USAMA LADEN
12-08-2007, 05:55 AM
د. زكريا زين الدين
تطل على المسلمين هذه الأيام ذكرى الإسراء والمعراج، وهي ذكرى تطل علينا كل عام في آخر شهر رجب، وبلا شك أنها ذكرى لها شجون وخاصة لأهل فلسطين الذين يعيشون في أرض الإسراء والمعراج، الأرض التي باركها الله ومن حولها، وهذه الذكرى تمر وحال المسلمين مزر فهم بلا عزة ولا كرامة، ولا إقامة لدولة الإسلام، ولا تطبيق للشريعة، بلادهم مغتصبة، وأسراهم دنسه يهود، قتلوا الرجال والنساء والأطفال، قلعوا الشجر ودمروا البيت والحجر، وعاثوا في الأرض الفساد، وتبعية حكام المسلمين وولاؤهم لطواغيت أمريكا والغرب و(إسرائيل)، هذا هو حال المسلمين الذي لا يخفى من تكالب قوى الشر من يهود وصليبيين عليهم كما تتكالب الأكلة على قصعتها، فأصبحت أمة الإسلام وبلادها ومقدساتها قصعة يتكالب على أكلها الكفار والمنافقون، فهل لدى حادثة الإسراء والمعراج جوابًا وافيًا وبلسمًا ناجعًا شافيًا؟ بالطبع نعم والجواب في أربعة أمور حدثت في قصة الإسراء والمعراج.
أولاً: إمامة النبي وريادة الأمة: فلقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد الأقصى بالأنبياء والمرسلين ركعتين إمامًا، فأصبح إمام الأنبياء والمرسلين، ففُضل صلى الله عليه وسلم عليهم جميعًا رغم أنه خاتم الأنبياء والمرسلين وآخرهم، وهذه الإمامة والخيرية للنبي صلى الله عليه وسلم، انتقلت لأمته من بعده فأمة الإسلام لها الخيرية والإمامة على سائر الأمم، حيث كانت النبوة والرسالة في بني (إسرائيل)، فمعظم الأنبياء كانت منهم، لما كذب بنو إسرائيل أنبياءهم وقتلوا فريقًا منهم، نزعت منهم هذه الريادة والنبوة وكانت في أمة الإسلام تبعًا لإمامة وخيرية النبي صلى الله عليه وسلم للنبيين، ولقد قال الله عز وجل:"كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" فاستحقت أمة الإسلام الخيرية والقيادة بأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر، لذا ساد الصحابة والتابعون ومن تبعهم الدنيا، وقادوا البشرية كلها ودانت لهم الأرض، ولما تخلى المسلمون عن مهمة الأمر بالمعروف والمنكر، تكالبت عليهم الأمم وانشغلوا بالكراسي والدنيا، فأصبحوا نهبة للكفار يعيثون في أرضهم فسادًا، والمسلمون ما لم يرجعوا لهذا الواجب واجب الخيرية والقيادة وسيادة البشرية كما كان يقول النبي صلى الله عليه وسلم للعرب: "قولوا لا إله إلى الله تفلحوا وتملكوا بها العرب وتذل لكم العجم" فالمسلمون آثمون حتى يرجعوا إلى هذه المكانة وأولى الخطوات نحو علاج حال المسلمين أن يفهم المسلمون دورهم ويعرفوا مكانتهم التي جعلها الله لهم.
ثانيًا: ولماذا ربط البراق؟ : والسؤال كيف للمسلمين أن يستردوا مكانتهم هذه وقد احتلتها أمريكا و(إسرائيل) الصليبية الحاقدة الحديثة؟ والجواب في ذاك الحبل الذي كان في عنق البراق الذي قام النبي صلى الله عليه وسلم بربط في حلقة في الجدار، ليعلم الأمة الأخذ بالأسباب، فالبراق دابة مأمورة ليس من دواب الأرض لا يحتاج إلى ربط، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم ربط البراق في الجدار ليعلم الأمة الأخذ بالأسباب في كل شيء في حياتهم حتى رَبْط الدابة كا جاء في الأثر "اعقلها وتوكل"، فالأمة التي تبحث عن النصر لابد أن تأخذ بأسباب النصر والتمكين، وكذلك حتى تحتل مكانة الصدارة في الأمم والريادة للبشرية، عليها أن تأخذ بأسباب ذلك وتعد العدة وتتكاتف الجهود ويطبقوا مبادئ الخيرية من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بذلك تضع الأمة أقدامها على بداية الطريق.
