العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > ســـوالف الأصــدقـاء العامـــة > الأجازة الصيفية
المشاركة في الموضوع
فتى دبي فتى دبي غير متصل    
عضو نشيط جدا دبي  
المشاركات: 845
#1  

إن أهمية الوقت تنبع من أنه هو الحياة، فما الحياة إلا هذه الدقائق والساعات والأيام التي يعيشها الإنسان، والشاعر يقول:

دقات قلب المرء قائلة له

إن الحياة دقائق وثوان

ونحن نجد في القرآن لكريم أن الله عز وجل أقسم بالوقت فقال تعالي والليل إذا يغشي والنهار إذا تجلّي وقال تعالي والفجر وليالٍ عشر وغيرها من الأقسام التي تبين بوضوح عناية القرآن الكريم بالوقت عموماً، وفي السُنة المشرفة اهتمام كبير أيضاً بالوقت ففي الصحيح أن رسول الله ^ قال اغتنم خمساً قبل خمس، حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك ، وهذا الاهتمام بالوقت في القرآن السنة يجعلنا نقول إن الإنسان المسلم لا فراغ عنده حيث أنه منشغل بالدنيا وبالآخرة معاً.

وأما وقت الفراغ أو الوقت الحر الذي لا يرتبط بضرورة أداء واجب، والذي يتحرر فيه الإنسان من التزامات وضرورات الحياة، وتكون له الحرية في قضائه كما يريد ويرغب، فإن أهميته تنبع من أنه وقت الاستجمام والترويح يستعيد الشخص فيه- عن طريق الترويح- نشاطه فتزداد حيويته وينمو إنتاجه في كل المجالات، ومن خلال وقت الفراغ يمكن الارتقاء بالفرد وتنمية شخصيته بصورة متوازنة ومتكاملة، أما تضييع الفراغ أصلاً فهذا هو ما حذر منه الرسول ^ كما جاء في البخاري نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ .

ومن هنا كانت الدعوة إلي استغلال هذا الوقت الاستغلال الأمثل فيما يفيد الفرد والمجتمع وهذا ما سوف يأتي الحديث عنه فيما يلي. وبما أن الوقت عموماً ووقت الفراغ خصوصاً بهذه الأهمية الكبيرة فإن هذا يدفعنا إلي سؤال مهم أيضاً هو:

كيف نستفيد من وقت الفراغ؟

وللإجابة علي هذا السؤال نقول:

إن استثمار وقت الفراغ من الأسباب المهمة التي تؤثر علي تطورات ونمو الشخصية، وهو من المشاكل المهمة التي توليها المؤسسات والهيئات الاجتماعية كثيراً من العناية والاهتمام، ويرتبط استثمار وقت الفراغ ارتباطاً وثيقاً بالعمل التربوي في المؤسسات التربوية الشبابية كالمدارس والجامعات وأندية الشباب، ويبدأ هذا الاستثمار بتوعية الشباب بأهمية استثمار وقت الفراغ بصورة تعود علي الفرد وعلي الوطن بالفائدة، ثم بعد ذلك تبتكر الطرق المناسبة لاستثمار الوقت علي أساس مبدأ الحرية في الإبداع والخلق الإنساني، فعملية الإبداع الفني أو الأدبي لا يمكن أن تنمو إلا في مناخ الحرية والاستقلال واحترام الذات الإنسانية حيث لا إلزام لا ضغوط.

وفي ظل ما سبق نجد أن المعالجة الفلسفية لوقت الفراغ أكدت علي أهميته، وتراوحت الأهداف بين تمضية وقت الفراغ واستغلاله، يقول هربرت ريد المجتمع السليم لا توجد به مشكلة وقت فراغ، إنما هو وقت ندخره للراحة والتأمل والترويح في حياة مفعمة بألوان النشاط الخلاق، حينئذ تختفي الفوارق بين العمل واللعب، وبين المهنة والترويح ويصبح الإنسان إنساناً بكليته وشموليته .

ونشير هنا إلي بعض النقاط المهمة التي وردت في ميثاق الفراغ الدولي الصادر في يونيو 1970:

1- التأكيد علي حق كل إنسان في الوقت الحر يشغله ببرامج يستفيد منها.

2- حق الفرد في الاستمتاع بوقت الفراغ بحرية تامة.

3- حق كل فرد في استخدام المنشآت والخدمات المتاحة للاستمتاع بهذا الوقت.

4- تهيئة سبل ممارسة الأنشطة الترويحية مثل الرياضة والتنزه والفنون والأشغال وغيرها.

5- توفير الإمكانات اللازمة لممارسة الأنشطة الترويحية.

6- حق كل فرد في تعلم واكتساب المهارات الترويحية وهذه مسؤولية المنزل والمدرسة والمجتمع.

7- التنسيق بين جميع الهيئات العاملة في مجال أوقات الفراغ.

ننتقل الآن إلي الحديث عن الانشطة والبرامج التي يمكن الاستفادة منها لاستثمار الوقت الحر استثمارات جيداً.

