بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حاولت شركة “أدفانسد مايكرو ديفايسس”، “ايه ام دي AMD” المختصة في صناعة معالجات الكمبيوتر لشهور عدة إقناع شركة “ديل” لصناعة الكمبيوترات بتعديل سياستها الخاصة بإنتاج كمبيوترات وخوادم تتضمن معالجات مصنوعة من قبل شركة “انتل” حصراً، والانفتاح على شركات انتاج الرقائق الاخرى.
تجاوبا مع رغبة العملاء الكبار في الاختيار بين اجهزة كمبيوتر وخوادم لا تستخدم بالضرورة معالجات “انتل” فقط لما من شأنه ان يدعم الابتكار الذي يعتبر ضرورياً في هذا المجال.
إلا أن “ديل” كانت دائماً رافضة شراء المعالجات من شركة AMD.
ومؤخراً جرى تغيير جذري في هذا الموقف فبعد توالي الانباء عن الارباح الكبيرة التي حققتها شركات منافسة ل”ديل” مثل هيوليت باكارد “HP” وآي بي إم “IBM” و”صن مايكرو سيستمز” والتي تستخدم معالجات AMD في الخوادم التي تحتاجها المواقع الالكترونية وشبكات بيانات الشركات، وبعد أن أظهر تقرير أرباح الربع الأول للشركة (ديل) انخفاضا في هذه الارباح بنسبة 18 في المائة، أعلنت “ديل” أخيراً أنها “ستتبنى” ستستخدم رقائق المعالجات AMD مع نهاية هذا العام في خوادم الكثافة العالية والمعالجات المتعددة اللتين تعتبران من أكثر قطع العتاد في الكمبيوتر طلباً وربحاً بالنسبة لشركات الكمبيوتر.
ومن المبكر في هذا الوقت تحديد ما إذا كان دخول “ديل” المتأخر في سوق الخوادم التي تستخدم معالجات AMD سيساعد على تعويض خسائرها من حصة السوق. ولكن من المؤكد ان هذه الخطوة هي نصر كبير ل”AMD” ومع أن “AMD” قد وجدت طريقها بالفعل الى داخل الشركات المنتجة للخوادم والكمبيوترات المكتبية المحمولة مثل “HP” و”لينوفو”، “اي بي ام” الا أنها كانت دائماً تسلط انظارها على “ديل”.
وجاء اعلان “ديل” هذا كتأكيد على نجاح استراتيجية AMD في نزالها مع منافسها الكبير “انتل” وكانت “AMD” قد اطلقت مؤخراً حملة اعلانية كلفت عدة ملايين من الدولارات شددت فيها على الأموال التي وفرتها بعض الشركات من جراء استخدام معالجات ويذكر هنا ان حصة “AMD” الأكبر كانت في قطاع الخوادم وذات الاربعة مخارج حيث تبلغ نسبة حصة “AMD” في هذا القطاع 45 في المائة من سوق الولايات المتحدة.
بترون
وقامت شركات مثل “دريم ووركس” لصناعة الافلام خلال العامين الماضيين باستبدال معالجات “انتل” بمعالجات “AMD” من نوع “اوبترون” في خوادمها لما توفره هذه المعالجات من طاقة بالاضافة لأدائها الجيد مما يعود بآلاف الدولارات على الشركات شهريا عن طريق فواتير الكهرباء بالاضافة الى استبدال الخوادم كبيرة الحجم بخوادم رشيقة المظهر، ويعلق نائب رئيس AMD (مارتي سيار) قائلا: “لقد برهنا على تاريخنا الجيد مع عملائنا من خلال نمو أرباحهم”.
وكانت “انتل” تأمل في استرجاع بعض من هؤلاء العملاء عن طريق انتاج معالجات “كور” الموفرة للطاقة ويقول المتحدث باسم “انتل” سكوت ماكلافلين الذي تلقى نبأ تحول “ديل” لاستخدام معالجات “AMD” بعدم اهتمام كبير: “نحن نقدر ل”ديل” استمرارها في دعم الجزء الاكبر من منتجاتنا وثقتها في مسيرة اعمالنا، ومن ناحيتنا سنعمل جاهدين على ان نكون موجودين في كل جهاز تقوم “ديل” بإنتاجه.
إلا أن المحللين كانوا أقل تفاؤلا، ويقول المحلل في مركز ابحاث التكنولوجيا (مارتن كاريثي): “ان تحول ديل لاستخدام معالجات AMD يعتبر ضربة قوية ل”انتل” التي تترنح أصلا، ان “ديل” كانت العميل الأكبر ل”انتل” عندما كانت تأخذ ربع انتاج الشركة تقريبا.
انتهى.