخريطة في نظام الملاحة، ويمكنه مثلاً أن يسأل مركز الاتصال عن أقرب مطعم صيني إليه، ويوجهه الشخص على الطرف الآخر إلى الموقع المطلوب. وهناك أنظمة مساعدة السائق للعديد من حالات الطوارىء، فعلى سبيل المثال في حال إقفال السيارة والمفاتيح بداخلها، يمكن للسائق الاتصال بمركز الخدمة هاتفياً، والذي يقوم بفتح الأبواب آلياً عن بعد، وذلك بعد أن يتم التعرف إلى مالك السيارة من خلال رمز تعريف وكلمة سر خاصين به. ويتم ذلك بسهولة على حد قول فادي، كون السيارة مزودة بجهاز التقاط إشارات القمر الصناعي، والذي يتم توجيه أوامره من خلال مركز الخدمة، حيث يمكنه على سبيل المثال إرشاد سائق تاه عن سيارته في أحد المواقف الكبرى، بأن يجعل مصابيح السيارة تضيء آلياً أو يعمل جهاز التنبيه (البوق) فيها للإرشاد عن مكانها.
إضافة إلى ذلك هناك عوامل سلامة أخرى تعمل وفق أنظمة الحوسبة في سيارات كاديلاك، ومنها على سبيل المثال، أن الوسائد الهوائية مرتبطة آلياً بأرقام هواتف الطوارئ والشرطة، حيث تتصل بهما بمجرد حدوث اصطدام وانفتاح الوسائد الهوائية، لتبلغ مراكز الطوارئ عن الحادث، وعن موقع السيارة آلياً بدون تدخل السائق.
ولم يخفِ فادي شعوره، بأن البنية التحتية لدول المنطقة تقنياً ما تزال عاجزة عن التلاؤم مع هذا المستوى من التقنيات المتوفرة، وتحتاج حسب رأيه إلى عدة سنوات، كي تتوفر البنى التحتية الكفوءة، والتي تغري منتجي السيارات لتوريدها إلى المنطقة.
وكتقنية حديثة، أشار فادي إلى الإنارة الليلية التي توفرها كاديلاك في سياراتها حيث يتحسس مجس ليزري طبيعة الطريق ليلاً، ويرسل إشارات إلى وحدة التحكم التي تسلط أضواء مركزة إلى خفايا الطريق ولمسافات بعيدة، يمكن للسائق أن يكتشف الطرقات التي أمامه ليلاً حتى في حالة المنعطفات.
المارد الألماني BMW
http://arabic.pcmag-arabia.com/assets/images/01-06-2003-Robert%20BMW.jpg
روبرت بايلي ماك إيوان مديرعام مجموعة BMW الشرق الأوسط
يمكن لأحد أن ينكر مكانة شركة BMW كواحدة من أكبر مصنعي السيارات في العالم، خاصة عندما يتعلق الأمر بالرفاهية والتقنيات الحديثة، وتسعى BMW إلى توفير تقنيات الحوسبة المتطورة في سياراتها بشكل يحافظ على ريادة هذا المارد الألماني في عالم السيارات. وبالرغم من المنافسة التي تحتدم من وقت لآخر بين عمالقة السيارات الألمانية، BMW، ومرسيدس، وأودي، إلا أن BMW تحسم المنافسة في معظم الحالات، وذلك بتطويرها للتقنيات بنفسها، وطرحها في الأسواق قبل الآخرين، وعلى سبيل المثال، أنظمة الملاحة في المنطقة العربية، والتي قامت BMW بتطويرها لصالحها، لتكون أول منتج سيارات يطرح نظام الملاحة في المنطقة العربية، ثم باعت هذا الحل للعديد من المنتجين، ومنهم مرسيدس على سبيل المثال. هذا ما أشار إليه، روبرت بايلي ماك إيوان، المدير العام لمجموعة BMW الشرق الأوسط، خلال لقائنا به في مكاتب BMW الشرق الأوسط، والذي بدأ حديثه حول سيارة BMW الفئة السابعة 760، التي تم طرحها مؤخراً، وهي مزودة بـ 72 وحدة معالجة تتخاطب فيما بينها بواسطة ثلاثة أنظمة تشغيل متطورة، حيث يتم التحكم في ميكانيكية السيارة، بواسطة هذه الأنظمة، ويضرب روبرت مثالاً لذلك بقوله: إذا أردنا تحسين ثبات السيارة للتوافق مع الحالات المختلفة لطبيعة الطرقات، فإننا لا نغير في ميكانيكيتها، بل نعيد كتابة البرنامج الخاص بالتحكم في التوازن، ومن ثم نقوم بنسخه إلى الذاكرة الخاصة بها في السيارة. بعض الزبائن يجدون الأمر غريباً، عندما يحضرون سياراتهم لإصلاح بعض الأعطال فيها، ويقول لهم المهندس ببساطة، إنه أعاد برمجة السيارة لا أكثر. وقيمة التصليحات الميكانيكية في السيارة لم تعد تتجاوز 30% من قيمة الفاتورة.
