أشلاء الشهداء ما زالت بين حطام المباني ,شلالات الدم مازالت تسيل في شوارع المدينة ,رائحة الموت تفوح فوق سماء غزة ,الدموع لم تجف بعد , الأطفال ما زالوا خائفين مصدومين، يبكون في احضان أمهاتهم . وقبل ان تمر صدمة الفاجعة بغزة واذا بي أصدم مرة ثانية ... و يا لهول الصدمة !!.



بعد أقل من أسبوع على استشهاد اكثر من 420 عربي، تنطلق احتفالات صاخبة تقام هنا و هناك وعلى مرمى حجر من غزة...

احتفالات أبطالها حكام عرب بلا حياء ... رأتهم عيني يرقصون على جثث الاسود ويا ليت... ليت عيني عمت ... و ما رأت ما رأت ...

حكام أمة عربية يرفعون كؤوس الشمبانيا حتى الثمالة ... فاحت رائحة الخمر في سماء العرب ... أنهار النبيذ ما زالت تسيل, و العرق لم يجف من كثرة الرقص و المجون و هم يعربدون بين أحضان العاهرات ...فرحين باستئصال المقاومة؟؟!!!.



و بعد كل هذه المهزلة أجد من يتجرأ و يرسل لي رسالة يطالبني فيها باحترام القادة العرب و رموز الدين الذين شملهم مقالي السابق, و كأن الاخ الكريم به مس من الجن, و لكن و الله ما أظن بأن أي جن ّ(و مهما كان لونه) قد يتجرأ من بعد هذه المهزلة أن يسمي حكام العرب بقادة ولو على خصيان قصورهم...

وكان أولى به أن يسميهم حثالة العرب أو سكارى العرب و وقتها قد كنت أوافقه وأقول لنفسي ما الفائدة من الكتابة عن مجموعة حثالة و أنذال لا يحسون و لا يفقهون شيئا. و قد أجد نفسي من كثرة همي و غمي و ألمي و على حسب علمي ,أفتي و لو لدقيقة لأجعل حكام العرب في خانة من رفع القلم عنهم ,فهم إما نائمون أو مجانين ...

نائمون؟؟؟؟ و الله ما اظنهم كذلك من بعد ما جرى... ومن يطيق النوم في حضرة الشهداء؟!!

فعويل نساء غزة و العراق و الصومال و لبنان من قبل هذا و صراخ أطفال غزة و العراق و الصومال و لبنان من قبل ... قد يوقظ ميتاً ... ويوقظ أهل الكهف إن كانوا نيام في عصرنا هذا.

فإذن حكامنا مجانين!

اليس هذا جنون ليس من بعده جنون أن تقام الحفلات و السهرات الصاخبة بعد أسبوع من محرقة غزة و يتبادل الحكام العرب التهاني و القبلات و كان أولى بهم أن يتبادلوا [ القنبلات] ليدكوا بها جيش العدو.



3

الاخ الكريم زعلان أوي على رموز الدين الذين تناولهم مقالي السابق و طلب مني بالتهديد والوعيد ان أحترمهم.

وما أظن الأخ إلا ممن سمى كل من لبس عمة و أطال لحية (رمز من رموز الدين) حتى لو كان رجل ادركه الخرف فبماذا تنفعه عمامته ؟! ... اومجموعة من سكارى القرب من السلطان، والعيش على معالفه.

فيا أخي و بدون أن أدخل معك في سجال عقيم لان دفاعك عن مجموعة الحثالة من عرب الردة، و خاصة بعد هذه المهزلة قد جعلك ممن رفع القلم عنهم ,فلا ينفع النقاش معك و لا مع أمثالك .

و أقول فقط جملة واحدة و بالفم المليان "أن من تهاون في نصرة أهل غزة في حصارهم و صام دهراً و نطق كفراً حيث قال و بكل وقاحة "غزة إيه و قرف إيه " فهذا شيطان ناطق حتى لو كان ذو لحية تصل لأبواب السماء..



