PDA

View Full Version : مواقف وعبر ذات قيمة....سلفيات....>>>>>>>>>>قصص ومواقف


الغالي محمد
04-01-2001, 08:19 PM
شذرات وعبر من سير حياة سلف الأمة
أحبتي في الله إن لتتبع سير العالمين والصالحين ومدى حرصهم على إستغلال لحظات أعمارهم في الطاعات دوراً كبيراً في إشعال الهمة وإيقاظ الحماسة في قلب المرء المسلم لأستغلال وقته في طاعة رب العالمين.
ولاعجب في ذلك فإن الحكايات والأخبار السلفية هي كما قال عنها بعض السلف جند من جنود الله يثبت الله بها قلوب أوليائه قال سبحانه وتعالى وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل مانثبت به فؤداك.
وقال الإمام أبو حنيفة رحمه الله الحكايات عن العلماء ومحاسنهم أحب إلي من كثير من الفقه لآنها آداب القوم وأخلاقهم .
ولهذا سوف نتجول وإياكم معاً في رياض السلف العطرة ونقطف من أزهارها سائلين المولى أن تكون سبباً لشحذ الهمم إلى الخيرات وسوف نأخذ من كل باب موقف أو موقفين وذلك حسب ماتقتضيه الحاجة إلى ظرب الأمثلة والله ولي التوفيق.
معرفة مدى حرص السلف على تحصيل العلم.
قال جعفر بن درستويه رحمه الله. ( كنا نأخذ المجلس في مجلس علي بن المديني رحمه الله وقت العصر لمجلس الغد فنقعد طوال الليل_ أي في أماكننا_ طوال الليل مخافة ألا نلحق من الغد موضعاً نسمع فيه_ أي من شدة الزحام_ ورأيت شيخاً في المجلس يبول في طيلسانه ويدرج الطيلسانه حتى تفرغ_ لماذ فعل ذلك؟ حتى لايؤخذ مكانه إن قام للبول.
والطيلسانه هو نوع من اللباس كالجبة.
معرفة كيف كان السلف يتحسرون ويبكون على فوات العلم.
ولعلي أكتفي بذكر مثال واحد فقط. وتأمل هذه الحرقة والحسرة العجيبة من فوات العلم العلم الشرعي والتي يحدثنا بها الإمام شعبة بن الحجاج رحمه الله فيقول :( إني لأذكر الحديث ويفوتني _ أي سماعه من الشيخ_ فأمرض من ذلك _ أي من شدة حسرة والحزن على فوات ذلك)

معرفة كيف باع السلف حاجتهم و ملابسهم لأجل العلم.

ومن ذلك ماقاله شعبة بن الحجاج رحمه الله تعالى:( بعت طست أمي بسبعة دنانير لأجل الحصول على مال لطلب العلم.
بل إستمع إلى أعجب من ذلك من الإمام بقي الدين بن مخلد الأندلسي رحمه الله وهو يقول لطلبته:( أتنم تطلبون العلم؟!!_ متعجبا من حالهم _ وهكذا يطلب العلم _ أي أنكم ماشعرتم ولاذقتم شيئاً من مشقة طلب العلم والتضحية في سبيله بالغالي والنفيس.
ثم قال وإني لأعرف رجلاً _ويعني نفسه رحمه الله_ باع سراويله التي يلبسها غير مرة في شراء كاغداً _ وهو ورق الكتابة.
وقال الشيخ بكري في ترجمة الشيخ أحمد الحجاز. وكان رحمه الله يحب إقتناء الكتب حتى سمعنا أنه رأى كتاباً يباع ولم يكن معه دراهم وكان عليه ثياب فنزع بعضها وباعها واشترى الكتاب في الحال.
فتأمل رعاك الله _ هذا البذل وتلك التضحية لأجل العلم وقدر عزة النفس التي كان عليها طلاب العلم الشرعي والواحد منا مرة عليه السنين تلو السنين ولم يشمر لأغتناء كتب شرعية تكون له ذخراً في الدنيا والآخرة . والله المستعان.
معرفة كيف ضحى السلف بأنفسهم لأجل العلم.

يقول بعض الفقهاء بقيت سنين أشتهي الهريسة فلم أقدر عليها لأن وقت بيعها هو وقت سماع الحديث.
وأستمع يارعاك الله إلى هذه القصة العجيبة التي بها من المواعض مالله به عليم لمن تدبر ذلك.
قال أبن خلكان في ترجمة المفسر المشهور محمود بن عمر الزمخشري،وكانت إحدى رجلي الزمخشري ساقطة وكان سبب سقوطها أنه كان في بعض أسفاره يطلب العلم ببلاد خوارزم فأصابه ثلج كثير وبرد شديد في الطريق فسقطت منه رجله بسبب شدة البرد وكان معه شهادة بأن رجله أنقطعت لهذا السبب لئلا يظن الناس أنها قطعت لجريمة أرتكبها.
وعن خزيمة بن علي قال: سقطت أصابع عمر بن عبد الكريم رحمه الله في الرحلة لطلب العلم وذلك من شدة البرد.
فيأخي بارك الله فيك هذه أخبار الصالحين وتلك تضحياتهم وإنجازتهم فهل من سائر على دربهم وهل من مقتفٍ لأثرهم؟ ليسعد في الدنيا والآخرة.
وهنا موقف من نوع آخر كيف ترك السلف النوم لأجل طلب العلم.
ذكر أبوبكر بن اللباد أن محمدالقيرواني رحمه الله صلى الصبح بوضوء العشاء ثلاثين سنة خمسة عشرة سنة في طلب العلم الشرعي وتحصيله وخمسة وعشرين سنة يقضيها في العبادة وقيام الليل.


