الموضوع:
<<متحف محطة سكة حديد الحجاز >>
عرض مشاركة مفردة
الضبع
مشرف المسابقات والتصوير
۩ السعـوديـــــة ۩
المشاركات: 4,206
#
1
<<متحف محطة سكة حديد الحجاز >>
متحف محطة سكة حديد الحجاز
قصة سفر وبقايا رحلة إلى الديار المقدسة
لاتزال القلاع والمباني وبقايا عربات قطار الحجاز المتناثرة على امتداد سكة حديد الحجاز، تحكي قصة تاريخية لم تتكرر
تأسست السكة لتسهل على الحجاج مشاقة السفر إلى الأماكن المقدسة، وتقيهم غارات ومخاطر الطرق آنذاك بالإضافة إلى ربط أطراف الدولة العثمانية المترامية الأطراف ببعضها ,وأهداف أخرى سياسية وعسكرية
نعود بكم من خلال هذا التقرير إلى سنة 1318هـ الموافق 1900م حيث البداية الفعلية لتحقيق هذا المشروع العملاق
مشروع السكة
يعد تنفيذ مشروع سكة حديد الحجاز من أكبر منجزات الدولة العثمانية عامة، والسلطان عبد الحميد الثاني (1239-1327هـ ) خاصة وقد صاحب المشروع إقامة كثير من المباني والمنشآت المختلفة لخدمة هذا المشروع من أهمها مبنى محطة السكة الحديد ومباني خدمات المحطة كمبنى سكن مأمور المحطة ومبنى المستودعات ومبنى ورشة الإصلاح ومبنى الخزانات لتزويد القطارات بالمياه ومبنى دورات المياه وإقامة كباري السكة الحديد على مسارات الأودية والشعاب
وقد بدأ السلطان عبد الحميد الثاني العمل في هذا المشروع في شهر سبتمبر سنة 1318هـ/1900 م وقد استغرق العمل في هذا المشروع زهاء سبع سنوات، وقد وصل أول قطار إلى المدينة في اليوم الثالث والعشرين من شهر أغسطس سنة 1326هـ-1908م وقد بلغت تكاليف المشروع الإجمالية ثلاثة ملايين من الجنيهات الإنجليزية كما بلغت التبرعات حوالي مليون جنيه
ويبلغ طول الخط الحديدي من دمشق حتى المدينة حوالي 1320 كم، وقد أقيمت على طول هذا الخط محطات يفصل بين كل محطة وأخرى حوالي عشرين كيلومتر، وقد شهدت المدينة بوصول أول قطار للمدينة نهضة حضارية كبرى، ويعد المؤرخون أن هذا الخط يعتبر من مآثر السلطان عبد الحميد الكبيرة إن لم يكن أكبرها
وقد كانت فكرة إنشاء هذا الخط موجودة قبل السلطان عبد الحميد ولكن المسؤولين العثمانيين لم يتحمسوا له لضخامة التكلفة وصعوبة حمايته بعد تنفيذه، وعندما تسلم السلطان عبد الحميد الخلافة تحمس لإنجازه لخدمة حجاج بيت الله الحرام بتوفير وسيلة سفر عصرية وسهلة يتوفر فيها الأمن والآمان وتقوية الصلات بين البلدان الإسلامية المختلفة إضافة إلى الأهداف الاقتصادية والاستراتيجية والحضارية
تمويل المشروع
كانت تكاليف المشروع تربو على 3,5 ملايين ليرة عثمانية، هذه التكاليف الباهضة كانت أولى العقبات امام إتمام هذا المشروع.
