|
عضو نشيط جدا
|
دبي
|
المشاركات: 845
|
#1
|
جريدة الاتحاد موقف غريب من الهجمة الصهيونية على غزة
صفحة "وجهات نظر" بجريدة الاتحاد التي يشرف عليها د. جمال سند السويدي (مدير مركز الإمارات للدراسات الاستراتيجية ) تتبنى موقفا غريبا من أحداث الهجمة الصهيونية على غزة. فأكثر كتابها يلوكون التبريرات الصهيو/أمريكية بلا خجل ويلومون الضحية والشقيق وتتشفى منه بطريقة تأباها النفس الكريمة وتخالف الفهم العام لشعب الإمارات العربي الأصيل وتتعارض مع الخط القومي والوطني للدولة. وهذه مجموعة من المقتطفات من تلك الكتابات المخجلة العجيبة متسلسلة تاريخيا. فهل من عاقل يتدخل لإيقاف هذا التشويه لصورة دولة الإمارات ومواقفها المساندة للقضايا العربية والانسانية.
------------------------
"حماس": يخربون بيوتهم بأيديهم ) عبدالله بن بجاد العتيبي العدد 12229 الاثنين غرة محرم 1430هـ - 29 ديسمبر 2008
ولكنّ هذه الحركة لم تعط الشعب الفلسطيني شيئاً مما يبحث عنه ولم توصله لما يرجوه لا عن طريق السلم ولا عن طريق الحماقة التي يسمّونها مقاومة، بل زادته ضغثاً على إبّالةٍ ومنحته الخيار بين العيش فقيراً ذليلاً أو الموت في سبيل اللامعنى واللاهدف، من حقّ قيادات "حماس" أن تختار الانتحار سبيلاً لها، ولكن ليس من حقها أبداً أن تجبر الشعب الفلسطيني على ذلك، فضلاً عن أن تجتره ليكون قرباناً على مذبح الولاءات غير الوطنية أو القوى الإقليمية وأعني بها تحديداً إيران وتابعتها سوريا.
ثمّ إنّ ولاء قيادات "حماس" للقوى الإقليمية التي تمثّلها إيران وتابعتها سوريا واضحةٌ مكشوفةٌ، فهم يجيئون لمكّة للصلح مع إخوانهم في "فتح"، وهم يضمرون كسب الوقت حتى ينفّذوا أجندة إيران في فلسطين، ثم يرجعون ليغرّدوا في سرب إيران من جديد، ويتذكرون مصالحهم هم وينسون مصالح فلسطين والشعب الفلسطيني، وإلا بماذا نفسّر بالله عليكم، أن يصرّح خالد مشعل بإنهاء الهدنة ويوعز لـ"حماس" الداخل بإطلاق الصواريخ التافهة على إسرائيل، يعلن هذا من دمشق، في الوقت ذاته الذي يعلن فيه الأسد استعداده للحوار المباشر مع إسرائيل!
هذا المخدوع عن نفسه يسيّره الآخرون إلى حتفه وهو يرى ويسمع دون أن يكون له عقل يحاكم ويحكم، ودون أن يعذّبه ضميره أو تتحرك فيه شعرةٌ لرؤية القتلى والجرحى والثكالى، وإنّ المراقب لا يملك إلا أن يتساءل: ألم يقرأ هذا الرجل التاريخ! ألم ير نتائج الشعارات والولاءات الخاطئة في فلسطين! ألم يتعظ من سنوات النضال والكفاح التي لم تثمر غير الألم واللوعة والحسرة! أم أنّه يحسب أنّ النضال الفلسطيني لم يبتدئ إلا معه ومع حركته الجديدة نسبياً على الساحة الفلسطينية؟!
