PDA

View Full Version : يسينين..قصائد مختارة


أبو يحى
19-01-2006, 02:43 AM
ايتها الريح ، ايتها الريح الثلجية
أزيحي في طريقك ايامي الذاوية .
صبيا" وضيئا أود أن اكون
أو زهرة" على تخوم المروج
**

أود أن أموت مصغيا" لصفير الرعيان
من اجلي ، ومن أجل الآخرين .
والثلوج المنهمرة مساء" تملأ مسامعي
برنين اجراس كوكبية .
**
يالفتنة هذه الترنيمة الصافية
وهي تغرق الأسى في الزوبعة الثلجية .
أود أن اقف مثل شجرةٍََ
بقدم واحدة على الطريق
**
أود ان اعانق الشجيرة الجارة
وفي مسامعي شخير الخيل
فارفعي ، اذن ، يااكف القمر كآبتي
دلوا" مترعا" الى أعاليك


الى مارينكوف

أنا آخر الشعراء القرويين
متواضع بقصائدي كالقنطرة الخشبية .
كل صباح توقفني البتولا
موسوسة بصلاة وداع .

**
على ممشى الحقل الازرق
قريبا" سيظهر الضيف الحديدي .
وبقبضته السوداء
سيلمّ الشوفان ، وقد انهمر الفجر فوقه
**
ايتها الأيدي الغريبة الميتة
ما من حياة ، قربك ، لهذه الأغاني .
وحدها .. ستحزن الخيول
على سيدها العجوز
**
ستمتص الرياح حمحمتها
وهي تقيم حفل تأبينها الراقص
قريبا" ، قريبا" تدق الساعة الخشبية البحاء
ساعتي الثانية عشرة .

أبو يحى
19-01-2006, 02:53 AM
الألحــان الفارسيــة

سيرغي يسينيــن


- 1 -

لم يعـد ْ
هذيــانُ السكر يجتـاح فؤادي
شــُـفي الجرح القـديم
بازهرار ٍ أزرقَ
طهـرانُ تشــفينـي
من الوجـد الأليـم
وأنــا
أجلس في شيـْخـانة
أنسى الهمـومْ
نـادلٌ جهـمٌ عريضُ المنكبيـن
يتباهى
مـُظهـراً للروس مجـد الشاي ِخانــه
صبَّ لي شايـاً كثيــفاً أحمرَ


صبَّ لي يـا صاحبي
لكن على رِسـْلـك مهــلا ْ
كـم من الوردات في دارك
أزهرن ..
مـلأن الروض ألوانـاً وظــلا ْ


ولهذي الحلوة
الممشوقة
الميـَّاسة القـد ِّ التــيْ
وجههــا كالفجر إشراقــاً
سأهـدي
من خراسان لهـا شـــالا ً
ومن شيرازَ سجـادة ْ

أيهـا النادل
هـاتِ الشاي أكثف ْ
أنـا لن أكذب في يـوم عليك ْ
إنني أحملُ أوزاري
ولكن .. ليس وزرك
َ


- 2 -

قـد سـألت اليـوم صرافـا ً يبـادلْ
نصـف تومان ٍ بروبـلِِِ ِ (*):
كيف للحسنـاء " لا لا "
كيف لي بالفـارسية ِ
أن أقــول ْ:
" إنـني أهـواك "
قـل لـي
قـد سـألت اليـوم صرافـا ً
سؤالا ً
نـاعما ً مثل النسيم ْ
هادئـا ً مثل انسياب السـاقية ْ
كيف للحـلوة " لا لا "
سأقــول ْ:
أعذب الألفـاظ
" قبلـــــة "

ثم أني
غـامســا ً بالقلب خوفي
أسألُ الصرافَ
قـل لـي:
كيف للحلـوة " لا لا " سـأقولْ
" أنهـا لي "

قال لي الصرافُ مهــلا ً
باختصـارْ
ليست الألفـاظ تعبيـراً عن الحب تكـون ْ
إنمـا الحب
أنين ٌ صــامتٌ
وكمـا الياقوتُ
ينسـاب بريقـا ً في العيـون
ليس للقبــلة إسم ٌ
لا ولـمْ
تكن القبلــة يومـا ً
فـوق لوحـات التوابيت كتـابه ْ
إنمـا القبلة فـاحت ْ
وردة ً حمـراء َ ذابت ْ
في شفـاه العاشقيــن ْ
رعشـة ً للجسدينْ
رشفـة ً تمحـو الكـآبه ْ

من الحب لا رهـن َ يـُطلبُ
بل فيـه نعرف معنـى الهنا ومعـاني الشقـاء ْ
" أنت ِ لـي " حلـوتي ..
أنت ِ لي والفضـاء ْ
سوف تروي الأيادي
التي مـزَّقت
وأزاحت عن الوجه يـومـا ً
سـواد الغطـاء ْ


- 3 -

أيـا شـاغاني .. أنت ِ لي شـاغاني (*)
ألأنـي أنـا من أقاصـي الشمـال ؟!
عن الحقـل أُتـقـن فن الحديث
عن القمح
مـاج بضوء القمرْ

أيـا شـاغاني .. أنت ِ لي شـاغاني
ألأنـي أنـا من أقاصـي الشمـال ؟!
وبدري هنـالك أكبرُ أكبرْ
على الرغم من سحر شيرازَ (**)
لكـن ريـزان َ عنديَ
أحلـى وأنضرْ ولستُ أُحس أنـا بالنـدم ْ
ألأنـي أنـا من أقاصـي الشمـال ؟!

عن الحقـل أُتـقـن فن الحديث
سنـابلُ قمح ٍ جـدائلُ شـَعري
إذا شئت لفيــه حول الأصـابعْ
فلستُ أُحس أنـا بالألـم ْ






هـو القمح مـاج بضـوء القمرْ
بـأشعث شعري
احـْزَري لونـه ؟
امـْرحي يـاصغيرتي
ثم اضْحكـي واضحكـي
ولا توقظي الذكريـاتِ لديَّ
فمـا زال ضوء القمرْ
ومـازال قمح الحقول ِ
يمـوج يمـوج بضـوء القمرْ


أيـا شـاغاني .. أنت ِ لي شـاغاني
هنـالك خلف الشمـال البعيـد
فتـاة جميـلة
فتـاة تحاكيك حسنـاً وسحـراً
عســاها
تفكـر بـي وتـكابرْ
ولكنك شاغاني
أنت ِ لي شاغـاني
فمـازال قمح الحقول
يموج يموج بضوء القمر






- 4 -

لـم أكـن يومـاً على البوسفـور لا
لا تسأليني عنه إنــي
قد رأيت البحر
في عينيـك نـاراً تتـلظى زرقـة ً

لـم أسر ْ يومـاً إلى بغـداد َ في قافلـة ٍ
ناقـلا ً
شيئـا ً من الحنـةِ
أو بعضَ الحريــر ْ
إحنـي لي خصـرا ً هزيـلا ً
قـامة ً
قـدا ً نحيــلْ
علـَّني أرتـاح وقتـا ً
فـوق زنديــك
على حضـن جميــلْ
لست ِ تهتميـن بي
رغم رجـائي
رغـم تبيان الحقيقة
وهي أنـي
شاعـر تعرفـه روسيـا العتيقة


يتهـادى داخلـي
ينسـلُّ للروح
رنينُ الهـارمونيكــا
تحت ضوء البــدر ِ
أنـْشـدُّ لأصـوات الكـلابْ
أفـلا تبغيـن
يا نـاعمة ً من فـارسَ
أن ترَيْ
إزْرقـاقَ الأفـق ِ
من خلف الضبــابْ
لا لأنـي ضَجـِرٌ جئتُ إليـك
إنمـا أنت التـي ناديتِ قلبي
ويـداك
مثــلُ بجـْعة ْ
طـوَّقتـْني
واحـْتوتـْنـي
أطبقت مثـل جنـاحين علـيَّ

إننـي أنفقت عمــري
بـاحثـا ًفـي قـَدَريْ عن راحـة القلـبِ
ولـم ألعـنْ حيــاة ً
قـد مضـتْ
إننـي لـم أحتقـرْ دربـاً شقيــا ْ
حدثيــني
عن بــلاد المرح الدائـم ِ
عـن أرضـك شـَيــَّا ْ
بلِّـلـي قلبـيَ حبـا ً
أترعيــهِ
سـِحـرَ أنفـاسـِكِ
عـِطـرا ً
مُسـكرا ً
يـُطفـي نـارَ القلـب ِ شوقـا ً
للــُّحيظـاتِ الهنيــــة ْ
لرنيـــن الهـارمونيـــكا
علــَّني أنسى فتـاة ً في الشمـالْ
علــَّني لا أتنهـد ْ
لا ولا أزدادُ شوقـا ً
لا ولا يشغلـُـني
الوجدُ بهـا
أو بالشمـالْ

رغـم أنـي
لـم أكـن يومـاً على البوسفـور ِ
لكنـي
سـأحكي لكِ عنـه ُ
كـلَّ مـا بـانَ
ومـا زالَ وغـابَ
إنمـا عينــاك يـا نـاعمة ً من فـارسَ
زُرْقـة ُ البحـر همـا تـُغوي السحـابـا
ولهيبُ النـار في أرجـائه
مـارد ٌ يلهـو ويختـال اضطرابـا



- 5 -

بهدوء ٍ
تركض الورداتُ في السهـل ِ
وأضـواءُ المسـاءْ
في حقـول ٍ من سيـول ِ الزعفرانْ
غنـي لي
من أعذبِ الألحـانْ
مثـل مـا غنـى عظيـمُ الشعراءْ
عمـرُ الخيــَّـامْ

بهدوء ٍ
تركض الورداتُ في السهـل ِ
انـْظري
هــذه شيرازُ في ضوء القمــرْ
تتـــلالا
مثـل سرب من فراشـات تـدورْ
أنـا لا يعجبـُني أن الرجـالْ
في بـلاد الفرس يخفـون الجمــالْ
يحبســون الفتيـات الحالمـاتْ
تحت طيــات الخمـارْ
هــذه شيرازُ في ضوء القمــرْ
تتـــلالا

بهدوء ٍ
تركض الورداتُ في السهـل ِ
ويبقى القلبُ
يبقـــى
حــالمـا ً
هـائمـا ً صوبَ بـلادهْ
سأغنـي
لك يـا محبوبتـي
مـا لـمْ يـُغــنِّ
عمــرُ الخيـــام يـوما ً
بهدوء ٍ
تركض الورداتُ في السهـل ِ