صبر السلف على الجوع والعطش لأجل طلب العلم.

قال النظر بن شميل رحمه الله: لايجد الرجل لذة العلم حتى يجوع وينسى جوعه.
واستمع أيضاً إلى هذا الموقف العجيب ، قال: أبن خراش رحمه الله شربت بولي أثناء الرحلة لطلب العلم خمس مرات_ وكان ذلك بسبب العطش الشديد الذي ألم به رحمه الله.
وقال البخاري أمام المحدثين وشيخهم خرجت إلى آدم بن أبي إياس عسقلان_ وذلك لطلب العلم عنده_ فتأخرت نفقتي حتى جعلت أتناول حشيش الأرض، ولاأخبر بذلك أحد فلما كان اليوم الثالث أتاني رجل لاأعرفه فأعطاني صرة فيها دنانير وقال أنفقها على نفسك.
فهنيئاً لهولاء الأئمة الأبرار والطلبة الأخيار.
معرفة كيف تحمل السلف المشاق والمصاعب لأجل طلب العلم.

وأترككم مع محمد بن طاهر المقدسي وهو يحدثكم عن تلك المصاعب التي ألمت به قائلاً : لقد بلت الدم في طلب الحديث مرتين مرة ببغداد ومرة بمكة وذلك أني كنت أمشي حافياً في حر الهواجر بها( أي مكة وبغداد) أي أثر علي ومرضت حتى بلت الدم بدل البول في سبيل طلب العلم ، وماركبت دابة في طلب الحديث إلا مرة وذلك في أسفاره _ وكنت أحمل كتبي على ظهري.
وقال أحمد بن الواسطي بلغني أن أحمد رهن نعله عند خباز على طعام إشتراه منه عند خروجه من اليمن راجعا إلى بلده.
معرفة كيف باع السلف دوراهم وممتلكاتهم لأجل العلم.

قال أبن القاسم رحمه الله أمضى طلب العلم بالأمام مالك إلى نقض سقف بيته فباع خشبه.
وحكى الحافظ بن حجر عن زياد بن عبد الله الكسائي رحمه الله أنه باع داره وخرج مع أبن إسحاق يدور على العلماء والحلق حتى سمع منه كتاب المغازي.
معرفة كيف صبر العلماء على العري لأجل العلم.

إذا كان ستر المرء لجسمه وبدنه بالثياب والملابس أمراً مشروعا ومطلوباً فإن ستره لعيوب النفس وزلاتها والتي طبعها الجهل والتقصيروالعصيان بلباس العلم والإيمان والتقوى أشد والله أهمية وأعظم شأن لأن لباس التقوى خيرولباس التقوى ذلك خير
وهذا علي بن حرب يقول أتينا الإمام زيد بن الحباب الخراساني رحمه الله_ أي لطلب العلم_ فلم يكن له ثوب يخرج فيه إلينا فجعل الباب بيننا وبينه حاجزاً وحدثنا من ورائه.
وقال عمر بن حفص الأشقرفقدنا الإمام البخاري رحمه الله أيام من كتابة الحديث بالبصرة.
قال فطلبناه فوجدناه في بيته وهو عريان وقد نفذ ماعنده ولم يبقى معه شئ _ أي من المال_ فاجتمعنا وجمعنا له الدراهم حتى أشترينَ له ثوباً وكسوناه ثم أندفع معنا في كتابة الحديث.



معرفة حال السلف مع مذاكرة العلم.

وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أجتمعوا تذاكروا العلم وتلوا سورة.
وقال قتيبة بن سعيد كان وكيع بن الجراح رحمه الله إذا صلى العشاء ينصرف معه أحمد بن حنبل فيقفان على الباب فيتذاكران الحديث فما يزالان يتذاكران حتى تأتي الجارية وتقول قد طلع الكوكب أي قرب الفجر.
فهذه حال سلفنا الأبرار ، وتلك أخبار طلاب العلم الأخيار، أفما تشتاق أن تكون مثلهم؟ أوما تحن إلى مثل صنيعهم؟ أوما تنطلق نفسك إلى التضحية والبذل، في سبيل طلب العلم الشرعي ، كما بذلوا وضحوا؟
إذن فهيا سارع إلى الخيرات، وسابق إلى الباقيات الصالحات، وسطر بعزمك وهمتك الصفحات المضيئات ، وأشعل لنا باجتهادك في تحصيل العلم المصابيح النيرات، فقد هتفت بك المعالي ، فهلا أجبت نداءها
الخاتمة
أخواني في الله هذه سطور وقطوف وزهور أحببت أن أنثرها على مسامعكم لأننا والله في زمن الغربة الذي حكى عنه النبي عليه الصلاة والسلام.
أخواني في الله إني أصارحكم وأصارح نفسي المقصرة هل نحن شعرنا بالمسؤلية التي أنيطت بنا وهل قمنا بواجبنا على أكمل وجه.
هل شمرنا عن أذرعنا وسلكنا سبيل سلفنا رحمهم الله.
هل تعبنا مثل ماتعبوا؟
لعلي أذكرك أخي بهذا الموقف فلعله يلقى مكانا في قلبك.
هذا عبيد بن جناد يقول : سمعت سفيان بن عيينة رحمه الله يقول بعد أن سألوه أن يحدث فقال: ما أراكم للحديث موضعاً_ أي لستم_ لتحمل حديث النبي عليه الصلاة والسلام ولا أراني أن يؤخذ عني أهلاً، ومامثلي إلا كماقال الأول أختصموا فاصطلحوا.
فتأمل بارك الله فيك هذا الكلام الذي قال سفيان لطلاب العلم في زمانه .
وتأمل حال من يطلب العلم اليوم.
كم طالب علم يعمل بعلمه اليوم؟
كم منهم يصلح أن يكون قدوة في الخير؟
كم منهم إذا رأيته ذكرك بسيرة المصطفى وصحابته وذلك بإتباعه للسنة؟
كم منهم إذا رأيته ظهرت عليه علامات طالب العلم الصادق من الخشية والسمت والخشوع والزهد والوقار وحفظ اللسان عن فضول الكلام وعن اللغو.
إنهم قليل في قليل.
أخواني في الله قال بقية بن الوليد واصفاً غربة طلاب العلم الصادقين في زمانه.
إن أصحاب الحديث إذا أشتهى أحدهم شهوة_ أي طعام أو شراب_ أنفق عليها الدراهم فإذا صار إلى الكتابة _أي العلم وتقييده_ كتب بخط دقيق وورق ضعيف _ أي أنه يبخل أن ينفق مالاً لشراء ورق جيد بينما يسهل عليه إنفاق ماله في الأكلات والشهوات.
وأقول ومأشبه الليلة بالبارحة!
فكيف لو أدرك بقية رحمه الله زماننا ورأى أكثر طلاب العلم الشرعي إلا مارحم ربي وأحدهم ينفق على شهوات بطنه وفرجه الآف الريالات وتمر عليه السنين وهو لم يزد في مكتبته التي في بيته إلا صحناً أو صحناناً أو كأساً أو كأسان أو مزهرية أو مزهريتان ويبخل أن ينفق خمس مائة ريال لشراء كتب علمية أو مجموعة دروس تربوية نافعة لبعض أهل اعلم الربانيين ولذلك نقل الذهبي رحمه الله في ترجمة القاضي عبد الرحيم اللخي قال:( وبلغنا أن كتبه التي ملكها بلغت مائة ألف مجلد ، وكان يحصلها من سائر البلاد.
ولانستغرب عن ماورد عن بعض السلف أنهم دفنوا كتبهم أو أحرقوها قبيل موتهم وإمتناعهم عن تحديث الناس بحديث النبي عليه الصلاة والسلام فكل هذا محمول على أنهم شعروا بغربة العلم ولم يجدوا همة ولا إخلاص في الطلاب ولا الجدية في التحصيل ومن ذلك ماقاله الإمام جلال الدين الشيرازي رحمه الله المتوفى سنة918 قال لو علم الأسلاف أنه يخلف من بعدهم نضائرنا من الأجلاف لأوصوا أن تدفن كتبهم في قبورهم بل لم يظهروا قط مافي صدورهم.

وفي الختام أسأل الله جلا وعلا ان يلهمني وأياكم الرشد والسداد وأن يقينا الزلل والعثار وأن يجعل صوابنا أكثر من خطئنا وأن يرزقنا وأياكم العلم النافع وتحصيله وتبيلغه على منهج السلف.
ونسأل الله أن يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأن يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ونسأله أيضا أن يصلح ولاة أمرنا لما فيه صلاح البلاد والرعية وأن يرزقهم البطانةالصالحة التي تعينهم على فعل الخيرات وترك المنكرات وأن يباعد بينهم وبين أهل البغي والفساد هو ولي ذلك والقادر عليه
شكرا لكم عى حسن إصاغكم وسماعكم وعذراً للأطالة.
هذا والله أعلم وأحكم وصلى الله وسلم على أشرف العباد والمرسلين.
الغالي محمد
17/9/1421هـ
ليلة الأربعاء

ألب أرسلان
09-01-2001, 11:23 AM
قال صلى الله عليه و آله و سلم: (( اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة ))...