ما يحصل اليوم في غزة يشبه إلى حد كبير حالة رجل مغلوب على امره ربطت عينيه بقماشة سوداء واقتيد مجبراً إلى حلبة ينازل بها عشرات الرجال الذين بدؤا يعتدون عليه بالضرب ويلقنونه وابلا من اللكمات والصفعات وهو لا يعرف كيف يصدها ويدفع بها عن نفسه ومئات بل آلاف المتفرجين حول الحلبة يشاهدون ذلك المنظر الإجرامي السادي اللاإنساني وهم يتلذذون ويفصفصون البزر ويحتسون المشروبات ويأكلون " الشيبس " ويشبعون فضولهم ورغباتهم السادية .

هذا هو المشهد الذي يحدث اليوم في غزة . . . مشاهد تنقل على القنوات الفضائية بالبث الحي لمجازر فظيعة كان ضحيتها مئات القتلى وآلاف الجرحى من الاطفال والنساء والشيوخ العزل على مرأى ومسمع العالم كله وضمن عجز وتآمر عربي وانحياز كامل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بدون أي رادع أو ضمير .

وبغض النظر عن هذه المعركة الغير متكافئة والغير رجولية وقفت المقاومة الإسلامية موقف مشرف وصدت بصدرها العاري هذا العدوان وسطرت بدمها صفحات مشرقة تشرف الامة باسرها وبدأت صور الجنود الصهانية الجرحى تظهر على الفضائيات وتنشر في الصحف الاسرائيلية وبالتالي أصبحت المقاومة الشريفة تعيد لنا جزءاً من الكرامة العربية الضائعة التي أهدرتها سياسات الإدارة الأمريكية الحالية ودولة العدو الصهيوني .

أسئلة يحق لي كمسلم وعربي أن أسألها : أين وزراء الدفاع العرب؟ لماذا هذا الصمت القاتل من قبل الحكام العرب؟ ما هو الداعي لإبقاء معبر رفع مغلقاً؟ إلى متى هذا الحصار المخزي على هذا الشعب الجبار؟ لماذا لا تقطع بعض الدول العربية علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل في ظل هجومها الوحشي على غزة؟ ولماذا يأخذ النظام المصري وزيرة خارجية العدو (تسيبي ليفني) بالأحضان أمام الكاميرات؟

على ما يبدوا، ليس لدينا حلا آخر إلا انتظار الخليفة المعتصم ليأتي الينا من الماضي العريق ليعلم حكامنا كيف تغاث النساء والأطفال من الظلم والعدوان .

06 يناير2009م، 09 محرم 1430 هـ