- 6 -

الهـواء الأزرق الشفـَّافُ
من حـولي يـدورْ
عنـدمـا أخرج للحقـل ِ
وأشتـتمُّ الزهــورْ
أيهــا العـابر دربـا ً
غـــائراً
في لازورد ِ الواسـع الأفْـق النضيـرْ
لـن ترى الصـحراء يـومـا ً
فـالهواءْ
الهـواءُ الأزرقُ الشفـَّافُ
من حـولي يـدورْ

المـرج مثـلُ حديقــةٍ
تختـالُ فيـه شاردا ً
من حـولك الأزهـار ُ
لـن تقوى سوى أن تنحنـي
لا بـل تخـرَّ سـاجدا ً
نحو أزهـار القرنفـل
المـرج مثـلُ حديقــةٍ

همسـاتٌ خشخشاتٌ
وحفيف ٌ ونعــومة ْ
كأنـاشيد سعـادة
فجـأة في نظرة ٍ تـأتي انعكـاساتٌ كريمـة ْ
فتنـة البـدر الرخيمـة ْ
كأنـاشيد سعـادة

يتردد صوت الحـورية ْ
يتهـادى
نـايا ً يعزفهـا غسـانْ
لا قلقــا ً
لا همــا ً

ولا فقــدانْ
مـا دامت تصدح نـــايٌ
ألحـانـا ً
يعزفهـا غسـانْ

هـذه الريـح المليئـة ْ
بـالعبير الطيب ِ
والمصيــر المشتهى المنشـودُ
في درب الحيــاةِ المتعبِ
أستقيهــا
بشفـاهٍ نـاشفــاتٍ
مولعـات ٍ بـالعبير الطيب ِ
هـذه الريـح المليئـة ْ
بـالعبير الطيب ِ




- 7 -

ذهب َ القمـرُ البـارد ْ
رائحـة ُ الـدُّفـْـلى
والزنبقِ ْ
آه ٍ
مـا أحلـى أن تشـرد ْ
في هـدأة هـذا البلـد الأزرق ْ

في البعـد تلـوح لنـا بغـداد ْ
فيـها عاشت ْ
فيـها غنـت ْ
شــهْـرزاد ْ
لكـن ْ
لا يلـزمهـا شـيءٌ هـذا الوقت ْ
فرنيــم ُ حدائقـها الغنـاء ْ
الرّيــحُ بـه أودت ْ
في البعـد ِ
ومـا عـاد ْ

أطيـافُ الأرض تغطيهـا
أعشـابُ قبــور في البـُعد ِ
يـا عابرَ لا تنصت ْ
للمـوت وللأمـوات ْ
لا تـركع ْ
لا تـَحن ِ الرأس َ
خشـوعـا ً
لقبـور وبـلاطـات ْ

تنــبـَّه ْ
بـديع ٌ هنـا كلُ شيءٍ
بهـذا المكـانْ
تشــدُّ الـورود ُ لتقبيلهــا
كـلَّ ثغــر ٍ
تـَصـالح ْ بقلبــك َ
ســامحْ عـدوَّك َ
يغمـرْك َ بـالغبطـة الزَّعفـران ْ

إذا داهمتـْك َ الحيـاة ُ
فعشـْهـا
كمـا ينبغـي أن تـُعـاش ْ
إذا اجتـاحك الحب ُّ
فـاعـْشق ْ
كمـا يقتضي العشـقُ
قبــِّل ْ
ونــاج ِ القمـر ْ
تمتـع بما يفرش ُ البدر ُ
من ذهـب ٍ
في انحسـار ِ الغسـقْ
ولكـنْ
إذا شئت َ أن تحـلم َ
أن تنحنـي للقبـور ِ
فـلا ينبغي أن تسمـِّم َ
بـالحلـْم هـذا
نفوس َ البـشر ْ

هـذا مـا غنــَّتـْه يـوما ً
شـهرزاد
مـرة ً أخرى
سيحـكي الورق ُ المصفـرُّ
ذو لـون النحـاس ْ
أن مـن لا يشتهـي شيئـا ً
بهـذا العمر
لا يحتـاجُ إلا الشفقــة ْ


- 8 -

تـوجد في خراسـان
أبـوابٌ عاليــة ُ العتبـات ْ
بالورد مزركشـة ٌ
بالعطر مرشرشةٌ
بالسحـر مقنعـة ٌ
تتفاخـر ُ
بالأسـرار وبـالآهـات ْ
خلف الأبـواب العـالية العتبـات ْ
تتمـايلُ
حسنـاً وبهـاءً
أنعمُ أنثى
وأحـلى الحـوريـات ْ
حـالمـة ً بالحب
وزافرة ً بالنهـدات ْ
وأنـا أتحسـَّرُ وجـدا ً
تحت الأبواب العـالية العتبــات ْ
لا أقدر أن أفتـح تلك الأبـواب ِ
الموصـدة ِ
العـالية ِ العتبـات ْ

مـا أصلب َ قلبـي ويـدي
والقـوة عندي كـافيـة ٌْ
شعـري من ذهب ٍ ونحـاسْ
مـا أنعم َ صوتُ الحـورية ْ
والقوة عندي كـافية ٌ
لكـن ْ
لـم أقدر أن أفتـح تلك الأبـوابْ
الجـرأة غيـر مبررة ٍ
في حبـي
ولمـاذا ؟ ولمن سـأغني ؟
مـادامت ْ تهملنـي (شــاهه)
وبمـا أني
لـم أقدر أن أفتـح تلك الأبـواب ْ
فالجـرأة غيـر مبررة ٍ
في حبـي

