PDA

View Full Version : رحلة الدمـــــــــــــــوع......... روايه


السياسي
22-04-2001, 11:41 PM
الجزء الاول ) مذكرات طالب كسول .

قمت من النوم وحبوت وضرب راسي الجدار فناديت
: يمه ياه ياه
امي : هاه
: راسي وين
: راسك عليك
وبعد ان تطمنت ان راسي على عدت الي النوم.
هذه اول ذكرى في هذه الدنيا التي اشقتني صغيراً وعشقتها كبيراً.
لماذا سألت عن راسي... لاادري ولكني سألت !! سألت امي عنه.
اقبلت المدرسه وذهب ابي وسجلني بالمدرسه بالصف الاول كان عمري حين ذاك ست سنوات وست اشهر...
كم كانت لهفتي للمدرسه كنت اعد الايام حتى ادخلها ارها عالم غريباً عني اريد ان اعرفه اشترت امى الملابس والدفاتر الدراسيه ومن الفرحه اني كنت البس الملابس كل صباح كان صديقي فيصل قد سجله والده هو الاخر ومن فرحتنا انا وهو انني قلت له :فيصل شرايك نلبس ملابس الرياضه ونتسابق
: يالله
ذهبت الي البيت ولبست الدرنغسوت الاسود والفنيله الصفراء وعدت الي فيصل وقد لبس هو الاخر وتسابقنا وسبقني مع الاسف.
كانت لهفتي للمدرسه لاتوصف. وعند اخر يوم الذي تليه الدراسه سهرت الي وقت متاخر من الليل قرب الحمام حتى اذا اتى الصباح ادخل واسبح ، ولكن غلبني النوم ونمت في مكاني . اصبحنا في ذالك اليوم الدراسي الاول وصحوت نشط تملى الفرحه قلبي الصغير ادخلتني امي الحمام لتسبحني.
آلمني ذلك ولكن لم اقول كيف تسبحني امي وانا الان رجل فتحت الدش على بعد ان نزلت ملابسي
قائله : ادخل حدر الدش
: زين
اخذت تفرك جسمي بالصابون وتقول :
شفني وعلمك يافهد خلك عاقل مع المدرس ولا تهاوش
: انشالله
: لاتذكراسم الله بالحمام ياولد
: زين
: الله ماينذكر اسمه بالحمام اسغفر
: استغفر الله
: لا تضيع دفاترك الي يعطوكيها
: زين ... يالله يمه خلصت
: لا اليهالحين
وبعد قليل اردفت قائله
: يالله اطلع
طلعت واخذت تنشف جسمي والبستني الملابس واذ بالاطفال اصحابي يطرقون الباب لذهب معهم الى المدرسه .
: ياه يالله ابروح مع الربع
امي : لا انا بوديك.

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

خذت يدي امي وذهبنا الي المدرسه ... كانت المدرسه لاتبعد عن البيت كثيراً وفي الطريق قلت : يمه
: هاه
: ترى ابي صفي مع الربع
: لا صفك الحالك
: لا يمه ابي مع الربع
: وشهوله عشان يغششونك .... واردفت قائله
: لا وانا امك.. انت في صف وخوياك في صف عشان مايشغلوك عن الدرس.
تضايقت من هذا الرأي ولكن لم ابدي شي . وصلنا الى المدرسه ودخلنا ، اعترتني الرهبه من هذا المكان الغريب عني.
قالت امي : يالله انا بروح وخليك شد حيلك.
دخلت بالصف الذي كان اسمي به كانت الوجوه غريبه عني .. لم اعرف احد من تلك الوجوه كنت احس اني الغريب بينهم كم تمنيت امي ساعتها فقد انستني تلك اللحظه رجولتي المزعومه.
وزع الاستاذ الكتب علينا وبعد اخذ الكتب اخذنا الدرس الاول وهو اللغة العربية .
قال الاستاذ : افتحوا على الصفحه الاولى
فتحت على الصفحه الاولى
اردف الاستاذ :
تجدون (صح) في الصفحة..... واخذ يرسم الصح بالصبوره... واردف
: يالله ياطلاب ارسموا مثله.. تحته مباشرة
اخذت القلم الرصاص واخذت البرايه وابريت القلم لقد تعلمت بري القلم قبل دخول المدرسه اخذت ارسم الصح محاولاً ان اجيده نفس الموجود بالكتاب وشتغلت المساحه مع القلم واشتغلت المساحه اكثر من القلم حتى اتيت على شق الكتاب .
اخذ يمر الاستاذ على الطلاب ليرى رسمهم وعند مروره على نظر الي كتابي وقال
: شوهذا ولااااا... ليش شاق الصفحه ولااااا وشو الصح هذا
: المساحه مو انا استاد
: المساحه
: ايه
: قوم وقف لما تكلم الاستاذ توقف
: انشالله استاد
: شواسمك الكامل ولاااا
: فهد ناصر الهندي
اخذ بعض الطلاب يضحكون من اسمي.... نظر الاستاذ اليهم وقال
: بس سكوت ..... والتفت لي قائلاً
: لا تكرر الخطأ تسمع
: زين استاد
انتهى اليوم الاول من المدرسه وعدت مع اصحابي الى بيوتنا وكنت احمل في قلبي كرهاً كبيراً للمدرسه.

