السياسي
22-04-2001, 11:41 PM
الجزء الاول ) مذكرات طالب كسول .
قمت من النوم وحبوت وضرب راسي الجدار فناديت
: يمه ياه ياه
امي : هاه
: راسي وين
: راسك عليك
وبعد ان تطمنت ان راسي على عدت الي النوم.
هذه اول ذكرى في هذه الدنيا التي اشقتني صغيراً وعشقتها كبيراً.
لماذا سألت عن راسي... لاادري ولكني سألت !! سألت امي عنه.
اقبلت المدرسه وذهب ابي وسجلني بالمدرسه بالصف الاول كان عمري حين ذاك ست سنوات وست اشهر...
كم كانت لهفتي للمدرسه كنت اعد الايام حتى ادخلها ارها عالم غريباً عني اريد ان اعرفه اشترت امى الملابس والدفاتر الدراسيه ومن الفرحه اني كنت البس الملابس كل صباح كان صديقي فيصل قد سجله والده هو الاخر ومن فرحتنا انا وهو انني قلت له :فيصل شرايك نلبس ملابس الرياضه ونتسابق
: يالله
ذهبت الي البيت ولبست الدرنغسوت الاسود والفنيله الصفراء وعدت الي فيصل وقد لبس هو الاخر وتسابقنا وسبقني مع الاسف.
كانت لهفتي للمدرسه لاتوصف. وعند اخر يوم الذي تليه الدراسه سهرت الي وقت متاخر من الليل قرب الحمام حتى اذا اتى الصباح ادخل واسبح ، ولكن غلبني النوم ونمت في مكاني . اصبحنا في ذالك اليوم الدراسي الاول وصحوت نشط تملى الفرحه قلبي الصغير ادخلتني امي الحمام لتسبحني.
آلمني ذلك ولكن لم اقول كيف تسبحني امي وانا الان رجل فتحت الدش على بعد ان نزلت ملابسي
قائله : ادخل حدر الدش
: زين
اخذت تفرك جسمي بالصابون وتقول :
شفني وعلمك يافهد خلك عاقل مع المدرس ولا تهاوش
: انشالله
: لاتذكراسم الله بالحمام ياولد
: زين
: الله ماينذكر اسمه بالحمام اسغفر
: استغفر الله
: لا تضيع دفاترك الي يعطوكيها
: زين ... يالله يمه خلصت
: لا اليهالحين
وبعد قليل اردفت قائله
: يالله اطلع
طلعت واخذت تنشف جسمي والبستني الملابس واذ بالاطفال اصحابي يطرقون الباب لذهب معهم الى المدرسه .
: ياه يالله ابروح مع الربع
امي : لا انا بوديك.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
خذت يدي امي وذهبنا الي المدرسه ... كانت المدرسه لاتبعد عن البيت كثيراً وفي الطريق قلت : يمه
: هاه
: ترى ابي صفي مع الربع
: لا صفك الحالك
: لا يمه ابي مع الربع
: وشهوله عشان يغششونك .... واردفت قائله
: لا وانا امك.. انت في صف وخوياك في صف عشان مايشغلوك عن الدرس.
تضايقت من هذا الرأي ولكن لم ابدي شي . وصلنا الى المدرسه ودخلنا ، اعترتني الرهبه من هذا المكان الغريب عني.
قالت امي : يالله انا بروح وخليك شد حيلك.
دخلت بالصف الذي كان اسمي به كانت الوجوه غريبه عني .. لم اعرف احد من تلك الوجوه كنت احس اني الغريب بينهم كم تمنيت امي ساعتها فقد انستني تلك اللحظه رجولتي المزعومه.
وزع الاستاذ الكتب علينا وبعد اخذ الكتب اخذنا الدرس الاول وهو اللغة العربية .
قال الاستاذ : افتحوا على الصفحه الاولى
فتحت على الصفحه الاولى
اردف الاستاذ :
تجدون (صح) في الصفحة..... واخذ يرسم الصح بالصبوره... واردف
: يالله ياطلاب ارسموا مثله.. تحته مباشرة
اخذت القلم الرصاص واخذت البرايه وابريت القلم لقد تعلمت بري القلم قبل دخول المدرسه اخذت ارسم الصح محاولاً ان اجيده نفس الموجود بالكتاب وشتغلت المساحه مع القلم واشتغلت المساحه اكثر من القلم حتى اتيت على شق الكتاب .