لي ْ آنت ْ ألآنَ العــودة ْ
لبـلادي المحبـوبة ِ روسيــا
لي ْ آنت ْ
ورحيــلي قــد آن ْ
أصحيــحٌ أني بـلا رجعـة ْ


يـافارسَ
عن سـحرك ِ أرحـل ْ ؟
وفـراق ُ العشــاق تـأكد ْ
وحنيــنُ العـائـدِ
يتزايـــد ْ
للقـاء بـلادي المحبــوبة ْ
قـد حـانتْ ألآن َ العـودة ْ
لبـــلادي
وفـراقُ العشــاقْ
مـرٌ كـالعلقـم ْ
وفـؤادي يتلـظـَّى غيظـا ً
إذ أنـي
لـم أقدر فتـحَ الأبواب ِ
ولكنــــي
قـد نلْـت جـزاءً لفؤادي
ألمـا ً
من لدنــك ِ حـوريـة ْ
عذبـا ً كنسـائم َ صيفيـَّـة ْ
وجميــلا ً سوف يـذكـِّرنـي
بغرامي
بوجـه الحورية ْ
وبشِعري
بـفـارس َ
بالأبـوابْ
وبقصص ٍ أرويـهـا
ممتعــة ٍ
لعزيز الأهـل وللأصحـاب ْ

- 9 -

وطـن َ الفردوسيِّ الأزرقْ
حتـى لو خـانتـْـكَ الـذاكرة ُ اليـوم ْ
لـن تقـدر أن ْ تنسـى
ذاك الروسـيَّ الحـالم ْ
وطـن َ الفردوسيِّ الأزرقْ

مـا أبـدع َ أرضـكِ يـافارس ْ
فـأنــا أعلم ُ أعلـم ْ
كـم ْ أنت ِ بـلاد حـلوه ْ
الوردُ تـلألأ فيـها
مثـل َ قنــاديل ٍ
تحكــي عن وطنـي النـائي ْ
وأنـا أعلــم ْ
مـا أبـدع َ أرضـكِ يـافارسْ




لآخــر مـرة ٍ أسكـــب ْ
لآخــر مـرة ٍ أشــرب ْ
عطــورا ًمسكــرات ٍ
مـن خمـور البيت ِ
لا تنضـب ْ
وصـوتـُك ِ شــاهتي
فـي أصعب ِ السـاعات ِ
سـاعات ِ الفـراق المــرِّ
أسمعه
لآخــر مـرة ٍ يذهـب ْ

ولكـن هل سـأنسـاكِ
وفي تجـوالي َ المفـروض ِ من قـَدري
سـأحكـي عنـكِ مـا عندي
سـأرويـه
لـزهر الروض ِ
للبشـر ِ
ولـن أنسـاكِ لـلأبـد ِ
ولـن أخشـى
شـقاءً
حـلَّ في الكبـد ِ
إذا مـارحت ُ ملتـاعـاً

وهمـِّي يقتفـي أثــريٍ
سأترك للهوى ذكـرى
قصيـدا ً عن ربـا وطنـي
وشعـرا ً
فـاض بالفـَنـن
إذا غنيتـهِ طـربـا ً
ترَينـي في مـدى الصور ِ
أعـانقُ
خصرك ِ الـدافي
أقبــَّل ُ
خـدَّك ِ الوردي
أمسـِّد ُ شـَعرك ِ الغـافي
ووجهي
مـن لهيب الحـب ِّ
ذاب َ
بـوجهـك ِ النضـر ِ






- 10 -

بجـْعتيـن كـانتــا
يــداك ِ يـاحبيبتـي
تغـوص ُ مـثل َ بجعتيـن ْ
في شـَعري َ المـذهـَّب ِ
المنثــور ِ
من ضفيرتيـن ْ

مـن جديــد ْ
أغنيــات ِ الحـبِّ
كــلُّ النـاس غنـت ْ
وتغـني وتعيـــد ْ
وأنــا
غنــَّيـت مثـلَ الآخـرين ْ
وأنــا الآن َ أعيــد ْ
كــل َّ مـا غنيت ُ فــي المـاضي البعيــد ْ
ولهـذا تتنفـس ْ
وستبقـى لـلأبـد ْ
كـلمــات ٌ نـاعمــات ٌ فـي النشيـد ْ

كتــلة ً مـن ذهـب ٍ
يـصبح ُ القلـب ُ الذي فـي حبـِّــه
غـاص في البحـر العميـق ْ
لكن ْ هنــا
فـي وجـهِ طهـران َ العتيـق ْ
لـم يعـد ْ في القلب ِ ركــنٌ
دافــىءٌ يشـدو
بـألحـان ِ الغــريق ْ

لســتُ أدري كيف أُمضـي
عمـــري َ البـاقي البليــد ْ
لسـتُ أدري ْ
هــل سيحرقنـي دلال ُ حبيبتــي " شـاهـا "
ربمــا قبـل َ الرحيـــل ْ
أتـذكـرْ
آسفـــا ً
جـرأة َ الماضي
وإقـدام َ النبيــل ْ
فلكــل ٍ دربـُه المـرسـوم ُ فـي هذي الحيــاة ْ
ولكــل ٍ مشيتـُـه ْ
وبهــا مـا يـُمتــع ُ العيـن َ أو السمــع َ
ولكـــن ْ
عندمــا يـَنظـِم ُ شعـرا ً سيــئا ً
فـارسي ْ ضـل َّ السبيــل ْ
فهـو قطعــا ً
ليس من شيرازَ آت ٍ
لا ولا دانـتْ رؤاه ُ
نفحـة َ الشعـر الجميــل ْ