ثالثًا: وهل لأمة الإسلام إسراء؟ : ولكن حتى لا يصدم المسلمون بطبيعة الطريق لا بد أن يستذكروا طريق المحنة والبلاء التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ليصبروا على اللأواء والحصار والحرب العالمية التي تقودها طواغيت الصليبية الحديثة، والطريق الطويل المليء بالأشواك والمصاعب وإن كان يوصل إلى الهدف المنشود، إلا أنه يحتاج إلى تصبير السالكين وتطمينهم على صحة الطريق، وهذا يقودنا إلى سؤال لماذا كان الإسراء والمعراج للنبي صلى الله عليه وسلم؟ والجواب في قوله تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير" فالإسراء كان ليريه من آياته ليسري عنه ويسليه ويطمئنه على سلامة الطريق ورضائه عليه، والسؤال أليس لنا إسراء ومعراج نرى فيه من آيات الله فتسري عنا ما نحن فيه من بلاء وحصار كما سُري عن النبي صلى الله عليه وسلم، أم أن هذا خاص بالنبي وحده؟ بالطبع الإسراء والمعراج بالكيفية التي حدثت معجزة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وحده، أما المسلمون فلهم إسراء ومعراج آخر يحقق الهدف المرجو من رؤية آيات الله، ويحقق التسرية والاتصال بالله، ففي كتاب الله المسطور والمنظور إسراء دائم للمؤمنين يرون فيهما آيات الله التي تسري عنهم ما هم فيه من بلاء، كتاب الله المسطور القرآن والسنة الصحيحة فيهما قصص الأولين من النبيين والدعاة التي في قراءتها ودراستها التسلية والتسرية، وكتاب الله المنظور هذا الكون الفسيح الواسع من جبال وأنهار وبحار ودواب وعباد وتقلبات الجو وأرض وسماء وأسماك وزواحف وخلق الإنسان وغيره كلها آيات دالة على خلق الله وقدرة الخالق ولطفه ورحمته بما يجعل الإنسان لو سَرَى بنفسه في هذا الكون لوجد في كل شيء آيات تسري عنه وتجيبه على التساؤلات.
رابعًا: وهل لهم معراج أيضًا؟ : وكذلك لنا معراج كما عُرج بالنبي صلى الله عليه وسلم وكلم ربه، لنا معراج كنبينا، فقد فرض على النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس في اليوم والليلة لتكون معراجًا دائما بين العبد وربه تعرج فيها روحه وتحلق في رحاب الله، وله أن يسمع كلام الله متى شاء فالقرآن كلام الله لفظًا ومعنى فمن أراد أن يكلمه الله فليهرع للقرآن سماعًا وتلاوة، ومن أراد أن يكلم الله فله ذلك فليهرع إلى الصلاة فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فليكلم الله ويدعوه كما يحلو له في السجود والركوع في الصلاة وفي غيرها وهو مضطجع وهو واقف في أي حال يكلم الله ويدعو، فالله يقول: "ادعوني استجب لكم"، "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني"، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كلما حزبه أمر، أَمَر بلالاً ينادى بالصلاة وكان يقول لبلال: "أرحنا بها يا بلال" فالصلاة والدعاء وسماع القرآن معراج بين العبد وربه في أي وقت وكل حين.
والخلاصة: ففي هذه الأمور من الإسراء والمعراج جواب شاف وعلاج ناجع لما نحن فيه من تيه وضياع. والعلاج باختصار هو: إدارك المسلمين لحقيقة مكانتهم من السيادة والريادة ووجوب وصولهم لذلك، ثم اتخاذهم لأسباب الوصول إلى هذه المكانة، لكنهم سيعانون طول الطريق ومصاعبه والحصار والبلاء والحرب عليهم من أعداء الله ودينه، يحتاجون في هذا الطريق إلى إسراء ومعراج ليسري عنهم، فلهم في كتاب الله المسطور والمنظور إسراء دائم، وفي الصلاة والدعاء وسماع القرآن أقرب معراج إلى ربهم.