ولم يعتبر روبرت أن اعتماد المنتجين حالياً على الأنظمة الحوسبية في السيارات الحديثة، يزيد من صعوبات تصليح الأعطال فيها، بل أكد العكس تماماً! وخاصة في مسألة اختصار الوقت المبذول في عمليات التصليح نفسها، واستشهد على ذلك بقوله: "في الماضي كنا نلجأ إلى الكشف الميكانيكي لمعرفة أسباب الأعطال، وفي العديد من الحالات كنا نضطر إلى إرسال القطع المعطلة إلى الورش الرئيسية في مصانع BMW ليتم ضبطها وفقاً لمواصفات المصنع، وتستغرق وقتاً لإعادتها وتركيبها في السيارة من جديد، أما الآن، فإن الذي يحدث، هو أننا نرسل رسالة إلكترونية عن حالة السيارة، والعطل الذي فيها، ويقوم المهندسون المختصون، بتشخيص العطل، وصياغة البرنامج الخاص بإصلاحه، ثم إرساله بالبريد الإلكتروني خلال فترة وجيزة، قد لا تتجاوز الساعات في بعض الحالات، ونحن بدورنا نقوم بنسخه إلى الذاكرة المخصصة له في السيارة، لتنتهي المشكلة في زمن لم نكن نحلم بالوصول إليه لولا اعتمادنا على التقنيات الحوسبية في السيارات".
http://arabic.pcmag-arabia.com/assets/images/01-06-2003-BMW2.jpg
سيارة BMW 760 بمخطط الأجهزة الإلكترونية
وهناك ميزة رئيسية أضافها روبرت، وهي إمكانية تطوير السيارات، وتزويدها بمواصفات إضافية، عندما تكون مجهزة بأنظمة حاسوبية، حيث لا يتعدى الموضوع ترقية أنظمة التشغيل، لإضافة العديد من المزايا، وضرب على ذلك مثلاً بقوله: "عندما تم شحن سيارات الفئة السابعة الجديدة، من ألمانيا إلى دبي مؤخراً، استغرق وصول الشحنة عبر البحر حوالي أسبوعين، خلال هذه الفترة، صدرت أربع ترقيات جديدة لنظام تشغيلها، تتضمن مزايا أكثر تطوراً، وتم إرسال النسخة المطورة لنا عبر البريد الإلكتروني، حيث قمنا بترقية أنظمة هذه السيارات بمجرد وصولها إلى دبي، وأصبحت بالتالي مطابقة لأحدث المواصفات الجديدة، كيف يمكننا القيام بذلك في السابق؟". حالياً، مفتاح السيارة له وظائف عديدة تتعدى فتح أبواب السيارة وتدوير المحرك، ففي كل مفتاح هناك شريحة إلكترونية صغيرة، يتم كتابة تاريخ السيارة عليها مع كل عملية تدوير وإطفاء للمحرك، كمعدل الزيت في المحرك، وتاريخ آخر استبدال له، وحالة الفرامل، ووضع البطارية، وما المشاكل التي تعاني منها السيارة إن وجدت، وعندما يحضر الشخص سيارته إلى مركز الخدمة، لإجراء الصيانة الدورية لها، لا داعي لأن يشرح للموظف المسؤول، المشاكل التي يعاني منها في سيارته، حيث يسلمه مفتاح السيارة، والذي يضعه بدوره في قارئ إلكتروني خاص، يقوم بنقل كافة البيانات من شريحة الذاكرة في المفتاح، إلى جهاز الحاسب أمام موظف الخدمة، حيث يظهر تاريخ آخر خدمة، وحالة الزيت، والإطارات، والمحرك، والتاريخ العام للسيارة، والعديد من التقارير الفنية، والتي سجلتها وحدات التحكم في السيارة على شريحة المفتاح، كل ذلك يظهر بثوانٍ على شاشة جهاز موظف الاستقبال، وتنتقل المعلومات عبر الشبكة إلى مهندسي الخدمة الذين يتعرفون على حالة السيارة فنياً قبل فتح غطاء المحرك. كم يوفر ذلك من وقت وجهد؟!