اخذ يمر الاستاذ على الطلاب ليرى رسمهم وعند مروره على نظر الي كتابي وقال
: شوهذا ولااااا... ليش شاق الصفحه ولااااا وشو الصح هذا
: المساحه مو انا استاد
: المساحه
: ايه
: قوم وقف لما تكلم الاستاذ توقف
: انشالله استاد
: شواسمك الكامل ولاااا
: فهد ناصر الهندي
اخذ بعض الطلاب يضحكون من اسمي.... نظر الاستاذ اليهم وقال
: بس سكوت ..... والتفت لي قائلاً
: لا تكرر الخطأ تسمع
: زين استاد
انتهى اليوم الاول من المدرسه وعدت مع اصحابي الى بيوتنا وكنت احمل في قلبي كرهاً كبيراً للمدرسه.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
اخذت الايام تلو الايام وانا اذهب الي المدرسه اجر قدماي اليها جراً.... دائماً متاخر بالدخول اصحابي يقومون بالصباح الباكر قبل وقت الدراسه ويلعبون الكوره حتى يحين وقت الدراسه.
اما انا فأغط بالنوم وامي خلفي تصحيني قائله
: فهد...... فهد
: هاه....
: قم المدرسه يالله
: اه.... اه.... اه
: علامك
: امصخن
: قم يالله مافيك الا العافيه
: والله اني امصخن تكفين يمه ماني رايح .
: قم يالله قم اللبس فاتتك الدارسه... قم .... وجرت الغطا من وجهي وسحبت يدي.
اقول لها مريض حقيقةً كنت مريض فمرضي هي المدرسه.
هذا انا دائماً مع امي والمدرسه امي تريدني ان احب المدرسه اما انا فاحب النوم حباً شديداً اكثر من حياتي.
ومع اني كـــــــسول بالدراسه الا اني قيادي بين الاطفال كان اطفال الحي الذي اسكن به فريقين فريق المستضعفين وفريق الاقوياء ..... فريق الضعفاء انا زعيمه... والفريق الاخر زعيمه طفل اسود اللون اسمه خالد وكانوا اصحابي دائماً يلوذون بي من المجموعه الشرسه وكنت ادافع عنهم ... وكم من ضربتاً ساخنه اكلت لقاء تلك القياده .
دائماً انا وخالد نتهاوش هواشاً شرساً هو يكبرني باربعة اشهر .. وكنت اخافه ولكن لم اقول لاحد اني اخافه ولم يبدي على الخوف منه دائماً يغلبني... وقليلاً اغلبه.... ومره من المرات ضرب خالد فيصل ضربه قويه...... واتاني فيصل شاكياً
: فهد .. خالد طقني
: ليش طقك
: قال عطني افلوس وماكان عندي وقلتله ماعندي قالي كذاب وقام وطقني على بطني بكــــس...... واردف
تكفى فهد طقه.
فأخذتني الحميه وقلت:
: وينه هو
: جالس مع الربع عند طوفة المسيد
: يالله مشينا
قلتها وانا خائف ولكن انا الزعيم يجب ان اظهر القوه ...... ذهبنا وفي الطريق كان قلبي يصرخ من الخوف.
