العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > ســـوالف الأصــدقـاء العامـــة > عصر من القلق .. والعالم إلى أين ؟
المشاركة في الموضوع
moon_back moon_back غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,133
#1  
عصر من القلق .. والعالم إلى أين ؟
في نظرة علي المشهد الحالي للمنطقة التي نعيش فيها وللعالم تبدو كثير من الأمور متداخلة، وتقترب الأحداث من لحظات الحقيقة بما فيها من تهديد وخطر محتمل ينذر بعواقب عصيبة يحيطها الغموض .. وعندما نتأمل الوضع الراهن فإن ذلك يذكرنا بما أطلق عليه علماء النفس " عصر القلق " في الفترة التي سبقت وواكبت وأعقبت الحرب العظمى الأخيرة، ولا عجب من تشابه المشهد الحالي بما حدث في العالم قبل 80 عاماً ..



ومن وجهة النظر النفسية فإن الخوف والترقب والإحباط واليأس هو الشعور الغالب الذي أستطيع بحكم عملي أن استشعره ينتشر في أوساط الناس من حولي وهم يتابعون بقلق أجواء التهديد وعرض القوة والتلويح بالحرب والدمار من جانب الأقوياء في مواجهة الضعفاء والمستضعفين، وهو قانون اللعبة الحالية الذي يذكرنا بما أطلق عليه شريعة الغابة، ووسط ذلك تدور بالأذهان الكثير من التساؤلات التي تبحث عن إجابات شافية حول احتمالات ما سوف يحدث في الأيام القادمة.


وعندما ودع العالم العام الذي مضى ، وأستقبل العام الهجري الجديد .. فقد كانت مناسبة يجب أن يتوقف فيها إيقاع الحياة السريع المتلاحق لإلقاء نظرة على العام المنصرم في الوقت الذي تدور فيه ساعات الزمن في العام القادم .. والتوقف هنا هو إلقاء نظرة على أحوال هذا الكوكب وما يدور في العالم من أحداث هائلة.


صحيح أن الحياة تمضي .. والأعوام تتعاقب منذ بدء الخليقة وعهد آدم .. لكن الصراعات الإنسانية والحروب والقتل والدمار لم تكن في عصر من العصور بهذا الحجم في كل بقاع الأرض مثل الذروة التي وصلت إليها في عصرنا الحديث .. ومنذ الحرب العالمية الأولى في مطلع القرن الماضي والحرب العالمية الثانية قبل منتصف نفس القرن لم تشتعل نقاط الصراع والحروب الساخنة في العالم مثلما يحدث في أيامنا هذه مع نهاية العام الماضي وبداية العام الجديد، ولقد كان الناس يضربون المثل في الفوضى والظلم وغياب العدالة بقانون الغابة .. حيث يقوم القوي من الحيوانات بافتراس الضعيف.


وحين يشاهد أحدنا فيلماً مصوراً عن نمر يطارد غزالة رقيقة ثم يقوم بافتراسها وينهش لحمها، أو آخر يصور نسراً كاسراً ينقض على حمامة وديعة فإن ذلك كان يثير مشاعر الأسى والتعاطف مع المخلوقات الضعيفة .. واليوم أصبحنا نشاهد في نشرات الأخبار على القنوات الفضائية المتعددة مشاهد تفوق أقصى ما وصل إليه الخيال في أفلام العنف التي كان يتسلى بمشاهدتها الشباب .. وأصبحت مشاهد القتل وجثث الضحايا والقذائف التي تفتك بالبشر وتسبب الدمار للمباني والممتلكات معتادة ومتكررة لدرجة لم تعد تحرك الكثير من مشاعر الناس في أنحاء الأرض .. والمقارنة هنا بين شريعة وقانون العقاب وبين ما يقوم به الإنسان نحو أخيه الإنسان من سفك للدماء هي نوع من الغبن للحيوانات التي تمارس القتل بصورة محدودة ولأهداف واضحة هي الحصول على الغذاء والصراع من أجل البقاء.


