العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > سـوالــف إســلامــيـة > ما حكم تعليم وتعلم البرمجة اللغوية العصبية
المشاركة في الموضوع
محب المكارم محب المكارم غير متصل    
عضو نشيط  
المشاركات: 140
#1  
ما حكم تعليم وتعلم البرمجة اللغوية العصبية
جمع وإعداد: محمد صديق




ظهر في الآونة الأخيرة ما يُسمى بعلم البرمجة اللغوية العصبية أو علم الهندسة النفسية، وهو علم يهدف إلى سبر أغوار التفوق البشري ومساعدة مفتقديه على اتباع وسائل وطرائق معينة للوصول إلى التفوق المنشود، وهو مزيج من علم النفس وعلم اللغويات، وكانت بداية نشأته في السبعينات من القرن المنصرم في أوروبا وأمريكا.


وقد أحدث عند بزوغه دويًّا هائلًا في الغرب، انتقل على إثره إلى البلدان العربية في بداية التسعينات، ولقد ثار حوله لغط كبير عن مدى شرعيته ودخول الفلسفة عليه، وعن مصادمته للعقيدة الإسلامية؛ لذا كان لزامًا علينا بيان الحكم الشرعي فيه خاصة مع انتشاره بين الشباب انتشارًا واسعًا.


الحكم الشرعي:

اختلف المعاصرون في الحكم الشرعي لهذا العلم:


الفريق الأول ـ ذهب إلى الحرمة:
ومجمع ما عولوا عليه:


1. احتواؤها على فلسفات قديمة تقول بوحدة الوجود، وتحتوي على كثير من المخالفات الشرعية مما يهدد العقيدة الإسلامية.


فهذا العمل ينافي التوكل على الله تعالى، ويجعل تعلق المرء بالأسباب تعلقًا كليًّا بل حتميًّا؛ لأنه ما من شيء يريده إلا والعقل الباطن ـ المعبود من دون الله تعالى ـ قادرٌ على فعله وإيجاده عند هؤلاء القوم؛ فبطل بهذا ما يعتقده المسلمون جميعًا من الإيمان بالقضاء والقدر، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه لا يوجد سببٌ إلا وهو مترتبٌ على سبب آخر، ومع انتفاء الموانع ووجود الأسباب التي خلقها الله تعالى يتحقق الإحراق من النار مثلًا؛ وهكذا كل ما خلقه الله تعالى لا يستقل بنفسه كسبب.


فما يزعمه هؤلاء من أن المرء قادرٌ على أن يصبح غنيًّا بمجرد رغبته وإرادته وتصميمه على ذلك، ـ وترديد عبارات: "أنا غني، أنا غني"، قبل النوم ـ كل هذا من الهراء المخالف لهذه العقيدة الإسلامية؛ فإن الإنسان لو أراد الولد وأنزل في الرحم لم يكن ذلك كافيًا لخلق الولد إلا بأسباب أخرى مع زوال الموانع.


كما أن اعتقاد ما ليس بسبب شرعًا ولا قدرًا من الشرك الأصغر؛ فكما أن التنويم المغناطيسي قد صدرت عنه فتوى العلماء بأنه نوع من الاستعانة بالجن والأسباب غير العادية التي خلقها الله تعالى، فكذلك التنويم الإيحائي والبرمجة اللغوية العصبية المزعومة ليست من الأسباب التي جعلها الله تعالى سببًا لا بوحيه ولا بقدره، فمن قام بها فقد أشرك شركًا أصغر، إن كان سلم من الشرك الأكبر باعتقاده تلك الأسباب تؤثر من دون الله تعالى.


يقول فضيلة الشيخ د.سفر الحوالي، أستاذ العقيدة والمذاهب المعاصرة بجامعة أم القرى ـ سابقًا ـ والداعية المعروف: (يجب علينا جميعًا أن نعلم أن الأمر إذا تعلق بجناب التوحيد وبقضية لا إله إلا الله وبتحقيق العبودية لله تبارك وتعالى؛ فإننا لابد أن نجتنب الشبهات ولا نكتفي فقط بدائرة الحرام، وهذه البرمجة العصبية وما يُسمى بعلوم الطاقة تقوم على اعتقادات وعلى قضايا غيبية باطنية، مثل الطاقة الكونية والشَكَرات والطاقة الأنثوية والذكرية، والإيمان بالأثير وقضايا كثيرة جدًّا، وقد روَّج لها مع الأسف كثير من الناس، مع أنه لا ينبغي بحال عمل دعاية لها).


وقال: (أعجب كيف بعد كل هذه الحجج يتشبث المدربون بتدريبات أقل ما يُقال عنها أنها تافهة، فكيف وهي ذات جذور فلسفية عقدية "ثيوصوفية" خطيرة؟! أنتم على ثغرة وأرجو أن أجد وقتًا للمساهمة ببيان خطرها للناس، فليس وراء عدم كتابتي في هذا الموضوع إلا الانشغال الشديد).