ولهذي الأغنيــة ْ
حـِّدثــوا عنـي جميـع النــاس ِ
في كــلِّ مكــان ْ
ردِّدوا آراءَكــم ْ لكــم ُ الأمـــان ْ
" كـان بالإمكـــان ِ في ذاك الزمــان ْ
نظـمَُ شـِعـر ٍ
نـاعم ٍ
مـالك ٍســحر َ البيــانْ
ونواصي الإتـِّـزانْ
غيــر أن الشاعر الملهـوفَ
عشقـا ً
إنمـا
أسفــا ً قـد كبـَّـلتــه بجعتــانْ"

- 11 -

لـِم ْ صـارت ْ
أضـواءُ القمر ِ
بـاهتـة ً صـفراءَ
علـى جـدران ِ خـراسان َ
وشوارعهـــا
وحـدائقهــا
لـكأنــي أعبـرُ حـقلا ً
روسيــــا ً
تحت حفيـف وريقات ٍ صفراء َ
انـْشدَّت ْ
ثـمَّ ارتـدَّت ْ
وذوتْ
تتهامس ُ سـرا ً
تحت َحجـاب ِ ضبـاب ْ

هـــذا
يـا أيتهــا الحلوة ُ لالا
مـا كنت ُ سـألت ْ
ليــلا ً
صـف َّ السَّـرو المـوغـل ِ عمقـا ً
والغـارق بالصمـت ْ
لكــن السَّـرو تبــاهى غـرورا ً
وتعـالى
لـم ْ ينطـق ْ صـوت ْ
لـِم ْ ضـوء ُ القمـر اليـوم َ كئيـب ْ
سـاءلت ُ زهـور َ الأجمــات ْ
فـأجــابت ْ هـادئـة ً:
عـشْ حـزن الوردة ِ
يـومــاً
ثــمَّ اسمـع ْ عمـق َ الآهــات ْ

وارتعشـت ْ أوراق ُ الوردة ِ نـاعمـة ًْ
رقصـت ْ
همسـت ْ سـرا ً
يــاهـذا
شــاهتــْك َ تغــازل ُ آخــر َ
شــاهتــْك َ
أحـلى الحلـوات ْ
وتبـادل ُ في الحب ِّ الآخــر َ
تعطيـه أحلى القـبـلات ْ

قــالت ْ شـاهة ُ:
لا يـدرك ُ روسـي ٌ أبـدا ً
أن ْ يـُشدى للقلـب غنـاءٌ
لكـن ْ للأجسـاد ِ حيــاة ْ
لا يـدرك ُ روسـي ٌ هـذا
ولـذا
هـذا الحـزن الشاحبْ
ولـذا
هـذا القمـر ُ البــاهتُْ
والآهـات ْ

كـم كـُشفت ْ فـي الحب خيـانات ْ
كـم ْ دمعــا ً
كـم ْ ألمـا ً
كـم ْ آهــات ْ
من منــا يستمتــع فيهــا ؟
كـم ْ منــا لا يرتـاح لهــا ؟
لكـن ْ نعلـم ْ
أن َّ الليلـك َ فـي كـل ِّ الحـالات ْ
أرضـا ً
كونـا ً
سيمجــَّـد ُ عـدلا ً
تتهـادى معـه فـى القلب
جميــع ُ الترنيمـات ْ


توقف ْ أيهـا القلب الغبـيُّ
ألا يكفي انفعـالا ً
واضطرابـا
جميعـا ً بالسعـادة قد خـدعنـا
حقيـرٌ
من سيستجـدي العطـاءْ
تسيـل مفاتن البـدر البديع
وتسرح فوق حرش الكستنــاءْ
ورأ سي قابعٌ في حضـن " لا لا "
وتحت خمـارهـا أخفي انفعـالا ً
توقف ْ أيها القلب الغبي ُّ

كمـا الأطفال ُ أحيـانا ً نكون ُ
فنبكـي ثم نغدو ضـاحكينـا
سعـاداتٌ
بـلا
يا سـوءَ حـظًّ
أصـابتـْنـا ومـرت ْ أجمعينـا
توقف ْ أيهـا القلب الغبي ُّ

ألا كـم من ديـار جلت ُ فيهـا
بحثت ُ عن السعـادة كـلَّ صوب ِ
وأمـا قسمتي في كـلِّ درب ِ
فلسـت بحـاجة للبحث عنهـا
توقف ْ أيهـا القلب الغبيُّ

تمـامـا ً لم تخـادعني حيـاتي
سـأشرب ُ من قـواهـا من جديـد
ألا تغفـو أيا قلبـي قليـلا ً
بأحضـان الحبيب الدافئات ِ
تمـامـا ً لم تخـادعني حيـاتي

عسى قـدرٌ يـلاحظنـا جميـعا ً
قضـاءٌ عـابر كالسيل ِ فينـا
بـأغنية البلابـل ِ عن هوانـا
تجيب ُ كمـا البلابـل ُ أجمعينــا
توقف ْ أيهـا القلب الغبيُّ



