عندما نعود إلى رواية بمستوى " البؤساء" للكبير فيكتور هيجو، من المستحيل ان نمر بكل تلك الأحداث مرور الكرام، لا لشيء سوى لأن الأدب الراقي هو الذي يجعلك تقف قبالة كتاب كبير و أنت في كامل أناقتك الفكرية، تسحب كرسيا و تجلس عليه، و أحيانا تجد متعة القراءة بانتظار وصول الباص..
مشهدية لا تتوفر كثيرا في العالم العربي، لكنها تحدث لبعضنا، و تحدث فقط لأننا نقف أمام واحد من الذين تركوا بصماتهم الرهيبة على الأدب العالمي و الفرنسي.. إنه ببساطة و مرة أخرى فيكتور هيجو..
إنسانية قبالة حب مبتور:
من يقرأ لفكتور هيجو يتساءل رغما عنه عن السبب وراء تلك الشحنة من التناقضات غير المحتملة في رواياته، لكنه يكتشف أنه يتعاطف معه لأنه يتعاطف من خلالها مع أبطاله البؤساء و الفقراء و المظلومين و العشاق أيضا.. ألم يكن أحدب نوتردام واحدا منهم..؟ ذلك الشخص الرقيق قلبا و الذي لم يكن في عيون الآخرين أكثر من صورة بشعة يتقززون منها.. لهذا استقرت حياته في دهاليز تقابلها الأجراس التي أصابته بالصمم.. لأنه حين يقرعها، يتذكر أن عليه أن ينسى ما يوجد خارجها من صخب و من عواء غير إنساني و موجع..
أحدب نوتردام هو العاشق الذي يكتشف خاصية الحب الجميل و المستحيل فيه.. يكتشف أن له قلب يخفق و أن ثمة جميلة تنظر إليه بشفقة، و لكن بصدق انساني نادر.. و ربما يتحول إلى ما يشبه الأسطورة التي تحققت فيما بعد على شكل" الجميلة و الوحش" بيد أن الجميلة ظلت جميلة و الوحش ظل يجر غربته و إحساسه الرهيب أنه ظلم مرتين، مرة بنظرة الآخرين له و مرة بعدم قدرته على إقناع العالم أنه إنسان و أن له كل الحق في أن ..... يتحرر من تلك الأجراس الهلامية التي كانت تدق و تدق و تدق في رأسه و في قلبه و فيما جاء من بعده أيضا...!
أحدب نوتردام شاعرية من نوع آخر و حزن من النوع الجميل.. يجعلك تشعر أن الحزن ليس سيئا و لا بشعا بل إنه ضروريا أحيانا ليغسل أشياء ضرورية في الحياة..
أحدب نوتردام، عاد في الشهر الماضي إلى باريس في مسرحية احتضنها المسرح الكبير في العاصمة الفرنسية و حضرها جمهور غفير.. لا ليتفرجوا على الأحدب الخرافي الذي عاد إليهم هاربا من كتاب سجنه في سجال أبدي، بل ليستشعروا تلك الإنسانية العميقة التي أراد فيكتور هيجو أن يعـبّـر بها عن نفسه فعبرت عن كل العالم من بعده.. أحدب نوتردام هو الكائنات المكسورة لأنها المغيّبة.. هو الذي بقي إلى هذه اللحظة مثيرا للجدل في صورة حزنه المدهش.. ذلك الحزن الذي صنع اليوم جغرافية الأدب الفرنسي في زمنية هيجو
إليكم الرواية كاملة...
أحدب نوتردام
برابط مباشر شغال 100%
من هنا:
http://www.4shared.com/file/4714549/6bdb2a20/ahdab.html