وحول مدى استعانة BMW بشركاء تجاريين في عملية تصنيع وتطوير الأنظمة الحوسبية في السيارات، أشار روبرت أن البرمجيات المستخدمة كلها من إعداد وتطوير BMW نفسها، وذلك لإمكانية التحكم في ترقيتها وتطويرها في أي وقت، أما العتاد والمكونات المستخدمة في التصنيع، فمنها ما هو من صنع BMW أو بواسطة أطراف أخرى، وقد تكون مصنعة خصيصاً لصالح BMW، أو تجد طريقها لأكثر من جهة تصنيع أخرى، فمثلاً علبة التروس الإلكترونية، المستخدمة في السيارة ZF من BMW، موجودة أيضاً في بعض سيارات مرسيدس ولكزس.
وحول أنظمة الملاحة في المنطقة، والتي طرحتها BMW في سياراتها منذ سنتين تقريباً، أكد روبرت أنهم قاموا بتطوير نظام الخرائط الإلكترونية الخاصة بهذا النظام، واستثمروا في ذلك مبالغ كبيرة، وكانت BMW أول شركة سيارات تطرح نظام ملاحة في المنطقة، وقد تم بيعه إلى العديد من منتجي السيارات الآخرين، مثل مرسيدس، ونيسان وغيرهم. وعندما أشرنا لروبرت، بأن نيسان تفيد أنها تعاونت مع شركة استرالية، لتطوير نظام الملاحة لديها، قال: "غير صحيح، النظام مأخوذ عن BMW، والآن ينتشر كالنار في الهشيم، لدى مصنعي السيارات الآخرين!" ويستطرد روبرت بقوله: "في أنظمة الملاحة تكمن المشكلة عادة، في توفير الخرائط الرقمية للمدن، والشوارع، ونحن في BMW تعاقدنا مع شركة NAFTEC الأمريكية، لإعداد الخرائط الرقمية للمنطقة، ودفعنا لهم مبالغ كبيرة مقابل ذلك".
وأكد روبرت بأن نظام الملاحة المستخدم في سيارات BMW في المنطقة العربية، متوافق تماماً مع أنظمة الملاحة في المناطق الأخرى، لأن العتاد في السيارة لا يتغير، فقط كل ما يحتاجه السائق هو استبدال القرص الرقمي المدمج الذي يحتوي الخرائط، ليتمكن من استخدام نظام الملاحة بسيارته، في إسبانيا، أو ألمانيا، أو الإمارات. وأشار روبرت، إلى أن عملية تحديث الخرائط تتم مرتين في السنة، وفقاً لتغير الطرقات في المنطقة. وحول توفر نظام الملاحة الخاص بالمنطقة باللغة العربية، أجاب بأنه متوفر باللغة الإنجليزية حالياً، واستهجن فكرة تعريب الإرشادات الصوتية، كمرحلة أولى، ريثما يتم إعداد خرائط بالعربية، واعتبر أن ذلك سيسبب تشتتاً للسائق أثناء القيادة، أن يسمع الإرشادات بالعربية، ويرى الخريطة وأسماء المواقع على الشاشة بالإنجليزية. ولأسباب تتعلق بسلامة المركبة والركاب، أصر روبرت على أن يكون التعريب كاملاً وإلا فلا داعي له.
وحول ما تردد عن إطلاق BMW لسيارات جديدة، مجهزة بتقنيات بلوتوث للاتصال اللاسلكي، أجاب روبرت، بأن جميع سيارات BMW الجديدة، ستكون مجهزة بتقنية بلوتوث، حيث تتعرف السيارة على هاتف السائق الذي يدعم وظائف بلوتوث، وبالتالي يمكنه إجراء المكالمات والرد عليها بدون استخدام يديه، كما يمكن للسيارة أن تستخدم هاتف السائق للاتصال الآلي بمراكز الخدمة، وإرسال التقارير عن حالتها الفنية بشكل دوري، وفي بعض الحالات يتم إرسال الترقيات الضرورية لأنظمة التشغيل في السيارة بشكل لاسلكي، حيث تتعرف عليها آلياً، بشرط نوفر البنية التحتية الكفوءة للاتصالات اللاسلكية في هذه الحالة، بالإضافة إلى إمكانية الاتصال بإنترنت والوصول إلى البريد الإلكتروني. وركز روبرت على ضرورت توفر البنى التحتية المتطورة في مجال الاتصالات، ليتمكن المستخدمون من الاستفادة القصوى من المزايا المتطورة في سيارات BMW الحديثة. وأشار أنهم يركزون حالياً على التقنيات الصوتية بشكل كبير، لأنه من دواعي السلامة، ألاّ ينشغل السائق كثيراً في النظر إلى لوحات العدادات التي أصبحت كثيرة جداً في كافة السيارات الحديثة.