ولكن قدماي اقوى من قلبي لم تلتفت لصراخه اقتربنا.... من المسجد واذا الربع مجتمعين عند حائطه ..... وعندما اتيتهم وفيصل خلفي قلت
: خالد
: اشتبي
: ليه طقيت فيصل على بطنه
: قلتله يعطيني فلوس ماعطاني
: ماعنده قالك ابوه ماعطاه
: انت وشتبي
تبلعمت ...... وقال بعد ان وقف ... واتاني
: قولي اشتبي
: ابي اكـسرخشمك يالعبد
ولم اكمل عبارتي الا وقد دفعني بيديه القويه واذ بي اسقط على الارض من شدة الدفعه واذا الرفاق يضحكون ... وفيصل الجبان يضحك معهم ، وقمت واندفعت نحوه بقوه ووضعت يدي من خلف بطنه واسقطته على الارض واخذ يضرب ظهري بيديه واخذت يدي ووضعتها على وجهه وضغطت عليه الي الارض بقوه وتفلت مني ونهض وضربني برجله على بطني واذا بي التوي من الالم ... والتفت اليه واخذت بشعر راسه وجريته واذا به يسقط فوق الرصيف على راسه وانا فوقه واذا به يصرخ بقوه
: راسي راسي
وقمت عنه واذا بالدم قد غطى رأسه .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
عندما قام خالد..... من الارض يبكي والدماء تغطي وجهه وراسه....... اخذ الرعب يدخل الى قلبي من منظره وخفت ان يموت واسجن واعذب... كل هذه الافكار دارت في راسي بلحظات قليله....... اخذ الاصحاب خالد يجرونه مهرورين الي بيت خالد وتركوني لوحدي لم يبقى معي الا فيصل قلت:
: فيصل
:هاه
: خالد يبا يموت
: يمكن والله مدري
: اشتبيني اسوي
:مدري
:انت ورطتني
:انا اقولك طقه على بطنه مثل ماطقني ماقلتلك افلقه
:مو انا الرصيف
: انت اللي طرحته على الرصيف
: جب ياحيوان
: ليه
: كله منك ... والله ان ودوني الشرطه لقول انت اللي قلت لي طقه ..... وبعدين ليه تضحك اوولاا
: ماضحكت
: لاتجذب تعبان..... ولطمته على خده لطمه اطفت مافي قلبي من غضب عليه
اخذ يبكي وقال
: خلاص انا محاربك يافهد
: طز
ذهبت الي البيت واذا خبر المشاجره التي تمت بيني وبين خالد قد وصل الى امي وفي الصاله استقبلتني امي وبيدها الحذاء واخذت تضربني ضرباً شديداً مما دفعني الي الهرب من البيت....... ولم اتوقف الا عند بيت فيصل طرقت الباب وفتح واذ الفاتح فيصل وقلت
: فيصل امي طقتني ابجلس عندكم
: زين ادخل
وبعد ضربي لخالد وبعد ان شق الرصيف راسه ارتفع رصيدي عند الاصحاب وصار الجميع يهابني حتى خالد......
كانت هذه ايامنا الطفوليه الاولى........ مشاجرات ولهو وفي مره من المرات كنا جميعاً نجلس على كومه من الرمل امام احد المنازل التي ترمم والقريبه من بيوتنا وكان العامل المصري.. يصرخ في وجوهنا كي نذهب عن كومة الرمل ... وبعد كثيراً من الصراخ ذهب الاطفال وبقيت انا... لالشي فقط اريد ان اثير غضب ذلك العامل... وقام العامل واخذ صخره..... ورماها علي يريد تخويفي ولكن وقعت هذه الصخره على راسي مباشره وطار الدم من راسي سريعاً لم ابكي وضعت يدي على راسي وذهبت سريعاً الي البيت.. لكي اغسل راسي عن الدم اللذي غطاه.
وذهبت الي المغسله مباشره ووضعت راسي تحتها واخذ الماء ينزل على راسي واذ امي تظهر عليا من الخلف ولما رأت الدم اخذت تصيح واذ ابي ياتي على صياح امي وكان الرجال عنده بالمجلس واتى مسرعاً
وهو يقول:
: وشفيج تصيحين صحناج
: ياوه فهد مابقى براسه دم.... قال ابي موجهاً كلامه لي
: من طقك
: المصري
: وينه
: عند بيت ابوسعود
ومع صراخ امي وبكائها المستمر اخذت ابكي
ذهب ابي والرجال الذين كانوا بالمجلس خارج البيت وعندما راهم المصري هرب واخذ الرجال يهرولون
خلفه .... لكن المصري كان اسرع .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
اتفاقيه كامب ديفد كم كانت الايام سعيده بالنسبه لنا نحن الاطفال الكــسالى عندما اعلنت الاتفاقيه كنا بالمدرسه بالصف الثالث الابتدائي سنة 78 لم ندرس ذلك اليوم كانت امواج الغضب تشتعل في الوطن العربي وفي مدرستي.. واما انا فامواج السعاده تراقصني في تلك الايام حيث لا دراسه ولاتقيد بالحصه لم ياتون المدرسين في ذلك اليوم كنا نسمع الصراخ في ساحت المدرسه والشتائم التي تطلق على السادات وكانو ا الاطفال
يقولون بصوت جماعي : انور السادات لبس شباصات هيه.