وليس أصدق في الدلالة على هذا من تصريح إسماعيل هنية لذات القناة السابقة الذكر الذي نشرته على شريطها الإخباري حين قال: "سنستمر -يقصد حماس- حتى ولو أبيدت غزّة بالكامل"! ما حدث باختصار هو أنّ مشعل -ومعه صاحبه- قد ارتمى في حضن الأيديولوجيا ونسي السياسة، وظنّ وبعض الظنّ إثمٌ أنها ستنجيه وتخلّصه فلم تفعل، ثمّ ظنّ وأغلب الظنّ إثمٌ أنّ ولاءه للإخوان أو ولاءه لإيران سيكون منجياً له من حساسيات الواقع وشروطه الصعبة والمعقّدة وبالطبع لم تفعل، وصار يسعى بأي شكلٍ للخلاص من حالة البؤس التي أوصل الغزّاويين لها حتى لو كان ذلك عن طريق استعداء العدوّ القويّ ليبطش بشعبه ويلتفت هو للمتاجرة بدمائهم وإحراج الدول العربية والزعماء العرب تجاه ما أحلّه هو بدارهم من دمارٍ وخرابٍ، وقد خاب ظنّه وخاب مسعاه
) دماء الأبرياء( محمد خلفان الصوافي العدد 12231 الاربعاء 3 محرم 1430هـ - 31 ديسمبر 2008
إذا ما أردنا توجيه أصابع الاتهام للحملة العسكرية الإسرائيلية، سواء في هذه الحرب أو حرب 2006، فإن الاتجاه الصحيح سيكون بالطبع لإسرائيل الغاشمة في المقام الأول ثم لقادة الحركات السياسية لأنهم يدركون أن النتيجة معروفة أن إسرائيل لا تفرق بين المدنيين والأطفال وبالتالي من غير المنطق القول بأن ردة الفعل الإسرائيلية غير متوقعة أو مفاجئة فهذا أسلوبهم في التعامل مع الجوار العربي على الأقل من بداية صبرا وشاتيلا وبالتالي فإن ذلك "العناد" شكل الشرارة في الحالتين الأولى لهذا الانفجار.
هناك أجندة سياسية غير واضحة للمواطن في عدد من الدول العربية وما عليه إلا أن يدفع الفاتورة فقط وبالتالي هو من يجد نفسه بلا مأوى وهو من يكون بين قتلى الغارات وبين المصابين. وإذا كان قادة "حماس" وغيرهم ممن اختاروا أن يدخلوا في حرب غير متكافئة مع إسرائيل يصرحون بأنه لا يهمهم "كم يقتل" من الفلسطينيين فلا بد أن يدركوا بأن الأبرياء ليسوا ثمناً لتصفية حساباتهم السياسية مع الدول العربية ولا قرباناً لولاءات سياسية لدول إقليمية لديها أجندتها الخاصة.
)غزة... الجميع خاسر( د.علي راشد النعيمي العدد 12232 الخميس 4 محرم 1430هـ - 1 يناير 2009
فيا ترى من الرابح في هذه المعركة؟ هل هي "حماس" أم إسرائيل أم الغرب أم من؟ في تصوري المتواضع أن الجميع خاسر. فـ"حماس" خسرت عندما ضحت بأهل غزة من أجل الأجندة الإقليمية كي تخلط الأوراق السياسية في المنطقة بأسرها بإلغائها للهدنة متسلحة بألعابها النارية التي ستزلزل الأرض من تحت أقدام الإسرائيليين! وهنا أتذكر تصريحات أمين عام "حزب الله" التي أدلى بها بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على لبنان عام 2006 من أنه لو كان يعلم بما ستفعله إسرائيل من تدمير في لبنان لما أمر بمهاجمة الجنود الإسرائيليين وأسرهم، ولكنه الآن وجد الحل فهو يحارب إسرائيل بدماء الفلسطينيين ويجد في العالم العربي من يمجده ويصفق له.