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

اخذت الايام تلو الايام وانا اذهب الي المدرسه اجر قدماي اليها جراً.... دائماً متاخر بالدخول اصحابي يقومون بالصباح الباكر قبل وقت الدراسه ويلعبون الكوره حتى يحين وقت الدراسه.
اما انا فأغط بالنوم وامي خلفي تصحيني قائله
: فهد...... فهد
: هاه....
: قم المدرسه يالله
: اه.... اه.... اه
: علامك
: امصخن
: قم يالله مافيك الا العافيه
: والله اني امصخن تكفين يمه ماني رايح .
: قم يالله قم اللبس فاتتك الدارسه... قم .... وجرت الغطا من وجهي وسحبت يدي.
اقول لها مريض حقيقةً كنت مريض فمرضي هي المدرسه.
هذا انا دائماً مع امي والمدرسه امي تريدني ان احب المدرسه اما انا فاحب النوم حباً شديداً اكثر من حياتي.
ومع اني كـــــــسول بالدراسه الا اني قيادي بين الاطفال كان اطفال الحي الذي اسكن به فريقين فريق المستضعفين وفريق الاقوياء ..... فريق الضعفاء انا زعيمه... والفريق الاخر زعيمه طفل اسود اللون اسمه خالد وكانوا اصحابي دائماً يلوذون بي من المجموعه الشرسه وكنت ادافع عنهم ... وكم من ضربتاً ساخنه اكلت لقاء تلك القياده .
دائماً انا وخالد نتهاوش هواشاً شرساً هو يكبرني باربعة اشهر .. وكنت اخافه ولكن لم اقول لاحد اني اخافه ولم يبدي على الخوف منه دائماً يغلبني... وقليلاً اغلبه.... ومره من المرات ضرب خالد فيصل ضربه قويه...... واتاني فيصل شاكياً
: فهد .. خالد طقني
: ليش طقك
: قال عطني افلوس وماكان عندي وقلتله ماعندي قالي كذاب وقام وطقني على بطني بكــــس...... واردف
تكفى فهد طقه.
فأخذتني الحميه وقلت:
: وينه هو
: جالس مع الربع عند طوفة المسيد
: يالله مشينا
قلتها وانا خائف ولكن انا الزعيم يجب ان اظهر القوه ...... ذهبنا وفي الطريق كان قلبي يصرخ من الخوف.
ولكن قدماي اقوى من قلبي لم تلتفت لصراخه اقتربنا.... من المسجد واذا الربع مجتمعين عند حائطه ..... وعندما اتيتهم وفيصل خلفي قلت
: خالد
: اشتبي
: ليه طقيت فيصل على بطنه
: قلتله يعطيني فلوس ماعطاني
: ماعنده قالك ابوه ماعطاه
: انت وشتبي
تبلعمت ...... وقال بعد ان وقف ... واتاني
: قولي اشتبي
: ابي اكـسرخشمك يالعبد
ولم اكمل عبارتي الا وقد دفعني بيديه القويه واذ بي اسقط على الارض من شدة الدفعه واذا الرفاق يضحكون ... وفيصل الجبان يضحك معهم ، وقمت واندفعت نحوه بقوه ووضعت يدي من خلف بطنه واسقطته على الارض واخذ يضرب ظهري بيديه واخذت يدي ووضعتها على وجهه وضغطت عليه الي الارض بقوه وتفلت مني ونهض وضربني برجله على بطني واذا بي التوي من الالم ... والتفت اليه واخذت بشعر راسه وجريته واذا به يسقط فوق الرصيف على راسه وانا فوقه واذا به يصرخ بقوه
: راسي راسي
وقمت عنه واذا بالدم قد غطى رأسه .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

عندما قام خالد..... من الارض يبكي والدماء تغطي وجهه وراسه....... اخذ الرعب يدخل الى قلبي من منظره وخفت ان يموت واسجن واعذب... كل هذه الافكار دارت في راسي بلحظات قليله....... اخذ الاصحاب خالد يجرونه مهرورين الي بيت خالد وتركوني لوحدي لم يبقى معي الا فيصل قلت:
: فيصل
:هاه
: خالد يبا يموت
: يمكن والله مدري
: اشتبيني اسوي
:مدري
:انت ورطتني
:انا اقولك طقه على بطنه مثل ماطقني ماقلتلك افلقه
:مو انا الرصيف
: انت اللي طرحته على الرصيف
: جب ياحيوان
: ليه
: كله منك ... والله ان ودوني الشرطه لقول انت اللي قلت لي طقه ..... وبعدين ليه تضحك اوولاا
: ماضحكت
: لاتجذب تعبان..... ولطمته على خده لطمه اطفت مافي قلبي من غضب عليه
اخذ يبكي وقال
: خلاص انا محاربك يافهد
: طز
ذهبت الي البيت واذا خبر المشاجره التي تمت بيني وبين خالد قد وصل الى امي وفي الصاله استقبلتني امي وبيدها الحذاء واخذت تضربني ضرباً شديداً مما دفعني الي الهرب من البيت....... ولم اتوقف الا عند بيت فيصل طرقت الباب وفتح واذ الفاتح فيصل وقلت
: فيصل امي طقتني ابجلس عندكم
: زين ادخل
وبعد ضربي لخالد وبعد ان شق الرصيف راسه ارتفع رصيدي عند الاصحاب وصار الجميع يهابني حتى خالد......
كانت هذه ايامنا الطفوليه الاولى........ مشاجرات ولهو وفي مره من المرات كنا جميعاً نجلس على كومه من الرمل امام احد المنازل التي ترمم والقريبه من بيوتنا وكان العامل المصري.. يصرخ في وجوهنا كي نذهب عن كومة الرمل ... وبعد كثيراً من الصراخ ذهب الاطفال وبقيت انا... لالشي فقط اريد ان اثير غضب ذلك العامل... وقام العامل واخذ صخره..... ورماها علي يريد تخويفي ولكن وقعت هذه الصخره على راسي مباشره وطار الدم من راسي سريعاً لم ابكي وضعت يدي على راسي وذهبت سريعاً الي البيت.. لكي اغسل راسي عن الدم اللذي غطاه.
وذهبت الي المغسله مباشره ووضعت راسي تحتها واخذ الماء ينزل على راسي واذ امي تظهر عليا من الخلف ولما رأت الدم اخذت تصيح واذ ابي ياتي على صياح امي وكان الرجال عنده بالمجلس واتى مسرعاً
وهو يقول:
: وشفيج تصيحين صحناج
: ياوه فهد مابقى براسه دم.... قال ابي موجهاً كلامه لي
: من طقك
: المصري
: وينه
: عند بيت ابوسعود
ومع صراخ امي وبكائها المستمر اخذت ابكي
ذهب ابي والرجال الذين كانوا بالمجلس خارج البيت وعندما راهم المصري هرب واخذ الرجال يهرولون
خلفه .... لكن المصري كان اسرع .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