وحول المزايا الحوسبية المتقدمة في سيارات BMW الحديثة، أشار روبرت إلى أن هناك كماً كبيراً من المزايا التي تعمل عليها BMW حالياً، منها ما تم طرحه فعلياً ومنها ما يزال قيد الاختبارات، وعلى سبيل المثال، بعض المزايا التي وفرتها الشركة في سياراتها الحديثة، كما يشرحها روبرت، إمكانية التواصل عبر الأقمار الصناعية لتحديد موقع السيارة، من خلال نظام GPS، كما أن النظام يخبرك إذا كانت الطريق أمامك مزدحمة أم لا ولمسافة 20 كيلومتراً، ويقترح عليك أن تسلك طرقات بديلة (هذا النظام مطبق حالياً في ألمانيا). والجيل الجديد من الإطارات في سيارات BMW مزود بمجسات إلكترونية، تتحسس نوعية الطريق التي تسير عليها السيارة، سواء أكانت مبللة، أو رملية أو خشنة، وتشغل وسائل السلامة المخصصة لهذه الأنواع من الطرقات، كما يقوم النظام بإرسال إشارة إلى القمر الصناعي، عن حالة الطريق، والذي بدوره يرسلها إلى السيارات التي تسير وراء المركبة على نفس الطريق، ولمسافات بعيدة، كأن يتلقى أحد السائقين رسالة إلكترونية على لوحة التحكم في سيارته تفيد بأن الطريق مبللة بعد 5 كيلومترات.
وحول سؤالنا عن مدى تحمس الناس في المنطقة العربية، لهذا النوع من السيارات، وهل لديهم تخوفاً من الزيادة في تعقيدات الخواص الإلكترونية في السيارات، أجاب روبرت، بأن المنطقة تتطلب بشكل دائم التقنيات الجديدة، وقد طرحت BMW مؤخراً الفئة السابعة الجديدة والتي تعد من أكثر السيارات تطوراً في مجال نظام السلامة على الطريق، ولقيت إقبالاً جيداً في المنطقة، ويضيف روبرت: "دعني أسألك بصراحة، هل كل الذين يشترون هواتف نقالة متطورة مثل نوكيا Communicator على سبيل المثال يستخدمون كافة خواصه؟ حتماً لا، ولكنهم يشترونه رغم غلاء ثمنه ويتباهون به، الأمر نفسه ينطبق على المساعدات الشخصية الرقمية PDA وأجهزة الحواسيب النقالة المتطورة، وغيرها الكثير، ومنها السيارات. نحن نقوم بدور التوعية، وشرح المزايا التقنية للخواص الجديدة في سيارات BMW ونتمنى أن يستفيد منها الناس إلى أقصى حدود ممكنة".
اللاعب التقني IBM
http://arabic.pcmag-arabia.com/assets/images/01-06-2003-Eric%20nickel%20IBM.jpg
إريك نيكل مدير المبيعات الدولية لحلول تليماتيك في IBM
لم تدخر شركة IBM جهداً للتشعب في مختلف نواحي صناعة تقنية المعلومات، بدءاً من أنظمة التشغيل الخاصة بالأجهزة الشخصية والمزودات، إلى البرمجيات وحلول التجارة الإلكترونية، وحتى تقنيات الحوسبة في السيارات والتي تسمى Telematics، حيث تعاونت IBM مع شركة بورشه في إطلاق أول سيارة إلكترونية من طراز "بوكستر" تم عرضها في معرض جيتكس 2001 تحت اسم e-Car كانت تعمل بالأوامر الصوتية، ويمكنها الاتصال بإنترنت، إلى غيرها من الميزات الإلكترونية الأخرى. ثم نقلت IBM تعاونها إلى شركتي أودي الألمانية وهوندا اليابانية، حيث طورت مؤخراً نظاماً للأوامر الصوتية في سيارات هوندا أكورد التي تباع في أمريكا الشمالية. وللوقوف على جهود IBM في هذا المجال حاورنا إريك نيكل، مدير المبيعات الدولية لحلول تليماتيك في IBM، والذي أشار إلى أن أحدث حلول IBM على صعيد السيارات التجارية، يتمثل في التعاون مع هوندا في تزويد سيارات أكورد بالأوامر الصوتية ونظام الملاحة. وقد تم طرح السيارة العام الماضي في أمريكا الشمالية، وهي على الطرقات حالياً. وأكد إريك بأن الاختبارات كانت إيجابية للغاية. وحول دور IBM في سيارة هوندا أكورد، أشار إريك، بأن مساهمتهم تنحصر في تقديم تقنيات جديدة في نظام الملاحة، ونظام التعرف على الصوت بالنسبة لهذا النظام.
