ابو عبد الرحمن ... لعلك تقصد ( الاحتباك ) بالحاء وليس بالخاء
خذ الإجابة ولعلك تنتفع بها ..:
الاحتباك فن عزيز من فنون البلاغة ، وسر لطيف من أسرار هذه اللغة ، وهو من ألطف أنواع البديع،
وأبدعها. وقلَّ من تنبَّه له، أو نبَّه عليه، من أهل فنِّ البلاغة- كما قال السيوطي في (الإتقان)
قال الجرجاني:
الاحتباك : هو أن يجتمع في الكلام متقابلان، ويحذف من كل واحد منهما مقابله، لدلالة الآخر عليه
كقوله: علفتها تبنا وماء باردا .....أي : علفتها تبناً، وسقيتها ماءً بارداً.
ونقل الزركشي عن الأندلسي قوله في شرح(البديعية):
” من أنواع البديع:(الاحتباك) ؛ وهو نوع عزيز وهو أن يحذف من الأول ما أثبت نظيره في الثاني،
ومن الثاني ما أثبت نظيره في الأول
....
وبعبارة أخرى: هو أن يحذف من كل جملة شيء إيجازاً ويذكر في الجملة الأخرى ما يدل عليه
ومثاله من القرآن الكريم :
( قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة )
" ( فئة ) أي مؤمنة، ولم يصرح أنها مؤمنة ولكن دل عليه قوله :( تقاتل في سبيل الله )
أما الأخرى فقال عنها ( كافرة ) _ مقابل مؤمنة هناك _
ولم يقل : تقاتل في سبيل الشيطان.. ولكن دل على ذلك قوله في الجملة الأولى عن المؤمنة
( تقاتل في سبيل الله ) ..
ومثال آخر :\
( الذي فطرني وإليه ترجعون )
قال : فطرني ..ولم يقل إليه أرجع
وقال ترجعون .. ولم يقل الذي فطركم
فحذف من الجملة الأولى ما دل عليه في الجملة الثانية
وحذف من الجملة الثانية ما دل عليه في الجملة الأولى
فأصل الكلام هكذا : الذي فطرني وإليه أرجع ، وفطركم وإليه ترجعون
مثال ثالث من القرآن :
( فاستغفره إنه كان توابا )
أصل الكلام : استغفره أنه كان غفارا
وتب إليه إنه كان توابا ..
وذلك لأنهما مقامان مختلفان ..
فحذف من هنا ما دل عليه هناك .. والعكس ..
والأمثلة كثيرة .....
والخلاصة :
أن الاحتباك : هو أن يحذف من أحد شقي الكلام نظير ما أثبته في الثاني ومن الثاني نظير ما أثبته في الأول..
إن شاء الله يكون الشرح مفهوم وواضح ..