اتفاقيه كامب ديفد كم كانت الايام سعيده بالنسبه لنا نحن الاطفال الكــسالى عندما اعلنت الاتفاقيه كنا بالمدرسه بالصف الثالث الابتدائي سنة 78 لم ندرس ذلك اليوم كانت امواج الغضب تشتعل في الوطن العربي وفي مدرستي.. واما انا فامواج السعاده تراقصني في تلك الايام حيث لا دراسه ولاتقيد بالحصه لم ياتون المدرسين في ذلك اليوم كنا نسمع الصراخ في ساحت المدرسه والشتائم التي تطلق على السادات وكانو ا الاطفال
يقولون بصوت جماعي : انور السادات لبس شباصات هيه.
وكنت اردد هذه الكلمات معهم في قمة فرحتي قال صديقي الطالب الكــــــــسول ناصر والذي غلبني في الكــساله:
: فهد
: هاه
: ابوي يقول البارح تبي تصير حرب على مصر
: من يبي يحاربها
: يقول ابوي العرب
: ليه
: يقول ابوى مصر دخلت اليهود والكفار وان ريس مصر يهودي وانه يحب اليهود وعطاهم افلوس ويقول ابوي انه باع فلسطين .
: كم باعها
: مدري
: يمكن بفلوس واجد
: يمكن
: فلسطين وشنهي
: مدري
: انشد ابوك
: زين
: ريس مصر وشسمه ماقالك ابوك
: الا... السادات
: الي نغني فيه
: ايه
: بس انا احبه
: حرام عليك بعدين ربي يحطك بنار ... واردف
: انت تعرفه
: لا
: شلون تحبه
: هو اليوم فكنا من المدرسه انا ماحليت العربي.. لالاه جان طقني استاد وحيد
كان الشارع العربي في تلك الايام يبكي من مصيبة الاتفاقيه التي وقع عليها الرئيس المصري انور السادات رحمه الله . اما نحن الاطفال فلم نذكرها الا بايامها الاولى السعيده بالنسبه لنا نحن ال **الى.
في رمضان في تلك السنه بعد عطلة المدارس ... نجتمع نحن الاطفال بالليل ونلهو مع بعض ونضحك ونلعب الكره كما نلعب العاب شعبيه..... وكان في الخامس عشر من رمضان يصنعن لنا امهاتنا خرائط من قماش ونعلقها في رقابنا وندور على البيوت ونطرق الابواب ونقول بصوت جماعي هذه الكلمات:
: قرقيعان وقرقيعان..... بين اقصير ورمضان
عطونا الله يعطيكم...... بيت مكه يوديكم
وهكذا نحن الاطفال نمر على البيوت وتفتح لنا الابواب و ناخذ من الحلو ونضع في خرائطنا كانت ايامنا الاولى جميله حقاً ايام اللهو واللعب..... وكانت فرحتي بالعيد لاتوصف.. كنا نلبس الثياب الجدد ونذهب الى اقاربنا ونعايدهم.

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

يتبع
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
سياسي

السياسي
24-04-2001, 10:31 PM
قالت لي أمي اريدك ان تكون رجل افتخر فيك اريدك ان تأخذ الشهاده حتى تصبح ضابط قلت بعفويه
: بس انا مابي اصير ضابط
: وش تبى تصير
: ابي اصير تاجر
واردفت
:عشان تصير عندي فلوس
: الضابط يأخذ معاش واجد مثل التاجر
:واشري سياره بفلوسي يمه
:ايه.....وتعرس وتجيب اعيال
: ايه يمه ابعرس على خوله
: خوله منهي
: بنت البياعه ام احمد
اطلقت أمي ضحكه مجلجله لها صدى في حائط المطبخ الذي كنا نتحدث فيه
وبعد ضحكتها التي لم تعجبني قالت :
لا وانا امك نبي نجوزك مزنه بنت عمك
:لا يمه مابي مزنه..... مزنه شعرها معكرش.... وبعدين مزنه بالبر مابيها
: معاليك باجر اليا كبرت يزين شعرها ويطول .... واليمنك اخذتها تجيبها عندنا بالديره.
كانت امي تتحدث بعفويه وتتلذذ بهذا الحديث الذي يدخل السرور الي قلبها تحلم بمستقبلي الوظيفي والاجتماعي متغافله عن طفولتي تتحدث لتريح قلبها او لتسعد بأمنيتها المرتكزه على مستقبلي الذي كان بعلم الغيب.
انطلقت انا وصديقي فيصل عصراً الى الساحه البريه التى خلف منازلنا
وفي هذه الساحه وقعت عين فيصل على كلبٌ صغير واخذ يصرخ فرحاً
:فهد جلب جلب
:وينه
: عاينه هناك
رقص قلبي طرباً عندما رأيته اخذنا نعدو جهته واخذ يهرب منا كان فيصل يسبقني صرخت لفيصل قائلا
:تكفى فيصل امسكه لا ينحاش
قبض عليه فيصل بقوه
وحمله بين يديه واتى به الي
كان كلب صغير لونه ابيض وشعر جلده كثيف قلت لفيصل
: عطنيه
:ماني أنا مسكته
: احسلك عطنيه
: بس انا الي شفته اول مابي اعطكيه
:ترا احاربك
:كيفك
:زين قولي وين بتاخذه
:بوديه البيت
ضحكت واخفيت خلف ضحكتي الماكره خدعه
: عشان ابوك يذبح الجلب ويطقك ....... كيفك انا ماعلي منك وبعدين خالد وحسين انا اولا شفتهم جالسين عند بيت ابو اسعود وان شافوا الجلب معك راح ياخذونه منك...... وانا الحين امحاربك يالله اقلب وجهك ، ادرت ظهري لفيصل وذهبت ولم تبلغ خطوتي ربع المسافه بالخروج من الساحه البريه الا وفيصل ينادي وهو يهرول خلفي حاملاً الكلب
: فهد .... فهد......وقف خلاص بعطيك الجلب
ناولني فيصل الكلب ووضعته بين يدي وهرولت سريعاً به متجهاً الي البيت .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

