ابتداءً .. شكر الله للأخت الفاضلة جهدها الطيب ،
ونيتها الحسنة ، ونصحها للآخرين ..
اسأل الله أن يتقبل منا جميعاً ،
وأن يرضى عنا جميعا ..
اللهم آمين

ثانياً ..

مما تعلمناه من كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم
واجب التناصح ، وضرورة التواصي ، وأهمية توجيه بعضنا لبعض
فرب خطأ _ غير مقصود _ يتأصل ، إذا لم يجد من يصححه .
ورب معلومة خطيرة يكون لها أثرها ، إذا لم تجد من يصوبها .
ورب إنسان ينشر _ بحسن نية _ ما يكون فيه خطر على عقائد الناس
إذا لم يجد من يلفت نظره إلى ما يفعل .. وهكذا

ثالثا ..

قرأت عدة تجارب من هذه التجارب المعروضة في هذا الموضوع
فهالني ما رايت ، فكان لزاماً علي أن أقول كلمة هادئة ناصحة ..
ولقد فكرت أن يكون ردي خاصا للأخت الفاضلة على بريدها
_ هذا إذا تمكنت من ذلك _ ولكني رأيت أن موضوعا مثل هذا
قد يقرأها كثيرون في أماكن أخرى .. بل خشيت أن يكون قد التقطه الآن
بعض الأخوة والأخوات فشمروا لنشره _ وهذه كارثة ( فيما أرى )

رابعاً ..

هذه وجهة نظر أعرضها هنا .. بل هي قناعة عندي متجذرة
فإن أحسنت فذلك من فضل الله علي والحمد لله ..
وإن أخطأت فحسبي أني حاولت .. واستغفر الله وأعتذر إليكم

خامساً ..

من ثوابت وأصول عقيدتنا الإسلامية التي أكرمنا الله بها
أن مصير الناس بعد الموت بل وعند الموت يتفاوت إلى درجة مذهلة
فالكافر _ من أية ملة غير الإسلام _ والمشرك ، والملحد والمنافق
هؤلاء جميعاً مصيرهم العذاب والأهوال ، والموت بالنسبة لهم
عبارة عن انتقال من عالمهم الجميل !! المليء بالشهوات !!
إلى عالم الأهوال والأنكال والعذاب السرمدي الذي لا ينقطع منذ لحظة قبض الروح !
بل أكثر من هذا :
المسلمون أنفسهم تكون نهاياتهم مختلفة .. فالصادق المقبل على الله المشمر في طاعته ..
عاقبته بعد الموت يستحيل أن تكون تكون مثل مسلم فاسق ( وإن كان مسلما )
وإلا فما معنى أن عذاب القبر محطة تنقية وتطهير لمثل هذا الصنف من المسلمين .
= = =
هذه مقررات وثوابت واصول بل هي بديهية من بديهيات هذا الدين
ونكران البديهيات ينسف الإيمان كله ..!!

سادساً .

لقد قرأت في هذا الموضوع _ كما أشرت _ تجارب عدة متنوعة متفرقة
فرأيت ثم رأيت ما أفزعني ..
رأيت أن هذه التجارب تنسف تماماً تلك الثوابت والأصول !!

وعلى سبيل المثال العاجل :
هؤلاء نصارى وربما بعضهم يهود .. يرون أنهم كانوا بعد الموت في الجنة!
وأن الموت كان بالنسبة لهم خفيفا على أرواحهم !!!
وهذه حاولت الانتحار باطلاق النار على نفسها ، ومع هذا ترى أنها
انتقلت إلى عالم جميل!!
وترى أن الموت كان عبارة عن رحلة شيقة ، وأنها لم ترغب أن تعود
إلى الدنيا بعد أن رأت هناك ما رأت !!!

بل وهذا ملحد لا يؤمن بالبعث على طريقة الأنبياء عليهم السلام
ومع هذا يرى أنه حين مات انتقل إلى عالم رائع جذاب ممتع !!!!!

وهذه فتاة خرجت مع صديقها الذي كان يسوق السيارة مخموراً ،
ثم حدث لهما حادث مروع .. فرأت ثم رأت ..
نعم هذه رأت أهوالا وأمور مرعبة .. وكانت تنادي على الله وبوذا وكل اسم لإله سمعت به !!!!
ثم عادت إلى الدنيا ، وأخذت تقص ما رأت على الآخرين ..

ولكن كما قال د. جيف لونغ
( ويبدو أنه أحد القائمين أو المساهمين في الموقع نفسه ) قال :

معظم تلك التجارب تتضمن عناصر سارة ، ..
....حيث أن من مر بالتجربة يشعر بالأمان والمحبة وأحاسيس أخرى إيجابية ..!!
وذكر أن نسبة قليلة جداً وضئيلة فقط من هذه التجارب " جهنمية " _ أي مخيفة مرعبة _ ! .....

سابعاً ..

نعم أنا لم أقرأ هذا الزخم كله من هذه التجارب ، ولكني قست ما لم أقرأ بما قرأت .
لاسيما وأني لاحظت أن أكثر الأسماء المعروضة لأناس غير مسلمين !!