وحول خطط IBM لتوفير الحلول الإلكترونية e-solutions مثل إنترنت في السيارات، والتقنيات الأخرى التي لها علاقة بإنترنت في سيارات أكورد، أفاد إريك بأنهم يناقشون هذه الأمور في IBM حالياً، ولكن لم تتخذ القرارات بعد، ويقول: "لدينا الحلول الإلكترونية في سيارة أودي A8، ولدينا ميزة دعم بيئة عمل جافا في هذه السيارة. وقد تم تقديم هذه التقنيات منذ سنة في معرض السيارات في فرانكفورت". وتعمل IBM حالياً مع شركة هيونداي في كوريا، على تطوير نظام متكامل.
وحول سؤالنا عن وجود اهتمامات لدى IBM تتعدى أنظمة الملاحة والقيادة في السيارات، أجاب إريك بأنهم يعملون حالياً لبناء الحلول التشخيصية التي تقوم ببعض أعمال الصيانة في السيارات عن بعد، كتحديث البرمجيات وأنظمة التحكم فيها، وهذا هو التركيز العام لمعظم السيارات حالياً. ويقول إريك: "إن وجود الإنترنت وخدمات البريد الإلكتروني في السيارات، ليست أولوية من وجهة نظر مصنعي السيارات، لأنها لا تنتج الكثير من الفائدة والمال في هذا المجال. الناس يحبون هذه الحلول ولكنهم لا يريدون أن يدفعوا أموالاً إضافية عليها، لذلك بدأ مصنعو السيارات وشركاؤهم التجاريون من موردي الحلول المختلفة بتغيير تركيزهم على نوعية الحلول"، ويضيف إريك: "نحن في IBM نعمل بشكل مركز على التشخيص عن بعد، وتحديث البرمجيات عن بعد، والصيانة عن بعد، والتي تخفض تكلفة العمل، لأنه يصبح بالإمكان الكشف عن العطل مبكراً وإصلاحه في بعض الحالات عن بعد".
http://arabic.pcmag-arabia.com/assets/images/01-06-2003-Audi%20A8%20Project.jpg
مخطط لسيارة أودي واتصالها بإنترنت
وحول سؤالنا فيما إذا كان نظام الملاحة يؤثر على السلامة في السيارات، أجاب إريك، أنه بشكل غير مباشر تؤثر بعض أنظمة الملاحة التقليدية، حيث تقوم بضغط الزر وإدخال المعلومات، أما في نظام الملاحة المزود بأوامر صوتية فالأمر مختلف، لأنه أكثر راحة من الضغط على الأزرار مما يؤثر إيجاباً على السلامة.
وأشار إريك إلى أن نظام الملاحة الذي وفرته IBM لهوندا، قابل للترقية، ويمكن تحديث الخرائط فيه واستخدامها في مناطق أخرى، بمجرد تغيير القرص الرقمي الخاص به. ولم يجزم أنه بإمكان سائق سيارة هوندا أكورد التي طورت IBM نظام الملاحة فيها، أن يستخدم خرائط رقمية لمقدمي خدمة غير الذين تتعامل معهم هوندا، إلا أنه قال: "يمكنك الحصول على الخرائط من جنوب أمريكا واستخدامها".
وأشار إريك إلى أن هوندا طرحت هذا النظام في أمريكا الشمالية كمرحلة أولى، وستقوم بطرحه فيما بعد في أوروبا، وباقي دول العالم، إلا أنه لم يتحدد بعد تاريخ ذلك.
قلنا لإريك أن بعض مقدمي الحلول يتعاملون مع قطاعات معينة من السوق كالبحرية، والدفاع، وخدمات الشحن البعيد، وهم يبتكرون سيارة تتخاطب مع أنظمة الأقمار الصناعية من أجل نظام الملاحة العالمي، فهل لدى IBM أي نظام من هذا النوع؟ فأجاب: "نحن في IBM نعمل بشكل غير مباشر على توفير التقنيات لمختلف قطاعات الصناعة، ونحن لسنا المقدم الوحيد الذي يقدم حلولاً من هذا النوع في السيارات، ولكن هناك تطورات تجري حالياً، واليوم يستخدم نظام GPS لجميع حلول الملاحة في العالم، بالاشتراك مع نظام القيادة في السيارة، وبإمكانه أن يكون دقيقاً من حيث تحديد المكان وغيره. هناك بعض الشركات في أوروبا تعمل حالياً على الجيل الجديد، عندما يطرح القمر الصناعي الجديد جاليليو، وهو نظام أوروبي لتحديد الموقع، بينما GPS نظام أمريكي تستخدمه الولايات المتحدة في المجالات العسكرية. وعندما يكون لديهم نشاط عسكري معين، يخفضون قوة الإشارة، وبالتالي لن يكون عندك موقع صحيح بعد ذلك. نظام جاليليو الأوروبي مخصص للتطبيقات المدنية، وتعني التجارية وملاحة السيارات، وسيكون ذلك بعد خمس سنوات من الآن، ولكن الشركات تعمل على تطوير شرائح خاصة من الآن استعداداً لنظام جاليليو".
