|
عضو نشيط
|
|
المشاركات: 86
|
#1
|
عندما نعيش لغيرنا
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما نعيش لذواتنا فحسب ، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة ، تبدأ من حيث بدأنا نعي ، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود ! ...
أما عندما نعيش لغيرنا ، أي عندما نعيش لفكرة ، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة ، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية ، وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض ! ...
إننا نربح أضعاف عمرنا الفردي في هذه الحالة ، نربحها حقيقة لا وهما ، فتصور الحياة على هذا النحو ، يضاعف شعورنا بأيامنا وساعاتنا ولحظاتنا . وليست الحياة بعدّ السنين ، ولكنها بعداد المشاعر .
وما يسميه (( الواقعيون )) في هذه الحالة (( وهما )) ! هو في الواقع (( حقيقة )) ، أصح من كل حقائقهم ! ... لأن الحياة ليست شيئا آخر غير شعور الإنسان بالحياة . جرّد أي إنسان من الشعور بحياته تجرده من الحياة ذاتها في معناها الحقيقي ! ومتى أحس الإنسان شعورا مضاعفا بحياته ، فقد عاش حياة مضاعفة فعلا ...
يبدو لي أن المسألة من البداهة بحيث لا تحتاج إلى جدال ! ...
إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة ، حينما نعيش للآخرين ، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين ، نضاعف إحساسنا بحياتنا ، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية ! .
------------ سلسة خواطر أفراح الروح لسيد قطب رحمه الله ------------
|
|
25-01-2004 , 04:42 PM
|
الرد مع إقتباس
|