- 12-

بلـدٌ أزرقُ مسرورٌ مــرح ْ
بعت ُ فيـه شرفـي الغالي بأغنيــَّه ْ
ياريـاح َ البحـر هبـي بهـدوء ْ
أفـلا تستمعين ْ
إنـه البلبـل يشـدو وينـاجي وردة ً
إسمعـي الوردة
في ضـيق وحـزن تتلـوى
هـذه الأنشـودة الحـلوة ُ
تستهوي الفـؤاد
ياريـاح َ البحـر هبـي بهـدوء ْ
أفـلا تستمعين ْ
إنـه البلبـل يشـدو وينـاجي وردة ً

أنـت ِ طفـل ٌ
ليس في هـذا ولا ذاك َ نقـاش ْ
وأنـا ؟
لست ُ بشــاعر ْ ؟
ياريـاح َ البحـر هبـي بهـدوء ْ
أفـلا تستمعين ْ
إنـه البلبـل يشـدو وينـاجي وردة ً

إعذريـني يـا حبيبـه ْ
" غيليــا "
كـم من الورد على الدرب الطـويل ْ
كـم من الورد تهـادى
وتـلوَّى
وتـألم ْ
إنمـا واحـدة ٌ من قلبهـا
بحنـان ٍ تتبسـم ْ
فـدعينـا
نبتسـم ْ لـلأرض ِ
لـــلأرض ِ الحبيبــه ْ
ياريـاح َ البحـر هبـي بهـدوء ْ
أفـلا تستمعين ْ
إنـه البلبـل يشـدو وينـاجي وردة ً

بلـدٌ أزرقُ مسرورٌ مــرح ْ
فليـكن ْ
إن َّ حيــاتي نلت ُمنهــا أغنيــه ْ
إنمـا تحت َ ظـلال الزيزفــون ْ
إنمـا من أجـل ِ غيليــا
طـوَّق البلبــل ُ ورده ْ.


- 13 -

خيــول ٌ تجـرُّ
بـأسرع ِ مـا عنــدَهـا
عربــات ٍ كـأن الشياطيــنَ
قـد دفعتهـا إلى الأرض ِ
نحــو سبـاق ٍ مريـع ْ
تشـقُّ السهـول َ
تقهقـه أجراسُهــا وتقهقــه
حتى الدمـوع ْ
فـلا قمـر َ الآن َ
يفرش ُ الضــوء َ في القفـْـر ِ
لا كـلب َ ينبـح ُ في البـُعـْد ِ
أو فـي القريــب ْ
تحــلَّي ْ أيـا نفس ُ بالصبــر ِ
بـل قـاومـي يا حيـاتي الجريئــة َ
لم تقترب ْ بعـد ُ شيخـوختي
ولـم يـدنُ بعـد ُ المشيـب ْ

ألا أيهــا السـَّائقُ الشـَّهــم ُ
غــنِّ غنــاءً شجيــَّا ً
يعـاتب ُ ليلتنــا
ولـو ر ِمـْت َ منـي الغنـاءْ
فسوف أغنـي وإيـاك َ
لحــن َ الفـرح ْ
عـن الفتيــات ْ
ذوي الأعيــن المـاكرات ْ
أعـاد شبـابي لهـن َّ المــرح ْ

ألا أيهــا السـَّائقُ الشـَّهــم
تـذكــَّرْ
وحيـن تميــِّلُ قبــَّعة ً
فــوق رأسـك َ
ثـم تشـدُّ الحصـان بعـدَّتـه ِ
وتنــامْ
علــى حزمـة ٍ من حشيش ٍ
وتمـضي ْ
تـذكــَّرْ فقــط من أنــا ؟
ومـا كـان إسمـي ؟
ومن أيـن جــاء القـوام ُ النحيــل ُ
ونحـن بمنتصـف الليــل ِ
يبـدو بـأن لنـا " هـارمونيــكـا "
تجيــد ُ الحديث َ
وإقنـاع َ كـل ِّ ذوات ِ القوام ِ الجميــل ْ
مضـى وانقضى كــل ُّ شيء ٍ
فقـد خـف َّ شـَعري
حصــاني العزيـزُ نفـقْ
وكـان لنـا " هـارمونيــكـا "
اختفــى صـوتـُهــا واحترق ْ
فقـد نسيـت ْ
كيف كــانت ْ تغنـِّي
وكيـف تديــر ُ حديثَ الهوى
وطقوسَ التمنــِّي
تصـاحبنــا لانتهـاء الرمـقْ

ولكــن ْ
إلـى الآن لـم تبـرد ِ النــَّفس ُ
كـم تنعـش ُ القلـب َ
هذي الثلــوج ُ وهـذا الصقيـع ْ
فبـالرغم من كـلِّ شيءٍ جـرى ْ
دبدبــاتُ الخيول ْ
تــدقُّ الثلــوج َ تشـق ُّ السهـول ْ
تقهقـه أجراسُهـا وتقهقـه
حتى الدمــوع ْ


- 14 -

أتسمـع ُ في الصـَّمـت أجراسـَهـا ؟
عربـاتُ الثــُّلوج تتالـت ْ
تطيـر ُ بهـا الخيـل ُ عبر السهـول ْ
جميـل ٌجميـل ٌ
ضيــاع ُ الأحبـَّة بيـن الحقـول ْ

