لم تتمكن من اكمال فرحتها بنجاحها
رفاق الطفلة امل الجاروشة لا يزالون يسألون : بأي ذنب قتلت



غزة ـ مراسل نداء القدس
بوجود الاحتلال الصهيوني ضاعت حتى احلام الظفولة في حياة ملؤها الهناء والسعادة وراحت معها البسمة ولم يعد يرى على شفاههم ووجوههم سوى معالم الحزن والخوف والهلع رغم معرفة الاطفال المسبقة بما يدور حولهم, ودون ان يدركوا ان الذين اختطفوا منهم كل ذلك وصادر حتى احلامهم هو الاحتلال الصهيوني المتربص بهم الدوائر وينتظرون الفرصة لاقتناصهم بحجة انهم عرضوا امنهم للخطر او الى غير ذلك من حجج ومبررات واهية .
الطفلة امل نمر الجاروشة لم تكمل عامها السابع بعد ولم تدرك معنى الاحتلال ولماذا هذا القصف والقتل والدماء التي تشاهدها وتسمع عنها ليل نهار لان رصاص الموت الصهيوني لم يمهلها طويلاً الا انها ورغم ذلك ادركت بعض مما يدور حولها حين وضعت احدى الطائرات الصهيونية حداً لطفولتها البريئة وافقدتها حياتها في احدى الغارات التي تشنها طائرات الاباتشي باستمرار على الفلسطينيين .
الطفلة البريئة امل لم تمهلها الطائرات حتى لو لاكمال فرحتها بنجاحها في الصف الثاني الابتدائي الا اياماً قليلة بعد تسلمها شهادة النجاح حتى نالت الشهادة الاخيرة في حياتها "شهادة الوفاة", ففي صبيحة ذلك اليوم استيقظت امل مبكراً من نومها وخرجت لتلهو وتلعب مع قريناتها اما منزلها الكائن في حي الرمال الشمالي بمدينة غزة كما يفعل كل الاطفال في الاجازة الصيفية, حيث تفتقر المدينة الى اماكن الترفيه واللعب واللهو حيت تحولت الازقة والحواري وابواب المنازل الى اداء نفس المهمة وهكذا كانت تفعل امل دون ان تدرك ان اجازتها هذه المرة لن تكون كما الاجازات بل ان اجازتها ستكون قصيرة جداً .
وهو ما حدث بالفعل فبعد دقائق من اللعب عكرت المروحيات الحربية الصهيوني من نوع اباتشي الامريكية الصنع صفو مدينة غزة وما هي الا لحظات حتى اطلقت الطائرات الصهيوني المغيرة حممها البركانية على رؤوس الاطفال الذين تساقطوا كما الفراش .
يقول الطفل محمد الجاروشة "10 اعوام" وهو ابن عم الطفلة امل واحد الذين كانوا يلعبون معها كنا نلغب ونلهو امام المنزل شاهدنا الطائرات الصهيونية في السماء لكننا لم نعير الامر اهتماماً وواصلنا اللعب اذ ان الطائرات تملى سماء غزة على الدوام تقريباً وان غابت تبقى الطائرة الاستطلاعية في المكان, وفجأة اطلقت الطائرات صاروخاً وسمعنا صوت انفجار قزي هز المكان وعلى بعد خمسة امتار ما ادى الى اصابتنا جميعاً حيث كانت اصابة امل بالغة الخطورة .
ويقول الطفل محمد الجاروشة ان الصاروخ الاول الذي اطلقته المروحيات لم يصب السيارة المستهدفة والتي كان يتواجد فيها الدكتور عبد العزيز الرنتيسي احد قياديي حركة حماس حيث دقع على بعد امتار منها حيث المكان الذي كنا نلعب فيه حيث اصيب شخصياً في ظهره كما اصيب طفل اخر بشظايا في قدمه اليمنى فيما اصيبت الطفلة امل بشظايا في رأسها .
ويضيف محمد انه شاهد امل ترتفع في الهواء وترتطم بالارض من وقع قوة الانفجار الذي احدثه الصاروخ ومنذ ذلك الحين مكثت الطفلة امل في قسم العناية المركزة بمستشفى الشفاء بمدينة غزة الى ان اعلنت المصادر الطبية في المستشفى استشهاد امل متأثرة بجراحها الخطرة التي اصيبت بها متساءلاً والدموع تنهمر من عينيه بأي ذنب قتلت امل, لقد كانت طفلة بريئة وجميلة ولكن كل ذلك ذهب بصواريخها القاتلة .
والد الطفلة امل نمر سالم الجاروشة بدا عليه الحزن وتعثرت الكلمات في فمه ولم يستطع التكلم او حتى التعبير عن مشاعره بعد وصول نبأ استشهاد طفلته ورغم ذلك لملم جراحه واحزانه وقال انها سياسة الارهابيين والمجرمين والنازيين التي لا تفرق بين طفل ورجل زشيخ وامرأة يستهدفون تدمير كل ما هو فلسطيني فوق هذه الارض لطمس معالمها وهويتها واضاف بغضب ان جيش الاحتلال لا يتورع عن اغتيال الطفولة والاحلام البريئة .
في حين قالت المواطنة فضيلة العشي انها خرجت من منزلها مسرعة عندما سمعت دوي الانفجارات حث شاهدت اطفالاً مصابين جراء شظايا الصواريخ الصهيونية المتناثرة وحاولت مساعدة المسعفين في انقاذهم .
يذكر ان عدد الشهداء من الاطفال خلال انتفاضة الاقصى دون سن الثامنة عشرة 446 شهيداص فيما بلغ عدد الشهداء جراء القصف الصهيوني 704 شهداء اما الشهداء من الاناث فبلغن 183 شهيدة .
هذا وبلغ عدد الشهداء جراء سياسة الاغتيالات 214 شهيداً فيما بلغ عدد الشهداء من المرضى جراء الاعاقة على الحواجز الصهيونية المنتشرة على امتداد الوطن الفلسطيني 37 شهيداً .
اما شهداء الطواقم الطبية والدفاع المدني فقد بلغ 8 شهداء فيما بلغ عدد شهداء الحركة الرياضية خلالا الانتفاضة 181 شهيداً .
كما بلغ اجمالي عدد الجرحى خلال فترة الانتفاضة 42038 جريحاً بينهم عدد كبير من الاطفال, ورغم هذا العدد من الشهداء والجرحى الا ان شلال الدم الفلسطيني لا يزال متواصلاً على امتداد الارض الفلسطينية .
المصدر : خاص نداء القدس 12/07/2003 ، 10:55