شارون يرفض وقف العمليات العدوانية قبل سحق تنظيمات المقاومة الفلسطينية ومستعد للتفاوض مع" القادة العرب المعتدلين"?!
القدس ـ وكالات الأنباء
عائلة فلسطينية تغادر مخيمها بالقرب من الخليل بعد تعرضه للقصف الاسرائيلى
في تحد سافر للمجتمع الدولي وقرارات مجلس الأمن, وجميع المساعي السلمية, أعلن أرييل شارون رئيس وزراء إسرائيل أمس أن العمليات العسكرية العدوانية الجارية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية سوف تستمر, وأنه لن يتقرر أي انسحاب لقوات الجيش الإسرائيلي من مناطق السلطة الفلسطينية التي اجتاحتها القوات الإسرائيلية, إلا بعد إتمام الأهداف المحددة لها, وعلي رأسها سحق ما وصفه بـ التنظيمات الإرهابية الفلسطينية.
وقال شارون ـ في خطاب مطول أمام البرلمان الإسرائيلي( الكنيست) خلال جلسة خاصة عقدت أمس ـ إن حكومته لن تتفاوض مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات واعتبره زعيما إرهابيا. ووصف المراقبون خطاب شارون بأنه محاولة لإجهاض مهمة كولين باول وزير الخارجية الأمريكية قبل أن تبدأ.
واتهم شارون الرئيس الفلسطيني بإقامة نظام إرهابي, مشيرا إلي أن مقر السلطة في رام الله يؤوي حاليا شخصيات مدانة بتمويل عمليات ضد إسرائيل, ومنهم فؤاد الشوبكي, وهو من أبرز معاوني عرفات.
وكانت إسرائيل قد اتهمت الشوبكي بالإشراف علي شراء صفقة أسلحة من إيران, فيما عرف بقضية السفينة كارين ـ إيه.
وفيما يتعلق بالوضع في كنيسة المهد في مدينة بيت لحم, أكد شارون أن حصارها سوف يستمر إلي أن يسلم الفلسطينيون المتحصنون داخلها أنفسهم لقوات الجيش.
وأكد أن إحلال السلام مع الفلسطينيين مرتبط بظهور ما وصفه بـ قيادة فلسطينية مسئولة بعد انتهاء عمليات الجيش الإسرائيلي في أراضي الحكم الذاتي الفلسطينية. وقال إن هذه القيادة المنشودة سوف تتولي مسئوليات الحكم في الأراضي الفلسطينية علي أن تتعهد بمنع استخدام الأراضي الخاضعة لسلطتها في شن اعتداءات ضد إسرائيل. وأشار إلي أن الجيش سوف يقيم مناطق أمنية عازلة داخل الضفة عقب الانسحاب الذي لم يحدد له أي توقيت.
وأضاف أن هذه العملية أسفرت حتي الآن عن اعتقال1500 فلسطيني كانت تلاحقهم جهات الأمن الإسرائيلية, منهم500 شاركوا في عمليات مقاومة. وفي مناورة مفضوحة لتخفيف نبرة التعصب الأعمي في خطابه, قال شارون إن حكومته ترحب بمبادرة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي عهد السعودية, ولكنه أشار إلي أن هذه المبادرة تصلح أساسا يمكن التفاوض عليه, ولا تقبل علي إطلاقها. وأعرب عن استعداده لإجراء محادثات دون قيد أو شرط مع من وصفهم بالقيادات المعتدلة في العالم العربي, وفي أي مكان يقع الاختيار عليه.
ولكنه سارع بالعودة إلي مواقفه المتصلبة, مؤكدا رفض إسرائيل لعودة اللاجئين الفلسطينيين إلي أراضيهم, كما شدد علي أن قضية الحدود قابلة للتفاوض, فيما وصف بتأكيد جديد لاستحالة قبول حكومته العودة إلي حدود الرابع من يونيو1967. وقال شارون إنه سوف يبلغ كولين باول وزير الخارجية الأمريكية بموقفه الداعي لعقد محادثات سلام مع قيادات عربية خلال جولته في المنطقة.
ومن ناحية أخري, أعرب السيد أحمد ماهر وزير الخارجية عن استياء مصر البالغ من خطاب شارون, مشيرا إلي أنه يثبت أنه رجل عدواني, وحريص علي الاستمرار في سياساته العدوانية. وأكد ماهر أن الوضع الآن أصبح غاية في السوء داخل الأراضي الفلسطينية. وأبدي استغرابه للصمت العالمي تجاه الجرائم التي يقترفها الجيش الإسرائيلي حاليا ضد الفلسطينيين. وقال إن الجنود الإسرائيليين يعتدون علي المستشفيات, وحرمة دور العبادة المسيحية والمسلمة, ويمنعون علاج الجرحي الفلسطينيين في إطار سلسلة من الإجراءات الاستفزازية. وفي أول تعقيب فلسطيني علي الخطاب, قال صائب عريقات وزير الحكم المحلي في السلطة الفلسطينية إن خطاب شارون يمثل كارثة هي الأسوأ من نوعها في نبرة الخطاب السياسي الإسرائيلي. وحول إقامة مناطق آمنة في الضفة, أكد عريقات أن ذلك يعني إعادة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية رسميا.
وحذر أحمد قريع رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني من خطط إسرائيل لاغتيال عرفات.
وفي أول رد فعل من الولايات المتحدة علي خطاب شارون في الكنيست أعلن البيت الأبيض أن مبعوث السلام الأمريكي إلي الشرق الأوسط الجنرال أنتوني زيني سيلتقي مع شارون, خلال ساعات, لحثه علي الانسحاب الآن حيث سيسلمه رسالة من الرئيس الأمريكي جورج بوش بهذا الصدد.
|