أما الإنسان فإنه حين يمارس القتل – وكانت البداية بأحد أبني آدم الذي بسط يده ليقتل أخيه – فإننا لا نجد دافعاً يتفق مع العقل لتبرير هذا الكم الهائل من الصراع وسفك الدماء والتدمير الواسع للبيئة الإنسانية .. كل ما نجده هو مسميات متناقضة يطلقها كل طرف ليمارس بمقتضاها القتل والتدمير مثل " الإرهاب" "ومكافحة الإرهاب"، و" الاحتلال والمقاومة"، "وحرب التحرير"، وشعارات أخرى غير ذات معنى مثل "حقوق الإنسان"، "والعدالة المطلقة"، "والحرية الدائمة" .. لكن المحصلة في النهاية تحت كل المسميات هي صراعات وقتل ودمار، ومآسي إنسانية ومشاهد عنف دموي تعيد إلى الأذهان مشهد أحد ابني آدم عند بدء الخليقة ويداه ملطخة بدماء أخيه .. وما أكثر الأيدي التي اقترفت جرائم ضد الإنسانية.
والسؤال الآن: إلى أين يتجه العالم؟
فالمشهد الحالي ينذر بمزيد من العنف والفوضى والصراعات في بقع كثيرة في مقدمتها ما هو متوقع أن يبدأ في العراق ويمتد إلى مناطق الشرق الأوسط الأخرى، أو في فلسطين وقد بدأت مقدماته بالفعل لتكون أول نذر الشؤم والسوء مع بداية العام الجديد ، ثم إننا نستطيع أن نتوقع أن تمتد الصراعات والحروب حتى تكاد تشمل معظم بلاد العالم ..
ويصاحب ذلك حالة من الترقب والقلق وغياب الشعور بالأمن، وافتقاد الطمأنينة وراحة البال على المستوى الفردي والجماعي، وسيؤدي ذلك حتماً إلى زيادة الاضطرابات النفسية في كل المجتمعات إلى حد لا يمكن تصوره.


والأمل معقود على عودة الإنسان إلى منطق العقل والحكمة ... ومراجعة المواقف والسياسات التي أدت في النهاية إلى الوضع المأساوي الحالي لتشرق شمس أيام العام الجديد والأعوام التالية على عالم تراجع فيه دوافع الشر والدمار لتزيد فرص السلام والطمأنينة .. لكن المؤكد أن حدوث ذلك سيكون بعد سقوط المزيد والمزيد من الضحايا في كل مكان ..


ورغم كل ذلك لا نملك إلا أن ننظر بأمل وتفاؤل ودعاء إلى الله بأن يحل الخير والسلام على العالم مع هذا العام الهجري الجديد.





للدكتور/لطفى الشربينى .

moon_back غير متصل قديم 31-03-2003 , 11:18 AM    الرد مع إقتباس
هايدي هايدي غير متصل    
عضو شرف  
المشاركات: 4,063
#2  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
أخي الكريم .. moon_back

ما دمنا في نجعل شريعة الله في الأرض في الشرق .. وأهواؤنا ومبتغياتنا وشهواتنا في الغرب .. لابد أن يحل القلق ..

أخي الكريم ..
شريعة الله واضحة ومهيأة لراحة بني البشر .. ليظفر بالسعادة والراحة الأبدية في الدارين ..
ولكن ..
كما يقال : كل ممنوع مرغوب ..

مادمنا أخي نبدل دين الله الخالد .. يبدلنا الله الراحة قلقا . والعزة مذلة في الدنيا والآخرة ..
نسأل الله السلامة والعافية ..

إذا رجعنا لأنفسنا وراجعنا .. يرجع لنا إسلامنا .. وعزنا ..

ومن ثم يغادرنا الخوف والقلق ..
بلا عودة ..


أختك
هايدي

هايدي غير متصل قديم 01-04-2003 , 02:39 AM    الرد مع إقتباس
moon_back moon_back غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,133
#3  

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

كلامك سليم وما فيه ادنى شك ..


ونسئل الله العلى القديررر ان ينصرر اخواننا السملين ،،

moon_back غير متصل قديم 02-04-2003 , 09:35 AM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.