|
عضو شرف
|
الإمارات - أبوظبي
|
المشاركات: 7,043
|
#1
|
المراجع:[*] سلسلة فنون التعامل مع الناس (د. علي الحمادي)[*] العادات السبع لأكثر الناس نجاحاً (ستيفن كوفي)[*] النجاح للمبتدئين (زيج زيجلر)
تمهيد
موضوع التعامل مع الآخرين يحتاج إلى مجلدات ضخمة لكي نحيط به، والدين كما تعلمون هو المعاملة، ولا يكفي أن نطرح سلسلة من خمس مواضيع لتحيط بهذا المجال، لكننا في هذه السلسلة سنضع الخلاصة المختصرة المهمة لكل فرد، وهي القيم والمبادئ التي نرتكز عليها في تعاملنا مع الآخرين.
لماذا نتعامل مع الآخرين؟
سؤال غريب، لأن إجابته بديهية جداً، لأننا نعيش بينهم! لأن الإنسان لا يستطيع العيش من غير الاعتماد على غيره أبداً، وفي إحصائية تبين أن الإنسان يقضي 80% من يومه في التواصل مع الآخرين، وكذلك الإنسان الناجح لا يعتبر ناجحاً إلا لأنه يقدم فائدة للآخرين ويعتمد على الآخرين في نجاحه، فلا نجاح من دون علاقات وتعامل مع الآخرين. والإنسان يكون في تواصل مع الآخرين منذ ولادته وحتى وفاته، وفشله في التعامل مع الآخرين هو فشل في حياته.
ولو أبصرنا في سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم سنجد إنها عبارة عن أحداث وتفاعل وأخلاق راقية في التعامل مع الآخرين، وكان صلى الله عليه وسلم مثلاً يقتدي به في التعامل مع الآخرين، فهو الذي تعامل مع الصغار والكبار، ومع النساء والرجال، مع الأمراء والفقراء، مع العبيد والأحرار، مع العلماء والجهال، وفي كل موقف كان صلى الله عليه وسلم يرسم لنا أسلوب التعامل مع الآخرين.
والدعوة لهذا الدين لا بد أن تكون من بوابة التعامل والخلق الحسن، فالمسلمون الجدد عادة ما يقولون أن الأخلاق الحسنة للمسلمين هي التي دفعتهم لاعتناق هذا الدين، ولطالما سمعنا عن أناس أسلموا لأن مسلم قدمهم على الباب أو أفسح له الطريق أو أعطاه شيء من دون انتظار المقابل، وكل هذه الأخلاق الطبيعية عندنا يفتقدها غير المسلمين.
إن القاعدة الأساسية في تعاملنا مع الآخرين يجب أن تقوم على نقطتان أساسيتان، النقطة الأولى وهي النية، لماذا نتعامل مع الآخرين ونحسن المعاملة معهم؟ لمصلحة دنيوية؟ أم لوجه الله؟ إن الغربيين في كتبهم يحاولون بقدر الإمكان أن يبنوا نظرياتهم في التعامل مع الآخرين على أساس الحب الخالص أو المبادئ الإنسانية، لكنهم يفشلون، فما نراه الآن هو التعامل بقدر المصلحة والعائد فقط، لكن ديننا يعزز هذا الأمر بالنظرة إلى الآخرة والأجر.
فالمؤمن يتعامل مع الآخرين وعينه على الجنة، يقدم الخير لهم ولا ينتظر المقابل منهم ليحصل بذلك على الأجر الجزيل والثواب العظيم الذي يعده لليوم الآخر، هذا الفرق بيننا وبين الغربيين أو غيرهم، إنهم مساكين، ينظرون بعين ضيقة لا تتعدى هذه الدنيا الفانية فلا بد أن يكون تعاملهم ضيق بقدر ضيق نظرتهم القاصرة.
لذلك أحسن إلى الناس وأنت تنوي الخير لهم بدون مقابل، وستجد في ذلك الخير والسعادة في الدنيا والآخرة.
النقطة الثانية في أساس تعاملنا مع الآخرين هي الحب الخالص، ونضرب مثالاً على ذلك، الوالدين يحبون أبنائهم بلا شك، لكن لماذا يغضب الأب من رسوب ابنه في المدرسة؟ أيغضب لأجل ابنه أم لنفسه؟ الكثير من الآباء يفكر في قرارة نفسه ويقول: ماذا سيقول عني الناس؟ بمعنى أنه غاضب لنفسه لا لابنه، بمعنى انه يفكر بمصلحة نفسه، بمعنى أن حبه مشروط لابنه، يجب علينا أن نحب الآخرين بسيئاتهم وحسناتهم، نحن نحبهم لذواتهم مهما فعلوا، فإن أحسنوا الفعل شجعناهم وإن أساءوا قومناهم، لكن لا نجعل حبنا لهم مقابل فوائد نحصل عليها منهم فذلك يعني انتهاء العلاقة بانتهاء الفائدة المرجوة منها وهذا ما يعاني منه الكثير.
|
|
28-01-2001 , 11:59 PM
|
الرد مع إقتباس
|