|
|
عضو نشيط جداً
|
|
المشاركات: 454
|
#28
|
أرجو أن تقرأي كلماتي بتمعن فإنها من القلب 0
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أختي في الله ، إن الحب الذي تذكريه لهو أخطر أنواع المعاصي ، ووالله يا أخية ليس هذا بمتعة إنما هو من تلبيس الشيطان ، أعلم مقدار تملك هذه الرغبة للقلب والعقل والفكر ، وكم يعاني صاحبها ما يعاني ، من تفكير ، ومن رغبة ، ومن ظلمه لنفسه بهذا الحب ، إنه كالحريق الذي أراه يحرق بيتك وثيابك وبيدك الماء ولا تريد أن تطفئه ، وكم أتألم لأجلك لأن ما تعانيه لا يتصوره إلا من جرب ، فما أفظع الهوى إنه لقتال بغير بسلاح 0
ولكن أخيه احمدي الله بل واشكريه ، بل واسجدي سجود الشكر له أن أشعرك بخطيئتك وأيقظك من غفلتك ، ونجاك من سقطة قد لا تقومي بعدها أبدا إلا على باب جهنم ، ما أحلم الله علينا بني أدم ، إن الرحمن أراد بك خيرا إذ ضيق عليك العيش فإن هذا علامة بقية من خير وحياة للقلب فاستمسكي بها وفري إلى الله من نفسك ، واسأليه أن يعيدك إلى باب العبودية ذليلة خاضعة ، فإن لديغ الهوى إذا أهمل رقية نفسه هلك وغدا السم إلى قلبه فأفسده ، وقد ظلمت نفسك ظلما عظيما حين تركت حصن القلب بلا مفتاح يعبث به الهوى 0
فدائما بداية الشر يكون للمتعة والتسلية ثم ينقلب إلى هم وغم 0
أختاه 000 قد تكوني وفرتي كل سبل الحذر حتى لايعلم أهلك ، لكن هل نسيتي علام الغيوب ، أما أخجلك نظره إليك وانتي بتلك الحالة المقيتة ، أنظري كم أقترفت من أثم يداك ، كلمت رجلا لا يحل لك بما لا يليق ، وأوقعته في شباكك ودعوته للحرام ، وكنت من النساء الي قال فيهن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اتقوا الدنيا واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء )) والأعظم عرضت نفسك للعنة من الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ومادام قد كان ما كان ، فلننسى ماكان ولنتدارك ما بقي ، ووالله أن داعي الفتنة قوي ، وأن الإنسان ضعيف إن لم يتسلح بالإيمان وبالالتجاء للكريم المنان ، فأولا إلجائي إلى الله و اعرفي قيمة ما فقدت ، وعظيم ما فرطت ، وتداركي مافات بالتوبة والاستغفار والفرار إلى الله بالدعاء والتضرع أن يعيد قلبك إلى حمى العبودية ، والرضا باختياره لك وابتعدي عن مزالق الفتن ، ولا تنسي يوسف عليه السلام عندما دعي للفتنة وهو فتي غريب ، أمام جميلة غنية لها سلطة عليه ، ماذا كان دعاءه : " رب إلا تصرف عني كيدهن أصبو إليهن وأكن من الجاهلين ، فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن إنه هو الغفور الرحيم " لقد علم الله صدق نبيه عليه السلام ، فاستجاب له ، (فـ ) تدل على السرعة في الاستجابة 0
وحاسبي نفسك كيف رضيت أن تدنو الهمة فيكون الحرام أحب إليك من الحلال ، نتائجه الحزن والهم الغم 000
وما أنت إلا مخلوقة ضعيفة من خلق الله قلبك بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ، كيف بك لو أعرض عنك وأبغضك بعد أن يقضي وطره وحاجته ، بعد محبة ، وعاداك بعد مودة ؟؟ كيف يكون حالك ؟؟ إنها والله غاية الذل 0 وهذا ما سيحدث حقيقة لا مرية فيها 0 وثقي أنك لو أعطيته معلوماتك فلن يتقدم لك مهما حدث ، فهل يثق بك وقد حادثته دون صلة شرعية ؟؟؟؟؟؟