وحول التعاون مع بورشه في النظام الصوتي الذي وفرته IBM لها، هل ما زال هذا التعاون قائماً أم لا؟ وهل السيارة متوفرة على الصعيد التجاري أم توقفت؟ أجاب إريك، بأن بوكستر كانت مجرد نموذج للمعرض تم تطويره مع بورشه، وليس موجهاً لسيارات بورشه بالتحديد.
وحول التعاون مع أودي في الحلول المخصصة لسيارة Audi A8 الجديدة، أشار إريك إلى أن IBM وفرت واجهة عمل جافا مدمجة مع أنظمة السيارة، وهي مزودة بمتصفح إنترنت. وعملت IBM وبعض مقدمي الحلول الآخرين على تطوير هذا النظام، الذي يسمح بالاتصال بإنترنت عبر بوابة (gateway) خاصة بشركة أودي، حيث تتصل السيارة بهذه البوابة، التي تتلقى تقريراً فنياً عن حالة السيارة، ومن ثم يتم الاتصال بإنترنت.
وحول طرح شركة BMW لسيارات مزودة بتقنيات بلوتوث مؤخراً، أشار إريك إلى أن كثيراً من المنتجين يتجهون إلى تزويد سياراتهم بتقنيات بلوتوث، وكذلك فإن Audi A8 مزودة بتقنية بلوتوث اللاسلكية، وقد وفرتها شركة ODOLA.
وعن مدى توفر الأوامر الصوتية في سيارات هوندا وأودي التي عملت عليها IBM، وهل اقتصرت على إرشادات صوتية لنظام الملاحة أم تعدتها كتلك التي أعلن عنها في نموذج بورشه، قال إريك: "إن حلول أودي تقترب من بورشه، ولكنها ليست تماماً مثلها. إن الحلول الصوتية تم أخذها من شركة كيميك، المقدم الرئيسي لحلول الصوت في ألمانيا. وهذا ليس معقداً بالنسبة لهوندا أكورد على سبيل المثال، وما وفرناه في بورشه، تقوم به أودي، إنها تنفذ أوامر صوتية من السائق، مثل الاتصال بالهاتف، وتشغيل الراديو ونظام الصوت، وهي ليست أوامر صوتية خاصة بنظام الملاحة.
واعتبر إريك أن تقنيات Telematics في السيارات، بدأت تزدهر مؤخراً، فمنذ 3 سنوات كان الجميع يتحدثون عن نظام الملاحة وتقنيات Telematics في السيارات، ولكننا لم نجد وقتها الحلول النهائية على المستوى التجاري، أما الآن فهناك العديد من الحلول المتطورة والواعدة، إلا ان إريك تأسف لكون عمليات التطبيق بطيئة جداً. والسبب الرئيسي برأيه، هو أن التقنية مازالت مكلفة جداً وموجودة في السيارات الفارهة وليس في السيارات المتوسطة. و IBM تعمل حالياً على توفير حلول للسيارات المتوسطة.
واعتبر إريك أن وصول كلفة نظام ملاحة في بعض السيارات إلى 4000 دولار، يعتبر مرتفعاً جداً، وإن هذا السعر على حد رأيه، سبب رئيسي لعدم انتشار الحلول وتطورها في سوق السيارات، واعتبر أن السعر المجدي لانتشار هذا النوع من التقنيات يجب ألا يتجاوز بعض المئات من الدولارات، لذا فإن IBM تعمل بجد لتطوير حلول غير مكلفة، حتى تساعد في تخفيض السعر مع زيادة الإنتاج. وهناك الكثير من الجهود التي يجب على شركات السيارات القيام بها، خصوصاً من ناحية توفير الخدمة، فهم بحاجة إلى البنية التحتية للبيانات، لتوفير الخدمات للسيارات، وهذا استثمار كبير للزبون. وأكد إريك أنه من خلال أحاديثه مع المدراء وأعضاء مجلس الإدارة في شركات صناعة السيارات، كان يؤكد أن عليهم التركيز على الخدمات التي تحيط بالسيارة وتفيد المالك أيضاً، مثل الصيانة عن بعد، والتشخيص عن بعد، وأنظمة التحذير المبكر. حيث يمكنهم توفير المال الذي ينفق على الضمانة المقدمة على السيارات، وتقديم خدمات أفضل للزبائن.
