الاستخارة والتوكل من أساسيات علم التخطيط
يوسف بافليح: الاستخارة والتوكل من أساسيات علم التخطيط حوار/ أحمد عبد العزيز أكد خبير سعودي مختص في برامج التعلم السريع بأن عدم الاهتمام ببناء الشخصية وتنمية القدرات الذاتية يشكل أحد عوامل تأخر الأمة الإسلامية. وقال يوسف سالم بافليح في حديث مع (الإسلام اليوم) إن تنمية الشخصية المقصود به عندنا كمسلمين يشمل جوانب متعددة أهمها الجانب الروحي والعلاقة مع الخالق عز وجل. وكشف بافليح أن الاستخارة والتوكل من أساسيات علم التخطيط، وهذا ما لا يعرفه الغرب، مشيراً في هذا الصدد إلى أن الغربيين يذكرون في مؤلفاتهم عن التوكل ويسمونه (مخاطرة risk) فإلى الحوار.. التركيز على بناء الشخصية وتنمية القدرات الذاتية أمر مسلم به شرعاً. هل ترى أن سبب تأخر الأمة الإسلامية هو عدم الاهتمام بهذا الجانب في حقبة من حقبها التاريخية؟ حقيقة أن الإسلام دين متكامل، يهتم بالفرد والجماعة، ومنذ بداياته الأولى وهو يركز على بناء الشخصية لمن يعتنقه، وعلم تنمية الذات من العلوم أو قل الفنون الحديثة التي تعرف عليها الغربيون من الحضارات والثقافات المختلفة، والجهد الذي بذلوه انحصر في إعادة صياغة هذه المفاهيم بطريقة يمكن للشخص العادي تطبيقها دون جهد إضافي، ووضعها في قالب سموه (علم) أو (فن) تنمية أو تطوير الذات أو برامج التعلّم الفعّال، وانبثق منه فن التعلم السريع، وأهم محاور علم أو فن تطوير أو تنمية الذات، وقدم بطريقة عملية تطبيقية بعيدة كل البعد عن الجانب أو الطرح الوعظي، ويتضمن هذا العلم محاور كثيرة أهمها المحور الرئيس والذي يتضمن الجوانب: العبادي أو الروحي (العلاقة مع الخالق عز وجل) والجانب الشخصي (العلاقة مع النفس)، والجانب الجسدي (الصحة النفسية والجسدية) والجانب الاجتماعي (العلاقة مع الآخرين)، والجانب التطويري والجانب المالي. وفيما يخص شق سبب تأخر الأمة الإسلامية فهو عدم الاهتمام بهذا الجانب، وبلا أدنى شك هو عامل هام من ضمن العوامل التي ساهمت في تخلّف أفراد الأمة، ويجب على المهتمين بنهضة هذه الأمة أن يلتفتوا لهذا العلم، ويحاولوا اقتحامه وإعادة صياغته بالطريقة التي تتلاءم مع الطروحات المقبولة في شرعنا، ولكن بشرط أن تتسم الصياغة بسهولة التطبيق وبعيدة عن الصياغة الوعظية. هل كون العلوم الإدارية علوماً حديثة -لاسيما علم تنمية الذات- ساهم في عدم اهتمام المسلمين بها؟ المناهج الدراسية للنشء خالية تماماً وبعيدة كل البعد عن مثل هذه المفاهيم العملية والتي تختصر الطريق في بناء الشخصية المسلمة، وتؤسسها تأسيساً قوياً إذا ما تم إعادة صياغتها بالطريقة المرجوة، أما كون أننا نرفض كل جديد، ونحاول استهجانه فهذه طامة هذه الأمة، وقد ذكرت في ندوات وملتقيات مختلفة بأهمية وجود جهة مستقلة على مستوى العالم الإسلامي تهتم بهذا الجانب بشكل متخصص، وأُطلق على سبيل المثال فكرة إنشاء (المؤسسة الإسلامية لتطوير القدرات)، وتكون مدعومة من الشعوب والحكومات، ويساهم فيها كل المهتمين بهذا الجانب، أما أن يترك الأمر للاجتهادات الشخصية فلن يكون هناك تقدم في هذا الجانب على المدى الطويل. في رأيك: هل الاستخارة والتوكل على الله والإيمان بالقدر تعارض التخطيط للمستقبل؟ أتذكر منذ أربع سنوات كان لي تعاون مع أول كلية إدارة الأعمال أهلية بجدة (CBA) فطلب مني الإخوة في الكلية تصميم منهج مساند لخريجي المرحلة الثانوية الذين يلتحقون بالكلية، فوفقني الله بإعداد هذا المنهج المساند، والذي أسميته (تعلم كيف تحدد أهدافك وتحققها) وطبعته الكلية بشكل استثنائي وبكمية كبيرة، ووُزع على الشباب بمدينة جدة بتوصية من العميد السابق للكلية د. مازن بليلة وعلى نفقة رجل الإعمال د. عبد الله دحلان، وذكرت في مؤلفي هذا أن الاستخارة والتوكل من أساسيات علم التخطيط وهذا لا يعرفه الغرب، والغربيون يذكرون في مؤلفاتهم عن التوكل ويسمونه (مخاطرة risk) طبعاً التوكل غير المدروس، أما التوكل المدروس بعد أخذ الأسباب فهو المطلوب في ديننا، والذي يُبنى عليه أي تخطيط، ومن يقول غير ذلك فهو يجانب الصواب. هل الفجوة التي تعيشها بعض المجتمعات الإسلامية مع العلوم الإدارية وتطوير الذات وتنمية القدرات سببها أن هذه العلوم جاءت من الغرب، ولم تراع خصوصية مجتمعاتنا الإسلامية مما سبب هذه الفجوة؟ وكيف يمكن القضاء على هذه الفجوة؟ وما دور المتخصصين في العلوم الإدارية في عالمنا الإسلامي؟ بشكل عام لا بد لنا نحن كمسلمين أن نعلم أن كل ما يأتي من الغرب هو ليس شراً محضاً، وكذلك يجب أيضاً ألاّ نتوقع بأنه سوف يراعي خصوصياتنا تحن كمسلمين وإذا اتفقنا على هذا القول يمكن أن ننطلق في مجال التعرف على كافة العلوم، بما فيها العلوم الإدارية وعلم تنمية الذات، وهنا أقف وأتذكر كلمة للمفكر الإغاثي د. فريد قرشي -رحمه الله- ويقول (إن المشكلة الأساسية لهذه الأمة هي مشكلة إدارة وليست مشكلة موارد)، ولا يمكن القضاء على هذه الفجوة إلاّ بمساندة الدعاة والعلماء وطلاب العلم بحيث يتم التوعية لأهمية تعلم هذه العلوم وإعادة صياغتها بما يتلاءم مع شرعنا، وعلى المتخصصين في العالم الإسلامي توحيد جهدهم من خلال إنشاء مؤسسة إسلامية لرعاية هذا الجانب من حيث الأبحاث والتدريب. تشير الدراسات والأبحاث أن الأشخاص الذين يضعون أهدافاً لأنفسهم أكثر نجاحاً من غيرهم.. ما تعليقكم على هذا الأمر وأهميته؟ بلا شك أن الذي يسير في هذه الحياة بهدف وخارطة محددة (وهذا ما فعله الإسلام مع أتباعه) يصل إلى غايته، بعكس من ليس لديه هدف وخارطة لتحقيق هذا الهدف. هل علم تنمية الذات يُعدّ رحلة لبداية حياة جديدة؟ وأي انطلاقة ناجحة تكون بوضع هدف طموح وهذا ما يركز عليه هذا العلم، وتكون الانطلاقة ناجحة إذا ما تم تحديد هذا الهدف بشكل جيد وفق الموارد المتاحة (نقاط الضعف والقوة والفرص الموجودة والمخاطر المحتملة وقبلها الإخلاص) سواء للفرد أو الجماعة. هل ترى أن علم تنمية الذات منوط بالشخص نفسه؟ أم يجب أن يربي الوالدين الأبناء على الاهتمام بهذا العلم؟ الوالدان والمدرسة والمجتمع لهم دور كبير في بناء ذات الأبناء، أما الأساس رغبة الشخص في أن يطور قدراته، وإذا لم تكن هناك رغبة من الشخص نفسه فإن أي مشروع لا ينجح سواء تعلق بتنمية الذات أو غيره. وما تعليقكم على المناهج الدراسية في العالم الإسلامي، وهل ساهمت في إقصاء مثل هذه العلوم المهمة؟ تحتاج المناهج إلى إعادة النظر من قبل المختصين الذين يشعرون بمسؤولية تجاه أبناء هذه الأمة. هل ترى أن كثرة الدورات التدريبية في جوانب تنمية الذات ظاهرة صحية؟ جودة الدورات التدريبية في تطوير الذات أهم من كثرتها، الكيف لا الكمْ، وكذلك القائمون بتقديم هذه الدورات ومدى تأهيلهم، وكذلك بأن تكون التوعية من قبل العلماء والدعاة وأصحاب الفكر والرأي لتفعيل هذه العلوم. وما توجيهكم للشباب للإفادة من مثل هذه العلوم؟ وكيف يحققون الفائدة منها؟ على الشباب أن يستثمروا أوقاتهم الضائعة في البحث عن هذه الدورات وحضورها، كما أن هناك قنوات تهتم بهذا المجال مثل قناة سمارت والنجاح والرسالة، كما أشيد بالقادرين من المسلمين بالمساهمة في تنشيط مثل هذه الدورات، وفي مدينة جدة هناك جمعية الإلكترونية لتطوير الذات (تحت الإنشاء) والتي يرأسها الدكتور سليمان العلي، أرجو من القادرين دعم هذه الجمعية، ليعم خيرها على العالم الإسلامي. |
ايه والله صدقت...
جزاك الله خير يا العهد |
أخي العهد, كما ذكرت, لأيجب على الشخص الوصول الى أهدافه بعشوائية وعفوية مطلقة, بل المفروض على الطالب لغايته التدبير والتخطيط بوضعه لخطوات مدروسة ومحكمة لكى يسهل له تنفيذها.
شاكر لك على الفائدة.. |
الساعة الآن » 08:49 PM. |
Powered by: vBulletin Version 3.0.16
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.