تطل على المسلمين هذه الأيام ذكرى الإسراء والمعراج، وهي ذكرى تطل علينا كل عام في آخر شهر رجب، وبلا شك أنها ذكرى لها شجون وخاصة لأهل فلسطين الذين يعيشون في أرض الإسراء والمعراج، الأرض التي باركها الله ومن حولها، وهذه الذكرى تمر وحال المسلمين مزر فهم بلا عزة ولا كرامة، ولا إقامة لدولة الإسلام، ولا تطبيق للشريعة، بلادهم مغتصبة، وأسراهم دنسه يهود، قتلوا الرجال والنساء والأطفال، قلعوا الشجر ودمروا البيت والحجر، وعاثوا في الأرض الفساد، وتبعية حكام المسلمين وولاؤهم لطواغيت أمريكا والغرب و(إسرائيل)، هذا هو حال المسلمين الذي لا يخفى من تكالب قوى الشر من يهود وصليبيين عليهم كما تتكالب الأكلة على قصعتها، فأصبحت أمة الإسلام وبلادها ومقدساتها قصعة يتكالب على أكلها الكفار والمنافقون، فهل لدى حادثة الإسراء والمعراج جوابًا وافيًا وبلسمًا ناجعًا شافيًا؟ بالطبع نعم والجواب في أربعة أمور حدثت في قصة الإسراء والمعراج.
أولاً: إمامة النبي وريادة الأمة: فلقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد الأقصى بالأنبياء والمرسلين ركعتين إمامًا، فأصبح إمام الأنبياء والمرسلين، ففُضل صلى الله عليه وسلم عليهم جميعًا رغم أنه خاتم الأنبياء والمرسلين وآخرهم، وهذه الإمامة والخيرية للنبي صلى الله عليه وسلم، انتقلت لأمته من بعده فأمة الإسلام لها الخيرية والإمامة على سائر الأمم، حيث كانت النبوة والرسالة في بني (إسرائيل)، فمعظم الأنبياء كانت منهم، لما كذب بنو إسرائيل أنبياءهم وقتلوا فريقًا منهم، نزعت منهم هذه الريادة والنبوة وكانت في أمة الإسلام تبعًا لإمامة وخيرية النبي صلى الله عليه وسلم للنبيين، ولقد قال الله عز وجل:"كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" فاستحقت أمة الإسلام الخيرية والقيادة بأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر، لذا ساد الصحابة والتابعون ومن تبعهم الدنيا، وقادوا البشرية كلها ودانت لهم الأرض، ولما تخلى المسلمون عن مهمة الأمر بالمعروف والمنكر، تكالبت عليهم الأمم وانشغلوا بالكراسي والدنيا، فأصبحوا نهبة للكفار يعيثون في أرضهم فسادًا، والمسلمون ما لم يرجعوا لهذا الواجب واجب الخيرية والقيادة وسيادة البشرية كما كان يقول النبي صلى الله عليه وسلم للعرب: "قولوا لا إله إلى الله تفلحوا وتملكوا بها العرب وتذل لكم العجم" فالمسلمون آثمون حتى يرجعوا إلى هذه المكانة وأولى الخطوات نحو علاج حال المسلمين أن يفهم المسلمون دورهم ويعرفوا مكانتهم التي جعلها الله لهم.
ثانيًا: ولماذا ربط البراق؟ : والسؤال كيف للمسلمين أن يستردوا مكانتهم هذه وقد احتلتها أمريكا و(إسرائيل) الصليبية الحاقدة الحديثة؟ والجواب في ذاك الحبل الذي كان في عنق البراق الذي قام النبي صلى الله عليه وسلم بربط في حلقة في الجدار، ليعلم الأمة الأخذ بالأسباب، فالبراق دابة مأمورة ليس من دواب الأرض لا يحتاج إلى ربط، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم ربط البراق في الجدار ليعلم الأمة الأخذ بالأسباب في كل شيء في حياتهم حتى رَبْط الدابة كا جاء في الأثر "اعقلها وتوكل"، فالأمة التي تبحث عن النصر لابد أن تأخذ بأسباب النصر والتمكين، وكذلك حتى تحتل مكانة الصدارة في الأمم والريادة للبشرية، عليها أن تأخذ بأسباب ذلك وتعد العدة وتتكاتف الجهود ويطبقوا مبادئ الخيرية من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بذلك تضع الأمة أقدامها على بداية الطريق.