وبعد ..
اسأل سؤالي الصعب :
ماذا يعني هذا كله ..؟
ماذا يعني عرض مثل هذه التجارب ونشرها عبر هذه الشبكة وتداولها ..!؟

أرجو أن أكون مخطئا .. أو على الأقل مبالغا ..
ولكنها عقيدتنا التي نعيش من أجلها ، ونموت في سبيلها ..
الذي أراه :
أولاً: أن هذه التجارب نسف محكم مخطط له لمقررات في عقيدتنا!!!
ثانياً : في هذه التجارب تشجيع على أن يمضي السادرون في غيهم وضلالهم
فيما هم فيه ، فإن العاقبة في كل الأحوال جميلة وسارة وغير مخيفة !!!
ومن جهة أخرى تشجيع للمتهيب المتخوف أن يكون جرئيا فيقدم على كل منكر ويهجم على كل شهوة ، فإن العاقبة ليست كما يصورها الأنبياء عليهم السلام !!!
ثالثاً : أنها تثبيط لكل إنسان ملتزم _ ذكرا أو أنثى _ فعلام هذا التعب
وعلام هذه المشقة في حمل التكاليف والعاقبة سواء للجميع !!!!!!!!

ولا ندري كم عدد الذي سيخدعهم مثل هذا الكلام البراق المزخرف ،
ولكن كما قال ربنا سبحانه وهو يصف طروح هؤلاء وكلامهم :
أن هذه الطروح ليس سوى ( زخرف القول غرورا ) !!
مجرد زخرفة أقوال ، ولكنها غرور في غرور .. لا يثبت أمام التمحيص !!

وأخيراً :
أسوق حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بطوله وهو الفيصل في مثل هذه الشؤون ،
وكل كلام يقوله مخلوق يخالف شيئا مما قاله الحبيب ، فنضعه تحت النعل ولا نبالي بصاحبه ،
ولو كان أصحابه عدد نجوم السماء ، ومعهم مثل عدد رمال الأرض ، ويمدهم شياطين الأنس والجن بأضعاف مضاعفة من الشهود على ما يقولون .. !!

والآن أدعكم تعيشون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصف هذا الوصف العجيب المذهل ..وأرجو أن تصغوا بملء قلوبكم فإن رسول الله يتحدث !
حديث البراء بن عازب :

قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا الى القبر
ولما يلحد فجلس رسول الله وجلسنا حوله كان على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت به في الأرض فرفع رأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا ..
ثم قال :
" ان العبد المؤمن اذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل اليه ملائكة من السماء بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس معهم كفن
من الجنة وحنوط من حنوط الجنة حتى يجلسوا منه مد البصر
ثم يجي ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول اخرجي أيتها النفس المطمئنة الى مغفرة من الله
ورضوان فتخرج
تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فيأخذها فاذا أخذها لم يدعوها
في يده طرفه عين حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط ويخرج منها كأطيب
نفحة مسك وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون على ملأ من الملائكة الا قالوا
ما هذه الروح الطيبة؟ فيقولون روح فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا
حتى ينتهوا به الى السماء الدنيا فيستفتحون له فيفتح له
فيشيعه من كل سماء مقربوها الى السماء التي تليها حتى ينتهي به الى السماء السابعة فيقول الله
عز وجل: اكتبوا كتاب عبدي في عليين وأعيدوه الى الأرض فاني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها
اخرجهم تارة أخرى0 قال فتعاد روحه الى الأرض فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له من ربك؟
فيقول : ربي الله عز وجل فيقولان له : ما دينك ؟فيقول ديني الإسلام فيقولان له :
ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول
هو محمد رسول الله فيقولان له وما عملك؟ فيقول قرأت كتاب الله عز وجل فآمنت به وصدقت 0

فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فافرشوا له من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له باب
الى الجنة .. قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره
قال ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول: ابشر با لذي يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له من انت ؟
فوجهك الوجه الذي يجي بالخير فيقول انا عملك الصالح
فيقول :رب أقم الساعة رب اٌقم الساعة حتى أرجع الى أهلي ومالي..

قال:
واما العبد الكافر اذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل اليه ملائكه من السماء
سود الوجوه معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه
فيقول ايتها النفس الخبيثة اخرجي الى سخط الله وغضبه قال فتغرق في جسده فينتزعها كما ينتزع
السفود من الصوف المبتل فيأخذها فا ذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك
المسوح ويخرج منها كأنتن ريح جيفة على وجه الأرض
فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكه الا قالوا ما هذه الروح الخبيثة ؟
فيقولان لفلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا
فيستفتح فلا يفتح له ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط)

فيقول الله عز وجل :
اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى فتطرح روحه ثم قرأ :
(ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير او تهوي به الريح في مكان سحيق)
فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه قيقولان له : من ربك ؟ فيقول : هاه هاه لا ادري..
فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : هاه هاه لا ادري ..
فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هاه هاه لا ادري ...
فينادي منادي من السماء :
أن كذب عبدي فافرشوا له من النار، وافتحوا له بابا الى النار .!
فيأتيه حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ،
ويأتيه رجل قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوءك هذا يومك الذي كنت توعد
فيقول ومن انت فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر؟ فيقول أنا عملك الخبيث فيقول رب لاتقم الساعة

فيا ترى نصدق من ؟
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق المصدق ، إن هو إلا وحي يوحى ..
أم نصدق هذه القصص وأصحابها وهم يسوقون إلينا زخارف أقوال !!
يبقى سؤال قد يوجهه بعض من يقرأ هذه الكلمات إليّ :
فكيف تفسر هذه الظواهر ؟
هذا ما قد أعرج عليه في لقاء آخر ..
فقط أردت أن أقرر هنا خطورة مثل هذا الموقع ، ومتابعة مثل هذه التجارب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته