|
عضو نشيط
|
|
المشاركات: 125
|
#1
|
رأيي وأنا حُر فيه !
ما تمر به الدولة في الفترة الأخيرة من تفجيرات وقتل الأنفس البريئة ليس مرده الصهيونية فحسب ! بل هنا جهات حكومية وممارسات تؤدي إلى تنامي هذه الظاهرة واستفحالها ولا أرى أن الدولة تلقي لها أي بال ! بل تسعى جاهدة لإيجاد الحل خارج دائرة الحل ، بل إنها تعرف ما هو الحل الصحيح ولكن تتجاهله .
وأنا الآن سأقول بعض مبررات تلك الفئات وأبدي رأيي فيها بصراحة .
أولاً : تطبيق الشريعة الإسلامية .
من مبرراتهم أن الدولة تدعي تطبيق الشريعة بينما التطبيق لا يتم إلا في عامة الناس ويستثنى من التطبيق الأمراء وأصحاب النفوذ كما أن الشرع لا يطبق في كافة مناحي الحياة .
وأنا أقول : الدولة لها أكثر من مائة سنة من يوم وحدها الملك عبد العزيز رحمه الله فكم شخص نفّذ فيه حكم الله من الأمراء وأصحاب النفوذ أم أنهم طوال المائة عام لم يأتي منهم جرم ؟
ثانياً : إهدار المال العام .
المبرر الثاني لهم هو إهدار المال العام والتلاعب فيه من قبل الأمراء وأصحاب النفوذ .
وأنا أقول : أن المواطن العادي الكادح المسكين أصبح يعلم بكل ما يحدث حوله بسبب تنوع وسائل الاتصال ، فهو بعين يرى بيوت تهدم على رؤوس أصحابها مع ما هم فيه من فقر مُدقع وبالعين الأخرى يرى من يصرف الآلاف المؤلفة على البغايا في بيروت ولندن وباريس وغيرها .. فما عساه أن يقول أو يفعل ؟
المبرر الثالث : موقف العلماء .
من مبرراتهم أن العلماء لا ينصفون المواطن في فتواهم ، وإنما هم مبرمجين على أنواع من الفتاوى لا يتدخلون في غيرها .
وأنا أقول : أن العلماء وفقهم الله قد يتدخلون في أخص خصائص المواطن لدرجة التشديد عليه في الفتاوى وهناك منكرات هم يعانون منها كما يعاني منها المواطن البسيط ومع ذلك لم يقم أحد منهم بإصدار فتوى صريحة يبري بها ذمته أمام الله . ومن تلك المنكرات وجود البنوك الربوية في البلاد ، الجباية التي تفرض على المواطن من شركة الاتصالات والكهرباء تحت مسمى الرسوم والتأمين الذي فُرض على المواطن ولم يفتي بحله إلا عالم واحد ومع ذلك فالمواطن يدفع للتأمين مبلغ 360ريال سنوياً والجوال 60 ريال شهرياً والكهرباء 30ريال شهرياً سواء استخدمت الهاتف أو الكهرباء أو لم تستخدمهما .
المبرر الرابع : الفساد المالي والإداري .
من مبرراتهم انتشار الفساد المالي والإداري بشكل فاضح .
وأنا أقول : أن الفساد المالي والإداري لم يعد عبارة عن حالات فردية ، بل أصبح هو الظاهرة الطبيعية السائدة المهيمنة . وهذا في رأي من أقوى الأسباب المباشرة التي قد تحول المواطن المسكين الكادح إلى مؤيد لما يحدث ولو بقلبه . فكم من مواطن دخل إدارة لإنجاز معاملة فرأى المهانة، وقلة التقدير ، وسؤ المعاملة ، والظلم ، والتجريح ، والتعجيز الخ.. ومثال على ذلك ما حدث في وظائف وزارة المالية التي بلغ عدد المتقدمين فيها إلى أربعين ألف متقدم والكثير منهم خسر مبالغ كبيرة للسفر والسكن ، والمصروفات وفي النهاية تم توزيع الوظائف على أبناء وأقارب كبار الموظفين في وزارة المالية والزائد يوزع على أربعين ألف متسابق ! فكم مظلوم من الأربعين ألف سيقول في نفسه " تستحقون ما حدث لكم من تفجيرات ، ولو تمكنت أن أعمل شيئاً لعملته " ووالله ثم والله أني سمعت من يؤيد ما يحصل في البلاد ويفرح به لا لأنه ظُلم ، بل لأنه سمع عن معاناة بعض المظلومين . هذه بعض المبررات التي يستخدمها من انتهج نهج القتل وسفك الدماء البريئة وقد علمتها الدولة فهل بادرت بحل شئ منها ولو على سبيل قطع الحجة .
من المعلوم أن المواطن مكتوم على أنفاسه ولا يستطيع الكلام أو التعبير إلا إن كان يريد المدح فقط وأما الشخص الآخر فهو إرهابي أو متعاطف مع الإرهاب ، والضغط يؤدي إلى الانفجار . وأعجبتني عبارة سمعتها في قناة الجزيرة وهي " أن الدرج لا يغسل من الأسفل إلى الأعلى ، بل يغسل من الأعلى إلى الأسفل " فالتصحيح لا بد أن يتم من الأعلى . ونحن لا نطالب بمجتمع ملائكي فهذا المستحيل ولكن نريد أن يكون الفساد مجرد حالات فردية نادرة .
والحل ببساطة أن على الدولة محاربة الإرهاب الداخلي قبل محاربة الإرهاب الخارجي ، لأنهم لو قضوا على مسبباته الخارجية فستبقى مسبباته الداخلية والتي تؤدي إلى توليده من فترة إلى أخرى . وهل ينفع القضاء على الإرهاب وترك مسبباته ؟ كما أن على الدولة قتل نزعة الخوف التي زرعتها في المواطن والسماح له بهامش من الحرية في إبداء رأيه وشرح وجهة نظره في أمن وأمان ومناقشته بالتي هي أحسن والإستجابه له إن كان على حق. كم من إبداعات دُفنت في ذاكرة النسيان بسبب الخوف ؟
وفي النهاية نحن لا نتمنى زوال الحكم عن حكامنا ، ولكن نتمنى أن يّحكموا فينا شرع الله في كل مناحي الحياة على الصغير والكبير والأمير والفقير دون تمييز أو تحيّز ونتمنى على الله سبحانه وتعالى أن يرزقهم البطانة الصالحة التي تعينهم على تطبيق تعاليم الله ، بعيداً عن أطماع المناصب والنفوذ .
تحياتي لكم جميعاً
|
|
07-05-2004 , 02:04 PM
|
الرد مع إقتباس
|