ثالثًا: وهل لأمة الإسلام إسراء؟ : ولكن حتى لا يصدم المسلمون بطبيعة الطريق لا بد أن يستذكروا طريق المحنة والبلاء التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ليصبروا على اللأواء والحصار والحرب العالمية التي تقودها طواغيت الصليبية الحديثة، والطريق الطويل المليء بالأشواك والمصاعب وإن كان يوصل إلى الهدف المنشود، إلا أنه يحتاج إلى تصبير السالكين وتطمينهم على صحة الطريق، وهذا يقودنا إلى سؤال لماذا كان الإسراء والمعراج للنبي صلى الله عليه وسلم؟ والجواب في قوله تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير" فالإسراء كان ليريه من آياته ليسري عنه ويسليه ويطمئنه على سلامة الطريق ورضائه عليه، والسؤال أليس لنا إسراء ومعراج نرى فيه من آيات الله فتسري عنا ما نحن فيه من بلاء وحصار كما سُري عن النبي صلى الله عليه وسلم، أم أن هذا خاص بالنبي وحده؟ بالطبع الإسراء والمعراج بالكيفية التي حدثت معجزة خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم وحده، أما المسلمون فلهم إسراء ومعراج آخر يحقق الهدف المرجو من رؤية آيات الله، ويحقق التسرية والاتصال بالله، ففي كتاب الله المسطور والمنظور إسراء دائم للمؤمنين يرون فيهما آيات الله التي تسري عنهم ما هم فيه من بلاء، كتاب الله المسطور القرآن والسنة الصحيحة فيهما قصص الأولين من النبيين والدعاة التي في قراءتها ودراستها التسلية والتسرية، وكتاب الله المنظور هذا الكون الفسيح الواسع من جبال وأنهار وبحار ودواب وعباد وتقلبات الجو وأرض وسماء وأسماك وزواحف وخلق الإنسان وغيره كلها آيات دالة على خلق الله وقدرة الخالق ولطفه ورحمته بما يجعل الإنسان لو سَرَى بنفسه في هذا الكون لوجد في كل شيء آيات تسري عنه وتجيبه على التساؤلات.
رابعًا: وهل لهم معراج أيضًا؟ : وكذلك لنا معراج كما عُرج بالنبي صلى الله عليه وسلم وكلم ربه، لنا معراج كنبينا، فقد فرض على النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس في اليوم والليلة لتكون معراجًا دائما بين العبد وربه تعرج فيها روحه وتحلق في رحاب الله، وله أن يسمع كلام الله متى شاء فالقرآن كلام الله لفظًا ومعنى فمن أراد أن يكلمه الله فليهرع للقرآن سماعًا وتلاوة، ومن أراد أن يكلم الله فله ذلك فليهرع إلى الصلاة فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فليكلم الله ويدعوه كما يحلو له في السجود والركوع في الصلاة وفي غيرها وهو مضطجع وهو واقف في أي حال يكلم الله ويدعو، فالله يقول: "ادعوني استجب لكم"، "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني"، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كلما حزبه أمر، أَمَر بلالاً ينادى بالصلاة وكان يقول لبلال: "أرحنا بها يا بلال" فالصلاة والدعاء وسماع القرآن معراج بين العبد وربه في أي وقت وكل حين.
والخلاصة: ففي هذه الأمور من الإسراء والمعراج جواب شاف وعلاج ناجع لما نحن فيه من تيه وضياع. والعلاج باختصار هو: إدارك المسلمين لحقيقة مكانتهم من السيادة والريادة ووجوب وصولهم لذلك، ثم اتخاذهم لأسباب الوصول إلى هذه المكانة، لكنهم سيعانون طول الطريق ومصاعبه والحصار والبلاء والحرب عليهم من أعداء الله ودينه، يحتاجون في هذا الطريق إلى إسراء ومعراج ليسري عنهم، فلهم في كتاب الله المسطور والمنظور إسراء دائم، وفي الصلاة والدعاء وسماع القرآن أقرب معراج إلى ربهم.