يقول الحق تبارك وتعالى :-
وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ (106) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107) قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ (108) .
ابدأ ردي بإبتسامة أخي روتي ...
فمن يقرأ هذه الآيات تتضح له أمور عدة منها ...
أن أرض الله يرثها عباد الله الصالحون ...
فلو توقفنا هنا برهة لأتضح لنا أن ما نراه من نعم كثيرة بمقدراتها نجدها قد تولى عليها فئة قليلة العدد مقارنة بغيرها من إخوة العقيدة والدين في بقاع الأرض الأخرى ( وأقصد هنا دول الخليج ) .
فالكل يعلم تمسك أهل هذه البقاع من الأرض بدينها وقيمها وعاداتها وتقاليدها التي تستمد من تعاليم هذا الدين العظيم ...
ولم أقصد هنا تمييز هذه الفئة على غيرها ...
إنما اردت الإشارة إلى سياق الآية الكريمة ...
بلاغ لقوم عابدين ...
اي إعلان وتأكيد للقوم الذين يعبدون الله أن الصالحين منهم أعد الله لهم الكثير من خيرات هذه الدنيا ...
رحمة للعالمين ...
هو المصطفى صلى الله عليه وسلم ...
لم يرسله الله لفئة دون غيرها ...
ولكن الفهم إختلف بين الكثيرين من أتباع النبي الأمي ...
فمن الإختلاف في ضرورة تطبيق سنته إلى الإختلاف في التعبير عن حبه ...
وهو القائل (فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده).
صحيح البخاري .
فأين نحن من محبته ومن تحقيق قسمه علينا ؟ ( الله المستعان ) .
ونختم هذه الآيات بتساؤل من المولى عز وجل ...
فهل أنتم مسلمون ؟؟؟
أعلم أني أطلت هنا أخي ولكن سؤالي ...
هل نتعامل مع بعضنا كمسلمين أم غير ذلك ؟؟؟
فإن كنا نتعامل مع بعضنا كمسلمين فالحق أحق أن يتبع ...
يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) .
وواجب علينا نبذ دعوى الجاهلية وعلينا تحقيق الآية الكريمة في حياتنا ...
وإذا كنا نتعامل بغير ذلك ...
فلا يوجد أحد أفضل من أحد ...
فكوني خليجي قد أتصور أني أفضل من غيري وانا في بلدي ، فكيف يكون بي الحال لو سافرت إلى أي بلد آخر فهل أجرؤ على إعلان ذلك وتفضيل نفسي على الليبي أو الجزائري أو التونسي وآنا في بلادهم ؟؟؟
طبعاً لا إذا كنت عاقلاً طبعاً
والعكس صحيح لمن يقطن بلدي ويقيم معي ...
ولكن هي نزعه لا تبتعد عن إرتباطها بالجاهلية والعنصرية ...
فحريٌ بنا أن نتنبه إلى أن الأفضلية لا تكون إلا في التقوى التي ترفع قدرنا عند الله ...
أخي في الله روتي ...
لا أتهم من إتهمك بشيء سوى أني أرجو منه ومنك ومني ومن كل من يقرأ هذه الرسالة أن يتفكر في الآيات التي سقتها في ردي هنا ...
فقد نتعض ونتذكر أننا كلنا من آدم وآدم من تراب ...
فمن التراب جئنا كأجساد ونعود إليه ترابا ...
وتبقى أرواحنا المرتبطة بالخالق ...
إلى أين نسوقها ؟؟؟
أخوك
صدى الحق