عاشقة المحال
20-04-2001, 02:05 PM
احيانا.. افكر وانا اسير صباحا في الشارع المؤدي إلى مبنى
كليتي..وافكر كثيرا.. واسرح في اكثر من خاطرة.. ولا يقطع
افكاري سوى نظرات البعض إلي وانا اكلم نفسي واشير بيدي و
متحمسة للموضوع الذي كنت افكر فية..واحيانا أصطدم بفتاةتسير
امامي اثناء تفكيري.. فلا اجد مفرا من ان ابتسم لها بخجل شديد
واتاسف وانا اسرع مبتعدة عنها حتى لاتتذكر وجهي جيدا..
عندماكنت في الصف الرابع الابتدائي قالت لي مدرستي انني ساصبح
كاتبة كبيرة لأنني كتبت موضوعا عن الربيع.. وفي الصف الثالث
ثناوي كانت مدرسة اللغة العربية تدعوني ((بالشاعرة))..وقبل
ذلك وبعدة كانت لي احلام كبيرة..
والان.. انظر إلى نفسي..ماذاحصل.. لاشيء.. اشعر بان كل ما فات
شيء يبعث على الضحك..وكلما نظرت إلي كتبي الثقيلة ودرجاتي
ودرجاتي السيئة والتي لم اكن اتخيلها يوما..اضحك اكثر.. لقد
مات كل شيء في داخلي.. كل الاشياء الجميلة تموت.. لا لشيء سوى
انها لاتتحمل البقاء في هذا العالم القاسي.. حتي الحلام لم
لها مكان.. لان جدول المحاضرات مكتظ..ولا توجد ساعة فارغة
لغفوت احلام.. حتى في المنزل.. في غرفتي الصغيرة..اجد الشبح
الثقيل يتسرب من اروقة الجامعة و يتسلل إلى غرفتي ليكتم
انفاسي ويمنعني من الحلم حتى في غرفتي..لامكان للاحلام..نعم ليس
لدي وقت.. هناك اختبار في الغد..يجب ان ادرس.. هيا.. اصرخ في
داخلي.. كلا.. لن ادرس.. لن ادرس.. لقد سئمت حسنا..لن ادرس..
اريد وقتا للحلم..يستهزئ بي الشبح الثقيل..ويضحك بقوة.. هه..
تريدين ان تحلمي؟؟.. هيا حاولي.. اريني ذلك.!! ولكن..لااستطيع
يا الهي.. لااصدق.. فقط اريد ان احلم ولكن عقلي مضطرب..متوتر
اشعر بقلق شديد.. غدا لدى اختبار ولم ادرس..ماذا سافعل غدا؟
ارد على نفسي بقوة -انا قلت لن ادرس.. ولن ادرس - افكر قليلا
حسنا.. لن ادرس.. ولكن شيئا ما يضايقني لأنني لن ادرس..
يرهبني.. يقلقني.. يمنعني حتى من مجرد الحلم.. يضحك الشبح
مرة اخرى..
يالله.. كيف جعلتة يستهزئ بي..اشعر بالاختناق.. افتح النافذة..
هذاافضل.. حاولت النوم.. لم استطع.. غدا اختبار.. وانا لم
ادرس.. اتجه بهدوء نحو مكتبي.. كلا انا قلت لن ادرسالليلة
..يعني لن ادرس..
في الصباح..عيناي ذابلتان من اثر السهر..وجهي شاحب.. اسير
في شارع جامعتنا وانا افكر.. بصمت وهدوء.. الساعة في يدي
تشير إلى الثامنة والربع.. تاخرت كثيرا.. لايهم.. ولكن ماذا
سافعل في الدقائق الباقية.. انا ام ادرس شيئا..
ادخل القاعة.. اجلس في الخلف.. ليس معي قلم رصاص ولا آلة
حاسبة.. لا يهم.. تمتلئ الصفحة بخربشات القلم الأزرق.. و
الارقام تركتها دون حساب النتائج.. سلمت الورقة وخرجت
بسرعة، حتى لاتنذكر الاستاذة وجهي وهي تنظر الى الورق تخرج
البنات واحدة تلو الأخرى..
-هه؟.. ماذا فعلت؟
-لا شيء..
تصرخ:ماذا!!! لا شيء؟؟!
