|
عضو جديد
|
|
المشاركات: 26
|
#1
|
نحتفي بكن.. يا نساء الفضيلة
بسم الله الرحمن الرحيم
ليس ثمة شعور يرفرف ببهجة بين أضلعي، كالفجر..
أرفع رأسي بشموخ ويخفق قلبي بعزة، وتكاد عيوني تحتويهن حباً، أولئك النساء الفاضلات اللاتي يساهمن بقوة في مسيرة الإصلاح، معلمات وطبيبات وصحفيات ومسؤولات، وسيدات أعمال وربات بيوت، وكفوفهن ندية بالخير والعطاء والإبداع..
ورغم كل هذا المجد المتألق منها، السامي بالعلم والثقافة والتقدم، نجد إيماناً صلباً يشتد ركنه في أعماقها، طاعة لمولاها وذوداً عن كرامتها، فيتهادى عبق طاهر من أردان حجابها العفيف، يوحي بالقوة رغم المغريات، والثبات رغم العواصف.
لا يمكن أن أصف لكم النور الذي يتألق من جلباب حيائها، وهو ينسدل مهيباً رائعاً من هامتها الشماء إلى أخمص قدميها، يحكي لي كثيراً عن الفضيلة الشذية في قلبها، والهمَّة المرفرفة بين أضلعها، والثبات الصامد في إيمانها..
سر تميز المرأة السعودية، أقولها بكل يقين، هو هذا العطاء الوافر والمساهمة الفعالة في شتى الميادين، من وراء حجاب نقي من الطهر والفضيلة..
إنَّه ليس أمراً هيناً سهلاً، وليس مسألة هامشية ثانوية، بل هو عقيدة ومبدأ، وتميز وسمو، وإنَّه لأقوى إجراء وقائي ضد انحلال القيم وتهشم المجتمع عرفه التاريخ، إنَّه الصيانة للعفة والحراسة للفضيلة، كي تجد الروح فضاء نقياً تسمو في أرجائه، بعيداً عن أوساخ الطين وبهيمية الاضطرام..
أسعد حقاً بمن يحتفي بنساء الوطن الفاضلات، تمشي كلماته على استحياء لتشد على أيديهن بحرارة واعتزاز، ويطويني أسف عميق ممن يتجاهل المصطلحات الكريمات في كل مكان تنموي على أرضنا، ويعتصرني ألم أكبر لمن يخصّ بالتصفيق، تلك التي نبذت رمز الاعتزاز والاتباع للهدي الرباني، فوقفت سافرة حاسرة، تتحدَّث عن إصلاح الدرهم والدينار، وقد سقط منها عمود الإصلاح للأمة الإسلامية!
لقد انكشفت الأوراق، فلم يعد الخوف بيننا ـ أيها الكرام ـ بين (حنابلة) و(شافعية)، بل أصبح وقد ظهرت الشعور وبدت النحور، وتألقت الابتسامات وابتهجت النظرات، أصبحت مواجهة فكرية حادة وتضادا في المبدأ، والهدف جلي، رغم المراوغة بوحدة المنطلقات والتشدق المخزي بذلك، حتى تكاد تذبح الفضيلة (وفق الشريعة الإسلامية)!
"كل نفس بما كسبت رهينة" لا مشاحة في ذلك، لكننا نقف كالطود صموداً وإباء ورفضاً متحدياً، لما نراه من احتفاء (فقط) بأولئك (اللاتي ساهمت بقوة في المجتمع)، وحديث وسائل الإعلام العالمية عن هذا النصر المبين، رغم ما رآه الجميع منهن من منظر غريب، واختلاط بالرجال سافر، وتحد مشمئز، وفرح ـ بالانطلاق زعموا ـ ممجوج، وكأنهم بهذا الاحتفاء المشبوه يقدمونهن لنا بكل حرارة الرجاء (رمزاً) و(قدوة) و(أملاً)!
إننا لنرفض بكل إباء، أن يتحدث هؤلاء باسمنا نحن، يقدمن هويتنا، ويحكين عن آمالنا، ويخططن لإصلاحنا، ويتصدرن لتزعم مسيرتنا ورسم خارطة وطننا!
وكم أثار دهشتي الضاحكة حقاً، ما فعلوه من حرق لجميع أوراقهم في مكان واحد، بغباء طفولي عارم، فتحدثوا في يومين فقط عن عمل المرأة المختلط، وصرحوا لم نبذن الحجاب بأنهن بنات الوطن المعطاءات، وتساءلوا بأسى وشوق عن قيادة المرأة للسيارة، فأظهروا أي لهفة تلك التي تضطرم في نفوسهم، وأي هدف تهفو إليه آمالهم، وما خفي أعظم!
ليسوؤكم أيها الأعزاء، أنَّ المرأة في بلاد الحرمين، ستظل شامخة بحجابها، جميلة بحيائها، رائعة بعفتها، متميزة بعطائها وإصلاحها وغيرتها، بإذن الله!
همسة شكر:
والدي سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، كلماتك تلك.. فاضت نحونا تحناناً وذابت علينا شفقة، نبضها الرحمة واللين، وعمودها الحزم والقوة، فاستملت بذلك الرفق قلوباً غافلة، وتصديت بذلك الحزم لشهوات مضطرمة.
هذا هو موقف العلماء الربانيين بحق، ينيرون قبساً من الوحي أمام جحافل الظلام؛ ال مثرثرين ـ وهماً ـ عن النور، ويرفعون قبضة من حديد في وجه المتسلقين على أسوار العفّة؛ تحت جنح النفاق.
بقلم الاخت الفاضله : منال الدغيم ......
|
|
30-01-2004 , 12:25 AM
|
الرد مع إقتباس
|