انطلقت بالكلب الصغير الي البيت لم اجد امي بالبيت كانت في زياره الي الجيران.... دخلت الي المطبخ وفتحت الثلاجه واخذت الحليب المعلب وفتحته.. واخذت إناء صغير وصبيت الحليب فيه ووضعته للكلب الذي اسميته لاسي كنت فرح بهذا الحيوان الصغير الذي اعتقدت انه يحتاجني ويحتاج خدماتي والحقيقه هي انني انا الذي كنت احتاجه احتاج ان اتمرن عليه بعطائي الطفولي الذي استمر معي وادى بي الي مصب الاشواك.
بعد ماشرب لاسي الحليب اخذته.... الي الحمام ووضعته بالحوض ((البانيو)) وفتحت الماء عليه وحاول لاسي ان يهرب من الماء ولكن يدي كانت اقرب بالمسك به ووضعته في مكانه اخذت افرك ظهره بالصابون بقوه معها حيويه ونشاط .
انتهيت من ترويش لاسي ... واخذته بين يدي كأني احمل كنزٌ ثمين توجهت به الي الصاله واذا امي تدخل مع الباب المقابل وعندما رأتني اطلقت شهقه مليئه بالاستغراب وقالت بحده
: هذا وشنو
قلت بتردد
: جلب
قالت بحده ايضاً
: منين فدته ...... لا فدت الفيد انشالله ....
واردفت
: يالله طلع الجلب وعيني لا تشوفه بالبيت .
ذهبت من البيت لم اناقش امي خشيتاً من كعب الحذاء الذي سينطق بعد النقاش .... اخذت افكر اين اذهب وماذا اعمل الان لم يكن لي مأوى سوى صديقي فيصل توجهت الي بيت فيصل وطرقت الباب وفتح فيصل الباب وقلت له
: فيصل خذ الجلب
: ليش
:امي ماتبيه بالبيت
: بس انا خايف من ابوي
: زين امش معاي
: وين
: لساحه
: يالله
عدنا الي الساحه البريه التى وجدنا بها لاسي . اخذت افكر في طريقه لانقذ لاسي وفي الساحه البريه وجدنا حفره واسعه وعميقه بعض الشي هنا اتتني الفكره التي ابحث عنها قلت
: فيصل
: نعم
:راح نحط اللاسي بيت
: منو لاسي
: لاسي الجلب هذا
: انت سميته لاسي
: ايه
: زين وين نحط بيته
: بالحفره هذي ......... واردفت
:فيصل دور الواح خشب تلقها اهناك عند الزباله ذيك
ذهب فيصل سريعاً ودخلت انا بالحفره واخذت انظفها من الاوساخ ... اتى فيصل يسحب الالواح معه ووضعنا الالواح على فم الحفره بعد ان ادخلت لاسي داخل الحفره وبعد ان اطمئن قلبي على كلبي العزيز عدنا انا وفيصل الي منازلنا فرحين .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

