( قليل من الحوار يثمر : ... حديث الروح للروح يسري )
بسم الله الرحمن الرحيم = = قالَ أخي وهو يحاورني ذاتَ يومٍ : دعنا نعطرُ مجلسنا هذا بحديث الروح للروح ، فـ : حديث الروح للأرواح يسري ** وتدركه القلوب بلا عناء ثم تبسم وواصل كلامه قائلاً : من يدري لعلنا بهذا الحديث الشجي ، نحرك جملةً من المعاني الراقية الدفينة في طيات قلوبنا ، فينفعنا الله بها في مستقبل أيامنا .. بل أقول لك الحق ، ولن أقول لك غير الحق : أن مجلساً هذا شأنه ، لا أشك إلا أن أهله يُعرضون قلوبهم لنفحات الله ، تهب على أرواحهم فتحييها ، وهذا ما نأمل أن نصل إليه .. وهل غايتنا إلا أن يرضى الله عنا ؟ ثم إننا بهذا ومثله نجعل مجالسنا متميزة ، بين مجالس الآخرين ممن يقضوك أوقاتهم في قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة الجهد والمال ! قلت وأنا أشعر بحالة فرح غير عادية تهب على قلبي المكدود : أحسب أن الله ساقكَ إليّ في هذا اليوم ، لتنتشلني من حالة إحباط تسللت إلى نفسي ، فإني أحسب أن الله أراد بي الخير بالجلوس إليك ، والحوار معك ، والانتفاع بك .. فسبحان الله الذي ساقك في هذا الظرف بالذات ..! قال صاحبي وهو يحاورني : إذن دعني أسألك وأسأل نفسي في نفس الوقت : ماذا أثمر لك الإيمان بالله جل جلاله ، وأنت تمضي في رحلة الإيمان منذ سنوات !؟ صمتُُ ولم أنبس بكلمة ، وقبل أن أجيب استرسل في كلامه قال : لا أنتظر منك جوابا ، لأن السؤال أسوقه كذلك إلى نفسي ! فدعني أفرغ ما في نفسي ، كأنما أحدث نفسي ..! قال : الأصل أن روح الإيمان إذا سرت في حنايا القلب ، فتلبست بها الروح ، وهزتها ، أن يثمر لك ذلك ثمرات كثيرة ورائعة ومبهرة ومبهجة .. منها : أن تجد إنشراحاً في النفس ، وبهجة في الروح ، وطمأنينة في القلب ، وأنساً في الوحدة ، وهمة في العمل ، ورغبة في المعالي ، وشوقاً إلى الآخرة ، وضيقاً من المعصية تتعثر فيها ، وحرجاً شديداً من طول الغفلة عن الله سبحانه ، إذا مرت بك ساعة تغيب فيها عن الله مشغولاً بهواك !! بل يثمر لك الإيمان العميق استسلاماً عجيبا ومبهراً للقضاء والقدر _ مع العمل اللازم لمدافعة قدر الله بقدر الله _ ! ولهذا نلح دائماً ونعيد ونكرر لنقرر : إن الإيمان بالله أعظم هبة من الله لهذا الإنسان على هذه الأرض ، نعم والذي فطر الخلق وبرأ النسمة ، إن الإيمان بالله سبحانه هو أعظم نعمة على الإطلاق ، ولا توازيها أية نعمة مهما كانت ومهما بلغت ، ومهما عظمت في عيون الناس ..! بالإيمان العميق المتغلغل في جذر القلب ، والذي تتشربه الروح ، وتنفعل معه وبه النفس ، وتشع أنواره في زوايا القلب ، بهذا الإيمان يأوي الإنسان إلى ركن ركين شديد ، ويجد الإنسان في يده أقوى سلاح على الإطلاق ، يواجه به شدائد الدنيا ، وفتن الحياة ، وأكدار الزمان ، وتقلبات أحوال الناس معه وعليه ..! إن من أعظم ثمرات الإيمان : أنه يزرع في القلب ( تعظيم ) الله سبحانه في القلب ، تعظيماً يتولد عنه الهيبة من الله ، والحب له ، والانجذاب إليه ، والتفكير الدائم في مراضيه ، والحرص على تحصيل رضاه ، والثقة به ، وحسن التوكل عليه ، واليقين أن خزائن كل شيء بيده وحده ، ليس لقوة في الأرض شيئاً منها ، ومن ثم يطمئن إلى ما قضاه له ، وقدره عليه ، ويقنع بما يسره له ، ويديم المراقبة له ، ويعيش بقلبه معه ، ودوران اللسان بذكره ومناجاته ، والحديث عنه ، والدعوة إليه ، بل ويثمر الحياء منه .. والحياء لا يأتي إلا بخير ، ولا يتولد عنه إلا كل خير .. ! وهذه الثمرات كله ليست سوى غيض من فيض ، وقطرة في بحر ، فإنما ذكرنا رؤوس أقلام ، وعناوين ، وإلا فإن الأمر أبعد مما ذكرنا ..! ومن ثمّ فيلزم الإنسان العاقل الذي وقف على مثل هذه الثمرات وعرفها أو سمع عنها : أن يجعل همه مقصورا محصوراً في تحصيل هذا الإيمان ، وغرس شجرته في أرض قلبه ، ثم رعايته وتعهده ، والعناية به ، وتجديده ، وتفعيله ، وتقويته ، ومراقبة ثمراته ، وأين وصل منسوبه ، وماذا بعد الخطوة التالية ، وكيف يتم صقله وتجديده ، وهكذا .. إن الإيمان شجرة طيبة مباركة أصلها ثابت في جذر القلب ، وفروعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ..! سكت أخي بعد هذه الرحلة الشجية المشرقة ، التي شعرت بصداها وبركتها بوضوح في قلبي ، فبادرت أسأله حتى يتصل حديث الروح للروح ، ولا ينقطع عند هذه المحطة . قلت : فكيف يزيد الإيمان ويقوى ويتجذر ..!؟ قال : إن مما يحفظ الإيمان ويزيده ويقويه ويصقله ويجدده أمور كثيرة منها : كثرة ذكر الله سبحانه في كل وقت وحين ، وحيثما حملتك قدماك ، منذ مطلع الصباح وحتى تضع رأسك على الوسادة لتنام ... ذكر دائم لا ينقطع ، ولسان لاهج لا يمل ولا يكل .. وجرعة أخرى مصاحبة : هي الإقبال بهمة على النوافل _ ولكن بعد الفراغ من الفرائض أولاً _ فإن النوافل طريق لتحصيل محبة الله لك ، وجرعة ثالثة : وهي كثرة الإقبال على كتاب الله سبحانه ، قراءة وتدبرا ومدارسة مع غيرك ، وجرعة رابعة ، وهي : إدامة التفكر في اسماء الله الحسنى ، وصفاته العليا ، وآثارها في دنيا الواقع ، والتفكر في نعم الله عليك وعلى الخلائق ، وآلائه عندك وعند غيرك من الذرة إلى المجرة ، والتفكر في الدنيا والآخرة ، والجنة والنار ، والتفكر في حسن تصاريف الله معك ، ولطفه بك ، ورحمته لك ، وحلمه عليك ، وفرحه بعودتك إليه ، إن التفكر في مثل هذه المعاني من أرقى الأعمال عند الله ، فإن دقائق من حسن التفكر في هذه الدوائر قد يكون بمثابة شرارة التفاعل بين قلبك وبين الإيمان الحق الذي سيفجر ينابيع قلبك كلها ، وتجني منه خيرات وبركات وأنوار هذه النعمة العظيمة الجليلة .. ولا ننسى أن مما يزيد الإيمان قوة وصقلا وبهاء : متابعة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم والتأسي به ، وذلك معناه: أن تقبل على سيرته وسنته وتعيش في رحابها وتلتقط دررها ، وتعمل بما تسطيع العمل به ، وتجاهد نفسك على ذلك ، ثم جرعة أخرى وليست أخيرة : وهي أن تحمل هم الدعوة إلى هذا الدين تبلغه إلى الآخرين حيثما رحلت أو نزلت ، بالحكمة والموعظة الحسنة ، تبتغي وجه الله سبحانه .. قال الراوي : هززت رأسي وأنا أداري وجهي عن أخي ،فقد ترقرقت عيناي بالدموع وأخذت ألهج بالدعاء أن يكرمني الله بمثل هذا الإيمان ، ويحققني بمثل هذه المعاني الراقية . = = = الموضوع : خلاصة حوار طويل ذو شجون حول هذه المعاني الراقية.. وبالله التوفيق .. |
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته شيخنا الفاضل – بو عبد الرحمن هذا هو الأصل (( أن روح الإيمان إذا سرت في حنايا القلب ، فتلبست بها الروح ، وهزتها ، أن يثمر لك ذلك ثمرات كثيرة ورائعة ومبهرة ومبهجة ..) وهذه هي الحقيقة ((إن الإيمان بالله أعظم هبة من الله لهذا الإنسان على هذه الأرض ، نعم والذي فطر الخلق وبرأ النسمة ، إن الإيمان بالله سبحانه هو أعظم نعمة على الإطلاق ، ولا توازيها أية نعمة مهما كانت ومهما بلغت ، ومهما عظمت في عيون الناس ..!)) ولكن أين الإنسان العاقل الذي (( يجعل همه مقصورا محصوراً في تحصيل هذا الإيمان ، وغرس شجرته في أرض قلبه ، ثم رعايته وتعهده ، والعناية به ، وتجديده ، وتفعيله ، وتقويته ، ومراقبة ثمراته ، وأين وصل منسوبه ، وماذا بعد الخطوة التالية ، وكيف يتم صقله وتجديده ، وهكذا ..)) اللهم إنا نسألك زيادة الإيمان و الثبات على الدين وان تشرح صدورنا للحق و الإسلام موضوع مهم ونحتاج إلى التذكير و به وخصوصا مما يحفظ الإيمان ويزيده ويقويه ويصقله ويجدده نفعنا الله بما نقرأ و لا حرمك الأجر وبالله التوفيق |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت افاضلة / عقد الياسمين
..... حفظك الله من كل شر .. وأعانك ووفقك نعم والله .. اللهم إنا نسألك زيادة الإيمان و الثبات على الدين ونسأله أن : يشرح صدورنا للحق و الإسلام كما نسأله أن : يحفظ لنا الإيمان ويزيده ويقويه ويصقله ويجدده ونسأله كذلك أن ينفعنا بما نقرأ وما نكتب و لا حرمنا مضاعفة الأجر اللهم آمين بارك الله فيك حيثما كنت .. وأسأله سبحانه أن يجعلك مباركة دائما أينما حللت ونزلت اللهم آمين |
الساعة الآن » 02:40 AM. |
Powered by: vBulletin Version 3.0.16
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.