وكنت اردد هذه الكلمات معهم في قمة فرحتي قال صديقي الطالب الكــــــــسول ناصر والذي غلبني في الكــساله:
: فهد
: هاه
: ابوي يقول البارح تبي تصير حرب على مصر
: من يبي يحاربها
: يقول ابوي العرب
: ليه
: يقول ابوى مصر دخلت اليهود والكفار وان ريس مصر يهودي وانه يحب اليهود وعطاهم افلوس ويقول ابوي انه باع فلسطين .
: كم باعها
: مدري
: يمكن بفلوس واجد
: يمكن
: فلسطين وشنهي
: مدري
: انشد ابوك
: زين
: ريس مصر وشسمه ماقالك ابوك
: الا... السادات
: الي نغني فيه
: ايه
: بس انا احبه
: حرام عليك بعدين ربي يحطك بنار ... واردف
: انت تعرفه
: لا
: شلون تحبه
: هو اليوم فكنا من المدرسه انا ماحليت العربي.. لالاه جان طقني استاد وحيد
كان الشارع العربي في تلك الايام يبكي من مصيبة الاتفاقيه التي وقع عليها الرئيس المصري انور السادات رحمه الله . اما نحن الاطفال فلم نذكرها الا بايامها الاولى السعيده بالنسبه لنا نحن ال **الى.
في رمضان في تلك السنه بعد عطلة المدارس ... نجتمع نحن الاطفال بالليل ونلهو مع بعض ونضحك ونلعب الكره كما نلعب العاب شعبيه..... وكان في الخامس عشر من رمضان يصنعن لنا امهاتنا خرائط من قماش ونعلقها في رقابنا وندور على البيوت ونطرق الابواب ونقول بصوت جماعي هذه الكلمات:
: قرقيعان وقرقيعان..... بين اقصير ورمضان
عطونا الله يعطيكم...... بيت مكه يوديكم
وهكذا نحن الاطفال نمر على البيوت وتفتح لنا الابواب و ناخذ من الحلو ونضع في خرائطنا كانت ايامنا الاولى جميله حقاً ايام اللهو واللعب..... وكانت فرحتي بالعيد لاتوصف.. كنا نلبس الثياب الجدد ونذهب الى اقاربنا ونعايدهم.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
يتبع
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
سياسي
قمت من النوم وحبوت وضرب راسي الجدار فناديت
: يمه ياه ياه
امي : هاه
: راسي وين
: راسك عليك
وبعد ان تطمنت ان راسي على عدت الي النوم.
هذه اول ذكرى في هذه الدنيا التي اشقتني صغيراً وعشقتها كبيراً.
لماذا سألت عن راسي... لاادري ولكني سألت !! سألت امي عنه.
اقبلت المدرسه وذهب ابي وسجلني بالمدرسه بالصف الاول كان عمري حين ذاك ست سنوات وست اشهر...
كم كانت لهفتي للمدرسه كنت اعد الايام حتى ادخلها ارها عالم غريباً عني اريد ان اعرفه اشترت امى الملابس والدفاتر الدراسيه ومن الفرحه اني كنت البس الملابس كل صباح كان صديقي فيصل قد سجله والده هو الاخر ومن فرحتنا انا وهو انني قلت له :فيصل شرايك نلبس ملابس الرياضه ونتسابق
: يالله
ذهبت الي البيت ولبست الدرنغسوت الاسود والفنيله الصفراء وعدت الي فيصل وقد لبس هو الاخر وتسابقنا وسبقني مع الاسف.
كانت لهفتي للمدرسه لاتوصف. وعند اخر يوم الذي تليه الدراسه سهرت الي وقت متاخر من الليل قرب الحمام حتى اذا اتى الصباح ادخل واسبح ، ولكن غلبني النوم ونمت في مكاني . اصبحنا في ذالك اليوم الدراسي الاول وصحوت نشط تملى الفرحه قلبي الصغير ادخلتني امي الحمام لتسبحني.
آلمني ذلك ولكن لم اقول كيف تسبحني امي وانا الان رجل فتحت الدش على بعد ان نزلت ملابسي
قائله : ادخل حدر الدش
: زين
اخذت تفرك جسمي بالصابون وتقول :
شفني وعلمك يافهد خلك عاقل مع المدرس ولا تهاوش
: انشالله
: لاتذكراسم الله بالحمام ياولد
: زين
: الله ماينذكر اسمه بالحمام اسغفر
: استغفر الله
: لا تضيع دفاترك الي يعطوكيها
: زين ... يالله يمه خلصت
: لا اليهالحين
وبعد قليل اردفت قائله
: يالله اطلع
طلعت واخذت تنشف جسمي والبستني الملابس واذ بالاطفال اصحابي يطرقون الباب لذهب معهم الى المدرسه .
