|
مبدع متميز
|
|
المشاركات: 5,287
|
#7
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخت الفاضلة / هايدي
.... رحم الله والديك ورفع الله قدرك
ابتداءً ...عوداً حميدا ....
ونأمل أن تكون عودة قوية ، ونشاط واضح
خاطرتك طيبة ، واسلوبك جيد ..
غير أني أقول :
في كل وادٍ بنو سعد !!!
ما من كاتب مهما بلغ من التمكن إلا وهو يمر في فترات بجفاف
حتى لا يكاد قلمه ينبض ببنت شفة
ثم يتدفق من جديد كأنه الشلال ...
وفي هذا درس كبير يبلغ مستقر العظم .. ولكن أكثر الناس لا يفقهون
أعني هنا بأكثر الناس كتّـابا لهم اسماء مدوية رنانة في عالم الأدب
لو تفكر هؤلاء في هذه القضية بصفاء
لكانت هذه القضية دافعا لهم للتحقق بأدب العبودية لله سبحانه
حيث تتجلى لهم وحدانية الله في أجلى واروع صورها
وإلا فما الذي يحول بين إنسان وقلمه وفكره وكل شيء مهيأ له وبين يديه ؟؟!
فكره في راسه .. وقلمه في يده .. واأوراقه أمامه .. والحالة النفسية مهما كانت سلبية أو إيجابية ليست هي السبب
فكم راينا من بدائع وروائع يكتبها إنسان يمر بحالة صعبة ونفسية متعبة
كما يفعل من يمر بحالة رائعة ، ونفسية عالية .... هذا يبدع وذاك يبدع ..
فما الذي يحول بين صاحبنا وبين أن يكتب ...؟؟
تعليلي المتواضع _ والذي أحسب أنه في الصميم _ :
أنها ( قهرية ) الله سبحانه ...., حيث يتجلى اسمه ( القهار )
فيحول بين هذا وبين ما يريد..
( وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (لأنفال:24)
وتلك رسالة كبيرة وخطيرة ...
تقول لهذا وأمثاله _ ولكل منا _
ليس الأمر بيدك ... ليس لك من الأمر شيئ ..
ألا تفهم ..? .. إن الأمر كله بيد الله سبحانه .... فخذ الإشارة وافهم الدرس ...
ولكن أكثر الناس لا يفقهون ....ولا ينتبهون لهذا الدرس الكبير ..
ويحسبونها مجرد ( استراحة محارب ) ..!!!
استراحة محارب أيه انت الآخر :)
وحين تعود إليه حرارة الكتابة ... يعيد الأمر إلى نفسه !!!!!!
وأنه استطاع أن يوازن وأن يتعامل مع هذه الحالة بما ينبغي ،
وانه .. وأنه .. وأنه ... مسكين يا هذا ...:confused:
الرسالة مؤداها :
أن عليك أن تعرف كرم الله معك .. ونعمته عليك ..
وإحسانه إليك .. فتزداد تعلقا به ... وانكسارا بين يديه ، واستعطافا له .. ونحو هذا ....
وبهذا .. تكون مشدود القلب في حال تدفق قلمك ... وفي حال جفافه ..
بل أحسب أنك _ إذا فهمت هذه الرسالة _ ستكون في حال جفاف قلمك ، اكثر قربا من الله ..
لأنك ستنكسر بين يديه ، ترجوه ..تسترحمه .. تطرق باب كرمه ..
في حين أن تدفق شلال القدرة على الكتابة بلا توقف : قد يسبب العجب والغرور وهذه مهلكات !!!!!!
وبهذا تكون هذه الحالة ... ظاهرها فيها العذاب ، وباطنها فيها الرحمة ...
فانظر كيف يتلطف بك مولاك سبحانه ..
أحسب أن علينا أن نفسر الأمور على هذا النحو .. حتى نبقى في حالة قرب من الله ..
ولهذا أعتذر للأخت الفاضلة والكاتبة المتألقة شروق إن قلت :
أني أخالفها في ما ذهبت إليه ...واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ..
غير أني أعتقد جازما ( أو على الأقل هي قناعة شخصية أؤمن بها ) :
أن تفسير القلب المؤمن لمثل هذه الحالة هو ما فتح الله به على قلبي ، في هذه الساعة المباركة من بعد صلاة الفجر ...
فإن أصبت فلله الحمد والمنة والفضل ... وإلا فإني أعتذر ..
بارك الله فيك حيثما كنت
|
|
31-03-2004 , 09:56 PM
|
|