* ( وعاد الشتاء )
الحطب المشتعل ..
والنار المتوقدة ..
والجمر الملتهب ..
وألوان النار .. ورائحة الدخان ..
كلها لا تذكرنا إلا بشيء واحد ..
الشتاء .. وقصصه الجميله المخيفه المرعبه.
نعم .. عاد الشتاء بلهيبه البارد ..
و جمره الدافئ ..
عاد بمطره .. بغيومه برعده وبرقه ..
تلك التي لا تزيد القلب
إلا عجبا ً لألوان الخالق ..
وهكذا في كل عام ..
يقبل نوفمبر ..
ويحمل لنا الخيرات ..
المطر .. والريح الشديدة الباردة ..
والدخان المتصاعد من المدفأة ..
نعم .. لا يسعني القول الآن إلا..
أهلا ً بالشتاء ..
وأهلاً بقصصه وسوالفه وأهلا بالأعضاء الكرام الذين يحبون أن يتفاعلوا مع موضوعنا الشتوي . لنجعل شتائناً دافئاً يقربنا من بعضنا البعض ويجعل لنا مرجعاً للقصص كلما أتى الشتاء. فللقصص وللشتاء ، انفعالات وحنين.
إليكم قصه من قصص الشتاء
((عميان في رحله بريه))
من بعض سوالف الكدادين اللي نسمع فيها:::
كان في كداد (سواق اجره خصوصي) ماشي في يوم من الايام المهم جاه ولد وقاله ابوي يبيك:
استغرب الكداد من طلب الولد وراح معاه يوم وصل لابو الولد وعرف انه اعمى قال بنفسه
هذا رجال كبير بالسن واعمى الا ابي اخدمه بعيوني:
يوم كلم الشايب قاله حنا نبي نروح للبر ونبيك توديني انا واخوياي. .
تعرف الأجواء طيبه . .
المهم شال العزبه من بيت الرجال يوم راح لاخوياه والا كلهم عميان قال الكداد انتم اللي تبون تطلعون للبر قالوا ايه....
قال...وشلون بس انتم عميان!!؟
قالو ماعليك المهم ان الكداد تضايق وشلون يبي يسوي فيهم ....
هو يطنشهم ويمشي ولا وش يسوي ...
المهم راح بهم للبر يوم وصلوا للمكان اللي هم يبون شاف من العميان شيئ عجيب
اللي ينزل العزبه واللي ينزل الحطب واللي يشب النار ..
واحد منهم قام يسوي القهوه ...قال الكداد انا ابي امشي ..
لكنهم حلفوا عليه الا يتقهوى معهم ويمشي . . يوم تقهوى
قال انا استاذن ابي امشي للديره....
وقبل لايمشي سألوه وين .. .. وين موقع ماء المطر .. رد عليهم ...
قال بعد حوالي مئة متر من هنا على يمين يدك يافلان...
المهم راح الكداد وبعد مسافه قصيره وقف السياره وقال الا اشوف هالعميان وش يبون يسوون وهم مايشوفون
لا وبالبر وبهاليوم البارد أخاف يجيهم شي وما يقدرون يدافعون عن انفسهم.....
والله ويقرب على رجليه ويقعد يناظرهم بدون مايحسون فيه.....
قال كبيرهم:: ....
انت يافلان وفلان اجلسوا عند عزبتنا وقطعو البصل واللحم والطماط.....اما الباقين معي..
وخذا خمسه من اخوياه. وخذوا معهم قدور يجيبون الماء ويوم مشوا كم متر جلس واحد وقاله اذا ناديتك جاوبني...
وكل كم متر يجلس واحد لما وصل للماء.....
كل هذا يصير والكداد يراقبهم ومستغرب كيف يسوون كل هالشغل وهم عميان....
المهم عبو مواعينهم بالماء ويوم بغى يرجع صوت للاول ورد عليه ..
وصار يمشي على صوته لما وصل له...وعلى هالطريقه لما وصلو لأخوياهم اللي تركوهم عند العزبه......
وبدو بالطبخ وشبو نيرانهم وركبو قدرهم على النصايب......
كل هذا يصير والكداد يراقبهم ومتعجب من شغلهم....
والله وهو ينسل الكداد من عندهم يوم انه تطمن ورجع للديره...
وهو يردد الأيه ((انها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور))
ويوم جاء المغرب رجع لهم يبي ياخذهم وإلا هم مرتبين العزبه وكابين الشاي وماهم مخلين الا القهوه عشان يتقهوى الكداد ويمشون....
وهو راجع بهم بالطريق قالوا له حنا على هالحال لنا سنين كل ماطرت طلعنا مثل هالطلعه.
فسبحان الذي اذا اخذ شيئا عوضه الله خير منه.
اتمنى ان تنال اعجابكم
مـــــــــنــــــــــقـــــــــول