2. احتواءها على أنواع من الدجل والاستعانة بالجن والاعتماد على الغيبيات:


كالتنويم المغناطيسي مثلًا، جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: (التنويم المغناطيسي ضرب من ضروب الكهانة باستخدام جني حتى يسلطه المنوِم على المنوَم فيتكلم بلسانه ويكسبه قوة على بعض الأعمال بالسيطرة عليه إن صدق مع المنوِم وكان طوعًا له، مقابل ما يتقرب به المنوِم إليه، ويجعل ذلك الجني المنوَم طوع إرادة المنوِم بما يطلبه منه من الأعمال أو الأخبار، بمساعدة الجني له إن صدق ذلك الجني مع المنوم؛ وعلى ذلك يكون استغلال التنويم المغناطيسي واتخاذه طريقًا أو وسيلة للدلالة على مكان سرقة أو ضالة أو علاج مريض أو القيام بأي عمل آخر بواسطة المنوم غير جائز، بل هو شرك لما تقدم؛ ولأنه التجاء إلى غير الله فيما هو من وراء الأسباب العادية التي جعلها سبحانه إلى المخلوقات وأباحها لهم).


3. تقديمها وسائل علاجية نفسية واهية بديلًا عن الأدوية الشرعية من القرآن والسنة؛ مما يفصم الناس عن الالتياذ بدينهم:

يقول فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد: (أي راحة هذه التي يريد بعض أتباع الـ nlp وغيرها أن يدخلوا المسلمين في متاهاتها؟! استرخي، احلم، وتخيل! ثم إذا أُوقظت للعمل ثاني يوم، وإذا واجهت الواقع راحت الأحلام والخيالات!! أتضحك على نفسك؟! ما هذا الهراء الذي يقولونه، فعلًا إنها مأساة عقل).


الفريق الثاني: قالوا بالجواز بضوابط:

ومجمع ما عولوا عليه:


1. الأصل في الأشياء والعلوم الإباحة.

2. العلم غاية المسلم وهو يأخذ السمين ويطرح الغث.

3. احتواؤها على فوائد جمة مفيدة للمسلم.

يقول الدكتور سامي بن عبدالعزيز الماجد عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: (فعلم البرمجة اللغوية العصبية nlp هو علم يطور مهارات الإنسان وأداءه في مختلف مجالات الحياة، ويساعده على فهم الآخرين بصورة أفضل، وعلى كيفية التعامل معهم والتأثير فيهم، ويمكن الإفادة منه في مجال: التربية والتعليم، الصحة النفسية، الإدارة والأعمال، التدريب واكتساب المهارات، الدعوة والإرشاد، علاج الخوف والوهم، حل المشكلات، العلاقات العامة والخاصة .. إلخ.


وقد قرأتُ عن هذه البرمجة نبذةً مختصرة، تشكلت في ذهني صورة واضحة عنها، وسألت بعض من تعلمها؛ فلم أجد فيها ما يعارض الشريعة في حكم من أحكامها.


بل وجدت هذا العلم مما يحتاجه بعض الدعاة والمعلمين والتربويين في مجال عملهم، إن جهلنا لعلم من العلوم لا يسوغ لنا أن نذمه ونحذِّر منه ونحقِّر من شأنه، وكل ما في الأمر أن نسأل عن حكمه متى أحسسنا بشُبهة تحتف به، إن كون الشيء جديدًا علينا لا يعني أنه سيئ، ولا كون الشيء قديمًا معتادًا يعني أنه الأفضل والأسلم).


الضوابط:

1. طرح كل ما يتعلق بالعقيدة والفلسفة والتأثر بالديانات الوثنية:

يقول الدكتور خالد بن سعود الحليبي، وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالأحساء: (فقد كثر الحديث عن علم البرمجة العصبية اللغوية، ولعل بعض من تحدث لم يدخل ولا دورة واحدة من دورات الـ "nlp"؛ ولذلك فإن تصوره عنه ليس تامًّا، ولكني أخذت دورة في هذا العلم من ثلاثين ساعة، ومُنحت دبلومًا فيها، وقد قدمها لنا أحد طلبة العلم، يحفظ كتاب الله بعدة قراءات، ودرس الفقه والشريعة على عدد من المشايخ الفضلاء، وكان مبدعًا في ربط برنامجه بالتصور الإسلامي، دون أية محاولة للي أعناق النصوص لتطاوع ما يقول.


