ربيع القلوب
11-01-2001, 01:29 AM
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره…
و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا…
من يهده الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له…
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبده و رسوله…
أما بعد..
فهذه كلمة طلاب العلم القائمين على مركز {الإمام الألباني للدراسات المنهجية، و الأبحاث العلمية}؛
محمد بن موسى آل نصر
سليم بن عيد الهلالي
مشهور بن حسن آل سلمان
علي بن حسن الحلبي
ثالثة الأثافي ...
…قد كان ليلة أمس خسوف القمر و هو بدر.. و في هذا اليوم، و عند أول غروب شمسه وقع خسف ثان من نوع آخر، هو خسف في صرح العلم و بنائه، و كسف في جذره و عليائه…
لقد كانت المصيبة الأولى –الكبيرة- في هذه البرهة من الزمن وفاة الشيخ ابن باز، فتصدعت القلوب، و لكننا صبرنا لأن هناك من هو في طبقته من كبراء أهل العلم… ثم كانت وفاة الشيخ الألباني، فانكسرت لذلك الأفئدة، و لكن في الخطب –على جلله- يسراً؛ فإن المعقل الأخير في الخط الأول لصرح أهل السنة و منهج السلف باق و موجود.. و هو الشيخ ابن عثيمين، الحارس الأمين.
و الآن.. و قبل أقل من ساعة جاءنا الخبر المفزع، و النبأ المفظع؛ بالحدث المفجع.. لقد انهدّ الصرح، و سقطت ثالثة الأثافي… و في الله خَلَفٌ و هو المستعان..
نعم؛ إن في البقية الموجودة من المشايخ و أهل العلم الفضل الكبير الكبير، و في الثلة الموعودة من طلاب العلم الشادِين؛ الخير الكثير و الكبير.. لكن يجب أن نصارح أنفسنا، و أن نعلن بوضوح لغيرنا أن هؤلاء الأئمة الثلاثة –و قد مضوا إلى الله جميعاً- هم في طبقة، و كل من سواهم ممن بعدهم في طبقة أخرى…
نعم؛ في طبقة أخرى؛ في جهدهم و جهادهم، في أثرهم و آثارهم، في علمهم و تعليمهم، في سُنَّتِهِم و سنائهم…
فالمصيبة بفقد الشيخ ابن عثيمين –تغمده الله برحمته- هي أعظم و أشد و أنكى –والله- من مصيبة فَقْدِ سَلَفَيْهِ الإمامين الجليلين؛ إذ لما مات الأول.. قلنا: بقي اثنان، و لما مات الثاني.. قلنا: بقي ثالث، و لما مات الأخير.. ها نحن نقول -بحسرة تملأ القلوب، و بدمع يغمر العيون-: منْ بقي ؟!
و الله؛ لا نعرف ماذا نقول! و لا ندري ماذا نكتب!! و لكن الذي نعرفه و ندريه –تماماً- أن الواجب (الآن) صار مضاعفاً مضاعفاً، و أن الفرض (الآن) صار أكبر و أعظم؛ محافظة منا على منهج هؤلاء الكبار الكبار، و صيانة لطريقتهم، و حراسة لدورهم؛ فلئن ثويت شخوصهم، و غابت أبدانهم؛ فلن تغيب علومهم، و لن تذهب معارفهم، و لن يتغير منهجهم –بمنة الله، و توفيقه-؛ بل ستبقى في العلاء؛ بألَقِها، و صفائها و نقائها؛ سنةً و ديناً، حقاً و يقيناً…
أحسن الله عزاء الأمة في أبي عبد الله، و ألهمنا و أهله، و أبناءه، و خاصته، و طلابه: الصبر على هذه المصيبة؛ قائلين مردّدين: اللهم آجِرْنا في مصيبتنا، و اخلفنا خيراً منها…
و إنا لله و إنا إليه راجعون
الكتاب و السنة و على منهج السلف الصالح
التصفية و التربية
العلم النافع و العمل الصالح
و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا…
من يهده الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له…
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبده و رسوله…
أما بعد..