أخذنا انا وفيصل نتناوب على غذاء الكلب الصغير.
فقد كلفت فيصل على افطاره اما انا فاقوم بوجبة الغداء للكلب......... كانت طرقي في كسب الغداء للاسي ... تعتمد على ذهابي الي المطبخ بعد الغداء واخذ ماتبقى من اللحم الذي اجده سواء كان لحم ضان او سمك او لحم دجاج كنت سعيداً بعملي هذا ولم يستغرب اهلي ذهابي ظهراً لانهم متعودون على ذلك... لانني كثير الخروج.
علم خالد ومجموعته الشرسه في خبر الكلب حيث رأوا فيصل في الصباح الباكر يخرج من البيت يحمل إناء فيه حليب فاستوقفه خالد وسأله اين انت ذاهب بالحليب فأبلغه فيصل بخبر الكلب لاسي فذهبوا مع فيصل لمكان الكلب وكم كانت فرحتهم عندما شاهدوه. قال خالد لفيصل انه يريد ان ياخذ الكلب ورد عليه فيصل قائلا ان الكلب ليس لي بل لفهد ولكن خالد لم يأبه لكلام فيصل بل اخذ الإناء الذي بيد فيصل وقال له ((اقلب وجهك لاتوطا في بطنك)) فاخذت شلة خالد تضحك على فيصل وكل منهم يدفعه فعاد فيصل الى البيت ....... هذا ما ابلغني فيه فيصل عندما ذهبت بالغداء للاسي ولم اجده في مكانه الذي وضعناه له فعدت الي فيصل سريعاً فابلغني بهذه الحكايه...... تألمت كثيراً لهذا الخبر وكما استشطت غضباً قلت لفيصل
: وين ودا الجلب
: مدري ... واردف
:شنو بتسوي
:بروحله واقوله يرد الجلب
: ماراح يرده لك........ واردف قائلاً
اشرايك انروح يم حمد وانقوله السالفه
:يالله
كان حمد يكبرنا بثلاثة اعوام وهو الزعيم لنا نحن الاطفال
ذهبنا الي منزله وقابلناه ثم اخبرناه بالقصه قال لنا بعد المغرب تأتون عند جدار المسجد وسننظر بالموضوع.
بعد المغرب ذهبت الي جدار المسجد الذي كان في الحي لم يذهب معي فيصل اعتذر بذهابه مع والده الى السوق ، واعرف انه كان يتهرب من المواجهه لانه جبان.
كان خالد ومجموعته متواجدون لم يكن احداً من رفاقي المقربين موجود كان حمد موجود ايضاً قالي لي حمد بعد ان جلست على الرصيف
: فهد خالد يقول الجلب له وحلف لي
: بس الجلب لي انا الي لقيته وكان معي فيصل حتى اسأل فيصل
: لابس يقول انه ضيعه بالساحه البريه ....... ادركت في نفسي ان خالد كاذب فيما قال
وبعد قليلاً من الصمت قال حمد
: عندي خطه
قلنا انا وخالد في وقتٍ واحد
: شنهو
:تسابقون ....... قال خالد
: صار
رديت عليه
: لا مايصير ايسابقك فيصل
قال حمد : شنو دخل فيصل
قلت
:فيصل لقى الجلب معي
قال خالد
:لا انا ماسابق فيصل.
كان الجميع يعلم ان فيصل سريع ولا احد يستطيع ان يسبقه.
قال حمد : خلاص تهاوشون والي يغلب ياخذ الجلب
قلت مندفعاً
: اطرحي
واطلق الجميع ضحكه ذهبت الي اقصى الشارع
خالد: اطرحي وبكسات ........ وكان يشير بقبضته تجاهي كانه يرجي باخذ الثار القديم
حمد : خلاص بكره العصر بالساحه البريه تصير الهوشه والي يفوز ياخذ الجلب
**********
عندما عدت هاتفت صديقي فيصل بالهاتف واخبرته بما حدث مع حمد وخالد والمجموعه الشرسه
وقد قال لي فيصل ان خالد يوجد معه (رنق) اشتراه قبل ايام
ذهبت في اليوم التالي عصراً ... كنت متحمساً باسترداد كلبي على ان الخوف لعب دوره عندما اقتربت من الساحه البريه ومات الحماس في ميدان الخوف.
كانوا جميعاً متواجدين مجموعتي الضعيفه المغلوب على امرها ... ومجموعة خالد الشرسه والزعيم الواثق من نفسه حمد .
التفوا حولي اناوخالد الاصحاب كالدائره وامر الزعيم ببدء المبارزه.
انقض على خالد صاحب الوجه(الكاكاوي) مستخدماً يديه التى كالفولاذ ولف يده اليمنى حول عنقي واخذ يعصرها بقوه وماكان لي الا ان ضربته بقبضت يدي على بطنه مستخدماً كل قوتي الطفوليه ترك رقبتي التى كادت ان تنقطع والتوى على نفسه قليلاً من اثر الضربه ثم ركلني بقدمه على بطني مما اسقطني على ركبتي ملتوياً ثم دفعني بيديه على ظهري واذا بوجهي يسقط على التراب واذابه يضع يديه على راسي ويدفعه بقوه على التراب قمت بقوه مستخدماًيداي بذلك والتفت اليه ووجهي مليئاً بالتراب واعطيته لكمه على عينه مما اسقطته فندفعت عليه ووضعت ركبتاي على صدره واخذت اكيل عليه اللكمات في قبضة يدي بلا شعور مني حتى اخذ يصرخ ولكنه مد يده الي جيبه واخرج (الرنق) فلكمني به على راسي مما اسال الدم من راسي ولكني استمريت في ضربه واستمرفي لكمي بالرنق حتى فرقنا الزعيم حمد.
بذلك انتهت المعرك واعلن حمد فوزي بها واخذ الكلب واعطانيه ...... وتوعد خالد ان تعرض لي او لجماعتي او لكلبي . عادلي كلبي لاسي ........ وعدنا انا ومجموعتي الى منازلنا.
----------
الرنق= اله حاده توضع باليد