أنظمة الملاحة في السيارات، ضحية العدوان الأمريكي على العراق
خلال إعداد هذا الموضوع، استعر العدوان الأمريكي البريطاني على العراق، وكما أشرنا سابقاً، فإن نظام تحديد المواقع GPS الأمريكي، تستخدمه الحكومة الأمريكية للأغراض العسكرية، إلى جانب بعض الاستخدامات المدنية، كإرشاد الطائرات، وتحديد سمت السفن في البحار، بالإضافة إلى نظام الملاحة في السيارات، وقد تم تغيير سعات الإشارة الخاصة بنظام GPS في الاستخدامات المدنية، بُعَيْد العدوان على العراق، حيث أصبحت دقة التعرف على الموقع ضمن مسافة 100 متر، بدلاً من المسافة المعهودة بالنظام والبالغة خمسة أمتار فقط!
هذا التخفيض بدقة المسافة قد لا يؤثر كثيراً على الملاحة البحرية، حيث أن الأجواء مفتوحة، ومسافة 100 متر ليست بالكبيرة بحيث تتسبب في فقدان السفينة للاتجاه، أما في السيارات فيختلف الأمر، فقد عانى على سبيل المثال سائقو السيارات الألمان، إذ بدأ نظام الملاحة بالتعثر في تحديد الاتجاه، خاصة في السيارات المزودة بأنظمة ملاحة قديمة، حيث تتمكن الأنظمة في السيارات الحديثة من النجاح في تحديد الموقع بدقة مقبولة نسبياً حتى في حال انخفاض الإشارة بعض الشيء. والجدير بالذكر أنه يوجد في ألمانيا وحدها ما يقارب 2 مليون سيارة، مزودة بنظام الملاحة GPS.
في أحضان BMW 760
قدمت لنا مجموعة BMW الشرق الأوسط عرضاً خاصاً عن مزايا الملاح الآلي في سيارة الفئة السابعة 760 الجديدة، بالإضافة إلى بعض الخواص الأخرى كنظام الهاتف اللاسلكي بالسيارة، وغيره من وسائل السلامة التي زودت فيها. وقدمت لنا السيارة لاستخدامها لمدة 24 ساعة، لاختبار نظام الملاحة الآلي في شوارع دبي والمناطق المحيطة بها.
لم يخفِ زميلنا الذي تسلم السيارة دهشته من فخامة المقصورة، وكثرة الوظائف في لوحة العدادات، بالرغم من كونه متآلفاً مع سيارات الفئة السابعة. في بداية الاختبار احتاج الأمر فترة تعارف وتآلف مع السيارة، امتدت لأكثر من ساعة، بعدها بدأ اختبار نظام الملاحة على الطرقات، حيث تركزت لوحة التحكم الرئيسية، والتي تدير كافة الوظائف الإلكترونية في السيارة، من نظام ملاحة، وأنظمة السلامة والاتصالات والموسيقى والتلفاز، وغيرها، في ذراع تحكم آلية تشبه إلى حد كبير عصا التحكم في الألعاب الإلكترونية، والتي استقرت على يمين السائق، مكان ذراع ناقل الحركة، التي تم نقلها إلى جانب عجلة القيادة وبصورة مصغرة لا تتجاوز نصف الإصبع.
ولفت نظرنا موقع الشاشة الخاصة بعرض الخرائط والتعليمات، حيث ثبتت في موقع مرتفع بقدر كافٍ، لا يضطر السائق معه من خفض مستوى نظره لمراقبة الشاشة، وبشكل غائر لا تتأثر الرؤية معه بأشعة الشمس، حيث استقر داخل هيكل لوحة العدادات العلوية (بعض السيارات الأخرى، كان نظام الملاحة فيها مكان جهاز الراديو، منخفضاً عن مستوى نظر السائق!).