اتهرب منها ببتسانة مصطنعة..كلا امزح.. امزح.. الحمد لله
اهرب بسرعة.. لا اعرف إلي اين تقودني ساقاي.. فقط اريد ان
اهرب من هذا الجو.. هذة الرائحة.. اختبار.. دراسة
اجواء غبية.. كيف يقيسون تفكير المرء في اختبار.. لماذا
يقيمنا اختبار..الشخص الذي يتم تقييم تفكيرة في ورقة يعني
تفكيرة في حدود ورقة!!
الساعة الواحدة ظهرا
اقف عند البوابة.. الفتيات يرتدين العباءات المطرزة.. تظهر
اطراف الشعور المصبوغة، والاغطية الشفافة والعطور الفواحة و
الجوالات الرنانة.. ياالله.. يا للمخلوقات الغبية..لماذ تتمادين
في زينتكن هكذا.. لمن..؟! لصفوف السائقين الآسيويين المصطفين
امام البوابة؟ ام للاباء المساكين الواقفين في شمس الظهيرة؟..
رائحة الغباء تفوح هناء ايضا..
في اليوم التالي..
هاربة من احدى المحاضرات المملة.. كنت في المكتبة.. ابحث عن
كتاب ما.. اشم رائحة الغباء نفسها.. انظر حولي.. اسمع احداهن
-كلا.. كلا.. اريد كتاب شعر لنزار قباني..اذن فلنبحث في الطابق
ياآلهي.. الاتعرف ان هذا المسمى شاعرا..هو ابعد مايكون عن شعر
الغزل..بل شعرة انحلال وفساد ونظرة رخيصة للمراة..؟!
سبحان الله.. ربما هذا هو ما تريدة.. من يدري؟!
رائحة الغباء تخنقني..
في القاعة مرة اخرى..
درجات اختبار اخر.. ياالله.. درجتي سيئة.. لماذا؟.. هذة المادة
بالذات اشعربانني افهمها جيدا.. لقد اجبت في الاختبار..!
اراجع الاستاذة في مكتبها..انظر إلى ورقة اجابتي "انظري يا
استاذة"عفو دكتورة.. مثل هذا الخطا قد يكلفني كثيرا!..
انظري هنا.. اجابتى منطقية جدا.. تنظر إلى الجابة.. تعبس
بوجهها.. تمط شفتيها.. نعم اجابتك صحيحة منطقياولكن.. ولكن
ماذا؟.. ولكنها ليست مثل التى شرحتها لك..
-ولكن يا دكتورة انا استطعت ان اصل إلى الاستنتاج وبطريقة
علمية صحيحة غير التى شرحتها لنا..
اعرف هذا.. ولكن السوال لا يتطلب منك التفكير اكثر من اللازم
فقط اجيبي مثل الكتاب..
علامة استفهام كبيرة فوق راسي..وأخرج لانني بدات اشعر بدوار..
اسير بهدوء إلى مبنى الكافتيريا.. لعل كوبا من القهوة يريح
اعصابي المتوترة.. عند مدخل الكافتيريا.. فتيات يجلسن على
الأرض،المسجل يعلو صوتة بأغنية غبية.. بينما تتعلى ضحكاتهن
يالله.. مسكينات.. يضحكن ولا يعلمن ان اشكالهن هي المضحكة..
اسير نحوهن..اف.. رائحة غباء مركزة.. تزيد من دوار راسي
انظر إليهن..يبدو ان تلك هي رئيسة الشلة.. اقترب منها
بهدوء..
-عفوا.. صوت المسجل مرتفع..هلا اغلقتة.. من فضلك؟؟
تنظر الى.. طيب.. طيب.. وتخفض الصوت..
- الحمد لله.. اسير مرهقة.. بعد خطوات يعلو الصوت مرة
اخرى..آه.. راسي يؤلمني..
في الصباح..
كنت اسير في الشارع المودي إلي مبنى كليتي.. وانا
في لا شيء..
لم يعد هناك شيء يدعو للتفكير..
ولم يعد هناك مجال للحلم..
لماذا نفكر إذا.. لماذا نحلم.. لافائدة من كل ذلك..
وفجأة..
اصطدم بفتاة امامي..
-عفوا.. آسفة.. انا آسفة جدا..
