|
عضو نشيط
|
بلاد الشام
|
المشاركات: 145
|
#1
|
تحرش الجنود الأمريكان بالعراقيات وراء مجزرة الفلوجة
مفكرة الإسلام : مدينة الفلوجة التي يقطنها مائة ألف استشهد فيها 15 قتيلاً و50 جريحاً. الجنود الأميركيون أطلقوا النار على مسيرة سلمية انطلقت من مسجد مجاور لـ 'مدرسة القائد' الابتدائية في حي نزّال للمطالبة بإعادة المدرسة إلى السكان مع استئناف الدراسة اليوم.
وتزامنت هذه المجزرة مع شهادة نشرتها 'نيويورك تايمز' لجندي أميركي يروي فيها فظائع من حرب العراق: مشاهدته لامرأة عراقية تموت وسط الطريق، مدت إليه يدها مستغيثة 'أنقذني. إني أموت'، لكنه واصل طريقه... عدد كبير من الجثث عند مدخل مدينة النجف، ولأنها ليست لأبناء المدينة اضطر الجنود الأميركيون لدفنها في قبر جماعي، ليستيقظوا صبيحة اليوم التالي ويجدوا أن الكلاب حفرت وأخرجت الجثث من القبر وأكلت أجزاء منها !! .
كان سبب المسيرة أن سكان حي نزّال تضايقوا من ممارسات الجنود وتحرشهم بنسائهم. الفتى أحمد حاتم كريم [16 عاماً] قال لـ'الحياة' من سريره في 'مستشفى الفلوجة العام': 'دأب الجنوب على مراقبة أخواتنا ونسائنا حين يخرجن إلى السطوح أو من المنازل، أو الإشارة لهن. وهذا يأباه عرضنا وشرفنا. وأحد رجال الحي الذي تحرش الجنود بزوجته ذهب إليهم وأبلغهم انه سيفجّر نفسه بهم إن لم يرحلوا. والأمر كان موضع بحث في خطبة في المسجد قبل صلاة العشاء وخرجنا بعدها في تظاهرة سلمية'.
التظاهرة التي انطلقت عند التاسعة والنصف مساء انقلبت مجزرة. مئتا فتى ساروا يهتفون بخروج الأميركيين وبـ'لا إله إلا الله محمد رسول الله'. لم يكن معهم سلاح، وجميعهم تراوح أعمارهم بين السادسة عشرة والعشرين، وكلهم إلى ذلك من تلاميذ المدرسة وأبناء الحي. ما حدث، يؤكد الجميع الذي التقتهم صحيفة 'الحياة' في المدينة والمقبرة والمستشفى وفي حي نزّال، انه كان إطلاق نار من جانب الجنود الأميركيين حصدهم من دون سبب. الأميركيون أرسلوا بعد ذلك 16 دبابة إلى الحي بعدما منعوا لمدة ساعة ونصف ساعة وصول سيارات الإسعاف.
الدكتور أحمد غانم، مدير 'مستشفى الفلوجة العام' قال لـ'الحياة': 'أرسلت سيارات الإسعاف ولكنهم منعوها من الوصول. الرمايات كانت متعمدة بقصد القتل. في العادة يطلق الرصاص أولا بقصد التخويف، لكن هذه الإصابات كانت بقصد القتل. ومنع وصول سيارات الإسعاف أدى إلى وفاة جريح لم نستطع معالجة نزيفه في الوقت المناسب'.
الكولونيل ارنولد براي، آمر القوة الموجودة في المدرسة، حيث احتشد السكان مرة أخرى طوال يوم أمس للمطالبة برحيل القوات الأميركية لم ينف لـ'الحياة أن قواته منعت وصول سيارات الإسعاف. برّر ذلك تحت زعم أن إطلاق نار حدث وأعاق حتى تحرك قواته.
روايته للأحداث تستند إلى أن المنطقة فيها تسيّب أمنى وان قواته تتخذ من المدرسة مركزاً لعملياتها لمنع عمليات السطو. قال: 'التظاهرة بدأت سلمية وفيها هتافات. وهذه رحّبنا بها لأن هذه هي الديموقراطية. الأمر تطور مع رشقنا بالحجارة، فانسحب الجنود إلى الداخل. حدث إطلاق نار في الهواء قلنا فليكن! وزعم أن ' النار صُوّب تجاهنا من سبع نقاط رماية فقمنا بالرماية مباشرة من دون طلقات تحذير'.
سألناه: وكيف تفسّر إذن أن الرماية على سبعة نقاط أوقعت 15 قتيلاً و50 جريحاً. اكتفى في رده بالتشكيك في عددهم، علماً بأن 'الحياة' أحصت ستة قتلى في 'مقبرة الفلوجة الإسلامية'، وسبعة في مقبرة ثانية في البلدة، في حين أبلغ ناطق باسم المستشفى الميداني الأردني في المنطقة 'الحياة' أن مستشفاه اضطر لاستقبال 13 من الجرحى الذين عجز المستشفيان المحليان عن التعامل معهم.
الكولونيل براي أكد لـ'الحياة' انه سيطرد أي جندي يتأكد تخطيه حدود الأدب ومحاولاته التحرش بالنساء العراقيات، لكن عندما بدأنا التسجيل غيّر رأيه ليقول: 'لن أشرّف اتهاماً كهذا حتى بالرد عليه'.
الأميركيون في الفلوجة وهي منطقة توقر علماءها السنة وتسودها قيم العشائر، لم يوّقروا العلماء واعتقلوا بعضهم وأوثقوهم لساعات. الضابط الأميركي رفض الإقرار بأن هناك غياباً لقنوات الحوار مع السكان، وان الاستهانة بعلماء الدين يفقدهم حليفاً موضوعياً كان يمكن من خلاله الاستجابة لمخاوف السكان ومبعث قلقهم، وتجنب مجزرة كان يمكن تلافيها. واكتفى بالقول: 'نحن نتعاون فقط مع القائمقام، وهو السلطة الرسمية هنا. وهو يقوم بعمل جيد'.
هل فقد الجنود الصغار السن أعصابهم في ليل الفلوجة؟ هل استفزّهم مطلق رصاص أرعن فأمطروا الأحداث الصغار الذين كانوا يتظاهرون أمامهم بنيران رشاشاتهم الثقيلة؟ الجنود سيرحلون صباح اليوم من المدرسة. ولكن بعدما تسبّبوا بمجزرة لا أحد يتطوّع للتحقيق فيها.
مثنى صالح عبد اللطيف والد لسبعة أطفال. منزله يقع أمام المدرسة. ركض التلاميذ المتظاهرون إلى منزله بعد إصابتهم فحاول إسعافهم، أمطروه هو الآخر بالنار فأصيب في قدميه لتُبتر قدمه اليمنى. زوجته ووالدته أصيبتا إصابات بليغة. أخوه خليل تقدم لنجدته فقتلوه. أخوه أسامة تقدم لسحبهما فأصابوه بطلقات عدة، ولم يستطع الجيران إخراجه إلا بعد ساعة ونصف الساعة، بعيداً عن مرمى نيران الجنود الأميركيين.
من يقنع هؤلاء أن حجج الجنود الأميركيين صحيحة؟ ومن يقنع السكان الذين كان بعضهم يتوعد بالثأر التزاماً بعقيدة العشائر؟ .،
|
|
02-05-2003 , 12:39 PM
|
الرد مع إقتباس
|