وليكن ما تشعري به من رغبة في لقاء ذلك الذئب وحب كاذب وهوى مضل ، وألم طاغي لحرمان نفسك هذه الرغبة 00 ليكن عمل صالح تتقربي به إلى الله ، ألا تذكرين حديث الثلاثة الذي حبسوا في الغار ، كان أحدهم يقول أن له أبنت عم أحبها ، فتزوجت غيره ، فلما احتاجت إليه رضيت منه بالحرام ، فلما ذكرته بالله ارتدع وتوقف ، وقال في دعائه : اللهم إن كنت تعلم أني ما تركتها إلا خوفا منك وهي أحب الناس إلي ، فافرج عنا ما نحن فيه ، فماذا كانت النتيجة لقد استجيب دعائه بفضل تركه للحرام ، وتذكري قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : (( من ترك شيئا لله عوضه الله خير منه )) حديث ضعيف صحيح المعنى ، فها هو يوسف عليه السلام لما أعرض عن امرأة العزيز عوضه الله بملك الدنيا ، وهاهو صاحب الغار لما أعرض عن الحرام كان من مستجابي الدعاء ، فاصبري أخية فبعد نار الهوى ستجدي لذة لا يضاهيها لذة إن استطعت غلبة هواك ، وتحملت كل تلك الآلام لربك تعالي 0
واحذري أخية حدود الله ، وتذكري قوله تعالى : " والذين لا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما ، يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا ، إلا من تاب وآمن وعملا عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات 00" فيا لله ما أشد عقوبة الزنى : " يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا " ولعظمته ربطه الله بالقتل ، لأنه قتل للطهر والعفاف ، والكرامة ، ويا لله ما أعظم جزاء التائب من الذنب قال صلى الله عليه وسلم : (( التائب من الذنب كمن لا ذنب له )) وكذلك تبدل سيئاته حسنات : " يبدل الله سيئاتهم حسنات " 0
فهيا أخية شدي الهمة ، واربطي على قلبك برباط الصبر ، وأصمي أذنيك عن شيطان الهوى ، واقتلي ذاك الجنين المشوه الذي يكاد يودي بك إلى الجحيم ، وتذكري أن خير عون لك هو الدعاء ، ثم الدعاء ، ثم الدعاء ، وصدق الالتجاء إلى الله بقلب تائب نادم على ما مضى من تفريط ، توبة صادقة ، توبة معترف بتقصيره وجهله ، توبة منيب ، خالصة لله ، عازمة على عدم العودة ، واتركي ذلك الجهاز اتركيه انبذيه ، لا تتركيه في مكان تراه فيه عيناك ، وإن اضطررت لوجوده فليكون معك رقيب من أهلك ، أنت اجعليه الرقيب ، فليس هو بمن يعلم الغيب ، واستشعري أن هذا الرقيب لا يعلم بما يحدث وقد يحدث ، واذكري أن هناك من يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور 0
قد أطلت عليك أخية وهذا مجمل ما عليك عمله :
1 – الابتعاد عن النت فترة كافية حتى تجتازي هذه المحنة ، وما يشمله من مقاطعة لكل خائن لدينه وأمانته 0
2 – التعوذ بالله من الشيطان الرجيم كلما عن في خاطرك ذكراه أو كلماته 0
3 – اللجوء إلى الحلال بقبول من يتقدم لك مما يرضى الله دينه وأمانته
- ولا تنسي الصوم ، أكثري من الصوم ، فإنه يطفأ الرغبة ويهذب النفس ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ))
4 – تذكر عاقبة هذه الأفعال الوخيمة التي بدت لك أشراطها فأيقظتك من سكرته 0
5 – تذكري أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه 0
6 – الارتباط الصادق بالله بالدعاء والإكثار من أدعية الكرب 0
7 – قيام الليل والدعاء في ذلك الوقت فإن سهام الليل لا تخطيء 0
وأخيرا أعانك الله على هذا البلاء وثقي أن الصبر على هذه الفتنة لهو أعظم أنواع الصبر ، وهو الذي تحمد عقباه لأنه صبر اختياري لم تجبري عليه من أحد إنما فاعله الخوف من الله ، وخشية عقوبته
|
|
19-08-2002 , 07:13 AM
|
الرد مع إقتباس
|