معلوم بأن البرسوتانت ( المسيطرين على الإدارة الأمريكية ) يختلفون في معتقداتهم عن الكاثوليك والأرثودكس الأوربيون.. ولو رجعت لكتاب الصهيونية المسيحية لمحمد السماك ستعلم كيف أن رؤساء أمريكا يتخذون من نبوءات كتبهم طريقا لرسم سياساتهم في الشرق الأوسط خصوصا .. ومع أن هناك من المسيحيين من يعتبر هذه النبوءات ضربا من الخزعبلات .. إلا أن الإدارات الأمريكية وخاصة إدارة رونالد ريجان وبوش تؤمنان بهذه النبوءات إيمانا شديدا ..

بل تقوم هذه الشخصيات بتوزيع نسخ من كتاب هول ليندسي ( كوكب الأرض ، ذلك الراحل العظيم ) على كل أعضاء البيت الأبيض وموظفي البنتاغون وقادة الجيوش الأمريكية وعلى جميع اعضاء الكونغرس وعلى حكام الولايات وكل الشخصيات النافذة .. فعندما يحدث ذلك بكل هذه العلانية ( المجهولة عند العرب ) فإن السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط تصبح مجرد ترجمة لهذا المفهوم الإنجيلي المتهود للمسيحية .. (الصهيونية المسيحية - محمد السماك - الطبعة الثالثة - صفحة 84 )

إن محاولة تغييبنا عن أن الحرب جزء كبير منها ديني هي محاولة للهروب من الواقع ومحاولة لتصوير العدو بغير صورته الحقيقية .. مع أننا في الأصل نعاني من عدم دراسة ومعرفة عدونا كما يدرسنا ويعرفنا!