وما يُقال عن الطقوس الدينية القديمة وتداخلها مع هذا العلم، فهو من مسئولية المدرب بأن يتقي الله، فلا يُقدم إلا ما يتفق والتصور الإسلامي، ثم إني أوصي المدربين كذلك ألا يضخموا الجانب المادي والقدرات الفردية على الجانب الروحي، والقدرة الإلهية، فمهما كان الفرد قوي الإرادة منظمًا في حياته، مخططًا مبرمجًا نفسه بقدرة فائقة يبقى الأمر كله لله تعالى، ولعل حادث الهجرة أوضح من أن يفصل فيه، فقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم بعدد من الإجراءات الأمنية، ومع ذلك فإن المشركين وصلوا إلى فوهة الغار، وهنا قال الرسول صلى الله عليه وسلم للصديق رضي الله عنه: (ما ظنك باثنين الله ثالثهما) [متفق عليه، رواه البخاري، (3653)، ومسلم، (2381)].


والخلاصة: إن أي علم إنساني يأتي من الغرب فعلينا غربلته والاستفادة منه، فالوقوف في وجهه لن يوقفه، بل سيجعل وباله أشد حين يقدمه غير الصالحين، أما الآن فإن هذا العلم غالب من يقدمه هم من المعدودين في المستقيمين، هكذا نحسبهم والله حسيبهم، ولا نزكي على الله أحدًا، وهؤلاء وإن أخطأوا فعلينا النصيحة لهم، ولكن يبقوا أولى من غيرهم لتقديم هذه العلوم، على أني أُحذر من الفتنة بكل دخيل، من أن يكون بديلًا عن منهاج حياتنا، وتأسينا برسولنا صلى الله عليه وسلم.


يقول شاعر الأحساء الشيخ عبدالعزيز آل مبارك:


وخذوا من الغربي خير علومه وذروا قبيح خلائق وطباع


2. عدم الإغراق فيها:


يقول الدكتور عبدالله الفقيه: (فالبرمجة اللغوية العصبية "nlp" اختصار لـ: Neuro linguistic programming، وهو علم يبحث في أمرين: الأول: برمجة الجهاز العصبي لدى الإنسان على القناعات الإيجابية، والتخلص من القناعات السلبية ـ الاتصال بالذات ـ ومنه التحكم في التفكير والإدراك والتركيز والقيم، الثاني: برمجة لغة الاتصال بالآخرين حتى تكون مثمرة وفعالة، سواء كانت لغة الكلام أو لغة الحركات والعيون ـ الاتصال بالآخرين ـ، ولكل من هذين الأمرين في هذا العلم قواعد وضوابط يطول الحديث بذكرها.


وهذا العلم قد مر بمراحل حتى وصل إلى ما وصل إليه، فأصبح الآن يُدرَّس في أوروبا وأمريكا وبعض الدول العربية، وله معاهده ومتخصصوه ودارسوه، وهذا العلم مفيد في التغيير والتجديد والتطوير والتنمية للذات، ومفيد أيضًا في دعوة الآخرين وإقناعهم وكيفية التعامل معهم.


وبناءً على ما سبق؛ فإنه لا بأس في دراسة هذا العلم، بل إنه أمر مطلوب شرعًا؛ لِما له من الفوائد التي تخدم التعاليم الإسلامية، لكن ننبه هنا إلى أن واضعي هذا العلم قد أهملوا جانب اتصال العبد بربه، وإيمانه به وبقدرته وبقدره؛ لذا فإنهم ينظرون إلى الأحداث نظرة مادية مجردة، "النظر إلى الأسباب دون النظر إلى المسبِّب"؛ وذلك لأن واضعي هذا العلم هم من النصارى المتحررين.


لكن من الممكن أسلمة هذا العلم وإضافة ما يتوافق مع المبادئ الإسلامية وحذف ما يتعارض معها منه، مثله مثل علم النفس والاجتماع والمنطق، بل إن الموافقة فيه للإسلام أكثر من هذه العلوم، والمخالفة فيه للإسلام أقل منها بكثير، والله أعلم).


ويقول الدكتور ناصر العمر: (علم البرمجة العصبية من العلوم التي لا تخلو من فائدة، والأصل في تعلم الأشياء الإباحة حتى يقوم دليل على المنع أو الاستحباب أو الوجوب، وإذا كان قصد المسلم في تعلم "البرمجة" استثمارها في الدعوة والتربية؛ فهو مأجور على ذلك، مع الإشارة إلى أن هناك مبالغة في أهمية هذا العلم، ولا يخلو الأمر من دعاية مقصودة، والاعتدال في ذلك هو المنهج الصحيح، وكلا طرفي قصد الأمور ذميم).


المصادر:


1. فتاوى اللجنة الدائمة.


2. بحث للدكتور سامي الماجد، من موقع الإسلام اليوم.


3. فتاوى الشبكة الإسلامية.


4. فتاوى موقع الإسلام سؤال وجواب.





http://www.shareah.com/index.php?/records/view/id/3991/

محب المكارم غير متصل قديم 30-04-2009 , 06:22 PM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.