فهذه كلمة طلاب العلم القائمين على مركز {الإمام الألباني للدراسات المنهجية، و الأبحاث العلمية}؛
محمد بن موسى آل نصر
سليم بن عيد الهلالي
مشهور بن حسن آل سلمان
علي بن حسن الحلبي
ثالثة الأثافي ...
…قد كان ليلة أمس خسوف القمر و هو بدر.. و في هذا اليوم، و عند أول غروب شمسه وقع خسف ثان من نوع آخر، هو خسف في صرح العلم و بنائه، و كسف في جذره و عليائه…
لقد كانت المصيبة الأولى –الكبيرة- في هذه البرهة من الزمن وفاة الشيخ ابن باز، فتصدعت القلوب، و لكننا صبرنا لأن هناك من هو في طبقته من كبراء أهل العلم… ثم كانت وفاة الشيخ الألباني، فانكسرت لذلك الأفئدة، و لكن في الخطب –على جلله- يسراً؛ فإن المعقل الأخير في الخط الأول لصرح أهل السنة و منهج السلف باق و موجود.. و هو الشيخ ابن عثيمين، الحارس الأمين.
و الآن.. و قبل أقل من ساعة جاءنا الخبر المفزع، و النبأ المفظع؛ بالحدث المفجع.. لقد انهدّ الصرح، و سقطت ثالثة الأثافي… و في الله خَلَفٌ و هو المستعان..
نعم؛ إن في البقية الموجودة من المشايخ و أهل العلم الفضل الكبير الكبير، و في الثلة الموعودة من طلاب العلم الشادِين؛ الخير الكثير و الكبير.. لكن يجب أن نصارح أنفسنا، و أن نعلن بوضوح لغيرنا أن هؤلاء الأئمة الثلاثة –و قد مضوا إلى الله جميعاً- هم في طبقة، و كل من سواهم ممن بعدهم في طبقة أخرى…
نعم؛ في طبقة أخرى؛ في جهدهم و جهادهم، في أثرهم و آثارهم، في علمهم و تعليمهم، في سُنَّتِهِم و سنائهم…
فالمصيبة بفقد الشيخ ابن عثيمين –تغمده الله برحمته- هي أعظم و أشد و أنكى –والله- من مصيبة فَقْدِ سَلَفَيْهِ الإمامين الجليلين؛ إذ لما مات الأول.. قلنا: بقي اثنان، و لما مات الثاني.. قلنا: بقي ثالث، و لما مات الأخير.. ها نحن نقول -بحسرة تملأ القلوب، و بدمع يغمر العيون-: منْ بقي ؟!
و الله؛ لا نعرف ماذا نقول! و لا ندري ماذا نكتب!! و لكن الذي نعرفه و ندريه –تماماً- أن الواجب (الآن) صار مضاعفاً مضاعفاً، و أن الفرض (الآن) صار أكبر و أعظم؛ محافظة منا على منهج هؤلاء الكبار الكبار، و صيانة لطريقتهم، و حراسة لدورهم؛ فلئن ثويت شخوصهم، و غابت أبدانهم؛ فلن تغيب علومهم، و لن تذهب معارفهم، و لن يتغير منهجهم –بمنة الله، و توفيقه-؛ بل ستبقى في العلاء؛ بألَقِها، و صفائها و نقائها؛ سنةً و ديناً، حقاً و يقيناً…
أحسن الله عزاء الأمة في أبي عبد الله، و ألهمنا و أهله، و أبناءه، و خاصته، و طلابه: الصبر على هذه المصيبة؛ قائلين مردّدين: اللهم آجِرْنا في مصيبتنا، و اخلفنا خيراً منها…
و إنا لله و إنا إليه راجعون
الكتاب و السنة و على منهج السلف الصالح
التصفية و التربية
العلم النافع و العمل الصالح