: ياه يالله ابروح مع الربع
امي : لا انا بوديك.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
خذت يدي امي وذهبنا الي المدرسه ... كانت المدرسه لاتبعد عن البيت كثيراً وفي الطريق قلت : يمه
: هاه
: ترى ابي صفي مع الربع
: لا صفك الحالك
: لا يمه ابي مع الربع
: وشهوله عشان يغششونك .... واردفت قائله
: لا وانا امك.. انت في صف وخوياك في صف عشان مايشغلوك عن الدرس.
تضايقت من هذا الرأي ولكن لم ابدي شي . وصلنا الى المدرسه ودخلنا ، اعترتني الرهبه من هذا المكان الغريب عني.
قالت امي : يالله انا بروح وخليك شد حيلك.
دخلت بالصف الذي كان اسمي به كانت الوجوه غريبه عني .. لم اعرف احد من تلك الوجوه كنت احس اني الغريب بينهم كم تمنيت امي ساعتها فقد انستني تلك اللحظه رجولتي المزعومه.
وزع الاستاذ الكتب علينا وبعد اخذ الكتب اخذنا الدرس الاول وهو اللغة العربية .
قال الاستاذ : افتحوا على الصفحه الاولى
فتحت على الصفحه الاولى
اردف الاستاذ :
تجدون (صح) في الصفحة..... واخذ يرسم الصح بالصبوره... واردف
: يالله ياطلاب ارسموا مثله.. تحته مباشرة
اخذت القلم الرصاص واخذت البرايه وابريت القلم لقد تعلمت بري القلم قبل دخول المدرسه اخذت ارسم الصح محاولاً ان اجيده نفس الموجود بالكتاب وشتغلت المساحه مع القلم واشتغلت المساحه اكثر من القلم حتى اتيت على شق الكتاب .
اخذ يمر الاستاذ على الطلاب ليرى رسمهم وعند مروره على نظر الي كتابي وقال
: شوهذا ولااااا... ليش شاق الصفحه ولااااا وشو الصح هذا
: المساحه مو انا استاد
: المساحه
: ايه
: قوم وقف لما تكلم الاستاذ توقف
: انشالله استاد
: شواسمك الكامل ولاااا
: فهد ناصر الهندي
اخذ بعض الطلاب يضحكون من اسمي.... نظر الاستاذ اليهم وقال
: بس سكوت ..... والتفت لي قائلاً
: لا تكرر الخطأ تسمع
: زين استاد
انتهى اليوم الاول من المدرسه وعدت مع اصحابي الى بيوتنا وكنت احمل في قلبي كرهاً كبيراً للمدرسه.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
اخذت الايام تلو الايام وانا اذهب الي المدرسه اجر قدماي اليها جراً.... دائماً متاخر بالدخول اصحابي يقومون بالصباح الباكر قبل وقت الدراسه ويلعبون الكوره حتى يحين وقت الدراسه.
اما انا فأغط بالنوم وامي خلفي تصحيني قائله
: فهد...... فهد
: هاه....
: قم المدرسه يالله
: اه.... اه.... اه
: علامك
: امصخن
: قم يالله مافيك الا العافيه
: والله اني امصخن تكفين يمه ماني رايح .
: قم يالله قم اللبس فاتتك الدارسه... قم .... وجرت الغطا من وجهي وسحبت يدي.
اقول لها مريض حقيقةً كنت مريض فمرضي هي المدرسه.
هذا انا دائماً مع امي والمدرسه امي تريدني ان احب المدرسه اما انا فاحب النوم حباً شديداً اكثر من حياتي.
ومع اني كـــــــسول بالدراسه الا اني قيادي بين الاطفال كان اطفال الحي الذي اسكن به فريقين فريق المستضعفين وفريق الاقوياء ..... فريق الضعفاء انا زعيمه... والفريق الاخر زعيمه طفل اسود اللون اسمه خالد وكانوا اصحابي دائماً يلوذون بي من المجموعه الشرسه وكنت ادافع عنهم ... وكم من ضربتاً ساخنه اكلت لقاء تلك القياده .