و من فضلكم لا تزايدوا علينا في حبكم و احترامكم للعلماء فهذا الامر قد جعل كل من هب و دب يلبس هندام التقوى ..وبه يتقوى !. وهو يبحث فقط عن اكتناز الثروات والاستقواء بالسلطان ... ويجد في دفاعكم عن جرائمهم خير مساعد ومعين على امتنا.



فرجال الدين المحترمين و هم من كل الطوائف و الحمد لله لا يخشون لومة لائم و لا يطمعون إلا في جنة الخلد فلا مال حاكم يغريهم و لا نفاق حاكم يحرجهم ولا خوف من كلمة الحق تخوفهم .و هذا ما جعلهم يساندون غزة علنا كما ساندوا لبنان من قبل و ما أثرت عليهم أمور طائفية من قبل أو أمور سياسية الآن,فهؤلاء علماؤنا الإجلاء الذين و جب علينا احترامهم فهم من زمرة ورثة الانبياء والرسل ... وغيرهم ابواق للشياطين.

4

و مما أتحفني به الاخ الكريم هو أن السياسة فن يصعب علينا فهمه لان الامر يتطلب ذكاء خارق و حكمة كبيرة و هدا ما قد يجعل السياسي يتروى قبل ان يخطو أي خطوة و قد يتطلب الامر مرات مسايرة ومهادنة العدو إلى أن تحل الفرصة المواتية للإنقضاض عليه وهذا ما يقوم به [ماشاء الله عليهم] حكامنا

أما حماستي و حماسة الشارع العربي فهي غوغاء لا تنفع و لا تضر فالسياسة ذكاء و الحماسة في هذه الظروف غباء



و الله؟؟

و مثل ما يقول فيصل القاسم

"كلام منطقي و معقول ,كيف ترد عليه يا أخي؟؟



و هنا أريد أن استسمح القارئ الكريم لاستعمل كلمة في غير محلها لأن ألمي أكبر من أن أزن كلامي و سوف أقول



".........هيك منطق يا أستاذ فيصل و يا صاحب الرسالة"

و إنتهي



و لكن رحمة بالاستاذ فيصل و خوفا على حساسية شعره المستعار سوف أرد عليك يا اخي و بكل غباء سياسي

لأقول

إن السياسة( الغشيمة) الرشيدة التي إنتهجها حكام الأمة العربية من بعد ما ألقوا السلاح (من بعد حرب تشرين 73 ) لم تنجب و يا للأسف و رغم طول المخاض إلا كلمة عجيبة صالحة لكل قصف و نسف ألآ و هي { نندد و أخواتها}

وإن كان معناها اللغوي و اضح للعيان و لكن و بصريح العبارة هي مرادف للهوان و الذل فقط

لإنه لا يعقل أن نتفرج على المقاتلات الصهيونية و هي تقصف أهلنا في غزة و في غير غزة و تسدد قنابلها تسديد و حكام أمتنا قابعون في قصورهم ينددون تنديد و يسايرون الأحدات بدراية و تروي و ينتظرون الفرصة المواتية للإنقضاض على عدونا

فيا حكام العرب إسمعوا وعوا فالشعب العربي قد نفض يده منكم لأن عبقريتكم و جرائمكم أكبر من أن تغتفر

فمن بعد هذه المجازر و المهازل ما لنا و الله إلا أن نضع أيدينا و بكل فخر في يد سيد المقاومة السيد حسن نصر الله ليأخدنا لمغامرة جديدة) نسترجع بها كرامتنا المفقودة أو تجعلنا شهداء بإذن الله و هذه هي امانينا لأن الموت على أبواب غزة أو مقديشوأو بغداد أو الجولان أو مزارع شبعا, أكرم و أشرف لنا من أن نعيش تحت حكم أنصاف الرجال الذين جعلوا الحجر الأصم ينطق ليقول

يا حكام العرب عليكم لعنة الله

و السلام


الرجاء ذكر المصدر حفاظاً على حقوق النشر
المشرف