فمن هذه البرامج والأنشطة:

1- البرامج الثقافية: وتشمل الانظمة الدينية وفيها مراكز تعليم وتحفيظ القرآن الكريم التابعة للدولة في المساجد والمدارس والاندية وغيرها، وكذلك الانشطة الاجتماعية، العلمية، والفنية بصورة عامة.

وهنا ينبغي التنبيه إلي أهمية الانشطة الصيفية التي تمارسها أنديتنا، حيث ان برامج وفعاليات هذه الانشطة منوعة ومهمة جداً.

2- برامج تربوية وتعليمية وتشمل أنشطة التنمية والمهارات وتعليم الحرف المختلفة التي تقوم كثير من الهيئات في الدولة علي تنظيمها والاشراف عليها والدعوة إليها.

3- برامج رياضية: وهي متاحة للشباب في أنديتنا المختلفة وإمكاناتها كبيرة ومتعددة ومفيدة.

4- برامج خيرية: وقد تدخل هذه ضمن الانشطة الاجتماعية لكن أهميتها

تبرز من حيث كونها أنشطة تطوعية خيرية تمتد خدماتها إلي خارج البلاد.. ولذلك فهي تحتاج إلي المشاركة الدائمة من شبابنا لتفعيل مهامها.

ومن المهم ان تشارك المدارس والمساجد والاندية والهيئات والمراكز الشبابية في إقامة وتنظيم هذه الانشطة والبرامج، وأن تركز علي احياء التراث والتقاليد الوطنية لتربية الشباب علي أساسها، علي ان تتنوع بين المعسكرات وخدمة البيئة وبين التنمية الذاتية والمهارية.

ويمكن الاطلاع علي تلك البرامج والفعاليات الترويحية في الجهات المختصة كالاندية الرياضية والعلمية والثقافية وبيوت الشباب وغيرها.. ونتحدث بعد ذلك عن المشاكل التي يمكن ان تنشأ عن عدم استغلال الوقت:

1- إذا كان استثمار وقت الفراغ ينمي القدرات وينفع فإن عدم استغلاله يهبط بالمستوي ولا يؤدي إلا إلي التخلف بصورة عامة.

2- انعدام الشعور بالمسؤولية وانحطاط الثقافة ومستوي التعليم.

3- هبوط قدرة الشباب علي الابتكار والابداع العلمي والادبي والفني.

4- تفكك الاسرة حيث لا توجد البرامج التي تجمعهم لقضاء وقت الفراغ.

5- تعارض القيم داخل الاسرة الواحدة مما يجعل افرادها فريسة للصراعات النفسية.

6- شعور الأبناء في الاسرة بعدم الطمأنينة نتيجة المشاحنات العائلية وعدم الاستقرار مما يولد فيهم الاحساس بالضعف والخوف والحرمان، وهذا يدفعهم إلي الانحراف وممارسة السرقة ويصيبهم كذلك بالامراض النفسية.

7- التناقض والذبذبة والاهمال والعدوانية تصبح هي الصفات الغالبة علي افراد الاسرة التي لا يستغل افرادها أوقات فراغهم بصورة طيبة.

8- تصدع أركان الاسرة وتشرد أفرادها.

9- التأثير بصورة مباشرة علي المستوي التعليمي لأبناء الاسرة.

أما إيجابيات استثمار أوقات الفراغ فهي كثيرة يمكن ان نلخصها في النقاط الآتية:

1- يتمكن الفرد من اشباع حاجاته الجسمية بممارسة الرياضة والتنزه والمعسكرات والرحلات وغيرها.

2- يصبح الفرد اجتماعيا بالعمل والتعامل بروح الجماعة في العديد من الانشطة الترويحية أو الاجتماعية أو الثقافية.

3- تنمية القدرات العلمية والعقلية حيث يكتسب الفرد المزيد من الخبرة والمعرفة والمهارة وتعلم الجديد المتطور.

4- معالجة الدوافع اللاشعورية التي تدفع للسلوك المنحرف عند الفرد.

5- الترابط الاسري بتكوين الفرد النافع الصالح.

6- تنامي قدرات المجتمع بازدياد امكانيات افراده.

إذا يجب أخيرا ان لا نتناسي ان الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك فعلينا الحرص كل الحرص علي قضاء أوقاتنا بما يرضي الله سبحانه وتعالي لقوله عز وجل: وإذا فرغت فانصب وإلي ربك فأرغب.

فالمؤمن الحق المجتهد ليس له وقت فراغ يذهب سدا، لذلك فإن استغلال الوقت في كل مفيد يحقق النفع علينا وعلي مجتمعنا، مهما كان ذلك الوقت والعمل متواضعا، طالما يصب في الصالح الخاص بتنمية قدراتنا العقلية والعلمية والجسدية والصالح العام، بما يعود بالنفع علي وطننا الحبيب قطر في جميع المجالات

فتى دبي غير متصل قديم 29-06-2001 , 02:36 PM    الرد مع إقتباس
زين الزين زين الزين غير متصل    
عضو جديد  
المشاركات: 29
#2  

بارك الله فيك

واسال الله ان نجد من يتعض ويستفيد من وقته واجازته كما يجب ان يكون

زين الزين غير متصل قديم 29-06-2001 , 06:09 PM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.