لعـوب ٌ هي الرِّيــحْ
خجــلى وهيـَّابـة ٌ
في السُّهـول المعرَّاة ِ
إلا من الثــَّلج
أبيضَ
غطـَّى الفضـاء الفسيح ْ
تـداعبـُه ُ أرجـلُ الخيـلِ ِ
تسحب ُ زحــَّافة ً
تبـدِّد ُ للصـَّمت ِ جدرانـَه ُ
ترنـِّم ُ أجراسـُهــا
في صفيـر الريـاح ِ
كـمـا عربـداتُ السيـول ْ
ألا يـاحصـاني ْ الكُمـَيـْت ُ
ويــا عربـات ِ الخيـول ْ
هنـالك في السهـب ِ
قيقــب ُ سـكران ُ
يـرقص منـذ الأصيــل ْْ
لنذهب ْ إليـه
ونســألــْه عن حـالـه
ونلهـو بلحـن الحيــاة الجميـل ْ
ثـلاثـتنـا مـع الهـارمونيكــا
نرقص ُ
نرقصُ حتى الأفــول ْ






- 15 -

فـي مســاء ٍ أزرق ٍ
حـلو ٍ لطيف ٍ مقمـــر ِ
كنت يـومــا ً مـا وسيمــا ً
ذا شبــاب ٍ نيــِّر ِ

إن هـذا لــن يــدوم ْ
لــن يـُكـَّرر
كــل ُّ شيءٍ طـــار من قـُربي بعيــدا ًْ
لــن يـُكـَّرر

بـــرَدَ القلب ُ
اختفــى كـل ُّ بــريق ٍ
فــي عيونـي
فــالسعـادة ُ
فـي ازرقــاق ٍ
والليـــالي مقمــره ْ

- 16 -

فسـحة ُ ثلــج ٍ سهـب ٌ رحــب ْ
وضبــاب ٌ أزرقُ رطب ْ
فــي ضـوء ٍ قمــري ٍ أصفــر ْ
وبــألم ٍ هـادىءْ
يـُشـــرِح هـذا القلــب ْ
إذ يتــذكـَّر ْ
شيئــا ً مـا
عـن سـالف عـُمْـر ٍ أغبــر ْ

وكــرمـْل ٍ رخـو ٍ هـش ًّ
نــام الثلـج ُ أمـام البــاب ْ
قبــَّعتــي من فرو ِ القـِطـَّــة ِ
فــوق الجبهـة ِ
مهزومـا ً نكــَّست ْ
تحت الضَّـوء القمـري ً ضبـاب ْ
وخيـالي يـُثريــه الصـَّـمت ْ
سـِـرَّا ً
مـن أرضي المحبـوبـةِْ
سرَّا ً غـادرت ْ

وإلـى الأرض المحبـوبـةِْ
بعــد قليـل ٍ عدت ْ
مـَن في أرضـي يتذكـَّـرُني ؟
مـَن طيفــي عـن ذهنــه ِ غـاب ْ ؟
وحـزينــا ً
كشريــد ٍ
كغريـب ٍ أذوي عنـد البـاب ْ
وأنـا
كنت قديمــا ً صـاحب َ هـذا البيت ْ
وبصمـت ْ
أدعــك ُ قـُبـَّعتـي بيـدي
فــأنا لا يـُعجبـُني فرو ُ السمــوُّر ِ الغـالي
أتـذكــَّر ُ جـدَّتـي َ الحـلوه ْ
أتـذكــَّر ُ جـدِّي ْ
أتـذكــَّر ُ ثلجــا ً هشـا ً
غطــَّى القبـر ْْ

لـف َّ الكـل َّ سكـون ْ
وجميعــا ًً
فـي هذي الحـُفــرة يـومـا ً سنكـون ْ
شـِئنـا أم لا
هـذي سنــَّة ُ هـذا الكـون ْ
ولـذا إنـي أهـوى النــاسْ
وتـراني مسـرورا ً

أنشـد ُّ لكـل ِّ النــاس ْ
ولهـذا أيضـا ً
فـي أحزانـي كـدت ُ أنـوح ْ
لكنـِّـي
مبتسمــا ًْ أدركت ُ
بأنيَّ
قـد خمــدت ْ
للآخـر فـي جسدي الـروح ْ
وأنـا أعلـم أنـي لـن ألقى ثـانية ً
هـذا البيت َ
وهـذا الكـلب َ الـواقف َ
قـرب َ البــاب ْ


- 17-

الـرِّيـح ُ تعـوي
تنشـر الفضـَّة َ، في همس حريري ٍّ
ضجيـج ُ الثــلج ِ
فــي كـل ِّ الجهــات
وأنـا
مـا كنت ُ يـومـا ً
هكـذا

فليــكن ْ
فـوق الشبـابيك ِ رطـوبة ْ
وليكــن فيهـا عفـن ْ
فـأنـا لست ُ حزينـا ً أبـدا ً
لا ولـن آسف للمـاضي
ولا فـرق َ إذا ً
عشــتُ هذا العمـر َ في عشـق ٍ عميـق ْ
هكـذا دومـا ً
كمـا لو في بـدايـات الطـريق ْ

عنـدمـا ترنو إلـي َّ
إحـدى ربـَّات ِ الجمــال ْ
تتهـادى فوق ثـَغر الحسن ِ
بسـْمـات ُْ الطـَّلال ْ

شـاردا ً أغـدو
أنـاجي
هـائمـا ًمضطـربـــا ً
آه ِ مِـن هذا الــَّدلال ْ
عنـدما تعبـر دربـي الهـادئة ْ
عربـات ُ الخيــل ِ
تغزو صمتـَـنا
أجراســُهـا
طــر ِبـا ً أغـدو
شقيــَّا ً
مثلمـا الأطفـال ْ
ثــمَّ أعلــوها وأمضـي
طـائرا ً
بغـرور الفـارس
نحو المـُحـال ْ