وكذلك أضرت "حماس" بمصداقيتها عندما استخدمت الحصار الإسرائيلي الغاشم لغزة في صراعها مع "فتح" والسلطة الفلسطينية فأخضعت عبور الحجاج لشروطها السياسية، ثم توجت ذلك بمنع عبور الجرحى إلى مصر للعلاج وهم ضحايا العدوان الإسرائيلي أولاً، وضحايا قرارات "حماس" ثانياً، كما صرح المتحدث الرسمي لـ"حماس" من أنهم لن يسمحوا بعبور الجرحى إلا إذا فتح معبر رفح للجميع. والأخطر من ذلك كله أن "حماس" قد حادت عن سياسة مؤسسها الشيخ أحمد ياسين رحمه الله من التزام الحركة بقضية فلسطين وابتعادها عن الصراعات الإقليمية، وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى مما أكسبه احتراماً وتقديراً من الجميع. ولكن يبدو أن التلاميذ قد ظنوا أنهم أكثر وعياً وفهماً من شيخهم فدخلوا في دهاليز صراعات القوى الإقليمية، بل وتحالفوا مع قوى إقليمية تاجرت بقضية فلسطين سنين طويلة ولم يجدوا منها إلا الأذى والخذلان.
)قصف غزة والخيارات الخاطئة(داود كُتّاب 01-01-2009
في مسعاها لوقف صواريخ الهواة التي تزعج سكان البلدات الجنوبية، يبدو أن إسرائيل منحت من دون قصد حياة جديدة لحركة "حماس"، فلسنتين متواليتين شهدت الحركة تراجعاً ملحوظاً في شعبيتها سواء في الداخل، أو الخارج،
ولدوافع مختلفة اختارت "حماس" وإسرائيل عدم تجديد الهدنة بينهما مفضلتين بدلا من ذلك التسلق على جثث الضحايا ودماء الأبرياء لبلوغ أهدافهما السياسية، ففيما تسعى الأولى إلى إحياء الدعم الشعبي بالتركيز على مظاهر البطولة والمقاومة، لجأت الثانية إلى العنف قبيل الانتخابات لإظهار مدى جديتها في مواجهة صواريخ "القسام"، لكن الهجمات الإسرائيلية المفرطة وغير المتكافئة على غزة كانت مكسباً لحماس، حيث ساهمت في إجهاض المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل وتلك المباشرة بين الفلسطينيين والدولة العبرية، فضلًا عن إحراجها لجيران إسرائيل من العرب،
)أفراح... أتراح( د. عبدالله العوضي العدد 12233 الجمعة 5 محرم 1430هـ - 2 يناير 2009
يراد من غزة أن تباد في وضح النهار وعتمة الليل لأن رئيس حكومة "حماس" المقال يأبى التراجع إلا على أنقاضها، بل أمام الهوائيات الناقلة للأحداث المأساوية ساعة بساعة ليتحول العالم أجمع إلى شهود عيان على الحدث الأعظم أو الكلمة الافتتاحية الكبرى التي ألقيت تحت أزيز الطائرات وضجيج المدفعيات الذي يحيل البناء الشامخ إلى حطام تذروه الرياح.
فهل يعقل أن تقود فئة أو شريحة من الشعب الفلسطيني إعلاناً وتصريحاً عن موافقتها على إبادة غزة بمن فيها من أجل شهوة سلطة زائلة لا يقرها شرع سماوي ولا قانون وضعي لأن الصلح خير من استئصال أي أمة مهما كانت ضعيفة أو مستضعفة. لذا فإن العودة إلى الهدنة والهدوء المبطن بالتوتر الحذر خير من الدفع بالأبرياء إلى ساحة الموت جبراً ورضوخاً للسياسة التي فقدت الحكمة والكياسة في أحوج أوقاتها.