http://arabic.pcmag-arabia.com/assets/images/01-06-2003-BMW%20Control%20Display.jpg
الملاح الآلي في سيارة BMW
قمنا بتحديد مطار دبي الدولي كوجهة لنا في جهاز الملاحة الذي بدأ يعمل آلياً، وظهرت على الشاشة خارطة الطريق المؤدية إلى المطار، وبدت السيارة كمربع صغير متحرك عليها. وبمجرد تفعيل الإرشادات الصوتية الآلية، بدأ صوت بشري أنثوي، ناطق بالإنجليزية، بإصدار التعليمات حول الطريق الذي يجب أن نسلكه، وبدقة أذهلتنا في كثير من الحالات، حيث تطابقت في أكثر من مرة مع اللوحات الإرشادية على الطريق العام، حيث أشار نظام الملاحة على سبيل المثال إلى وجود دوار على بعد 100 متر، في نفس اللحظة التي جاورت فيها السيارة لوحة إرشادية على الطريق تشير إلى وجود دوار على مسافة 100 متر، ولم يتعثر نظام الملاحة الآلي في التعرف على الطريق من جديد، عندما خالفنا أوامره ولأكثر من مرة (على سبيل الشغب لا أكثر)، وكان تجاوبه فورياً حيث نصحنا بالعودة إلى الطريق الصحيح، وسرعان ما تأقلم مع مسلكنا الجديد عندما تجاهلنا نصيحته، وبدأت الخريطة المؤدية إلى المطار تتأقلم ألياً وفق مسرى المركبة الجديد.
وبمجرد دخولنا حرم المطار، تلا المرشد الصوتي رسالة تخيرنا بين بوابة القادمين أو المغادرين (في مطار دبي كل بوابة لها شارع مؤدٍ إليها)، وفي طريق العودة، اخترنا موقع مجلة بي سي ماجازين كوجهة لنا (ساعدنا في ذلك وجود فندق 5 نجوم في نفس المجمع الذي تقع فيه مكاتب المجلة)، وكانت دقة الملاح الآلي متناهية، حيث أفاد برسالة الوصول بمجرد محاذاتنا للمبنى.
تعثر الملاح الآلي في الشوارع الفرعية الضيقة بين المباني، حيث ظن نفسه في الشوارع الفرعية الأكبر والأقرب إلى الموقع الفعلي. إلا أنه سرعان ما استهدى إلى الطريق بمجرد وصولنا أول شارع فرعي بين الشوارع الرئيسية.
باختصار نقول: إن نظام الملاحة في السيارة BMW 760 وخلال فترة اختبارنا له، بلغ الدقة الكافية لكي يرشد إلى معظم مواقع المدينة. وهو يغطي شوارع دولة الإمارات، وسلطنة عمان، من خلال قرص رقمي واحد، يضم خرائط الدولتين، حيث يختار السائق الدولة التي يرغب ثم البلد.
الجدير بالذكر، وفرة المواقع الرئيسية المثبتة في النظام كوجهات للاستدلال، وكذلك محرك البحث عنها، حيث رتبت بأكثر من طريقة، أبجدياً أو حسب العديد من التصانيف كالمطاعم، والفنادق، ومراكز الطوارئ والخدمات والمجمعات التجارية وغيرها، حتى أنه احتوى على إمكانية البحث برقم المنزل، إذا كان الرقم معتمداً أثناء إعداد النظام، لكن للأحياء الحيوية فقط من المدينة.
المأخذ الوحيد على نظام الملاحة هو التفرع المضني لسلسلة القوائم التي يجب الدخول بها لاختيار الجهات مما يتعذر معه التأقلم مع النظام وتجربته بشكل فعال خلال مدة قصيرة (كفترة 24 ساعة التي جربناه بها). مديرة العلاقات الإعلامية في BMW قالت لنا بأن مالك السيارة ليس مضطراً لإتقان النظام خلال 24 ساعة كحالتنا (معها حق!)،
أما بخصوص نظام الأوامر الصوتية، فلسوء حظنا كان مهيئاً للعمل لتلقي الأوامر باللغة الألمانية، حيث تعذر علينا تجربة كافة مزاياه، إلا أنه استجاب وبجدارة لبعض الأوامر الصوتية التي تتطابق فيها اللغة الإنجليزية مع الألمانية، حيث أدار جهاز الراديو في السيارة بمجرد طلبنا منه ذلك بلفظنا عبارة "راديو". ولدى استفسارنا عن سبب ذلك عند إعادة السيارة إلى الشركة، أفادونا بأن أحد المدراء الألمان لديهم، كان يقوم بتجربتها قبلنا وغير اللغة إلى الألمانية، ولم نكلف نحن أنفسنا عناء المحاولة لإعادته إلى الإنجليزية لضيق الوقت.
هناك العديد من المزايا في السيارة لم نقم بتجربتها كوننا ركزنا على نظام الملاحة بشكل خاص، إلا أن نظام الاتصالات لفت نظرنا، حيث أنه بمجرد تثبيت بطاقة هاتف نقال GSM في مكانها المخصص بالسيارة، يصبح نظام الاتصالات اللاسلكي فعالاً، وعملت سماعة الهاتف اللاسلكي المرفقة بالسيارة بكفاءة عن بعد تجاوز 10 أمتار عن السيارة.