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

عدت الي البيت كاسباً خاسراً . كاسباً كلبي الصغير وخاسراً دم رأسي عندما اقبلت الي البيت كانت الارض تدور حولي كما يدور القمر حول الارض دخلت الي البيت.
استقبلتني امي بالصياح والعويل من منظر الدماء التى قد غطت ثيابي اخذتني بسرعه ووضعت لفافه من القماش على رأسي لتوقف نزيف الدم وهي تبكي وتسألني من فعل ذلك بي وكعادتي معها اختلقت كذبه وقلت اني سقطت ولم تصدقني واخذت تشتم بقوه على الذي فعل بي ذلك ... اخذت تنظف الجرج وتضع (الكلونيا عليه) حتى توقف النزيف ومن ثم اتت (( بالمره )) ووضعتها على الجرح وربطت راسي بالقماش قلت لها اني اريد ان انام اني احس بالتعب فعلاً نمت نومتاً عميقه ومع نومتي زارتني الحمى زيارةً ثقيله ... واستمرت معي ثلاثة ايام لم يكن والدي موجود في تلك الايام ولذلك... لم اذهب الى الطبيت كنت بتلك الايام لا استطيع الخروج خارج البيت لتمكن الحمى من جسدي الصغير وكان صديقي فيصل يأتي بستمرار رغم عدم رغبة والدتي بزيارته لي لادركها في نفسها ان فيصل هو سبب مشاكلي
كان فيصل يأتيني باخبار الكلب لاسي وكيف انه يقوم باطعامه بستمرار وبلغني ايضاً بندم خالد الشديد تجاه ضربه لي ((بالرنق)) على راسي وانه يريد ان يعتذر لي عن فعلته هذي.
اتى والدي من السفر بعد ان ألتئام جرحي وبعد ان تعافيت تماماً من الحمى وكنت اسمع بعد الغداء حديثاً يدور بين ابي وامي في الغرفه المجاوره لصاله كانوا يتحدثون عن المنزل الجديد واننا سنذهب بعد ايام اليه فقد جهزه ابي تجهيزاً كاملاً هذا ماسمعته من حديثهم وقد دخلت الفرحه الكبيره الى قلبي الصغير الا انني فكرت في مصير لاسي وكيف اتركه هنا بعيداً عني....... خرج والدي من الغرفه واستقبلته بالسؤال
:يبه صج بنشد
: ايه وانا بوك
: وين : يم ديرتنا
: عندنا بيت اهناك يبه
: ايه
:وعمي يجينا من البر
: ايه وانا ابوك .... واردف
: ويبا ينزل عندنا ويخلي البر
: بس يبه اباخذ لاسي
: لاسي منهو
: لاسي جلبي
ضحك والدي وقال
: لا وانا ابوك وشنبا فيه
: بس ابيه
: لا وانا ابوك خل جلبك اهنيا ... واكثر ماكثر الجلاب في ديرتنا
: بديرتنا جلاب يبه
: ايه وانا ابوك واجد وخذ منها الي تبي
: فيها جلاب صغار
: ايه وانا ابوك اصغار واكبار
: زين يبه ابي جلب اصغير وابي اسميه لاسي
ضحك والدي مرةً اخرى وقال
: لا سمه حجلان
غداً سننتقل الي منطقة جديده غريبة على طفولتي ، ولذلك ذهبت اودع اصدقائي ، وودعت فيصل واوصيته بلاسي .
وقال انه سيتكفل برعايته
وفي صباح اليوم التالي ، كنا على متن السياره متجهين الي عالمي الطفولي الجديد
------

يتبع

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
سياسي

السياسي
30-04-2001, 10:51 PM
انطلقت السياره متجهه الي المنطقه الجديده التى سنقطن فيها تركت خلفي طفولتي الاولى بجمالها واحزانها الطفوليه لم التفت اليها كنت انظر الي الجديد بشوق الي البيت الجديد والي العالم الذي ينتظرني هناك انظر اليه بفرحه غامره تراقص مشاعري
قلت لابي:
: يبه متى ناصل
: قريب وانا ابوك
كانت الدقائق تمر كالايام وذلك من اشتياقي للوصول الي البيت الجديد . اخذت الوالده توزع علينا العصير والخبز المحشى بالجبن . وبعد خمس ساعات متواصله من مسير السياره وصلنا الي بيتنا الجديد كان البيت كبير جداً وجديد وكانت خلفه مزرعه كبيره ايضاً استقبلنا ... خادمنا الجديد الذي وضعه ابي قبل مده بسيطه.
لم تكن المنطقه الجديده مدينه ولم تكن ايضاً قريه كانت بين البينين لم يكن بالحي الذي فيه بيتنا الجديد الا بيت عمي القريب منا اما الباقي فقد كان صحاري موحشه كان الشارع العام يبعد عن المنزل بمئة متر وخلف الشارع تقع بعض البيوت الذي يقول والدى ان هذه البيوت بيوت اقاربنا.
اخذ الخادم ينزل الاغراض من السياره واخذت انا واخي الصغير نلعب على الدرجات في ساحة البيت الشاسعه بعد قليل اتى عمى ومعه عائلته فرحين بنا سلمت عليهم جميعهم وايضاً سلمت على مزنه صاحبت الشعر المعكرش والتى اتت بدون حذاء.

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

لم يكن في تلك القريه التى اسكن بها كهرباء او لم يصلها الكهرباء في ذلك الوقت ولذلك اشترى والدي مولد كهرباء كبير يعمل على الديزل فكان البديل للكهرباء الا ان لهُ صوت مزعج ولكن مع الايام اعتدننا على ذلك الصوت ولأننا نحن العائله الوحيده المتمدنه بين اقاربنا لم نستطيع المعايشه في هذه البيئه بسهوله حاولنا اشغال التلفاز وبعد ايام نجحنا في ذلك وكانت فرحتنا كبيره ، كان يوجد عندنا تلفاز كبير ماركة توشيبا وكان اطفال اقاربنا يجتمعون عندنا ويجلسون ينظرون الي التلفاز بتعجب واستغراب وكانوا يسألون ماهذا فكنت اجيبهم بعلو انه تلفاز ينقل الصور للمشاهده وكم عانينا من تواجدهم عندنا بسبب التلفاز كان التلفاز حديث الساعه عند الكبار والصغار ومن الرجال من رفض المشاهده له ومن ضمنهم عمي فقد كان يقول ان هذا الشي شيطان ولا يجب مشاهدته كما رمى بالدميه التى اتت بها امي لابنته مزنه وقال هذا صنم كانوا اقاربنا لهم معتقدهم الرافض لتمدننا .
اخذت الايام تلو الايام واتى وقت الدراسه ودرست في الصف الرابع وكان سنة تسعه وسبعين
كانت المدرسه عباره عن بيت شعبي لإحد اقاربنا مؤجر من قبل وزارة المعارف كان الصف الذي كنت به لا يوجد به الا خمس طلاب وكنت اكـسلهم بالطبع رغم تمدني عليهم لم تكن مدرستنا الا مجمع لأولاد البدو الذين اتوا من الصحراء واستوطنوا بهذه القريه ومنه من مازال يعيش في الصحراء فيأتي على سيارته او ياتي به ابيه الي المدرسه ويعود به في وقت الانتهاء.
كانت الاميه في تلك الايام لها المركز الاول في بلادي تلك البلاد التى صنعت ذاتها من قاع الصحراء.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