) انقذوا فلسطين( خليل علي حيدر العدد 12235 الاحد 7 محرم 1430هـ - 4 يناير 2009
استطاعت حركة "حماس" في عملية التفاف وتمرد بارعة، أن تضع كل العالم العربي وإعلامه المرئي والمقروء وعواطف وأموال شعوبه ودوله في خدمتها! استطاعت بإصرارها على إطلاق مجموعة متوالية من الصواريخ البدائية، التي تصيب أحياناً وتخيب غالباً، أن تجلب قدراً لا حد له من الآلام والدمار لأهالي قطاع غزة الذين جلبوا البلاء لأنفسهم، و"اشتروا بحلالهم علة"، يوم صوتوا بنعم لـ"حماس"، وأن تسبب قدراً مماثلاً من الإحراج والزعزعة للسلطة الوطنية الفلسطينية في الضفة، التي وجدت نفسها أسيرة مشاكل تقدم وتخلف مفاوضاتها مع السلطة الإسرائيلية من جانب، ومغامرات "حماس" الكارثية من جانب آخر. فمن سيثق بعد الآن بقدرة الفلسطينيين على الاتفاق فيما بينهم، وتولي مسؤولياتهم الإدارية والسياسية في دولتهم القادمة؟
من الذي يتلاعب بعقول قادة "حماس"؟ وبم يغويهم؟ ولماذا لا نجد من يقف في وجههم من الفلسطينيين أنفسهم، دفاعاً عن النفس، وعودة إلى السلام والاستقرار؟! لقد تقدمت البلدان العربية بمشروع تاريخي للسلام الشامل في المنطقة، وتضمن المشروع رؤية إنسانية واقعية حضارية لمستقبل المنطقة، ولحتمية السلام بين العالم العربي وإسرائيل بما يحفظ حقوق كل الأطراف، فهل هذه الصواريخ "الحمساوية" المرتجلة تزيد القوة العربية، أو تحسن فرص حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه؟ بخطورة مرتجلة إذن، استطاعت "حماس" أن تثير عواطف العرب وأن تتلاعب بمشاعرهم، وبأن تؤلب البعض على معسكر الاعتدال، وبأن تعد العدة للعودة بالقضية الفلسطينية إلى مرحلة جديدة من العنف و"المقاومة" المحطمة للذات، والتي لا تشبه إلا الانتحار الوطني!
كل فلسطيني عاقل متابع للأمور، يدرك أن النكبة ما كانت لتكون بهذه القسوة لولا القيادات المتشددة المغامرة، بل ولا نكسة حزيران، ولا أيلول الأسود ولا كوارث لبنان، ولا كارثة نصف مليون فلسطيني في الكويت، ولا التلاعب بمصير الانتفاضة ومشاكل لبنان! لولا هذه العقلية المغامرة اللامسؤولة التي تمثلها "حماس" اليوم في هذه المرحلة، والتي للأسف، هي العقلية التي يعشق الجمهور العربي في كل مكان التعامل معها، لكان للأحداث مجرى آخر! فنحن شعوب لا نحب فيما يبدو، أن نتحمل مسؤولية البناء الحضاري الجاد، ولا نحسن التعامل مع وسائل وأدوات العصر، ولا نتعلم من مآسينا وكوارثنا المتوالية أي درس.
)غزة... وداعاً للسلام والاعتدال( د. شملان يوسف العيسى العدد 12235 الاحد 7 محرم 1430هـ - 4 يناير 2009
الأمر المؤكد اليوم أن دماء الشهداء في غزة لن تذهب هدراً لأن "حماس" نجحت في تأجيج الشارع العربي وتفجير عملية السلام في الشرق الأوسط وأجهضت كل محاولات دول الاعتدال العربي لحل النزاع سلمياً.
