PDA

View Full Version : أحبهــا ( للشاعر والأديب السعودي طاهر زمخشري )


سفير الحزن
20-10-2000, 10:00 PM
أحبها .. مقاتلة
ناعمة .. وقاتلة
عابثة .. مصاولة
ومالها سموم
لكن لها سلاح
سلاحها مدمر لا يرحم
يحمله جيد وعين وفم
وحده أجفانها المكسرة
تذيب من تصيبه بسكرة
وإنها سكرة معطرة
من وردة على الشفاه لا تنام
عبيرها الحديث والأنغام
من قامةٍ منصوبةٍ هيفاء
تخاف من فتونها الرقطاء
لأنها حواء
أحبها .. مقاتلة

أحبها .. مراغمة
عابسة .. وباسمة
تظنها مسالمة
بطرفها الكحيل
لكن له نصال
يريشها: قوامها المهفهف
وطرفها: وثغرها المرتجف
وحده : نظرتها المستعرة
وكل قلبٍ في الحنايا مجمرة
ونرجس سغفو على خميلة من الخجل
أنفاسه تعلم الناس الغزل
بفتنتةٍ منسوجةٍ من الضياء
تلف في و شاحها رقطاء
وإنها حواء
أحبها .. مراغمة

أحبها .. معاندة
لاهبة .. وباردة
صريحةً .. مكايدة
ومالها شراك
لكنه الدلال
وطبعه .. يصيد من يحبها
حبائل الصيد لديه هدبها
وحده .. بين الرموش مقبرة
بأهيف .. يمشي على استحياء
وفاتكٍ .. بنظرةٍ نجلاء
تخطر في غلالة البهاء
وتنفث الأشذاء كالرقطاء
وإنها حواء
أحبها .. معاندة

أحبها .. مكابرة
طيبةً .. وماكرة
طيعةً .. ونافرة
بقدها الممشوق
لكن له مجون
فنونه .. في قدها التأدد
وفي المحيا: خدها المورد
وحده .. مراشف لا تنضب
سلافه حديثها المهذب
وغنوة قيثارها خطاها
من رجعها نذوب في هواها
وإنها تفتك بالحياء
رقيقة المملمس كالرقطاء
وإنها حواء
أحبها .. مكابرة

أحبها .. مطاوعة
ساذجة .. وبارعة
فاتنة .. مخادعة
بطبعها الأصيل
لكن لها فتون
لها نطاق شد منها خصرها
ولوحة مكتوبة في صدرها
تقول: إن العطر يجري من هنا
من بحر نورٍ .. موجه باهي السنا
وفي ثنايا موجه حسناء
رقراقة تنساب كالرقطاء
وإنها حواء
أحبها.. مطاوعة

أحبها
وألف مرةٍ أحبها ..؟!!
بلا حسابٍ وبلا عدد
وبعدها ، وقربها
سيان عندي .. طلما أحبها
أشقى بها ، وأسعد
وفي الحنايا ، والمآقي
لهواها .. مرجل وموقد
من نار حبٍ
في لظاه ، وجواه (الجسد)
وإن روحي حارس لحبها!!

أحبها
بالف لون ، وبألف شكل
بحمرة الخدود ، واسوداد الشعر
ونور وجهها
وزرقة السماء في المقل
وليس في العالم من أحبها
قبلي ، او مثلي أنا..!!
فبرد نجواها سعير
ومن لظى اللوعة سلسال نمير
فبردها وحرها لواعج
قد ذاب في أتوانها (الجسد)
وإن روحي حارس لحبها

أقول: أسلو !!
ويقول الحب: لا
فالسهد لك
شراعك الرفاف
والخافق المجداف
والبحر الحلك
وإن سمارك في رحلتك الأحلام
وفي سقظة .. وصحوة ...
واللوعة الخرساء .. تلهو (بالجسد)
وإن روحي حارس لحبها ...