وحرصاُ من السلطان عبدالحميد الثاني على أن يتم إنشاء المشروع برأس مال إسلامي، وجه نداء إلى العالم الإسلامي للتبرع لهذا المشروع. ولقي هذا النداء استجابة تلقائية من مسلمي العالم وانهالت التبرعات، وقد افتتح السلطان عبدالحميد حملة هذه التبرعات بمبلغ 320 ألف ليرة من ماله الخاص، وتبرع شاه ايران بخمسين ألفاً، وأرسل خديوي مصر عباس حلمي الثاني كميات كبيرة من مواد البناء، وتألفت في سائر الأقطار الإسلامية لجان لجمع التبرعات، وأصدرت الدولة العثمانية طوابع دمغات لمصلحة المشروع، وأصدر أوامر بقطع 10% من رواتب موظفي الدولة لصالح المشروع، وجمعت جلود الأضاحي وبيعت وحولت أثمانها إلى ميزانية الخط، حتى أن التبرعات شملت مسلمي الهند وبعض دول أسيا
عقبات واجهة المشروع
صادف المشروع عقبات كثيرة، كان على رأسها نقص المياه وأمكن التغلب على ذلك بحفر أبار إدارتها بمضخات أو طواحين هواء وجلبت المياه في صهاريج تسير على أجزاء الخط التي فرغ منها
ولمواجهة نقص العمال وتوفير النفقات استخدمت قوات من الجيش العثماني بلغ عددها زهاء ستة الآف جندي ومائتي مهندس كانوا يعملون في الخط بصفة دائمة
كذلك كانت السيول الجارفة إحدى العقبات التي شكلت خطورة كبيرة وحقيقية على الخط الحجازي في مرحلتي الناء والتشغيل، لذلك قام المهندسون بإنشاء مصارف للسيول على طول الخط الرئيسي
أما الرمال المتحركة التي تعرض صلابة الخط للخطر وتؤدي إلى انقطاع الحركة بتحرك الخط عن مكانه فأمكن التغلب عبيها بتغطية منطقة الرمال المتحركة بطبقة من الصلصال ,وبني سد حجري ضيق يمتد موازياً للخط الحجازي ليحول دون خطر تغطيته بالرمال المتحركة
أما مشكلة الوقود فتم استيراد الفحم من الخارج وأقيمت مستودعات ضخمة لتخزينه
مسافة السكة ومعدل الإنجاز
يبلغ طول سكة حديد الحجاز 1320 كم حيث يبدأ في دمشق ويمر بالعديد من المحطات وينتهي بالمدينة، ذلك الإضافة إلى العديد من القلاع التي تم بنائها بمسافات متباعدة على امتداد سكة حديد الحجاز لأغراض الحماية والصيانة والتمويل كما تميزت معدلات الإنجاز في إنشاء الخط بارتفاع ملحوظ، إذ وصل متوسط معدل الإنجاز السنوي حوالي 182 كم وهو معدل مرتفع جداً أنذاك مقارنة بمعدلات الإنجاز الأخرى
وقد أستمر العمل في إنشاء السكة من شهر جمادي الآخرة 1318هـ الموافق سبتمبر 1900م إلى سنة 1326هـ الموافق 1908م
نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
خارطة تبين مسار الخط
مسار سكة حديد الحجاز
تتبع الخط الحجازي بصفة عامة الطريق القديم الذي كانت تسلكه قوافل الحجاج. ولم يحد عنه إلا في بعض المناطق الوعرة. وتم تخصيص بعض القوات العسكرية لحماية العاملين في المشروع من غارات قطاعين الطرق
تبدأ سكة حديد الحجاز من محطة دمشق وتمر بعدد من المحطات في طريقها ومن أهمها:- الديرة – عمان – جزا – عطرانة (القطرانة) معان – غدير الحج – بطن الغول – مدوارة (المدورة) تبوك – الأخضر- المعظم – الدار الحمرا – مدائن صالح (الحجر) العلا – هدية. لتنتهي السكة بمحطة المدينة
وصول أول قطار إلى المدينة
في 22 رجب 1326هـ الموافق 23 أغسطس 1908م حيث أقيم الاحتفال الرسمي لافتتاح الخط الحديدي
وقد تم إنارة الحرم النبوي الشريف لآول مرة يوم افتتاح سكة الحديد
نهاية قطار الحجاز
استمرت سكة حديد الحجاز تعمل بين دمشق والمدينة مايقرب من تسع سنوات نقلت خلالها الحجاج والتجار. وعندما نشبت الحرب العالمية الأولى ظهرت أهمية الخط وخطورته العسكرية على بريطانيا، فعندما تراجعت القوات العثمانية أمام الحملات البريطانية، كان الخط الحجازي عاملاً هاماً في ثبات العثمانيين في جنوبي فلسطين نحو عامين في وجه القوات البريطانية المتفوقة
وعندما نشبت الثورة العربية بقيادة الشريف حسين واستولت على معظم مدن الحجاز لم تستطع هذه القوات الثائرة السيطرة على المدينة بسبب اتصالها بخط السكة الحديدية ووصول الإمدادات إليها، واستطاعت حامية المدينة العثمانية أن تستمر في المقاومة بعد انتهاء الحرب العالمية بشهرين، لذلك لجأ الشريف حسن (تنفيذاً لمشورة ضابط الاستخبارات البريطاني لورانس) إلى تخريب الخط ونسف جسوره وانتزاع قضبانه في عدة أجزاء منه
وبذلك انتهت قصة سكة حديد الحجاز بكل فصولها الجميلة، ولم يتبق منها سوى إطلال السكة والمباني والقلاع التي كانت شاهدة يوما ما على مرور قطار الحجاز فيها ....
يتبع ...
12-10-2008 , 10:50 AM
الرد مع إقتباس
الضبع
عرض الملف الشخصي الخاص بالعضو
إرسال رسالة خاصة إلى الضبع
إرسال بريد إلكتروني إلى الضبع
قم بزيارة الصفحة الشخصية لـ الضبع !
إيجاد جميع المشاركات للعضو الضبع
إضافة الضبع إلى قائمة الأصدقاء لديك