التساؤل الذي يطرح هنا، ما علاقة دول الاعتدال العربية، بالاجتياح الإسرائيلي لغزة، وكيف يمكن أن يهتز موقف الدول العربية المعتدلة؟
إن رفض الفصائل الفلسطينية في غزة للتهدئة بينها وبين إسرائيل، قد مهد الطريق للاجتياح الدموي الإسرائيلي. الآن وقد ازداد عدد ضحايا الحرب العبثية غير المتكافئة، ونزح بسببها المئات إلى الأراضي المصرية هرباً من العدوان الإسرائيلي، مما يضع ضغوطاً إضافية على مصر، فإن رفضتهم قد يفسر المغرضون ذلك بأن مصر متواطئة مع إسرائيل ضد الفلسطينيين، وإن قبلتهم فذلك هو ما تريده إسرائيل أي تفريغ قطاع غزة من سكانه ليسهل احتلاله.
)"التفرّس" العربي( وجنازة غزّة عبدالله بن بجاد العتيبي العدد 12236 الإثنين 8 محرم 1430هـ - 5 يناير 2009
وبما أنّ العرب يريدون "جنازةً ليشبعوا فيها (لطم)"! كما هو المثل الدارج أيضاً، فإنّ قادة إيران وذيولهم من سوريا إلى حماس تبرّعوا بتقديم هذه الجنازة وسعوا لأن تكون هذه الجنازة موافقةً لأيام عاشوراء حتى لا يكون اللطم على التاريخ فقط، بل على التاريخ والحاضر معاً، يا أمةً ضحكت من "لطمها" الأمم.
غير أنّ للتفرّس معنى آخر يختلف تماماً عن سابقه، فهو "تفرّسٌ" بمعنى أن يصبح الشخص "فارسياً" وهو لم يكن، أي وهو ليس منهم، وهو مثل قولهم "تعرّب" أي أصبح أعرابياً بعد أن لم يكن، وتدخل في هذا المعنى للتفرس في وقتنا الراهن جماعاتٌ من العرب وآحادٌ، أحزابٌ وحركاتٌ، أفرادٌ ودولٌ، وليس بعيداً عنّا هنا ما يفعله "حزب الله" أو "حماس"، أو عددٌ من أحزاب العراق، بل وصل الأمر إلى دولٍ كسوريا التي كانت دولةًً عربيةً كبرى فتحوّلت بقدرة قادرٍ إلى الضفة الفارسية بين عشيةٍ وضحاها.
كلّ العالم يعلم أنّ شعبك أعزل، لا يجوز قتله إلا إسرائيل و"حماس"، فلك الله يا دماء غزّة المراقة على مذابح الأيديولوجيا العمياء من الطرفين إسرائيل و"حماس"، لك الله من عدوٌ يتجهّمك وقريب سلمته أمرك فما رعاك حق رعايتك، لك الله من آلة قتلٍ مجرمةٍ تحرق أبناءك جيلاً بعد جيلٍ، وتئد أحلامك عاماً بعد عامٍ، ومن دونها قومٌ آخرون يبيعونك في مزاد التوازنات والمصالح دون أن يرفّ لهم جفنٌ أو يؤنبهم ضمير، يتبسّمون على الشاشات وهم يزعمون الدفاع عنك ورعايتك في لحظةٍ نشاهدك فيها تنحرين من الوريد إلى الوريد ولا نملك شيئاً غير ثمن الأكفان!
)الواقعية السياسية( د. أحمد البغدادي العدد 12237 الثلاثاء 10 محرم 1430هـ - 6 يناير 2009
في ظل كل هذا الضعف ألغت "حماس" التهدئة مع العدو الصهيوني. هذه التهدئة التي بذلت فيها مصر كل الجهود لتحقيقها، وقالت مصر لـ"حماس" توقفوا عن إطلاق الألعاب النارية التي يسمونها بالصواريخ التي يحصلون عليها من إيران. وحين وقعت الواقعة وأخذ الطيران الإسرائيلي المتطور بقصف الأهداف المدنية في غزة، أخذ قادة "حماس" يطالبون العرب المساعدة، وهم يعلمون تمام العلم أن العرب عاجزون عن نجدتهم عسكرياً. السؤال: متى يتعلم العرب وقادة "حماس" دروس التاريخ التي لا ترحم؟ هذه الدروس التي تقول بصراحة إن الدول الأوروبية والولايات المتحدة لن تسمح لأي دولة عربية بالقضاء على إسرائيل.