دائماً انا وخالد نتهاوش هواشاً شرساً هو يكبرني باربعة اشهر .. وكنت اخافه ولكن لم اقول لاحد اني اخافه ولم يبدي على الخوف منه دائماً يغلبني... وقليلاً اغلبه.... ومره من المرات ضرب خالد فيصل ضربه قويه...... واتاني فيصل شاكياً
: فهد .. خالد طقني
: ليش طقك
: قال عطني افلوس وماكان عندي وقلتله ماعندي قالي كذاب وقام وطقني على بطني بكــــس...... واردف
تكفى فهد طقه.
فأخذتني الحميه وقلت:
: وينه هو
: جالس مع الربع عند طوفة المسيد
: يالله مشينا
قلتها وانا خائف ولكن انا الزعيم يجب ان اظهر القوه ...... ذهبنا وفي الطريق كان قلبي يصرخ من الخوف.
ولكن قدماي اقوى من قلبي لم تلتفت لصراخه اقتربنا.... من المسجد واذا الربع مجتمعين عند حائطه ..... وعندما اتيتهم وفيصل خلفي قلت
: خالد
: اشتبي
: ليه طقيت فيصل على بطنه
: قلتله يعطيني فلوس ماعطاني
: ماعنده قالك ابوه ماعطاه
: انت وشتبي
تبلعمت ...... وقال بعد ان وقف ... واتاني
: قولي اشتبي
: ابي اكـسرخشمك يالعبد
ولم اكمل عبارتي الا وقد دفعني بيديه القويه واذ بي اسقط على الارض من شدة الدفعه واذا الرفاق يضحكون ... وفيصل الجبان يضحك معهم ، وقمت واندفعت نحوه بقوه ووضعت يدي من خلف بطنه واسقطته على الارض واخذ يضرب ظهري بيديه واخذت يدي ووضعتها على وجهه وضغطت عليه الي الارض بقوه وتفلت مني ونهض وضربني برجله على بطني واذا بي التوي من الالم ... والتفت اليه واخذت بشعر راسه وجريته واذا به يسقط فوق الرصيف على راسه وانا فوقه واذا به يصرخ بقوه
: راسي راسي
وقمت عنه واذا بالدم قد غطى رأسه .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
عندما قام خالد..... من الارض يبكي والدماء تغطي وجهه وراسه....... اخذ الرعب يدخل الى قلبي من منظره وخفت ان يموت واسجن واعذب... كل هذه الافكار دارت في راسي بلحظات قليله....... اخذ الاصحاب خالد يجرونه مهرورين الي بيت خالد وتركوني لوحدي لم يبقى معي الا فيصل قلت:
: فيصل
:هاه
: خالد يبا يموت
: يمكن والله مدري
: اشتبيني اسوي
:مدري
:انت ورطتني
:انا اقولك طقه على بطنه مثل ماطقني ماقلتلك افلقه
:مو انا الرصيف
: انت اللي طرحته على الرصيف
: جب ياحيوان
: ليه
: كله منك ... والله ان ودوني الشرطه لقول انت اللي قلت لي طقه ..... وبعدين ليه تضحك اوولاا
: ماضحكت
: لاتجذب تعبان..... ولطمته على خده لطمه اطفت مافي قلبي من غضب عليه
اخذ يبكي وقال
: خلاص انا محاربك يافهد
: طز
ذهبت الي البيت واذا خبر المشاجره التي تمت بيني وبين خالد قد وصل الى امي وفي الصاله استقبلتني امي وبيدها الحذاء واخذت تضربني ضرباً شديداً مما دفعني الي الهرب من البيت....... ولم اتوقف الا عند بيت فيصل طرقت الباب وفتح واذ الفاتح فيصل وقلت
: فيصل امي طقتني ابجلس عندكم
: زين ادخل
وبعد ضربي لخالد وبعد ان شق الرصيف راسه ارتفع رصيدي عند الاصحاب وصار الجميع يهابني حتى خالد......