آه يـا حظـِّي
ويـا كـل َّ النجــاحات ِ التي حقــَّقت ُ
في هذي الحيـــاة ْ
يــا سعـادات ِ البشـر ْ
إنمــا
مـِن حـُبِّ هـذي الأرض أنت ِ
مـن ْ بكـــى
لــو مـرَّة ً حظــا ً عبـر ْ
إنمــا يبكـي القـدر ْ

دعــونـا
نعــِشْ
بشكــل ٍ بسيط ٍ
رتيب ٍ
وسهــل ْ
فنفتــح ُ قلبــا ً كبيـرا ً
ونقبــل ُ مـافي الحيــاة ِ
اكتفـاء ً
ويسكن كـل َّ النفوس الأمـل ْ
فهـاهي ذي الـرِّيــح ُ مشدوهـة ً
يعانـقـُهـا الحـِـرشُ حبــَّـا ً
فتـخرِق ُ صمـتــاً
وتنهي المـَلــل ْ
وتنشـر ُ في الأفق فـِضـَّتــها
رؤوس ِالتـلال ِ
وتحت الـدَّغـل ْ



- 18-

سهـبٌ رحبٌ أبعــاد ٌ
حـِرش ُ شـُجـيراتْ
ضــوء ٌ قمـري ٌّ
يصبـغ ُ سحــرا ًوجـه َ الأرض ْ
هـاهي ذي ثـانيــة ً
تبكـــي
أجراس ُ خيــول ٍ سـاكبة ً أحـلى الأصوات ْ

هـذه الدرب ُ الحـقيرة ْ
هـذه الدرب ُ الحـبيبة ْ
قـد مشـاها كــل ُّ روسيًّ وفيهـا سوف يمشي
هـذه الدرب ُ الحـقيرة ْْ

آه ٍ
زحـافات ِ الثلـج ْ
آه مـا أنت ِ وكـم أقلقــْت ِ هـدوء َ المـرجْ ؟
فأنـين الحور المتجمـِّـد ْ
وحصـانٌ مشدود ٌ بالســَّرج ْ
صُـوَر ٌ تنهـال ُ تـذكـِّرنـي
فـلاحـا ً قـد كـان أبي
وأنـا فـلاح ٌ في المولـد ْ


سـأبصق ُ يـومـا ً علـى شهرتــي
وكـونيَ شاعر ْ
بــراه ُ المجـون ْ
وأرجـع نحـو الديـار السقيمة ِ
ديـاري التي غـِبت ُ عنهــا سنيــن ْ

مـن رآهــا
ولــو مـــرَّة ً مـن رأىِ
هــذه الأرضَ
وهـذا الهـدوءَ البـديـع ْ
مـن رأى
شجـــرات ِ البـِتــولا
يخــرّ لهــا
يقبــل أقـدامهـا في خشــوع ْ


كيف لا أذرف ُ الـَّدمع َ
مـا دام في القيـظ والــزَّمهرير ْ
مـع اللحـن يرقص بالقــرب منـي
ثـراءُ قـُرانـا
الشـَّبـاب ُ النـَّـضير ْ
أيـا هـارمونيكــا
فمنـكِِ الأغاني وفيك ِ النــَّفير ْ
وفيكِ العـويل ُ إذا ما ابتـدا
كسـم ًّ مميتٍ
سـلاح ٍ خطير ْ
لبعض ٍ قضى المجـدُ فيـه
اعتراه الـذ ُّبول ْ
وغاب بعيـدا ً
طـواهُ الأثيــر ْ


- 19-

تـودَّعُنـي الـزهور ُ
رؤوسهــا بـالحزن محنيـِّـة ٌ
لا وجهـها المحبـوب ُ
ثـانية ً أراه ُ ولا
محبـوبتي أرضي البهيــَّةً

مـا الأمــر ُ يـا محبوبتي
مـا الأمـر ْ
إنـِّي قـد رأيتـُهـم ُ
رأيتُ الأرض ْ
رأيت ُ في خباياها
ارتعـاشَ الموت ْ
ولكنـي
كحـالة ِ من أتـاه هوى ً جديـد ٌ
تقبـَّلْتُ ارتعـاشَ الموت ْ





لعــلَّ مـا قد نلتـه ُ
في هـذه الدنيـا عبــر ْ
مبتسمـا ً
أو عـابرا ً عمـري
مـرورا ً
دون ظـل ٍّ أو أثــر ْ
يـُجيز لي القـولَ الصريـح َ دائمـا ً
"كـل ُّ ما في هذه الدنيــا
يعـود مـرَّة ً أخـرى
ويـأتي مـرَّات ٍ أُخـــر ْ"

أليس َ يُشبـه ُ بعضـَه ُ
مــاض ٍ وآت ْ
لا الحـزن ُ يمحـو مـاضيـا ً
والقـادم ُ المجهـول ْ
سـوف يخـط ُّ للمهجــور
أحلى الأغنيــات ْ

مـا أوضـح َ الكلامَ
في أنشودتــي
ينســاب ُ مثـل المـاء
نحـو حبيبتــي
إن ْ غــازلت ْ غيري
عسـاهـا
أنْ بـداخلهـا
ستذكرني
وتـذكـر أنـها قـالت
حبيبي أنت َ لي دومـا ً
حيـاتي
وأغلى زهراتي