)من المسؤول عن المغامرة؟!( د. خالد الدخيل العدد 12238 الأربعاء 11 محرم 1430هـ - 7 يناير 2009
من هذه الزاوية، موقف الدول العربية في جانب منه مفهوم، بل ويمكن أن يكون مبرراً. هو مفهوم لأنه ينطلق من فرضية أن "حماس" ربما جرت الشعب الفلسطيني، وجرت المنطقة إلى مغامرة انتهت بهذه الكارثة الإنسانية في غزة. وهو مفهوم لأن "حماس" ربما تريد في هذه الحرب تسخير مواقف الدول العربية لتحقيق هدفها في ترسيخ شرعيتها كشريك لمنظمة التحرير في معادلة الصراع مع إسرائيل. وموقف النظام العربي الرسمي مبرر أيضاً لأنه يستند إلى فرضية صحيحة، وهي أن قرار الحرب والسلم هو حق حصري للدولة، ولا يجوز الافتئات على هذا الحق. من حيث المبدأ النظام الرسمي العربي محق في رؤيته هذه. لكن، هذا النظام لم يلتزم بمقتضيات هذا المبدأ. هناك ثلاث مسائل مهمة ذات صلة مباشرة بحق الدولة المشار إليه، وبموقفها من تعديات تنظيمات تقع خارج الدولة على حق الدولة. أولا مسؤولية الدولة في ظهور منظمات مثل "حماس" و"حزب الله" تتعدى على حق الدولة في أمر استراتيجي مثل قرار السلم والحرب. ضعف الدولة العربية أفضى إلى فشل خيار المفاوضات، بما أدى بعد عقود من الزمن إلى نشوء حالة فراغ سياسي جاءت المقاومة لملئه واستغلاله. ثانياً ماهو البديل الذي يمكن للدولة أن توفره، وعلى أساسه ترفض تعديات تلك التنظيمات؟ الدولة ترفض المقاومة، لكنها لا تقدم البديل، معرضة نفسها للانكشاف. ثالثاً المسؤوليات المترتبة على حق الدولة في أن تحتكر الحق في قرار السلم والحرب. فحقيقة أن الدولة هي التي تملك هذا الحق يُرتب عليها مسؤوليات جسيمة. في الصراع مع إسرائيل لم تلتزم الدولة بهذه المسؤوليات، وفي الوقت نفسه تريد الاستفادة من حصانة الحق المرتبط بتلك المسؤوليات. مرة أخرى، تستخدم الدولة هذا الحق ذريعة لرفض خيار المقاومة من دون أن تقدم البديل. والنتيجة أن بروز حركات المقاومة بمغامراتها وتعدياتها تعود مسؤوليته أولا إلى سياسات الدولة التي فشلت في إدارة الصراع بشكل يضمن لها هيبتها، وحصانة حقها في احتكار قرار السلم والحرب، ويمنع نشوء فراغات تتسلل منها قوى داخلية، تستغلها قوى خارجية لمصالحها ضداً على مصالح الدولة العربية.