كانت هذه ايامنا الطفوليه الاولى........ مشاجرات ولهو وفي مره من المرات كنا جميعاً نجلس على كومه من الرمل امام احد المنازل التي ترمم والقريبه من بيوتنا وكان العامل المصري.. يصرخ في وجوهنا كي نذهب عن كومة الرمل ... وبعد كثيراً من الصراخ ذهب الاطفال وبقيت انا... لالشي فقط اريد ان اثير غضب ذلك العامل... وقام العامل واخذ صخره..... ورماها علي يريد تخويفي ولكن وقعت هذه الصخره على راسي مباشره وطار الدم من راسي سريعاً لم ابكي وضعت يدي على راسي وذهبت سريعاً الي البيت.. لكي اغسل راسي عن الدم اللذي غطاه.
وذهبت الي المغسله مباشره ووضعت راسي تحتها واخذ الماء ينزل على راسي واذ امي تظهر عليا من الخلف ولما رأت الدم اخذت تصيح واذ ابي ياتي على صياح امي وكان الرجال عنده بالمجلس واتى مسرعاً
وهو يقول:
: وشفيج تصيحين صحناج
: ياوه فهد مابقى براسه دم.... قال ابي موجهاً كلامه لي
: من طقك
: المصري
: وينه
: عند بيت ابوسعود
ومع صراخ امي وبكائها المستمر اخذت ابكي
ذهب ابي والرجال الذين كانوا بالمجلس خارج البيت وعندما راهم المصري هرب واخذ الرجال يهرولون
خلفه .... لكن المصري كان اسرع .
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
اتفاقيه كامب ديفد كم كانت الايام سعيده بالنسبه لنا نحن الاطفال الكــسالى عندما اعلنت الاتفاقيه كنا بالمدرسه بالصف الثالث الابتدائي سنة 78 لم ندرس ذلك اليوم كانت امواج الغضب تشتعل في الوطن العربي وفي مدرستي.. واما انا فامواج السعاده تراقصني في تلك الايام حيث لا دراسه ولاتقيد بالحصه لم ياتون المدرسين في ذلك اليوم كنا نسمع الصراخ في ساحت المدرسه والشتائم التي تطلق على السادات وكانو ا الاطفال
يقولون بصوت جماعي : انور السادات لبس شباصات هيه.
وكنت اردد هذه الكلمات معهم في قمة فرحتي قال صديقي الطالب الكــــــــسول ناصر والذي غلبني في الكــساله:
: فهد
: هاه
: ابوي يقول البارح تبي تصير حرب على مصر
: من يبي يحاربها
: يقول ابوي العرب
: ليه
: يقول ابوى مصر دخلت اليهود والكفار وان ريس مصر يهودي وانه يحب اليهود وعطاهم افلوس ويقول ابوي انه باع فلسطين .
: كم باعها
: مدري
: يمكن بفلوس واجد
: يمكن
: فلسطين وشنهي
: مدري
: انشد ابوك
: زين
: ريس مصر وشسمه ماقالك ابوك
: الا... السادات
: الي نغني فيه
: ايه
: بس انا احبه
: حرام عليك بعدين ربي يحطك بنار ... واردف
: انت تعرفه
: لا
: شلون تحبه
: هو اليوم فكنا من المدرسه انا ماحليت العربي.. لالاه جان طقني استاد وحيد
كان الشارع العربي في تلك الايام يبكي من مصيبة الاتفاقيه التي وقع عليها الرئيس المصري انور السادات رحمه الله . اما نحن الاطفال فلم نذكرها الا بايامها الاولى السعيده بالنسبه لنا نحن ال **الى.
في رمضان في تلك السنه بعد عطلة المدارس ... نجتمع نحن الاطفال بالليل ونلهو مع بعض ونضحك ونلعب الكره كما نلعب العاب شعبيه..... وكان في الخامس عشر من رمضان يصنعن لنا امهاتنا خرائط من قماش ونعلقها في رقابنا وندور على البيوت ونطرق الابواب ونقول بصوت جماعي هذه الكلمات:
: قرقيعان وقرقيعان..... بين اقصير ورمضان
عطونا الله يعطيكم...... بيت مكه يوديكم
وهكذا نحن الاطفال نمر على البيوت وتفتح لنا الابواب و ناخذ من الحلو ونضع في خرائطنا كانت ايامنا الاولى جميله حقاً ايام اللهو واللعب..... وكانت فرحتي بالعيد لاتوصف.. كنا نلبس الثياب الجدد ونذهب الى اقاربنا ونعايدهم.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
يتبع
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
سياسي