تعودت على المعايشه في المنطقه الجديده الا ان عدائي للدراسه زاد اكثر من الاول فكل يوم ياتي يزداد كرهها في قلبي.... كنت دائماً اختلق الاعذار لكي اغيب عن المدرسه ولكن امي تقف لي بالمرصاد
في يومٍ من الايام أصحتني امي لاذهب الى المدرسه فقمت وافطرت واخذت حقيبتي وتوجهت الى الممر المؤدي الي الباب الخارجي ولكنني انعطفت الي السلالم وصعدتها متوجهاً الى سطح البيت كنت ذلك اليوم لم احفظ سورة عبسى التى كان مقرر علي حفظها وكنت اخشى عصى المدرس سمير التى تعشق يداي الصغيره .
ذهبت الى سطح البيت كان الجو جميل لم يكن البرد شديد ولذلك كان النوم ينادي عيوني الناعسه صعدت الي قاعدة خزان الماء الحديدي وتوسدت حقيبتي ونمت. اعتقدت والدتي اني ذهبت الي المدرسه بينما انا اعيش في احلام النوم الجميله ومن سوء الحظ الذي لازم حياتي الصغيره والكبيره ان مدير المدرسه افتقدني ذلك اليوم وذهب الى البيت لسؤال عني فلم يجد والدي كان ذاهب في عملاً ما وخرجت ولدتي له
وسألها عني معتقداً اني اشكو مرضاً لتغيبي عن المدرسه وانصدمت والدتي من سؤاله وقالت ان فهد ذهب بالصباح الى المدرسه .
دخل الخوف والفزع على قلب امي و اعتقدت في تلك الساعه انني تعرضت لختطاف واخذت تبحث عني في كل مكان واخذ المدير كذلك يبحث وعمي وكل اقاربنا اخذوا يبحثون عني اين ذهب اين ذهب والكل يبحث عني وانا نائم فوق السطح اكتشفني خادمنا حيث رأى طرف ثوبي خارجاً من عند قاعدة خزان الماء العلوي ....... فاخذ يصرخ بين الغضب والفرح بلغه عراقيه بحته
: كاهو كاهو كاهو لحـمار
صعد الجميع الي السطح رجالاً ونساء واولهم والدتي افقت من نومي على صراخ الخادم ولكن لم اتحرك كان الخوف قد سيطر علي وعندما تواجد الجميع على سطح البيت وتاكدت امي من تواجدي ... لم تتحمل فقد سقطت على الارض ومن خوفي منها نزلت واخذت ابكي وذهبت اليها وهي ساقطه على الارض وعندما اقتربت منها دفعتني بيدها وايقنت ان هذا اعلان الحرب ضدي ولذلك ذهبت هارباً الى بيت عمي ودخلت مسرعاً واذا عمي جالسا بالصاله فبادرني بالسوال:
: وشفيك.. اليوم وراك مارحت المدرسه ، المدرس جاء ينشد عنك ...... كان عمي رجلٌ امي يحبني كثيراً ولا يعرف بالحياه الا الابل والاغنام واموراً كثيره اكل عليها الدهر ، ويغلب على عمي طابع السذاجه
: لا عمي مارحت انا امصخن ... وابوي يبا يطقني
: لا ماعليك
: انت عرفت تقرأ القرآن
: ايه ياعمي
: اجل واشهوله المدرسه مالها داعي
واردف قائلا
: تعال اهنيا
جلست في فروة عمي الدافئه وغطاني عمي بها ونمت لأنني لم اشبع من النوم فوق السطوح
بعد اقل من ساعه اتى والدي يبحث عني مهدداً متوعداً
قائلا
: وينه وينه
عمي : يارجال رح وراك
كان عمي يكبر والدي ولذلك كان ابي يحترمه كثيراً
قال والدي: الجلب هارب من المدرسه وراقد فالسطح هالسربوتي
قال عمي : مايبا المدرسه الولد هالحين يفك الخط وشهوله الدراسه
ذهب والدي بعد محاولات يائسه للامساك بي ، وتغديت ذلك اليوم عند عمي بعد ان ارويت نظري من مزنه المعكرشه التى سيكون لها دوركبير في حياتي .

ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

لم يثنيني الهرب الفاشل الذي انكشف لعائلتي بل زاد من تمردي وكرهي للمدرسه واخذت ابتكر الخطط الهروبيه من المدرسه وقد عانيت كثيراً من الهرب والاختباء بالمنازل المهجوره ومرةٌ لم احل الواجب المقرر علي ولذلك نويت عدم الذهاب الى المدرسه وخرجت من البيت وفي الطريق دخلت على حوش لاحد الاشخاص وكانت به سيارة قديمه لم يستعملها صاحبها صعدت في حوض السياره وتوسدت حقيبتي ونمت ولم تكتمل نومتي الا والسياره يدار محركها وتمشي وقمت بسرعه واخذت اطرق على زجاج السياره وبعد ثواني توقف السائق صاحب السياره ونزل منها وعندما راني اخذ يضحك قائلا
: فهد وشبلاك بالسياره
: ابوصالح جاني النوم ونمت بالسياره
نزلت من حوض السياره وذهبت الى خرابه قريبه من ذلك الحوش واكملت بها دوامي المدرسي
لم ارغب بالدراسه من اول يوم دخلتها لم احن لها ولم احبها اجدها تأسرني وانا طفلٌ احب الحريه المطلقه . اتت سنة واحد وثمانين والعالم اجمع يتحدث عن الحرب العراقيه الايرانيه وانا اتحدث لاصحابي عن السيكار وان احسن سيكار هو سيكار مالبووور الابيض حيث اني اتقنت التدخين وجربت جميع انواع السيكار .
بعد محاولات من عائلتي وعائلة عمي وافق عمي على دراسة مزنه ذات الشعر المعكرش
واخذت تدرس بجد كائي فتاه تحب الدراسه وكنت ااتيهم بستمرار فكانت تطلب مني ان اعلمها وكم كنت سعيد بذلك وكم كان الغرور يملا قلبي في ذلك الوقت وكنت اعلمها الضرب بالرياضيات لانني كنت احفظه على قلبي وكذلك كنت استمع الي قراءة الا ناشيد المقرر عليها للحفظ لم التفت الى مزنه مثل التفاتتي الى خوله بنت البياعه كانت مزنه لا تهتم الي مظهرها ولا تمشط شعرها عكس خوله التى دائما انيقه بالملابس وبعيني . اخذت الايام تجري واخذت السنوات تمضي وانا في عراكاً مستمر مع الدراسه.
اشترى لي والدى سياره جديده واخذت اتدرب على القياده وبعد مدة وجيزه كنت اكبر شخص بالمنطقه يعرف ((التفحيط ويتقنه))
فكانت دائماً سيارة النجده تلحق بي ولكن بلا جدوى دائما تفشل بصتيادي
لم ابلغ الخامسه عشر الا وانا قد عرفت شقاء الحياه الطفوليه وعرفت ايضاً لهيب الشمس الظهري وسهل الليالي العشوائيه كان في الحي فتاة جميله دائما تخرج وتذهب الي الخياط الذي بالحي وكنت اراقبها وانجذب اليها وكانت هي ايضا تبادلي الانجذاب العاطفي وفي يومٍ من الايام ذهبت الي بيتهم بالسياره وكان الوقت مساءً فكانت تقف خلف شباك احدى الغرف العلويه واوقفت السياره واخذت احدثها واذا بالرجال يخرجون من خلف البيت وينطلقون مسرعين إليه ولكنني كنت اسبق منهم فنطلقت السياره مسرعه واذا باحدهم يحذف حجاره تجاه السياره مما سبب تكسير الزجاج الامامي وكم كانت المصيبه كبيرةٌ علي وكان خوفي من ابي اشد واكبر ادخلت سيارتي في ساحة البيت الكبيره وذهبت لإنام وافكر كيف اخرج من هذي المشكله الجديده .

يتبع
^^^^^^^^^^^^^^^^^^
سياسي

السياسي
21-09-2001, 01:49 AM
اخوتي الاعضاء سانزل هذه القصه على فترات ولك ماراجوه منكم المتابعه والتوجيه الذي بالحقيقه هو ما احتاجه منكم


ودمتم

^^^^^^^^^^^^^^^^^^
سياسي

السياسي
23-09-2001, 10:01 PM
بعد تفكيرٍاستمر اكثر من ساعه غلبني النوم ولم اصحو الا على والدي وهو يشد شعر رأسي بيده بقوه ويصرخ بي قائلا:
: قم يالجلب قم نعنبو هالوجه
:اشفيك يبه
:يالسربوت وش اللي كاسرن قزاز سيارتك هاه
: الورعان يبه
: تخسي يالمروح ابك جانا جارنا يتهدد ويتوعد وحلف لو شافك اليذبحك
: والله ماسويت شي يبه
: تخسي يالحـمار... ابك مافيك طب مره ماخليت عليك شي كل شي سويته لك ابيك تسنع وتغدي رجال وتاليتها تغازل بنت جيرانك يالسربوتي انت تبي تفضحني هاه والله والله ان موتك عندي اريح من شوفتك عن حالة الردى هذي..
ثم اخذ العقال من على رأسه واخذ يضربني به بقوه
كانت امي تقف خلف ابي لم تتكلم ولم تقل شي انتها وقت تربيتها لي الا ن اصبحت لا ارد عليها اخذوالدي يضرني مرةٌ بالعقال ومره بيده على وجهي
وكنت اتحمل ضرباته ولكن لا اتحمل كلماته الموجعه التى تعصف في....
حاولت والدتي التدخل ودفعها قائلا:
: اذلفي وراج
بعد ان اجهده ضربي توقف
وقال:
: يالله امش معي
تبعته بلا كلام وسرت خلفه
توجه بي الي سيارتي وقال
: اركب يالله وشغل
ركبت السياره وركب معي
طلب مني التوجه الي الوكاله لتركيب الزجاج الامامي والذي فقده امس عند منزل الحبيبه
كانت الساعه الثامنه صباحاً
كان والدى يريد الاسراع في تركيب الزجاج حتى تكون السياره سليمه ولا يكون اثر لجريمتي الليليه حيث ان والد الفتاه اتى والدي في الصباح الباكر واخذ يتهدد ويتوعد.
انتهت هذيه المشكله على خير واخذت لا اخرج من البيت ايام وذالك لوصاة والدي

يتبع
^^^^^^^^^^^^^^^^
سياسي