PDA

View Full Version : قصة من الواقع ... حقيقية ...


سفير الحزن
11-02-2001, 09:05 PM
قصة من الواقع

ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء

كانت الدهشة تملاْ جوانحي في تلك الليلة التي اقتربت عيني فيها لذلك المجهر الذي قرأت تحته هذه القصة المثيرة , والتي اعتقدت في حينها أنني في علم غير عالمي , وفي وطن غير وطني , وبين أناس غير أناسي .

أحسست فيها بخنق العبرات , وحرارة الدمع ولغة النظرات , حمدت الله أن لي أذناً ولي لساناً .

امرأة اجتازت الأربعين عاماً , خرساء كونها لا تسمع منذ طفولتها , قسي عليها ذوو القربى , وعزف عنها الرجال لإعاقتها .

منذ أشهر وهي تشكو ولا تكاد تبين , أرادت أن تسمع نفسها قبل أن تسمع الناس شكواها فصاحت بصوت عال تمتمات لا يفهمها إلا ذوو القلوب الرحيمة , ولاكن أين هم, مات الأب وماتت الأم (أولئك في الدنيا هم الرحماء). ضاق الأقارب ذرعاً وخشوا النقص والعار أمام الناس فحسبوا ذلك جنوناً أو هوساً.

أخذوها إلى الطبيب النفسي , فأخذ يفكر ذلك الطبيب ما هذه المصيبة !

لعلها تضايقت من إعاقتها , ورأت من هن في سنها من قريناتها متزوجات, منجبات , يسمعون ما شأو ويقولون ما يعملون ومالا يعملون , فأصابها الاكتئاب والجنون, ففكر ثم فكر ثم حار ونظر ثم قدر ثم أعطاها علاجاً نفسياً.

استمرت على العلاج النفسي شهوراً إن لم تكن سنوات , صمتت عن الشكوى , وأخذت حالتها تسوء يوماً بعد يوم ساعة بعد ساعة حتى أتت ساعة الخلاص ولحظة الفراق فرمت بنفسها بين يدي أخيها لعله يفهم اللغة الأخيرة , لغة الفراق , فأحتضنها ولكن يقدر الله أن تفيض روحها بين يديه فيسرع بها إلى المستشفى بعد فوات الأوان .

استدعيت على حالة الوفاة في غرفة الإسعاف فنزلت مسرعاً ودعواتي تسبق خطواتي بأن ينجي ذلك المصاب فوجدتها تلك المرأة وقد بدأ رفاقي عملية الإنعاش القلبي وتبدو وكأنها حامل , ووضعت يدي على بطنها فوجدت ما عميت عنه عين ذلك الطبيب , وجدت الطحال والكبد وقد تضخمتا لدرجة لم أرها منذ قبل فعلمت أن المعاناة قديمة والخطب جلل فأوقفت الإنعاش وأخذت عينة من الدم لأفحصها بالمجهر فتبين لي بأن لديها سرطان الدم المزمن في مراحله المتقدمة , أخبرت أخاها وكنت متردداً كي لا أفجعه , فبادرني قائلاً وما هي إجراءات الدفن ؟ ( لعل ذلك الحرص من باب : إكرام الميت دفنه ). رحمها الله

الدكتور . عبدالرحمن الشهري .. أبها

جريدة الوطن السعودية العدد (130) السنة الأولى _ الثلاثاء 12 ذو القعدة 1421هـ الموافق 6 فبراير 2001 م

( ول يعتبر المعتبرون ويخافون الله في أبنائهم وبناتهم ذوو الإعاقة , ولا ننسى حق المرأة في الأمومة والزواج ومحاربة العنوسة وغلاء المهور )
والله من وراء القصد.
سفير الحزن

بنت العرب
12-02-2001, 12:29 AM
سلام أخي سفير الحزن

لا حول ولا قوة إلا بالله

يحصل أكثر من ذلك أحيانا!!



شكرا لما نقلت لنا من واقع مر!


تحياتي
بنت العرب

الزعفران
12-02-2001, 09:33 PM
بصراحه وفقت في اختيار القصه والموقف والأحساس الي يفقد جيل من الناس الله يسامحهم ولكن الله يمهل ولا يهمل والله سبحانه سوف يجازيهم في دنياهم او اخرتهم
شكرا اخي بارك الله فيك