واهرب بسرعة قبا ان تلاحظ وجهي..
مثل كل يوم..
كليتي..وافكر كثيرا.. واسرح في اكثر من خاطرة.. ولا يقطع
افكاري سوى نظرات البعض إلي وانا اكلم نفسي واشير بيدي و
متحمسة للموضوع الذي كنت افكر فية..واحيانا أصطدم بفتاةتسير
امامي اثناء تفكيري.. فلا اجد مفرا من ان ابتسم لها بخجل شديد
واتاسف وانا اسرع مبتعدة عنها حتى لاتتذكر وجهي جيدا..
عندماكنت في الصف الرابع الابتدائي قالت لي مدرستي انني ساصبح
كاتبة كبيرة لأنني كتبت موضوعا عن الربيع.. وفي الصف الثالث
ثناوي كانت مدرسة اللغة العربية تدعوني ((بالشاعرة))..وقبل
ذلك وبعدة كانت لي احلام كبيرة..
والان.. انظر إلى نفسي..ماذاحصل.. لاشيء.. اشعر بان كل ما فات
شيء يبعث على الضحك..وكلما نظرت إلي كتبي الثقيلة ودرجاتي
ودرجاتي السيئة والتي لم اكن اتخيلها يوما..اضحك اكثر.. لقد
مات كل شيء في داخلي.. كل الاشياء الجميلة تموت.. لا لشيء سوى
انها لاتتحمل البقاء في هذا العالم القاسي.. حتي الحلام لم
لها مكان.. لان جدول المحاضرات مكتظ..ولا توجد ساعة فارغة
لغفوت احلام.. حتى في المنزل.. في غرفتي الصغيرة..اجد الشبح
الثقيل يتسرب من اروقة الجامعة و يتسلل إلى غرفتي ليكتم
انفاسي ويمنعني من الحلم حتى في غرفتي..لامكان للاحلام..نعم ليس
لدي وقت.. هناك اختبار في الغد..يجب ان ادرس.. هيا.. اصرخ في
داخلي.. كلا.. لن ادرس.. لن ادرس.. لقد سئمت حسنا..لن ادرس..
اريد وقتا للحلم..يستهزئ بي الشبح الثقيل..ويضحك بقوة.. هه..
تريدين ان تحلمي؟؟.. هيا حاولي.. اريني ذلك.!! ولكن..لااستطيع
يا الهي.. لااصدق.. فقط اريد ان احلم ولكن عقلي مضطرب..متوتر
اشعر بقلق شديد.. غدا لدى اختبار ولم ادرس..ماذا سافعل غدا؟
ارد على نفسي بقوة -انا قلت لن ادرس.. ولن ادرس - افكر قليلا
حسنا.. لن ادرس.. ولكن شيئا ما يضايقني لأنني لن ادرس..
يرهبني.. يقلقني.. يمنعني حتى من مجرد الحلم.. يضحك الشبح
مرة اخرى..
يالله.. كيف جعلتة يستهزئ بي..اشعر بالاختناق.. افتح النافذة..
هذاافضل.. حاولت النوم.. لم استطع.. غدا اختبار.. وانا لم
ادرس.. اتجه بهدوء نحو مكتبي.. كلا انا قلت لن ادرسالليلة
..يعني لن ادرس..
في الصباح..عيناي ذابلتان من اثر السهر..وجهي شاحب.. اسير
في شارع جامعتنا وانا افكر.. بصمت وهدوء.. الساعة في يدي
تشير إلى الثامنة والربع.. تاخرت كثيرا.. لايهم.. ولكن ماذا
سافعل في الدقائق الباقية.. انا ام ادرس شيئا..
ادخل القاعة.. اجلس في الخلف.. ليس معي قلم رصاص ولا آلة
حاسبة.. لا يهم.. تمتلئ الصفحة بخربشات القلم الأزرق.. و
الارقام تركتها دون حساب النتائج.. سلمت الورقة وخرجت
بسرعة، حتى لاتنذكر الاستاذة وجهي وهي تنظر الى الورق تخرج
البنات واحدة تلو الأخرى..
-هه؟.. ماذا فعلت؟
-لا شيء..
تصرخ:ماذا!!! لا شيء؟؟!