)غزة والفتنة العربية( محمد الحمادي العدد 12238 الأربعاء 11 محرم 1430هـ - 7 يناير 2009
لا أحد يعرف ما تملكه "حماس" كي تشمر عن ساعديها وتدخل هذه الحرب وهي تعلم أن هناك المئات وربما الآلاف من الضحايا الأبرياء الذين سيدفعون ثمن الوحشية الإسرائيلية، ولا ندري على ماذا تراهن "حماس" غير صواريخها التي لا تقتل ولا تجرح! وأقصى ما تفعله هو أنها قد ترعب بعض الإسرائيليين العجزة... في الماضي لم تكن "حماس" تصيب بصواريخها الطائشة تلك إلا بعض الأهداف العشوائية واليوم في حربها التي راح ضحيتها قرابة 600 شهيد وأكثر من 2500 جريح فلسطيني ماذا فعلت غير أنها قتلت ثلاثة أو أربعة إسرائيليين وجرحت ثلاثين أو أربعين منهم؟
مشكلة "حماس" أنها تعتقد بأنها تعرف كل شيء وأنها تريد أن تفعل كل شيء بنفسها وكما تريد هي وبطريقتها الخاصة... وتريد من العرب والعالم أن يساعدوها على ما تريد أو أنها تذهب إلى طهران وغيرها وهي تعرف تماماً ماذا تريد طهران منها وما تريده من المنطقة ورغم ذلك تكابر "حماس" وتعتقد بأنها على صواب والآخرين على خطأ.
وللأسف فإن اللعبة الإسرائيلية واللعبة الإيرانية انطلت على كثير من الجماهير العربية التي اختزلت هذه الحرب في أن هناك من "تواطأ" مع إسرائيل من أجل ضرب غزة... وما نشهده في الشارع العربي اليوم من انقسام في المواقف تجاه هذه النقطة وما نلاحظه من غضب هو تطور خطير تستفيد منه إسرائيل كي تشغل العرب عما تفعله وتستفيد منه طهران التي تبحث دائماً عن الفتنة وتتدخل فيما لا يعنيها في المنطقة العربية من أجل تواجد أكبر وأقوى لها في العالم العربي، وهذا ما يجب أن تنتبه إليه الجماهير العربية.
)بين حصارين! ( د. عبدالله العوضي العدد 12240 الجمعة 13 محرم 1430هـ - 9 يناير 2009
فالحصار المادي من قبل العنت الإسرائيلي يمكن أن يزول إذا ما تم اتفاق من أي نوع، ولكن كيف يمكن إنقاذ شعب بأكمله من حصار فكر متشدد لا يقبل الجلوس مع سلطته الشرعية والمعترف بها من قبل العالم بكل أطيافه حتى في الوضع الكارثي الذي يعاني منه الأشقاء ببراءتهم، تضع "حماس" شروطاً مضحكة أمام طاولة المفاوضات مع السلطة عندما يطالب أحد قياديي "حماس" قبل الجلوس مع قيادة حركة "فتح" منها "الإفراج عن المعتقلين" فتحقيق هذا الشرط لدى "حماس" أولى حالياً من وقف العدوان الإسرائيلي على غزة!
ترى، أي الحصارين أشد وأنكى في مثل هذا الظرف العصيب على الشعب الفلسطيني بكل فصائله، الحصار الإسرائيلي الأول والقديم أم الحصار "الحمساوي" الفكري-الأيديولوجي لفئة ركبت رأسها في الوقت الذي ينادي العقلاء في جميع أنحاء العالم بالعودة إلى الهدوء السابق وإن كان معلقاً بإرادة الأطراف التي سعت للوئام بدل الصدام الذي أوصل الوضع على الأرض إلى حالة حرب غير متكافئة بكل المقاييس المعروفة لدى الخبراء والمعنيين بالاستراتيجيات الخاصة بمثل هذه الحالات الاستثنائية.
فحري بالمتمسكين بالسلطة في "غزة" أن يرتفعوا قليلاً بأنفسهم درجة -ليس من أجل أحد وإنما من أجل "القدس" على أقل تقدير التي توحد الأديان السماوية وتجمعها في بقعة مباركة. وإذا كانت "حماس" لا تراعي مثل هذا الجانب من القضية الفلسطينية، فإن ذلك يعني أن الفكر الذي يحاصر صاحبه والآخرين معه يجب أن يحارب حتى يمكن إنقاذ غزة ومن فيها من الحصار الأكبر.
|
|
11-01-2009 , 09:09 AM
|
الرد مع إقتباس
|