اتهرب منها ببتسانة مصطنعة..كلا امزح.. امزح.. الحمد لله
اهرب بسرعة.. لا اعرف إلي اين تقودني ساقاي.. فقط اريد ان
اهرب من هذا الجو.. هذة الرائحة.. اختبار.. دراسة
اجواء غبية.. كيف يقيسون تفكير المرء في اختبار.. لماذا
يقيمنا اختبار..الشخص الذي يتم تقييم تفكيرة في ورقة يعني
تفكيرة في حدود ورقة!!
الساعة الواحدة ظهرا
اقف عند البوابة.. الفتيات يرتدين العباءات المطرزة.. تظهر
اطراف الشعور المصبوغة، والاغطية الشفافة والعطور الفواحة و
الجوالات الرنانة.. ياالله.. يا للمخلوقات الغبية..لماذ تتمادين
في زينتكن هكذا.. لمن..؟! لصفوف السائقين الآسيويين المصطفين
امام البوابة؟ ام للاباء المساكين الواقفين في شمس الظهيرة؟..
رائحة الغباء تفوح هناء ايضا..
في اليوم التالي..
هاربة من احدى المحاضرات المملة.. كنت في المكتبة.. ابحث عن
كتاب ما.. اشم رائحة الغباء نفسها.. انظر حولي.. اسمع احداهن
-كلا.. كلا.. اريد كتاب شعر لنزار قباني..اذن فلنبحث في الطابق
ياآلهي.. الاتعرف ان هذا المسمى شاعرا..هو ابعد مايكون عن شعر
الغزل..بل شعرة انحلال وفساد ونظرة رخيصة للمراة..؟!
سبحان الله.. ربما هذا هو ما تريدة.. من يدري؟!
رائحة الغباء تخنقني..
في القاعة مرة اخرى..
درجات اختبار اخر.. ياالله.. درجتي سيئة.. لماذا؟.. هذة المادة
بالذات اشعربانني افهمها جيدا.. لقد اجبت في الاختبار..!
اراجع الاستاذة في مكتبها..انظر إلى ورقة اجابتي "انظري يا
استاذة"عفو دكتورة.. مثل هذا الخطا قد يكلفني كثيرا!..
انظري هنا.. اجابتى منطقية جدا.. تنظر إلى الجابة.. تعبس
بوجهها.. تمط شفتيها.. نعم اجابتك صحيحة منطقياولكن.. ولكن
ماذا؟.. ولكنها ليست مثل التى شرحتها لك..
-ولكن يا دكتورة انا استطعت ان اصل إلى الاستنتاج وبطريقة
علمية صحيحة غير التى شرحتها لنا..
اعرف هذا.. ولكن السوال لا يتطلب منك التفكير اكثر من اللازم
فقط اجيبي مثل الكتاب..
علامة استفهام كبيرة فوق راسي..وأخرج لانني بدات اشعر بدوار..
اسير بهدوء إلى مبنى الكافتيريا.. لعل كوبا من القهوة يريح
اعصابي المتوترة.. عند مدخل الكافتيريا.. فتيات يجلسن على
الأرض،المسجل يعلو صوتة بأغنية غبية.. بينما تتعلى ضحكاتهن
يالله.. مسكينات.. يضحكن ولا يعلمن ان اشكالهن هي المضحكة..
اسير نحوهن..اف.. رائحة غباء مركزة.. تزيد من دوار راسي
انظر إليهن..يبدو ان تلك هي رئيسة الشلة.. اقترب منها
بهدوء..
-عفوا.. صوت المسجل مرتفع..هلا اغلقتة.. من فضلك؟؟
تنظر الى.. طيب.. طيب.. وتخفض الصوت..
- الحمد لله.. اسير مرهقة.. بعد خطوات يعلو الصوت مرة
اخرى..آه.. راسي يؤلمني..
في الصباح..
كنت اسير في الشارع المودي إلي مبنى كليتي.. وانا
في لا شيء..
لم يعد هناك شيء يدعو للتفكير..
ولم يعد هناك مجال للحلم..
لماذا نفكر إذا.. لماذا نحلم.. لافائدة من كل ذلك..
وفجأة..
اصطدم بفتاة امامي..
-عفوا.. آسفة.. انا آسفة جدا..
واهرب بسرعة قبا ان تلاحظ وجهي..
مثل كل يوم..